أَبوالخَیرِ الإشبیليّ، الملقب بالشجّار، من أبرز علماء الفلاحة. لانعرف شیئاً کثیراً عن حیاته و مانعرفه عنه أنه کان قد ولد في إشبیلیة وتعرف في أواخر القرن 5 هـ/11م إلی النباتي والمؤلف الإشبیلي أبي عمر أحمد بن محمد بن الحجاج و ذلک أثناء جولاته العلمیة في غابات الشرف (وهي ناحیة بإشبیلیة) ومزارعها و حقولها، ودرس في 494هـ/ 1100م علی الطبیب الإشبیلي أبي الحسن شهاب المعیطي. وکان کتابه الذي دُعي فیما بعد باسم الفلاحة أحد مصادر کتاب الفلاحة لابن العوّام (ن.ع) (أبوالنصر، 557؛ EI2, I/135-136, II/901). وتعتبر مقالاته و مقالات معاصریه: ابن فاضل الأندلسي و ابن الحجاج الإشبیلي و ابن وافد اللخمي وابن بصال، من أوائل ماکتب في إسبانیا عن الزراعة (پرس، 197).

وکتابه المشهور الفلاحة هو مصنف علمي اعتمد في تدوینه علی تجاریه الشخصیة و مشاهداته في غابات الشرف ومافیها من نبات و أشجار، إلا أن الکتاب لایخلو – شأن کتب الفلاحة القدیمة – من أساطیر شعبیة و موضوعات خرافیة. و یضم الکتاب الموضوعات التالیة: اعتبارات عامة في الغرط وأنواعه، طریقة زرع الأشجار، الأشهر المواتیة للزراعة، الوقت اللازم لنمو النباتات و إثمارها، و متلفاتها، زراعة البذور، التقلیم و التطعیم، معلومات عن النحل و الحیوانات الأهلیة والضارة والوحوش. وخُصص آخر الکتاب للتجارب العامة و التنبؤات الجویة و النجیمیة (EI2, II/901). أفاد أبوالخیر في تألیف هذا الأثر من کتاب النبات لأبي حنیفة الدینوري و الفلاحة النبطیة لابن وحشیة. توجد نسخة مخطوطة من الکتاب ضمن مجموعة برقم 4764 في المکتبة الوطنیة بباریس (بلوشه، 13)، وأخری في جامع الزیتونة بتونس (الأمین، 3/29). وقد نسب کتاب الفلاحة المطبوع في 1357-1358هـ بفاس خطأً إلی أبي الخیر (ظ: EI2، ن.ص).

المصادر

أبوالنصر، عادل، «من آثار العرب الزراعیة في الأندلس»، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1373هـ/1953م، ج 28، عد 4؛ الأمین، حسن، الموسوعة الإسلامیة، بیروت، 1396هـ/ 1976م؛ وأیضاً:

Blochet; EI2; Pérès, Henri, La poésie and alouse en arabe classique, Paris, 1953.

أبوالحسن دیانت/ ت.