الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أبوداود السجستاني /

فهرس الموضوعات

أبوداود السجستاني

أبوداود السجستاني

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/27 ۱۶:۳۱:۴۳ تاریخ تألیف المقالة

أَبوداوُدَ السِّجِستانيّ، سلیمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشیر ابن شداد بن عمرو بن عمران الأزدي (202-275هـ/817-888م)، محدث و جامع السنن، ثالث کتاب من الصحاح الستة في الحدیث، وتُظهر نسبته السجستاني، وأحیاناً السجزي (أبوعوانة، 1/191) التي تلازم غالباً کنیته، أن أسرته کانت في سجستان. وذکر مؤلف تاریخ سیستان (ص19) أبا داود في عداد رجال تلک البلاد المعروفین. وإن نسبته إلی سجستان، قریة غیرمعروفة من قری البصرة (ظ: یاقوت، 3/44)، قول لایستند إلی أساس.

ینتسب أبو داود إلی قبیلة الأزد، کما تدل الأسماء العربیة الأصیلة في نسبه علی أنه عربي الأصل. وقیل إن عمران جده الخامس شارک في معرکة صفین إلی جانب الإمام علي (ع) و قتل فیها (ابن ماکولا، 1/295). ولاتعرف کیفیة انتقال هذه الأسرة إلی سجستان، إلا أننا نعلم أنه کانت لها أملاک فیها خلّفتها فیما بعد لأبي داود و أبنائه (ظ: الذهبي، 13/217، نقلاً عن الحاکم النیسابوري).

ومعلوماتنا عن العقدین الأولین من حیاة أبي داود قلیلة نسبیاً، وتدل روایة للحاکم النیسابوري علی أن أبا داود کان یسکن في بدایة دراسته مدینة هراة، وفیها اتجه لدراسة الحدیث (ظ: ابن عساکر، 7/546؛ الذهبي، 13/212-213). وأورد الحاکم في نفس الروایة نقلاً عن أبي إسحاق الفقیه أنه کان یقیم في هراة قبل سفره إلی العراق (ابن عساکر، 7/547). وهاتان الروایتان اللتان تطرحان هراة بوصفها الوطن الثاني لأبي داود، تُدعمان بعبارة لأبي داود نفسه، ذلک أنه یتحدث عن وجود أقارب له من الدرجة الأولی في خراسان کانوا علی مذهب المرجئة، وکانت له مراسلات معهم (مسائل ...، 276). وینبغي أن نضیف أن أحمد ابن محمد بن یاسین الهروي أیضاً ذکر أبا داود في تاریخ هراة بوصفه أحد الرجال المنسوبین إلیها علی مایبدو (ظ: السبکي، 2/295).

ومن بین المشایخ السجستانیین القدماء الذین یمکن ذکرهم ممن أفاد منهم أبوداود، یحی بن الفضل السجستاني (ظک أبوداود، سنن، 1/131)، إلا أنه لایمکن الجزم بشکل مطلق من أن لقاء هذین الاثنین تم في سجستان. و في روایة الحاکم النیسابوري (ظ: ابن عساکر، 7/546)، نری أنه قد حط رحاله بنیسابور في إحدی أوائل رحلاته العلمیة و تمکن من التعلم علی إسحاق بن راهویه محدث خراسان الکبیر و مشایخ آخرین مثل عبدالله بن الجراح القهستاني (ظ: المزي، 11/356-359؛ أبوداود، ن.م، 3/171). وکان في تلک الفترة رفیق درس أبناء ابن راهویه (یاقوت، ن.ص). وکان في نیسابور في 238هـ عندما توفي ابن راهویه (الخطیب، 9/465).

وفضلاً عن هراة و نیسابور فقد ذهب أبوداود خلال تلک السنوات إلی مدن أخری من خراسان و أفاد من أوساطها العلمیة: کتب الحدیث في بغلان (بلدة بنواحي بلخ) عن المحدث الکبیر قتیبة بن سعید (الذهبي، 13/213)، وسمع أیضاً من علماء آخرین مثل یحیی بن موسی و محمد بن أبان (ظ: أبوداود، ن.م، 1/197، 263). وإن کمیة روایاته عن قتیبة في السنن، تدل علی أهمیة هذه الفترة من دراسته في بلخ. و من بین شیوخ أبي داود نلاحظ أیضاً أسماء عدد من محدثي أهل مرو و طالقان خراسان الذین کانوا في طبقة قتیبة بن سعید الرجالیة (ظ: المزي، ن.ص؛ أبوداود، ن.م، 1/269، 3/191).

اتجه أبوداود قبل 220 هـ ببضع سنوات إلی الري للاستماع من شیوخها و أفاد بشکل خاص من إبراهیم بن موسی التمیمي (الذهبي، ن.ص). و من بین شیوخه الرازیین المتقدمین یمکن الإشارة إلی أبي الحصین ابن یحیی و محمد بن مهران البزاز و محمد بن عمرو وأحمد بن أبي سریج (ظ: أبوداود، ن.م، 1/55، 83، 84، 2/37).

وفي 220هـ توجه أبوداود إلی العراق و أدرک في بغداد مجلساً واحداً من مجالس أبي عمر حفص بن عمر الضریر (تـ 220هـ) (الخطیب، 9/56)، وشارک في نفس الفترة في مراسم دفن عفان بن مسلم ببغداد (ن.ص) و کان مکوثه ببغداد قصیراً جداً، حیث توجه بسرعة إلی البصرة، وکان فیها في رجب 220 في الیوم التالي لوفاة عثمان بن هُشَیم المؤذن (ظ: ن.ص). و في روایة عن أبي عبید الآجری عن أبي داود نفسه، ورد حدیث موجز عن دراسته في هذه الفترة و عن وجوده في البصرة. و قیل إنه کان قد خسر الاستماع إلی جمع من مشایخ البصرة کبار السن، لکنه استطاع مع ذلک أن یستمع إلی بعض مشایخ البصرة المتقدمین مثل مسلم بن إبراهیم الدزدي و عاصم بن علي (الخطیب، 9/55-57). وتمکن أبوداود في فترة تقرب من سنة رغم قصرها من أن ینزود بنصیب وافر مما لدی المحدثین هناک. و یبدو أنه استمع خلال تلک الفترة في البصرة من عبدالله بنمسلمة القعنبي و موسی بن إسماعیل التبوذکي و مسدَّد بن مُسَرَهد الذین کانت أغلب روایات أبي داود في السنن منقولة عنهم (ظ: المزي، 11/358-359). وفي 221 هـدخل الکوفة و استطاع أن یقرأ علی الحسن بن ربیع البوراني عدة أحادیث (ظ: م.ن، 11/357، 366)، إلا أنه لم یدرک مجلس مخول بن إبراهیم النهدي و عمر بن حفص بن غیاث (الخطیب، 9/56). ویبدو أن أحمد بن عبدالله ابن یونس الیربوعي المحدث الکوفي الذي أورد أبوداود في السنن کثیراً من أحادیثه، کان من مشایخ هذه الفترة من دراسته (ظ: المزي، 11/356).

وبعد إقامة قصیرة في الکوفة توجه أبوداود إلی الغرب لمواصلة دراسته. وفي 222 هـ حضر بدمشق مجلس حدیث أبي النضر الفرادیسي (ظ: الذهبي، ن.ص). وفضلاً عن الفرادیسي، سمع الحدیث بدمشق من أساتذة مثل هشام بن عمار و ابن ذکوان القاري (ابن عساکر، 7/544؛ ظ: أبوداود، ن.م، 3/80). ثم اتجه علی مایبدو إلی الشمال فوصل حمص، وهناک سمع أحادیث من شیوخ عدیدین من بینهم حیوة بن شریح و یزید ابن عبد ربه الجرجسي و محمد بن المصفی و هشام بن عبدالملک الیزني (المزي، 11/357، 359؛ ظ: أبو داود، ن.م، 1/192).

وخلال تلک الأیام و في أوائل سنة 223هـ شرعت القوات البیزنطیة في حدودها الشرقیة في زبطرة بالتقدم في الأراضي الإسلامیة مما جعل الخلیفة العباسي المعتصم یتوجه بنفسه في جمادی الأولی 223 إلی ثغور الشام لیزید من الحماس للجهاد بین المسلمین (ظ: الیعقوبي، 2/475؛ الطبري، 9/55). وإن القول بأن أبا داود کان حاضراً في جهاد المسلمین الواسع النطاق هو مجرد احتمال، إلا أننا نعلم علی أیة حال أنه ذهب إلی ثغور الشام حوالي 223هـ و سمع الحدیث هناک من أشخاص توفي بعضهم في 224هـ.

و کان أبو صالح محبوب بن موسی و نصر بن عاصم و موسی بن عبدالرحمان و یعقوب بن کعب من شیخوه في أنطاکیة (المزی، 11/359؛ ظ: أبوداود، ن.م، 1/30، 2/87). وفي المصیصة أفاد من محدثین مثل إبراهیم بن المهدي (تـ 224هـ) و محمد بن حاتم الجرجرائي و محمد بن سلیمان لوین و محمد بن آدم و جمع آخر (المزي، 11/356؛ ظ: أبو داود، ن.م، 1/8، 95، 4/304)، وسمع الحدیث في أذنة من إسحاق بن الجراح و عیاض بن الأزرق و محمد بن عیسی بن نجیح البغدادي (تـ 224هـ) (المزي، 11/358؛ ظ: أبوداود، ن.م، 1/7، 4/42). و من شیوخه في طرسوس أیضاً یمکن أن نذکر أبا توبة ربیع بن نافع الحلبي و حامد بن یحیی البلخي و إسماعیل بن مسعدة التنوخي (المزي، 11/357؛ أبوداود، المراسیل، 76). و تدل کثرة شیوخ أبي داود في الثغور و کذلک روایته الکثیرة نسبیاً عن بعضهم مثل ابن نجیح و أبي توبة في السنن علی أنه قد أفاد في هذه البرهة فائدة جمة من أسفاره.

وقد ذکر محمد بن صالح الهاشمي في روایة نقلاً عن أبي داود نفسه أنه أقام في طرسوس 20 عاماً انبری خلالها لتألیف السنن (النووي، 1(2)/226)، إلا أن هذه الراویة لاننسجم و مراحل حیاة أبي داود ورحلاته. ومهما یکن فإن فترة من الإقامة في ثغور الشام المضطربة کانت قد ترکنت أثراً کبیراً علی روح أبي داود وفکره إلی الحد الذي کان معه یتحدث مراراً إلی أحمد بن حنبل بعد مرور سنین علی ذلک الزمان عن الظروف الصعبة والخاصة لتلک الدیار خاصة طرسوس مرکزها الحکومي (ظ: أبوداود، مسائل، 27، 47، 157، 227-236، 257). ویبدو أن أبا داود کان خلال إقامته في الثغور مرجعاً للإفتاء نوعاً ما أیضاً (ظ: ن.م، 156).

ویُعتقد أن أبا داود في طریق عودته من ثغور الشام قد سلک الطریق الساحلي في أنطاکیة المتجه إلی غزة. وخلال تلک السنوات کانت السواحل الشرقیة للبحر المتوسط أیضً عرضة للحوادث. و تحدث أبوداود نفسه في کتاب المسائل (ص 227) عن هجوم بحري للروم علی أنطاکیة في «سنة عموریة» (223هـ)، وقد جری الحدیث في المصادر الترایخیة عن تمرد داخلي في فلسطین سنة 227هـ (ظ: الطبري، 9/116-118). وقد انبری أبوداود في ظروف سیاسیة اجتماعیة کهذه لاکتساب العلم و سماع الحدیث في مختلف المدن الساحلیة: علی الطریق بین أنطاکیة وغزة (ظ: ابن خرداذبه، 89) و بعد مروره باللاذقیة، سمع الحدیث – کما یقول نفسه – في مدینة جبلة من شخص یدعی یزید بن قبیس (سنن، 3/41). و بعد مروره بطرابلس لبث قلیلاً علی مایبدو في بیروت و سمع من شیوخ أمثال عبدالحمید بن بکار و عباس بن الولید بن مزید و محمد بن خلف بن طارق (ن.م، 1/105، 3/306؛ ابن حجر، تقریب ...، 332). و یحتمل أن یکون قد درس الحدیث في صور أیضاً علی محمد ابن محمد الصوري و القاسم بن عبدالوهاب (أبوداود، ن.م، 4/77؛ ابن حجر، ن.م، 450، نقلاً عن کتاب الزهد لأبي داود). و بعد اجتیازه عدة مدن وصل إلی الرملة؛ و من بین مشایخه الرملیین یحتل یزید بن خالد بن مَوهَب مکانة خاصة في أسانید السنن (لمعرفة شیوخه الرملیین، ظ: المزي، 11/359؛ أبوداود، سنن، 1/7، 49، 89، 151، 4/29).

ویحتمل أن یکون أبوداود قد استمع و هو في طریقه إلی عسقلان من محمد بن المتوکل (ن.م، 1/225)، و في غزة من عدة مشایخ مثل عبدالله ابن عمرو و محمد بن عمرو بن الحجاج (ن.م، 2/38؛ ابن حجر، ن.م، 499). و من الأساتذة الذین سمع منهم أبوداود في سفره هذا أو سفرته التي تلت إلی مصر یمکن أن نذکر أحمد بن صالح و أبا طاهر ابن سرح و عیسی بن حماد و ربیع بن سلیمان المرادي تلمیذ الشافعي و الحارث بن مسکین (ظ: المزي، 11/356-357؛ أبوداود، ن.م، 1/72، 4/17، مخـ). و یحتمل أن یکون استماعه من بعض المشایخ مثل محمد بن عبدالله بن میمون و جعفر بن مسافر قد تم في مدن مصر الأخری مثل الإسکندریة وتنیس (ظ: المزي، 11/357؛ أبوداود، ن.م، 4/64).

وخلال هذه الفترة من أسفاره قدم أبو داود إلی الحجاز أیضاً وتعلم شیئاً یسیراً من الحدیث علی الشیوخ المحلیین بمکة والمدینة، أو المجاورین فیها. ومن الثابت أن مقدار مسموعاته من الحسن بن علي الخلاد المقیم بمکة ملحوظ في دسانید السنن. وإن سماعه من سعید بن منصور الخراساني المقیم بمکة یعین الحد الأقصی لمدة تلک السفرة (ظ: المزي، ن.ص). وفضلاً عن البلدان المذکورة، فقد کانت له رحلة في العقد 3 من القرن 3هـ إلی بلاد الجزیرة، حیث تلقی العلم بشکل خاص في مدینتي الرقة وحران. وقد حظي عبدالله بن محمد النفیلي من الشیوخ الحرانیة بقسم ملحوظ من أسانید السنن. و من شیوخ أبي داود الحرانیین الآخرین یمکن أن نذکر المؤمَّل بن الفضل وأحمد بن أبي شعیب؛ ومن شیوخه الرقیین عمرو بن محمد الناقد و أیوب بن محمد الوزان (ظ: م.ن، 11/356-359؛ أبو داود، سنن، 1/8).

وأخیراً عاد أبوداود إلی العراق حاملاً معه حصیلة قیمة، حیث نجح هذه المرة في الانتفاع من أجواء العراق العلمیة أکثر مما انتفع به في مکوثه السابق. وقد اقترن دخوله بغداد بوفاة المعتصم (227هـ) و بدء خلافة الواثق. ورغم أن هذا الخلیفة الشاب کان یسیر علی خطی المأمون والمعتصم في معاداته لآراء أصحاب الحدیث، فإن إفادة أبيداود الکبیرة من أحمد بن حنبل و عدد آخر من مشایخ أصحاب الحدیث ببغداد، تمت في تلک الفترة. وقد شارک برفقة أحمد بن حنبل في تشییع جثمان أستاذه محمد بن جعفر الورکاني ببغداد في 228 هـ (ظ: م.ن، مسائل، 151؛ قا: الخطیب، 2/118).

ومن بین مشایخ أصحاب الحدیث ببغداد لازم أحمدَ بن حنبل أکثر من غیره. وفضلاً عن الأحادیث الکثیرة التي سمعها منه و استفاد فیما بعد منها في جمع السنن، فقد حصل منه في مجالس مختلفة علی أجوبة لأسئلة في الفقه و بقیة المجالات، ونقل هذه الأسئلة والأجوبة في کتاب المسائل و بشکل نادر في السنن. وتوجد في کتاب المسائل قرائن عدیدة تظهر أن مجالس أبي داود مع أحمد بن حنبل کانت في هذه الفترة من حیاته (مثلاً ظ: ص 156، 227)؛ وکلما کان أحمد یعرّض للملاحقة من قبل جهاز الخلافة بسبب آرائه الخاصي، کان هو یضطر للتواري عن الأنظار (ظ: ن.د، أحمد بن حنبل). وقد أشار أبوداود إلی حالة واحدة من مراسلاته لأحمد بن حنبل خلال تواریه (ن.م، 265).

وفضلاٌ عن أحمد بن حنبل، فمن بین شیوخه العراقیین الذین سمع منهم الحدیث خلال وجوده في العقد 3 من القرن 3هـ یمکن أن نذکر شخصیات مثل یحیی بن معین و أحمد بن منیع و علي بن الجعد وأبي ثور إبراهیم بن خالد و أبي خیثمة زهیر بن حرب ببغداد، ومحمد بن بشار بندار و نصر بن علي الجهضمي و أبي الولید الطیالسي في البصرة، وأبي بکر و عثمان ابني أبي شیبة وأبي کریب محمد بن العلاء و هنّاد بن السري في الکوفة، و تمیم بن المنتصر و عبدالحمید بن بیان السکري في واسط، حیث تکررت أحادیث بعضهم بکثرة في السنن (ظ: المزي، ن.ص؛ أبو داود، سنن، 1/4، 5، 4/363، مخـ).

ولیم یکد العقد الثالث من القرن الثالث الهجري ینقضي، حتی غادر أبوداود العراق. وربما کان قد توجه إلی بلاده لینظم شؤون حیاته الخاصي و یختار زوجة له. فقد ذکر في المصادر أن ابنه أبا بکر (ظ: ن.د، ابن أبي داود) قد ولد بسجستان في 230 هـ (ظ: الخطیب، 9/464-465). ومضی العقد الرابع بهدوء، وفي 241هـ اصطحب أبوداود من أجل أول سماع ابنه أبا بکر إلی الأستاذبطوس (ظ: م.ن، 9/465). وإثر ذلک بدأ أبو داود عهداً جدیداً من السفر إلی المشرق والمغرب کان ینوي من وراثه اکتساب العلم وبشکل أکبر تربیة ابنه (م.ن، 9/464). ویحتمل أن یکون سماعه من بعض شیوخ خراسان المتأخرین مثل محمد بن رافع النیسابوري و حُمید بن زنجویه النسائي، یرجع إلی هذه الترة (ظ: أبوداود، ن.م، 1/42، 2/53). ویبدو أنه کانت له خلال ذلک وقفة في سمرقند أیضاً سمع خلالها الحدیث من أساتذة مثل رجاء بن مُرجّی وعبدالله بن عبدالرحمان الدارمي صاحب السنن (ن.م، 1/123، 2/111).

وخلال رحلته إلی المناطق الداخلیة من إیران مرّ بأصفهان و سمع هناک من أبي مسعود الرازي (ن.م، 1/163؛ أبونعیم، 1/334). وجاب في رحلاته تلک مختلف مدن إیران و العراق و الجزیرة و الشام و الثغور والحجاز و مصر (ظ: الخطیب، ن.ص). و یدل سماع ابنه من بعض المشایخ المصریین المتوفین في 248هـ مثل عیسی بن حماد و محمد بن سلمة (م.ن، 9/465)، علی أن السفر المشترک للأب والابن بلغ أوجه حتی 248هـ علی أکبر تقدیر. و فیما یتعلق بالعقدین التالیین فإنه لیست لدینا معلومات دقیقة عن حیاة أبي داود؛ و کل مانعلمه هو أنه عاد إلی وطنه بعد إنهائه سفره المشترک مع ابنه أبي بکر، وغادر إیران بعد فترة وإلی الأبد قاصداً العراق (الذهبي، 13/218).

اتخذ أبوداود البصرة التي کانت مقر قبیلة الأزد في العراق و التي کان قد أمضی فیها قبل ذلک فترة، موطناً له، وکان یغادرها بین الحین و الآخر إلی بغداد (ظ: الخطیب، 9/56، 58؛ الذهبي، ن.ص). ولایعلم ما الذي حلّ به عندما تمرد الزنج بالبصرة في 257هـ، لکننا نعلم أنه کان بعد ذلک مقیماً ببغداد. وإثر مقتل زعیم الزنج في 271 هـ عاد إلی البصرة بطلب من الموفق العباسي ولي العهد بعد فترة طویلة من البعد عنها، لإعادة الازدهار العلمي إلیها، وظل فیها حتی نهایة عمره (ظ: الخطابي، 1/7-8؛ الذهبي، 13/209). ولما توفي صلی علیه العباس بن عبدالواحد الهاشمي (الخطیب، 9/59).

 

عقائده

کان أبو داود – کما یستشف من مواضع مختلفة من آثاره – علی مذهب أصحاب الحدیث في عقیدته، ویصر علی ضرورة اتباع السنّة والجماعة (ظ: سنن، 4/206).وقد خصص في السنن والمسائل أبواباً خاصة للموضوعات العقائدیة المختلف فیها بین أصحاب الحدیث والفرق المعارضة مثل الإیمان و القدر و خلق القرآن، وسعی من خلال روایته الحدیث إلی إثبات أحقیة موقف أصحاب الحدیث، وانبری لدحض مواقف فرق أخری مثل الجهمیة و المرجئة والقدریة (ظ: ن.م، 4/206، 219، 222، 234-235، مسائل، 262 ومابعدها).

ومن المسائل الفرعیة التي وردت في آثاره یمکن الإشارة إلی بعض المسائل الخاصة بالتوحید مثل رؤیة الله و العرش، وبصورة عامة الصفات و القضایا المتعلقة بالمعاد مثل الشفاعة و خلق الجنة والنار وعذاب القبر و غیر ذلک مما کان الجهمیة یعترضون علیه بشکل رئیس (سنن، 4/231-240). ومن الفرق الأخری التي هاجمها أبوداود بصراحة في السنن، ینبغي أن نذکر الخوارج (ن.م، 4/241-245). وفي مسائل الإمامة یلفت النظر في السنن حدیث یدل علی استخلاف النبي (ص) أبابکر یحمل عنوان «باب في استخلاف أبي بکر» (4/215)، کما روی أبو داود في السنن أحادیث خصت الخلفاء الثلاثة الأول بالتفضیل (4/206، 208-209، 212). وإلی جانب هذه الروایات نقل عن الصحابي سفینة أن منکري خلافة علي (ع) کذابون مروانیون (ن.م، 4/211).

وتدل العبارة التي نقلها الحاکم النیسابوري عن أبي داود علی أنه اعتبر محبة الشیخین و علي (ع) أمراً لازماً، وحذّر من النصب والرفض. ولم یرد لعثمان ذکر في هذه العبارة (ظ: الجویني، 1/275، نقلاً عن الحاکم).

 

فقهه

ذکّر الذهبي – ضمن اعتباره أبا داود من الفقهاء الکبار – أن کتابه السنن شاهد علی هذا الادعاء (13/215). وفي ثنایا السنن یمکن أحیاناً مشاهدة آراء أبي داود الفقهیة الخاصة (ظ: 1/27، 3/90، 109، 168، 352)، بینما تلاحظ في أحیان أخری روایة آراء الفقهاء المتقدمین: فقهاء التابعین مثل قتادة و مجاهد و الحسن البصري و الزهري (3/90، 181، 291، 295، مخـ)؛ وفقهاء أکثر تأخراً مثل الأوزاعي (3/271) و مالک بن أنس (1/82، 190). وفي کتاب المسائل و فضلاً عن آراء أحمد بن حنبل یمکن أن نجد مواضع عدة من آراء فقهاء آخرین مثل الشافعي (ص 197) و سفیان الثوري (ن.ص) و الحمیدي (ص 43) وابن المبارک (ص 56، 251).

وفي الحقیقة فإن شخصیة أبي داود الفقهیة هي في آثاره شخصیة ناقل أکثر من کونها ذات آراء. وقد أدی أهم دور للراوي الفقهي من جانبین: 1. روایة و تدوین و تصنیف الأحادیث في کتاب السنن الذي یغلب علیه الطابع الفقهي؛ 2. تدوین کتاب مسائل الإمام أحمد الذي یعد من أقدم مصادر فقه أحمد بن حنبل. وکان الفقهاء الحنابلة ینظرون دائماً في اثارهم إلی روایات أبي داود عن أحمد بن حنبل، بوصفها إحدی أکثر الروایات قیمة (مثلاً ظ: أبویعلي، 182؛ ابن هبیرة، 1/85، مخـ). وقد أدّی کثرة اهتمام أبي داود بآراء أحمد بن حنبل إلی أن یذکر کتّاب الطبقات اسمه في عداد أول طبقات فقهاء الحنابلة (ابن أبي یعلی، 1/159ومابعدها؛ ابن الجوزي، 40؛ أیضاً ظ: أبو إسحاق الشیرازي، 172). و مهما یکن، فإنمیله – و هو الذي کان عالماً من أصحاب الحدیث – إلی أحمد بن حنبل کان في ذلک العصر أمراً طبیعیاً، و کان یری – کما قیل – محبة أحمد بن حنبل علامة أهل السنة (ابن الجوزي، 139). و في روایةٍ أوصلت سلسلة مشایخه في الفقه بشکل رمزي عن طریق أحمد بن حنبل إلی النبي (ص) (ظ: الخطیب، 9/58).

وفي أسفاره إلی الشام و الثغور تعرف أبو داود عن کثب إلی فقه الأوزاعي أیضاً، وآمن به بوصفه أحد أکبر أئمة الفقه إلی الحد الذي کان معه أحمد بن حنبل یحذره من تقلیده (ظ: أبو داود، مسائل، 277).

وفي وصیة أبي داود حال الاحتضار أیضاً یکمن أمر فقهي: أوصی أن یغسله الحسن بن المثنی العنبري فقیه البصرة (تـ 294هـ) وفي حالة عدم إمکان ذلک، یتم تغسیله وفق ماورد في کتاب سلیمان بن حرب الواشحي الفقیه البصري (تـ 224هـ) في الغسل الذي کانت قد بینت فیه آراء حماد ابن زید فقیه البصرة الشهیر (ظ: ابن حجر، تهذیب...، 4/169-173).

 

حدیثه

أدرک أبوداود شیوخاً عدیدین بلغ عددهم حوالي 300 شیخاً (ابن حجر، ن.ص)، ویمکن معرفة أسمائهم من آثاره التي خلفها خاصة السنن. و قد قدّم المزي (1/ 356-359) ثبتاً أبجدیاً تضمن أسماء العشرات من شیوخ أبي داود، وقدّم أبوداود نفسه في المسائل (ص 266) ثبتاً مختصراً بأسماء البارزین من شیوخه. و یلاحظ اختلاف في الطبقات بین هؤلاء الشیوخ له علاقة إلی حدّما بثنائیة أسفاره العلمیة، وینبغي الانتباه إلی أنه لم یکن یتجنب حتی الروایة عن معاصریه مثل أبي حاتم الرازي (ظ: م.ن، سنن، 2/95؛ ابن أبي حاتم، 2(1)/102). و من بین تلامیذ أبي داود والرواة عنه تلاحظ أسماء مثل ابنه أبي بکر والترمذي والنسائي وأبي عوانة الإسفراییني و ابن خلاد الرامهرمزي وابن أبي الدنیا و أبي بشر الدولابي و ابن داود الأصفهاني و محمد بن نصر المروزي و أبي الحسین ابن المنادي و أبي بکر النجاد (للاطلاع علی ثبت بأسمائهم، ظ: المزي، 11/360-361؛ ابن حبان، کتاب المجروحین، 2/177؛ ابن أبي یعلی، 1/160؛ ابن حجر، ن.م، 4/172). کما سمع منه أحمد بن حنبل حدیثاً عن «العتیرة» (الخطیب، 9/57).

وعن تبحر أبيداود في الحدیث رویت عبارة عن إبراهیم الحربي ومحمد بن إسحاق الصغاني شُبّه فیها لین الحدیث في یدي أبي داود بلین الحدید في یدي داود النبي (ظ: ابن عساکر، 7/547). ورغم أن أشخاصاً مثل أبي حاتم (ن.ص) وابن حبان (الثقات، 8/282) و مسلمة بن القاسم (ابن حجر، ن.م، 4/173) أوردوا أبا داود ضمن الثقات، إلا أن شخصیة أبي داود بوصفه جامع أحد أهم کتب أهل السنة لیست بحاجة إلی هذا التوثیق، فهو نفسه في الحقیقة یعرف بوصفه أحد رجال الجرح و التعدیل، ودق تجلت آراؤه الرجالیة في مواضع مختلفة من السنن (مثلاً 1/4)، وفي سؤالات أبي عبید الاجري له (ظ: آثاره).

وفضلاً عن الجرح و التعدیل، فإن مهارة أبي داود في معرفة الرجال تاریخیاً تبدو جلیة أیضاً في مواضع مختلفة من السنن و المراسیل و بقیة آثاره . و عمله هذا هو الذي جعله قادراً علی أن یفصل بدقة الأسانید المتصلة عن المرسلة، ولایلاحظ هذا الفصل في کتاب المراسیل فحسب، بل في مواضع عدیدة من السنن أیضاً (ظ: 1/93، 104، مخـ). وکان دقیقاً جداً في ضبط متون الروایات و أسانیدها، کما نبه في حالة الجمع بین روایتین إلی اختلافاتهما البسیطة في ضبط السند و المتن (مثلاً ظ: ن.م، 1/23، 151، مخـ). وفضلاً عن الجوانب الروائیة، فقد کان لأبي داود تعامل مع الأحادیث من حیث علم الدرایة، فقد انبری عند الضرورة لشرح الجوانب المعقدة في الحدیث (ن.م، 1/62، 179، مخـ)، وأولی اهتماماً خاصً لناسخ الحدیث و منسوخه (ن.م، 3/93، 201، 209، 352).

وقد قدم في جمیع ثنایا السنن ضمن تفسیره الأحادیث مجموعة من المعلومات التاریخیة منها مثلاً مایتعلق بواقعة الجماجم و الحرّة (3/64)، وتخفیض الخراج علی عهد عمر بن عبدالعزیز (3/144) و معلومات جغرافیة کالتي تتعلق بجزیرة رودس (3/215) وقلعة إلیون 01/10) وبئر بضائعة (1/18). وبین أحیاناً بعض الفوائد الأدبیة دون نقل، أو بنقل عن کبار رجال الأدب مثل النضرر بن شمیل و أبي عبید القاسم بن سلام و أبي حاتم السجستاني و العباس بن فرجالرباشي (2/106، مخـ). وجدیر بالذکر أن أبا داود کان له باع أیضاً في القراءة، و قد خصص کتاباً من کتب السنن (4/31-38) و باباً من أبواب المسائل (ص 285-286) لقراءات القرآن. إضافة إلی ما له أحیاناً في بقیة أبواب السنن من إشارات إلی القراءات و المصاحف (1/119، 304، 2/142، 3/78). وتعد المقاطع المذکورة من آثار أبي داود من أقدم الکتابات المتبقیة في مجال القراءة،

 

آثاره المطبوعة

1. السنن. تدل إحدی الروایات علی أن أبا داود ألف السنن علی عهد أحمد بن حنبل الذي أیده (الخطیب، 9/56)، إلا أن هذه الروایة لاتنسجم وأسانید السنن، ویبدو أن أبا داود ألفه في العقدین الأخیرین من عمره، وذکر الخطیب البغدادي (ن.ص) في روایةٍ أن تألیف الکتابب تمّ في بغداد. وربما کانت هذه هي المرة الأخیرة من وجوده ببغداد (قبل 271هـ). واستناداً إلی روایة الحاکم النیسابوري عن محمد بن مخلد، فإن السنن ذاع صیته فور تألیفه و أصبح مصدراً موثوقاً به یرجع إلیه و یعتمد علیه أصحاب الحدیث، إلی الحد الذي اعتبر معه – بشکل مبالغ فیه – استقبال أصحاب الحدیث له کاستقبالهم المصحف (ظ: المزي، 11/365). وعبّر زکریا الساجي أیضاً بجملةٍ عن کتاب الله بأنه أصل الإسلام و عن السنن بأنه عهد الإسلام (الذهبي، 13/215).

وقد تداول فقهاء المذاهب المختلفة لأهل السنة هذا الکتاب في مدة تقل عن قرن وأصبح مرجعاً في العراق و البلاد الواقعة إلی الغرب منه حتی بلاد المغرب (ظ: الخطابي، 1/6). وإستناداً إلی روایة الخطابي، فرغم أن ازدهار صحیحي البخاري و مسلم لم یکن بعد لیدع مجالاً کافیاً للسنن في خراسان خلال القرن 4 هـ (ن.ص)، إلا أنه یمکن الحصول علی نماذج کثیرة من الأدلة علی رواج سنن أبي داود في خراسان و بقیة مناطق إیران في القرن الرابع هذا، وبشکل خاص في القرن 5هـ (مثلاً ظ: البیهقي، 2/151؛ الصریفیني، 84، 122، مخـ؛ السمعاني، 13/409؛ ابن نقطة، 1/104، 163، مخـ). انتشر السنن بروایة عدد من تلامیذ أبي داود، و حظیت روایات أربعة منهم بتداول خاص: محمد بن بکر ابن داسة في البصرة (ح 340-341هـ) و محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي في البصرة، وأبوسعید أحمد بن محمد ابن الأعرابي في مکة (ح 309-313هـ و مابعدها) وأبوسعید إسحاق بن موسی الرملي ببغداد (في 317هـ) (عن السنوات المذکورة، ظ: ابن خیر، 103-106؛ للاطلاع علی الرواة الآخرین، ظ: المزي، 11/360-361؛ السبکي، 2/294). وتلاحظ في النسخ الموجودة من سنن أبي داود بعض ملاحظات أضافها الرواة و خاصة اللؤلؤي و ابن داسة (ظ: سنن، 1/90، 287، 2/55، 3/269).

تدوولت في أوساط الشیعة بعض روایات السنن – روایاته الغریبة أحیاناً – و تمت الاستفادة منها بالمناسبات: روایة اللؤلؤي في مناقب ابن شهرآشوب (1/8، مخـ)، و«الإجازة الکبیرة» للعلامة الحلي (ص 92-93)، وروایة عمر بن حفص في الخصال لابن بابویه (1/121)، وروایة علي بن الحسن بن عبد في الخلاف للطوسي (2/143)، وأمالي أبي طالب الهاروني (ص 440، مخـ). وجدیر بالذکر أنه مع طرح نظریة الصحاح السنة، اعتبر کتاب السنن منذ القرن 5 هـ بوصفه أکثر کتب الحدیث وثاقة لدی أهل السنة بعد الصحیحین، وفي نظریات شبیهة بهذه مثل الصحاح الخمسة أو الستة المغربیة، احتفظ هو بمکانته (ظ: ابن القیسراني، 13، مخـ؛ الحازمي، 32، مخـ؛ ابن الأثیر، 1/19). و علی هذا المنوال کان السنن خلال 1,000 سنة أکثر کتب الحدیث تداولاً، وأصبح موضوعاً لمؤلفات أخری من شرح و تلخیص و استخراج و غیر ذلک (ظ: ن.د، سنن).

2. رسالة في وصف تألیفه لکتاب السنن. بیّن أبو داود فیها طریقته في جمع السنن. طبعت هذه الرسالة في القاهرة (1369هـ) بتحقیق محمد زاهد الکوثري.

3. الرواة من الدخوة و الأخوات، في الرجال. طبع بتحقیق باسم فیصل جوابرة في الریاض (1408هـ/1988م).

4. المراسیل، في تمییز الأحادیث المرسلة و تحقیق أسباب إرسالها، وقد طبع عدة مرات.

5. مسائل الإمام أحمد، یضم أسئلة أبي داود و أجوبة أحمد بن حنبل علیها في مسائل مختلفة من الفقه والعقائد و الحدیث و الرجال و غیر ذلک، طبعت مراراً.

إضافة إلی ذلک، طبع کتاب بعنوان سؤالات أبي عبید الاجري لأبي داود الذي یضم أجوبة أبيداود علی الأسئلة الرجالیة التي وجهها إلیه أبوعبید الآجری، و کان مثار اهتمام الرجالیین في کتبهم (ظ: المزي، 11/361؛ GAS, I/165).

 

أثره المخطوط

کتاب الزهد، الذي رواه ابن خیر الإشبیلي بسند متصل (ص 109، 274)، توجد نسخة منه في جامع القرویین بفاس (الفاسي، 3/117-118).

 

الآثار المفقودة

1. أعلام النبوة؛ 2. التفرد، أو ماتفرد به أهل الأمصار من السنن الواردة (ابن خیر، 109، 110)؛ 3. الرد علی أهل القدر (المزي، ن.ص؛ ابن حجر، الإصابة، 3/53)؛ 4. مسند مالک (م.ن، تهذیب، 4/170)؛ 5. ناسخ القرآن و منسوخه (ابن خیر، 47).

 

المصادر

ابن أبي حاتم، عبدالرحمان، الجرح و التعدیل، حیدرآبادالدکن، 1372هـ/ 1952م؛ ابن أبي یعلی، محمد، طبقات الحنابلة، تقـ: محمد حامد الفقي، القاهرة، 1371هـ/ 1952م؛ ابن الأثیر، المبارک، جامع الأصول، تقـ: محمدحامد الفقي، القاهرة 1370هـ/ 1950م؛ ابن بابویه، محمد، الخصال، تقـ: علي أکبر الغفاري، قم، 1403هـ؛ ابن الجوزي، عبدالرحمان، مناقب الإمام أحمد بن حنبل، القاهرة، 1349هـ؛ ابن حبان، محمد، الثقات، حیدرآبادالدکن، 1402هـ/1982م؛ م.ن، کتاب المجروحین، تقـ: محمود إبراهیم زاید، بیروت، 1396هـ؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الإصابة، القاهرة، 1328هـ؛ م.ن، تقریب التهذیب، تقـ: محمد عوامة، بیروت، 1408هـ/1988م؛ م.ن، تهذیب التهذیب، حیدرآبادالدکن، 1325هـ؛ ابن خرداذبه، عبیدالله، المسالک و الممالک، بیروت، 1408هـ/ 1988م؛ ابن خیر الإشبیلي، محمد، فهرسة، تقـ: فرانسشکه قداره، بغداد، 1382هـ/ 1963م؛ ابن شهرآشوب، محمد، مناقب آل أبي طالب، قم، المطبعة العلمیة؛ ابن عساکر، علي، تاریخ مدینة دمشق، عمّان، دار البشیر؛ ابن القیسراني، محمد، شروط الأئمة السنة، تقـ: طارق سعود، بیروت، 1408هـ/1988م؛ ابن ماکولا، علي، الإکمال، حیدرآبادالدکن، 1962م؛ ابن نقطة، محمد، التقیید، حیدرآبادالدکن، 1404هـ/1984م؛ ابن هبیرة، یحیی، الإفصاح، حلب، 1366هـ/1947م؛ أبوإسحاق الشیرازي، إبراهیم، طبقات الفقهاء، تقـ: خلیل المیس، دار القلم؛ أبو داود السجستاني، سلیمان، سنن، تقـ: محمد محیي‌الدین عبدالحمید، القاهرة، دارإحیاء السنة النبویة؛ م.ن، المراسیل، تقـ: کمال یوسف الحوت،بیروت، 1408هـ/1988م؛ م.ن، مسائل الإمام أحمد، القاهرة، 1353هـ/1934م؛ أبوطالب الهاروني، یحیی، تیسیر المطالب في أمالي الإمام أبي طالب، تقـ: یحیی عبدالکریم فضیل، بیروت، 1395هـ/197م؛ أبو عوانة الإسفراییني، یعقوب، المسند، حیدرآباد الدکن، 1362هـ؛ أبونعیم الأصفهاني، أحمد، ذکر أخبار أصبهان، تقـ: دیدرنغ، لیدن،1931م؛ أبویعلي، محمد، الأحکام السلطانیة، تقـ: محمدحامد الفقي، القاهرة، 1357هـ/ 1938م؛ البیهقي، أحمد، السنن الکبری، حیدرآبادالدکن، 1344هـ؛ تاریخ سیستان، تقـ: محمدتقي بهار، طهران، 1314ش؛ الجویني، إبراهیم، فرائد السمطین، تقـ: محمدباقر المحمودي، بیروت، 1398هـ/1978م؛ الحازمي، محمد، «شروط أئمة الخمسة»، مع شروط الأئمة (ظ: همـ، ابن الفیسراني)؛ الخطابي، حمد، معالم السنن، حلب، 1352هـ/ 1933م؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط و علی أبوزید، بیروت، 1404هـ/1984م؛ السبکي، عبدالوهاب، طبقات الشافعیة الکبری، تقـ: عبدالفتاح محمد الحلو و محمود محمد الطناحي، القاهرة، 1383هـ/1964م؛ السمعاني، عبدالکریم، الأنساب، حیدرآباد الدکن، 1396هـ/1976م؛ الصریفیي، إبراهیم، تاریخ نیسابور (المنتخب منالسیاق لعبدالغافر الفارسي)، تقـ:محمدکاظم المحمودي، قم، 1403هـ؛ الطبري، تاریخ؛ الطوسي، محمد، الخلاف، طهران، 1377هـ؛ العلامة الحلي، الحسن، «الإجازة الکبیرة»، بحار الأنوار للمجلسي، بیروت، 1403هـ/1983م، ج 104؛ الفاسي، محمد، فهرس مخططوات خزانة القرویین، الدار البیضاء، 1403هـ/ 1983م؛ المزي، یوسف، تهذیب الکمال، بیروت، 1408هـ/1987م؛ النووي، یحیی، تهذیب الأسماء واللغات، القاهرة، دار الطباعة المنیریة؛ یاقوت، البلدان؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، 1379هـ/1960م؛ وأیضاً:

GAS.

أحمد پاکتچي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: