الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أبوخالد الواسطي /

فهرس الموضوعات

أبوخالد الواسطي

أبوخالد الواسطي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/27 ۱۴:۰۸:۴۸ تاریخ تألیف المقالة

أَبو خالدٍ الواسِطيّ، عمرو بن خالد القرشي (تـ بعد 145هـ/ 762م)، من خواص أصحاب زید بن علي وجامع أقدم المجامیع الفقهیة والحدیثیة في المذهب الزیدي. کانت أسرته من أوائل من سکن مدینة واسط التي لایتجاوز تاریخ بنائها 83هـ. وقد أقام هو في الکوفة وکان له منزل قرب مسجد سماک (ظ: الکشي، 232). جاءت نسبته القرشي، لوجود رابطي ولاء بینه و بین رهط بني هاشم من قریش (البخاري، التاریخ...، 3(2)/328؛ ابن أبي الرجال، 3/ الورقة 97 ألف). وأُضیف له في سند روایةٍ منفردة لقب الهمذاني أیضاً (ابن عدي، 5/1776)، ویبدو أنها مغلوطة.

یمکن تقدیر ولادة أبي خالد بأنها کانت في الربع الدخیر من القرن الأول الهجري. و طبقاً لسند روائي فإنه سمع الحدیث من الحسن البصري (تـ 110هـ/728م) (ظ: الکوفي، 1/330)، وفي الفترة التي سبقت وفاة الإمام الباقر (ع) في 114هـ، کان أبوخالد قد لازمه في المدینة بشکل متواصل أو متقطع وأخذ العلم عنه. وقد أورده علماء رجال الإمامیة في عداد أصحاب الإمام الباقر (ع) (البرقي، 11؛ الطوسي، رجال، 128، 131). کما تلاحظ أحادیث کثیرة عن الإمام الباقر (ع) بروایة أبي خالد في کتب الإمامیة والزیدیة وأهل السنة (مثلاً ظ: م.ن، تهذیب ...، 4/161؛ درست الواسطي، 165؛ أحمد بن عیسی، 1/168، مخـ؛ أبوطالب الهاروني، 275؛ بحشل، 216). واستناداً أیضاً إلی ماذکره یحیی بن مساور أحد تلامذة أبي خالد فإنه، کان قبل مجيء زید بن علي إلی الکوفة ولمدة 5 سنوات (حوالي 115-120هـ/ 733-738م) یجاور في المدینة عدة أشهر سنویاً بعد أدائه فریضة الحج ویستفید من ملازمته زیداً. وکان بعد مجيء زید إلی الکوفة أیضاً و حتی استشهاده من خواص أصحابه (ظ: مسند...، 381-382). و یوجد بین طیات مسند زید عبارات لأبي خالد تدل علی أنه قد لازم زیداً لفترة طویلة، وکان قسم من أسانیده عن زید یعود إلی سني عمره الأخیرة في الکوفة (ن.م، 103، 427). کما أُید طول فترة ملازمته لزید في مصادر زیدیة أخری (مثلاً ظ: إجازات...، الورقة 96 ألف، نقلاً عن القاسم بن عبدالعزیز البغدادي).

وخلال ثورة زید بن علي في 122هـ/740م التي استشهد فیها زید و کثیر من أصحابه، نجا أبوخالد، ومنذ ذلک الحین وماتلاه عُرف بأنه الوارث الوحید لتعالیم زید (ظ: مسند، 380؛ ابن أبي الرجال، 3/ الورقة 96ب). واستناداً إلی روایةٍ فإن الإمام الصادق (ع) اختار أبا خالد في تلک الفترة نائباً عنه في إیصال المعونات المالیة لذوي أصحاب زید (المفید، 269)، إلا أنه ذکر في مصادر أخری اسم عبدالرحمان بن سیابة بدلاً من أبي خالد (ظ: الکشي، 338؛ ابن بابویه، الأمالي، 276). وفي تلک الفترة کان بإمکان أبي خالد بوصفه أحد قادة الزیدیة (ظ: الناشئ الأکبر، 42؛ الکشي، 231) أن یلعب دوراً مهماً في تبلور ثقافة الزیدیة في العراق، الدور الذي یشاهد بوضوح في الأسانید الزیدیة بعد مضيّ قرون. یقول وکیع بن الجراح (129-197هـ): کان أبوخالد یعیش بجوارنا في الکوفة لفترة ثم هاجر إلی واسط بسبب عدم ملائمة الأوضاع هناک (ابن عدي، 5/1774؛ أیضاً ظ: ابن حبان، 2/76)، وإذا مااعتمدنا علی الروایة، یمکن تقدیر أن أبا خالد ترک الکوفة إلی واسط في العقد الرابع من القرن الثاني الهجري.

لم یرق لأتباع أهل البیت (ع) تولّي العباسیین الخلافة، وقد اشتکی أبوخالد في لقائه بمحمد بن عبدالله النفس الزکیة قبل 145هـ/762م بفترة – ربما في المدینة – من الضغوط المتزایدة علی أتباع مذهبه (ظ: أبوطالب الهاروني، 126). وفي هذا اللقاء دعا النفسُ الزکیةُ أبا خالد إلی الهجرة من العراق إلی مکان أکثر حریة (ن.ص). وربماکانت رحلة أبي خالد إلی الحجاز تلبیة منه لدعوته، ذلک أنه أشیر في وقائع ثورة النفس الزکیة في المدینة (145هـ) إلی أبي خالد الواسطي في عداد من کان معه. وکان من الممکن أن یکون لمشارکته في تلک الثورة وهو الذي کان واحداً ممن بقي من ثورة زید ومن أصحابه المقربین، أهمیة کبیرة جداً من الناحیة المعنویة (ظ: أبوالفرج، 197). ولم ترد في المصادر إشارة إلی قتل أبي خالد، أوبقائه حیاً خلال تلک الثورة، لکن یبدو أنه لم یعش بعدها طویلاً. وإن اسم أبي خالد الذي أورده البخاري في أحد آثاره ضمن المتوفین خلال 110-120هـ (ابن حجر، 8/27)، لایقوم علی أساس.

ومن بین شیوخ أبي خالد – فضلاً عن الشخصیات المذکورة – یمکن ذکر محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب و حبیب بن أبي ثابت و أبي هاشم الرماني و عاصم بن أبي النجود. کما یلاحظ أیضاً في بعض أسانید رواته مشایخ الکوفة الأ:ثر تأخراً مثل قطر بن خلیفة وسفیان الثوري (ظ: المزي، 14/108؛ لأجل إکمال فهرسته، ظ: الکوفي، ن.ص؛ ابن بابویه، ثواب...، 68؛ المنصور بالله، 5/313). ومن بین الذین استفادوا منه و سمعوا الحدیث تجدر الإشارة بشکل خاص إلی إبراهیم بن الزبرقان ونصر بن مزاحم و الحسین بن علوان و یحیی بن هاشم السمسار الذین لعبوا دوراً رئیساً في نقل آثاره إلی الأجیال التي تلت (ظ: نصر بن مزاحم، 134؛ أیضاً ظ: تتمة المقالة). وفضلاً عن هؤلاء تشاهد في أسانید الروایات أسماء أشخاص مثل یحیی بن مساور الحناط والحصین ابن مخارق و درست بن أبي حفص الأبار و عطاء بن السائب و سعید بن زید (شقیق حماد، ظ: ن.د، ابن درهم) بوصفهم رواة عن أبي خالد (للاطلاع علی فهرست الرواة عنه، ظ: المزي، 14/108-109؛ ولإکمال هذا الفهرست، ظ: درست الواسطي، ن.ص؛ فرات الکوفي، 152؛ الکلیني، 2/75، 6/528؛ ابن بابویه، الدمالي، 436-437، «عقاب...»، 262، من لایحضره...، 4/294؛ الخزاز، 299؛ الحاکم النیسابوري، 41؛ أبوطالب الهاروني، 65، 70؛ المرشد بالله، 1/137، 2/103).

اتخذ علماء رجال السنة بشکل عام موقفاً متشدداً تجاه أبي خالد وضعّفوه في الحدیث بمختلف الألفاظ: وصفه رجالیو بغداد أمثال أحمد ابن حنبل و یحیی بن معین و تبعاً لهم أبو داود، بالکذاب، واتهمه آخرون أمثال ابن راهویه و أبي زرعة الرازي باختلاق الأحادیث، إلا أن فریقاً آخر مثل البخاري و مسلم و النسائي و أبي حاتم الرازي و أبي عوانة ذکروه بألفاظ مثل «متهم» و «متروک الحدیث» فحسب، و تحاشوا نسبة الکذب أو الاختلاق إلی بشکل مباشر (ظ: یحیی بن معین، 3/315، مخـ؛ البخاري، کتاب الضعفاء...، 168؛ مسلم، 1/7؛ النسائي، 175؛ العقیلي، 3/268-269؛ ابن أبي حاتم، 3/230؛ ابن حجر، ن.ص). ونقل ابن ماجه القزویني من أصحاب الصحاح الستة في بعض آثاره أحادیث أبي خالد الواسطي (المزي، 14/110)، مما یدل بشکل من الأشکال علی حسن ظنه بأبي خالد.

ومن بین الإمامیة عدّه ابن فضال الکوفي ثقة (الکشي، 232). ونقلت عن طریقه أحادث جمة في الکتب الأربعة للإمامیة (ظ: السطور التالیة)؛ ومع هذا فقد وضعه علماء الرجال الإمامیة في العصر الوسیط علی أساس مذهبه فحب في عداد الضعفاء (ظ: العلامة الحلي، 241؛ ابن داود، 488).

لکن الزیدیة أنفسهم عدّوا أبا خالد أوثق رواة زید، واعتماداً علی رأي قدیم لیحیی بن مساور فإن الزیدیة لم یساورهم الشک إطلاقاً في کون أبي خالد ثقة، ویرون أن من یجرح وثاقته هو «ناصبي» أو «رافضي» (ظ: مسند، 381؛ أیضاً إجازات، ن.ص؛ عز‌الدین، 177؛ ابن أبي الرجال، 3/ الورقة 97 ألف). ونبّه السیاغي إلی أن أئمة الزیدیة کانوا متفقین ولقرون علی حجیة روایة أبي خالد وفضیلته، ونقل بعض کلامهم في هذا المجال (1/44، 47-48).

وخلافاً لأغلب الزیدیة فإنه لایبدو أن زیدیة الکوفة البتریة في القرن 2هـ الذین کان لهم تقارب کبیر مع مدرسة دصحاب الحدیث غیرالشیعیة، کانوا یحسنون الظن بروایات أبي خالد عن زید؛ وربما کان ذلک هو السبب الذي جعل یحیی بن آدم من خریجي مدرسة الحسن بن صالح بن حي ورغم نقله روایات عدیدة عن الإمامین الباقر و الصادق (ع) و نقله روایة عن طریق الحسین بن زید بن علي في الخراج (ص 31، 78، مخـ)، لایعبأ بفقه زید بن علي الذي کان یروی عن طریق أبي خالد ولایأتي في کتابه بروایة عن زید رغم کونه زیدیاً.

أما بشأن مذهب خالد فیلاحظ صمت مطبق في مصادر دهل السنة الرجالیة، إلا أنه ورد أحیاناً بشکل إجمالي في مصادر الرجال و الحدیث الإمامیة، کلام عن کونه زیدیاً (ظ: درست الواسطي، ن.ص؛ الکشي، 231)، وأشیر إلیه في حین آخر و دون تدقیق بوصفه رجلاً عامیاً (سنیاً ) ذا میول لأهل البیت (ع) (الکشي، 290) أو زیدیاً بتریاً (الطوسي، رجال، 131).

وقد ورد اسم أبي خالد في المصادر الخاصة بالفرق ضمن قائمة أشخاص أمثال الفضیل بن الزبیر الرسان و أبي الجارود و منصور بن أبي الأسود بوصفهم زعماء الزیدیة القائلین بالنص القریبین من الإمامیة (ظ: الناشئ الأ:بر، ن.ص؛ النوبختي، 54-55، 58؛ الأشعري، 71، 74؛ أیضاً ابن الندیم، 227). وفي تبصرة العوام (ص 186) ورد في شرح هذا الأمر أن أبا خالد یری کلَّ من تقدّم علی علي (ع) فقد کفر، وکل من کان من أبناء الحسن و الحسین (ع) (الأئمة منهم علی مایبدو)، فإن علمه حتی في طفولته – ومن غیر تعلیم – هو مثل علم النبي (ص).

واستناداً إلی روایة وردت في تفسیر فرات الکوفي (ن.ص)، فإن أباخالد روی عن زید أن النبي (ص) وعلیاً وفاطمة والحسن و الحسین (ع) هم لوحدهم المعصومون من أهل البیت، ولایتمتع بقیة أهل البیت بالعصمة. وفي موضع آخر وبروایة أبي خالد فإن زید بن علي کان یری الرادّ علی کلام علي (ع) کافراً؛ وضمن إلحاقه حکم الحسنین (ع) بالإمام علي (ع)، أنکر وجود إمام مفترَض الطاعة في ذریة الحسنین (ع)، وأضافت هذه الروایة أن کل فاطمي قائم بالسیف وداع إلی کتاب الله وسنة النبي (ص) وعامل بأحکامهما هو إمام حق (ظ: م.ن، 181-182).

وجدیر بالذکر أنه تلاحظ في بعض مصادر الأمامیة مثل أمالي ابن بابویه (ن.ص) وکفایة الأثر للخزاز (ص 299-300) روایات رواها أبوخالد عن زید في تدعیم وجهة نظر الإمامیة في الإمامة ونقض آراء الزیدیة مما ینبغي التعامل معها بتریث.

وفي جمیع المصادر المتقدمة الخاصة بالفرق، ورد اسم أبي خالد بمصاف أبي الجارود (قا: مادیلونغ، 44)، إلا أن الشهرستاني (1/141، 170) أورد اسمه في عداد الجارودیة و أتباع أبي الجارود. ورغم أن کلام الشهرستاني لیس دقیقاً جداً، لکنه و بقلیل من التساهل یمکنه إبراز مکانة أبي خالد ضمن التقسیمات العامة للزیدیة. وفي مسند زید (ص 116، 117، 171، 194) هو جمت مختلف المذاهب غیر الشیعیة من خوارج و مرجئة وقدریة ونواصب.

وفي مجال الفقه ینبغي التذکیر بأن أبا خالد قد عُرف في شتی المصادر الزیدیة بوصفه واحداً من خاصة تلامیذ زید، وأن أغلب آراء زید الفقهیة قد وصلت عن طریقه إلی من جاؤوا بعده (ظ: إجازات، ن.ص، نقلاً عن القاسم بن عبدالعزیز البغدادي؛ عز‌الدین، ن.ص). ویعتبر مسند زید، أو المجموع الفقهي الذي هو روایة أبي خالد عن فقه زید بن علي، أقدم المصادر لمعرفة فقه زید و أهمها. وهذا الأثر في حقیقته مجموعة من أقوال و أحادیث زید في أبواب الفقه المختلفة، وإن کثیراً من تلک الأقوال هي أجوبة لأسئلة وجّهها أبوخالد له (مثلاً ظ: مسند، 56-58). إضافة إلی هذا، فإنه بسبب ملازمته الطویلة لزید، ترد في هذا لادثر أیضاً إشارات لسلوک و أعمال زید (ن.م، 186، 219). ولهذا السبب ینبغي القول إن دور أبي خلاد في تدوین مسند زید لم یقتصر علی کونه جامعاً لما سمعه منه، بل إنه أخذ علی عاتقه دوراً فعالاً في عرض و تدوین المسائل الواردة فیه. وبنظرة کلیة لمعرفة شکل نسبة المسند إلی زید، ینبغي اعتبارها من قبیل نسبة الآثار لأبي یوسف إلی أبي حنیفة و مسائل أبي داود إلی أحمد بن حنبل، ولیس من قبیل نسبة موطأً إلی مالک بن أنس. والحقیقة فإن زیداً کان قد استشهد بسنین قبل أن یصبح تدوین المجامیع الفقهیة مثل موطأ مالک و جامع سفیان الثوري، أمراً متداولاً.

ومع الأخذ بنظر الاعتبار ماذکر آنفاً، فإنه ینبغي اعتبر أبي خالد الواسطي هو جامع مسند زید، دون أن یکون الکلام المذکور بمعنی التشکیک في صحة نسبة مضامین المسند إلی زید. والجدیر ذکره أن أباخالد ادعی – استناداً إلی زوایة لإبراهیم بن الزبرقان – أن زید بن علي نفسه قد جمع نسخة من المسند و علّمها لأبي خالد وطلبة آخرین ممن کانت أعمارهم أقصر من عمره (مسند، 380)، إلا أنه و کما بُیَّن فإن أسلوب تدوین المسند لایؤید هذا الکلام. و في حالة صحة الروایة المذکورة، فینبغي تصور أن نسخة زید کانت تشکل اللبنة الأساس فحسب لمسند أبي خالد (أیضاً ظ: شتروتمان، 23 و مابعدها؛ مادیلونغ، GAS, I/552-448; 54-55). وعلی أیة حال، فإن ابن الندیم (ص 275) ذکر أباخالد في عداد دوائل مؤلفي فقه الشیعة وأشار إلی کتابه (أیضاً ظ: الطوسي، الفهرست، 189).

ورغم أن أبا خالد في معتقداته کان قریباً نسبیاً من تعالیم الإمامیة ولازم لفترةٍ الإمام الباقر (ع)، إلا أن النظم الفقهي المعروض في مسند زید، نظم زیدي بحث واضح فرقه تماماً عن الفقه الإمامي سواء في أصول الاستنباط مثل تجویز القیاس، أو في بعض الفروع المثیرة للجدل مثل جواز المسح علی الخفین (ظ: مسند، 84، 293).

روی أبوخالد رسائل و کتباً في الفقه والحدیث و التفسیر احتوت أکثر مااحتوت علی تعالیم وآراء زید، ولعب أبوخالد شخصیاً دوراً ئیساً في تدوینها:

1. مسند زید، وراویه الأصلي عن أبي خالد هو تلمیذه المقرب إبراهیم بن الزبرقان. واستناداً لقول نصر بن مزاحم فإن متن روایة إبراهیم خلافاً لروایات بقیة التلامیذ، کان متناً کاملاً و مدوناً (ظ: مسند، 380). ونظّم هذا المتن و رتبه من جدید في القرن 4هـ ابن البقال عبدالعزیز ابن إسحاق بن جعفر البغدادي و أصبحت هذه النسخة المنظمة أساساً للنسخ التي تلتها. طبع مسند زید بروایة إبراهیم بن الزبرقان للمرة الدولی في 1919م بتحقیق غریفیني، وفي 1966م بمیلانو؛ وفي بیروت بتحقیق عبدالواسع بن یحیی الواسعي، ومرات أخری تلتها مع شروح متنوعة. ویشکل المجموع الفقهي القسم الدصلي من المطبوع، وأضیفت إلی نهایته مجموعة من أحادیث زید بنفس سلاسل الأسانید (مسند، 382-429؛ أیضاً ظ: الشوکاني، 86).

واستناداً لقول نصر بن مزاحم فإنه کانت لدیه روایة مستقاة بشکل مباشر من مسند زید، لم تکن من حیث الکمال بمستوی نسخة إبراهیم بن الزبرقان (ظ: مسند، 380). ویبدو أن هذه هي نفسها التي وقعت بید النجاشي عن طریق علي بن الحسن بن فضال و ابن الزبیر (ظ: النجاشي، 288). وقد رویت بعض الأحادیث الموجودة في مسند زید عن طریق تلامذة أبي خالد الآخرین أمثال الحسین بن علوان (ظ: السطور الآتیة) وإسرائیل و سوید بن عبدالعزیز أیضاً (ظ: العقیلي، 3/269؛ ابن عددي، 5/1775-1776؛ قا: مسند، 83، 276). کما تلاحظ أحیاناً في المصادر المختلفة روایات تتفاوت تفاوتاً ملفتاً للنظر مع ماورد في مسند زید (مثلاً ظ: ابن عددي، ن.ص؛ قا: مسند، 302، 337، 383-384).

2. مجموعة في الحدیث بروایة الحسین بن علوان عن أبي خلاد. وروایات أبي خالد في هذه المجموعة لاتقتصر علی زید فحسب، بل ضمت أیضاً روایاته عن مشایخ آخرین خاصة الإمام الباقر (ع). ومن غیر أن نعلم إلی أي حدّ یبلغ التفاوت بین المخطوطات المخلتفة لهذه المجموعة، فنحن علی علم بوجود نسخ متعددة منها بروایة تلامذة عدیدین لابن علوان کانت متداولة بین الزیدیة والإمامیة في القرن 3هـ/ 9م، وأهمها روایة أحمد بن عیسی (1/144، 168) المبثوثة في ثنایا أمالیه (رأب الصدع). ومع الأخذ بنظر الاعتبار أهمیة أمالي أحمد بن عیسی في الثقافة الزیدیة، یظهر بوضوح الدور المهم لروایة ابن علوان في نقل عقائد و تعالیم زید و شیوخ أبي خالد الآخرین؛ وتظهر بین رواة هذه النسخة عن محمد بن منصور أسماء أمثال ابن عقدة من زیدیة العراق وأبي زید العلوي من زیدیة الري و الناصر الأطروش من زیدیة طبرستان (ظ: الکراجکي، 208؛ أبوطالب الهاروني، 38، 41، مخـ؛ المصنور بالله، 1/177، 184، مخـ). ومما یجدر ذکره أنه تلاحظ روایات کثیرة مشترکة لدی المقارنة بین روایات أحمد بن عیسی عن أبي خالد و بین مسند زید بروایة إبراهیم بن الربرقان (ظ: مادیلونغ، ن.ص). أما الروایات الأخری التي ترد خلاف روایة أحمد بن عیسی والتي یستفاد منها بشکل متفرق في آصار الإمامیة فهي عبارةعن:

ألف- روایة الحسین بن سعید الأهوازي في کتابه الزهد (ص 7، 9، 20)، في آثار ابن بابویه مثل الأمالي (ص 411) و ثواب الأعمال (ص 85، 90) وفضائل الأشهر الثلاثة (ص 51) وفي تهذیب الطوسي (7/15).

ب- روایة أبي الجوزاء منبه بن عبدالله التمیمیي بواسطة شیوخ قم الإمامیة مثل سعد بن عبدالله الأشعري ومحمد بن الحسن الصفار وأحمد بن محمد البرقي في آثار ابن بابویه مثل ثواب الأعمال (ص 68، 76، 232) والخصال (1/37، 137، 333) و«عقاب الأعمال» (ص 319) و علل الشرائع (2/602) و تهذیب الطوسي (1/326، 332، مخـ) والاستبصار للمؤلف نفسه (1/65).

ج- روایة الهیثم بن أبي مسروق التي أفاد منها ابن بابویه في کتاب من لایحضره الفقیه (ظ: ابن بابویه، «مشیخة»، 83-84). ویمکن إضافة روایات نقلها محمد بن خالد البرقي و الحسن بن علي بن فضال و جعفر بن محمد التمیمي عن ابن علوان عن أبي خالد إلی المواضع المذکورة (ظ: م.ن، الأمالي، 240، 371، التوحید، 176، ثواب، 67-68؛ الطوسي، تهذیب، 2/281).

3. تفسیر غریب القرآن، بروایة أبي خالد الواسطي عن زید بن علي، المصطبغ بصبغة مضادة للقدریة. ویری شتروتمان (ص 43 و ما بعدها) أن القسم الأکبر من الآراء التفسیریة المنسوبة إلی زید في هذا الأثر، یمکن أن تکون نسبتها صحیحة وأشار إلی أن کثیراً من تلک الآراء نسبت إلی زید في تفسیر الطبري أیضاً. و توجد مخطوطات عدیدة من هذا الکتاب في مکتبات صنعاء و برلین وییل (صنعاء، 1/121؛ آلوارت، رقم 10237؛ نموي، رقم 653).

4. منسک الحج، بروایة أبي زکریا یحیی بن هاشم السمسار عن زید ابن علي، وتوجد مخطوطاته في مکتبتي برلین وآمبروزیانا (ظ: آلوارت، رقم 10360؛ غریفیني، 610). ویمکن مقارنة هذا النص بنص آخر بروایة عبدالرحمان بن الحارث بن عیاش عن زید بن علي حول مناسک الحج الذي أفاد من أجزائه محدثون مثل أبي داود في السنن (2/190، 193) والترمذي في السنن (3/232-233) وابن ماجه في السنن (2/1001) عبدالله بن أحمد بن حنبل في زوائد مسند أحمد (1/72، 76؛ أیضاً ظ: GAS, I/559).

5. رسالة في حقوق الله، بروایة أبي خالد عن زید التي توجد مخطوطاتها في مکتبتي الفاتیکان ووهبي (ن.ص).

 

المصادر

ابن آدم، یحیی، الخراج، تقـ: أحمد محمد شاکر، القاهرة، 1347هـ/1928م؛ ابن أبي حاتم، عبدالرحمان، الجرح و التعدیل، حیدرآبادالدکن، 1372هـ/1952م؛ ابن أبي الرجال، أحمد، مطلع البدور، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ ابن باویه، محمد، أمالي، بیروت، 1400هـ/1980م؛ م.ن، التوحید، تقـ: هاشم الحسیني، طهران، 1387هـ/1967م؛ م.ن، ثواب الأعمال، تقـ: علي أکبر الغفاري، طهران، 1350ش؛ م.ن، الخصال، تقـ: علي أکبر الغفاري، قم، 1362ش؛ م.ن، «عقاب الأعمال»، مع ثواب الأعمال (همـ)؛ م.ن، من لایحضره الفقیه، تقـ: حسن الموسوي الخرسان، النجف،1376هـ؛ ابن حبان، محمد، کتاب المجروحین، تقـ: محمود إبراهیم زاید، بیروت، 1396هـ؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، تهذیب التهذیب، حیدرآبادالدکن، 1326هـ؛ ابن داود الحلي، الحسن، الرجال، تقـ: جلال‌‌الدین محدث، طهران، 1342ش؛ ابن عدي، عبدالله، الکامل، بیروت، 1405هـ/1985م؛ ابن ماجه، محمد، سنن، تقـ: محمد فراد عبدالباقي، القاهرة، 1952-1953م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوداود السجستاني، سلیمان، سنن، تقـ: محمد محیي‌‌الدین عبدالحمید، القاهرة، دارإحیاء السنة النبویة؛ أبوطالب الهاروني، یحیی، تیسیر المطالب، تقـ: یحیی عبدالکریم فضیل، بیروت، 1395هـ/1975م؛ أبوالفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبیین، النجف، 1385هـ/ 1965م؛ إجازات الأئمة الزیدیة، مخطوطة مکتبة القاضي محمدعلي الأکوع، تعز، رقم 239؛ أحمد بن عیسی، أمالي (رأب الصدع)، تدوین محمد بن منصور، تقـ: علي بن إسماعیل الصنعاني، بیروت، 1410هـ/1990م؛ الأشعري، سعد، المقالات و الفرق، تقـ: محمدجواد مشکور، طهران، 1361ش؛ الأهوازي، الحسین، الزهد، تقـ: غلام‌رضا عرفانیان، قم، 1399هـ؛ بحشل، أسلم، تاریخ واسط، تقـ: کورکیس عواد، بیروت، 1406هـ/1986م؛ البخاري، محمد، التاریخ الکبیر، حیدرآبادالدکن، 1378هـ/1959م؛ م.ن، کتاب الضعفاء الصغیر، تقـ: بوران ضناوي، بیروت، 1404هـ/1984م؛ البرقي، أحمد، «الرجال»، مع الرجال (ظ: همـ، ابن داود)؛ تبصرة العوام، المنسوب للمرتضیبن الداعي، تقـ: عباس إقبال، طهران، 1364ش؛ الترمذي، محمد، سنن، تقـ: أحمد محمدشاکر و آخرون، القاهرة، 1357هـ/1938م؛ الحاکم النیسابوري، محمد، معرفة علوم الحدیث، حیدرآباد الدکن، 1385هـ/1966م؛ الخزاز القمي، علي، کفایة الأثر، قم، 1401هـ؛ درست الواسطي، «کتاب»، مع الأصول الستة عشر، قم، 1405هـ؛ السیاغي، حسین، الروض النضیر، لاطائف، 1388هـ/1968م؛ الشهرستاني، محمد، الملل و النحل، تقـ: محمد بن فتح الله بدران، القاهرة، 1375هـ/ 1956م؛ الشوکاني، محمد، «إتحاف الأکابر»، رسائل خمسة أسانید، حیدرآبادالدکن، 1328هـ/1910م؛ صنعاء، المخطوطات؛ الطوسي، محمد، الاستبصار، النجف، 1375هـ؛ م.ن، تهذیب الأحکام، النجف، 1379هـ؛ م.ن، رجال، النجف، 1380هـ/ 1961م؛ م.ن، الفهرست، النجف، المکتبة المرتضویة؛ عبدالله بن أحمد بن حنبل، زوائد مسند أحمد بن حنبل، القاهرة، 1313هـ؛ عز‌الدین، حسن، «مشیخة»، تقـ: محمدتقي دانش پژوه، نامۀ مینوي، بإشراف حبیب یغمائي و إیرج أفشار، طهران، 1350ش؛ العقیلي، محمد، کتاب الضعفاء الکبیر، تقـ: عبدالمعطي أمین قلعجي، بیروت، 1404هـ/1984م؛ العلامة الحلي، الحسن، رجال، النجف، 1381هـ/1961م؛ فرات الکوفي، تفسیر، النجف، 1354هـ؛ الکراجکي، محمد، کنزالفوائد، تبریز، 1322هـ؛ الکشي، محمد، معرفة الرجال، اختیار الطوسي، تقـ: حسن مصطفوي، مشهد، 1348ش؛ الکلیني، محمد، الکافي، تقـ: علي‌أکبر الغفاري، طهران، 1391هـ؛ الکوفي، محمد، مناقب أمیر المؤمنین (ع)، تقـ: محمدباقر المحمودي، 1412هـ؛ المرشد بالله، یحیی، الأمالي، بیروت، 1403هـ/ 1984م؛ المزي، یوسف، تهذیب الکمال، مخطوطة مکتبة أحمد الثالث بإستانبول، رقم 2848؛ مسلم بن الحجاج، صحیح، تقـ: محمدفؤاد عبدالباقي، القاهرة، 1955م؛ مسند زید، تقـ: عبدالواسع بن یحیی الواسعي، بیروت، 1966م؛ المفید، محمد، الإرشاد، النجف، 1382هـ؛ المنصور بالله، القاسم، الاعتصام، صنعاء، 1408هـ/1987م؛ الناشئ الأکبر، عبدالله، مسائل الإمامة، تقـ: فان إس، بیروت، 1971م؛ النجاشي، أحمد، رجال، تقـ: موسی الشبیري الزنجاني، قم، 1407هـغ النسائي، أحمد، «الضعفاء و المتروکون»، المجموع في الضعفاء و المتروکین، تقـ: عبدالرعزیز عز‌الدین لسیروان، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ نصر بن مزاحم المنقري، وقعة صفین، تقـ: عبدالسلام محمدهارون، القاهرة، 1382هـ؛ النوبختي، الحسن، فرق الشیعة، النجف، 1355هـ/1936م؛ یحیی بن معین، التاریخ، تقـ: أحمد محمود نور سیف، مکة، 1399هـ/ 1979م؛ وأیضاً:

Ahlwardt; GAS; Griffini, F., «Lista dei manoscritti arabi…», RSO, 1916-1918, vol. VII; Madelung, W., Der Imam al-Qāsim ibn Ibrāhim, Berlin, 1965; Nemoy, L., Arabic Manuscripts in the Yale University Library, Yale, 1956; Strothmann, R., «Das Problem der literarischen Persönlichkeit Zaid b.'Ali», Der Islam, 1923, vol.XIII.

أحمد پاکتچي/ هـ/

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: