الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبوحمزة الخارجي /

فهرس الموضوعات

أبوحمزة الخارجي

أبوحمزة الخارجي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/26 ۲۱:۴۷:۳۶ تاریخ تألیف المقالة

أَبو حَمزَةَ الخارِجيّ، المختار بن عوف الأزدي (مقـ 130هـ/ 748م)، أحد قادة جیش الخوارج الإباضیة، والذي احتل لفترة مکة والمدینة. ولد أبو حمزة في البصرة من أسرة بني سلیمة أحد أفخاذ قبیلة الأزد، ولهذا السبب دُعي بالسُّلَیمي أو السَّلیمي (تبعاً للاختلاف في شکل اسم جد هذه الأسرة، سلیمة بن مالک) (الکلبي، 2/488؛ الطبري، 7/347؛ الأزدي، 111؛ ابن الأثیر، 2/134). وکانت أسرة بني سلیمة من الأسر المحترمة في البصرة، وکان یوجد في تلک المدینة محلة و مسجد باسم سلیمة بن مالک (الأزدي، 78).

کانت البصرة منذ بدایة ظهور الخوارج مسرحاً لأنشطة فرق الخوارج المختلفة خاصة الإباضیة؛ وإلی أواخر القرن 12هـ/18م کانت عیون الإباضیة في شتی المناطق ترنو إلی زعمائهم في تلک المدینة (EI2؛ ظ: ن.د، الإباضیة). ورغم أن تاریخ انضمام أبي حمزة للإباضیة غی رمعروف، إلا أنه توجد أدلة علی أن فریقاً من الأزدیین الذین عرفت أسماء عدد منهم، کانوا إباضیة في هذه الفترة، ثم هبوا لنصرة أبي حمزة (الأزدي، 77-78). ویستفاد من کلام أبي حمزة أنه کان خلال عهد هشام ابن عبدالملک (حکـ 105-125هـ) من الخوارج (الطبري، 7/395؛ أبوالفرج، 20/103-104)، ومن أتباع أبي عبیدة مسلم بن أبي کریمة الإباضي (الدرجیني، 2/245-246).

یرجع نشاطه المعادي للأمویین إلی عهد الخلیفة مروان بن محمد (حکـ 127-132هـ) عندما اضمحلت تدریجیاً سیاسة أبي عبیدة المسالمة لکسب ودّ الأمویین للإباضیة، لیحل محلها انتهاج نظریة الثورة العلنیة ضدهم (EI2). وطبقاً لما ذکره هارون بن موسی الفروي أحد رواة المدینة (السمعاني، 4/375؛ ابن حجر، تهذیب...، 11/13)، فإن أباحمزة کان یحضر موسم الحج بمکة سنویاً ویحرض بکلامه الناس ضد مروان، و هناک تعرف في 28هـإلی أبي یحیی عبدالله بن یحیی، الملقب بطالب الحق من إباضیة حضرموت، وذهب إلیه بدعوة منه، حیث بایعه فیها بالخلافة (الطبري، 7/348؛ الأزدي، 77؛ أبوالفرج، 20/98-99). وبطبیعة الحال فإن نشاطه ضد الأمویین في هذه الفترة لم یکن منحصراً في مکة. واستناداً إلی الراوي المدني محمد بن الحسن بن زبالة (ابن حجر، لسان...، 7/355)، فإن أبا حمزة مرَ بمعدن بني سلیم الواقع علی الطریق من المدینة إلی نجد (یاقوت، 4/572)، وتحمل ضرب السیاط بسبب أمثال تلک التحریضات (الطبري، ن.ص؛ أبوالفرج، 20/99).

وفضلاً عن هذا توجد روایات أخری عن نشاطاته نُقلت في البصرة عن رواة مختلفین. واستناداً إلی المدائني فإن عبدالله بن یحیی عندماقرر اثورة إثر ظلم عامل الأمویین علی حضرموت، راسل أبا عبیدة مسلم بن أبي کریمة وبقیة زعماء الإباضیة في البصرة، فشجعه أبوعبیدة علی الثورة وأرسل أشخاصاً مثل أبي حمزه وبلج بن عقبة الأزدي و عدد آخر من الإباضیة من البصرة إلی حضرموت لنصرته (البلاذري، 2/373؛ أبو الفرج، 20/97؛ ابن أبي الحدید، 5/106-107). ونظراً لوجود مؤلفات للمدائني خاصة بالخوارج (ابن الندیم، 115). واتفاق کلامه مع مافي مصادر الإباضیة (الشماخي، 1/91)، فإن الروایة الأخیرة تحظی بأهمیة کبیرة. ومع الأخذ بنظر الاعتبار الاختلاف الواقع بین الروایات البصریة والمکیة، یبدو أن أبا حمزة عاد من مکة إلی البصرة بعد لقائه عبدالله بن یحیی، و یحتمل أن یکون قد أعدّ هناک الأرضیة اللازمة لتأیید الثورة.

استولی عبدالله بن یحیی بثورته التي قادها بمعونة إباضیي البصرة علی حضرموت ثم صنعاء، وعندها أرسل جیشاً بقیادة أبي حمزة لفتح مکة. ومن بین الروایات المتعلقة بعدد أفراد جیش أبي حمزة، یبدو کلام خلیفة بن خیاط (2/583؛ أیضاً ظ: الذهبي، 24) کلاماً مبالغاً فیه، حیث اعتبره 10 آلاف فرد واستقاه باحتمال کبیر من الرواة المکیین و منهم زنجي بن خالد (خلیفة، 2/583، 585؛ عن زنجي بن خالد، ظ: ابن سعد، 5/499)، ذلک أنه استناداً إلی روایة الدرجیني، توجه إلی مکة و معه حوالي 600 شخص 2/265)، ویبدو أن مجموعة من أبناء القبائل التي مرّ بها و هو في طریقه قد التحقت به، فوصل إلی مکة خلال موسم الحج 129هـ و معه 700 أو900 شخص (الطبري، 7/374-375؛ الأزدي، 102؛ البلاذري، 2/375؛ أبوالفرج، 20/99). و یبدو أن إباضیة مکة و تزامناً مع التغیرات الحادثة في حضرموت وصنعاء، شددوا أیضاً من إجراءاتهم بانتظار دخلو قوات عبدالله بن یحیی تلک المدینة (الدرجیني، 2/262-264؛ الشماخي، 1/92).

وبعد مفاوضات بین عبدالواحد بن سلیمان الحاکم الأموي بمکة و المدینة و ربما الطائف أیضاً (الفاسي، 176) و بین أبي حمزة، أرجئت الإجراءات العسکریة للطرفین إلی نهایة موسم الحج. و مع انتهاء مناسک الحج، هرب عبدالواحد إلی المدینة وسقطت المدینة بیدأبي حمزة (خلیفة، 2/583؛ الطبري، البلاذري، ن.صص). و خلال الأربعین یوماً التي استقر فیها أبوحمزة بمکة (الشماخي، ن.ص)، انضم إلیه حوالي 400 شخص من قبیلة خزاعة (الدرجیني، 2/265؛ قا: الطبري، 7/393، 395)؛ واستسلمت مدینة الطائف أیضاً دون مقاومة (البلاذري، ن.ص؛ أبوالفرج، 20/100؛ العیون...، 167).

وجّه عبدالواحد من المدینة جیشاً من عامة الناس بقیادة عبدالعزیز ابن عمر – من أحفاد عثمان الخلیفة الثالث – لمحاربة الإباضیة في مکة، ویبدو أن إمداد المقاتلین بأموال بیت المال کان ذا أثر في إقبال المتطوعین علیحرب الإباضیة (ابن سلام، 113؛ الأزدي، 103؛ أبوالفرج، ن.ص). وقد هُزم جیش المدینة ذو الستة آلاف مقاتل في ناحیظ قُدید هزیمة نکراء فيمواجهة قوات أبي حمزة وقتل قائده مع جمع کثیر من قریشیي المدینة (9 سفر 130). وفي أواسط صفر عندما دخل أبوحمزة المدینة کان عبدالواحد قد هرب إلی الشام (خلیفة، 2/592-595؛ ابن سلام، ن.ص؛ الطبري، 7/393-394). ویستفاد من روایة المدائني أن أبا حمزة عاد إلی مکة فوراً بعد تعیینه بلج بن عقبة حاکماً علی المدینة وأخذه البیعة من الناس (البلاذري، 2/278؛ أبوالفرج، 20/102؛ العیون، 170).

أدی احتلال أبي حمزة لمکة والمدینة بالخلیفة إلی أن یرسل من الشام إلی المدینة جیشاً مؤلفاً من 4,000 مقاتل بقیادة عبدالملک بن محمد بن عطیة. وتقول إحدی الروایات إن هذا الجیش کان مقدمة لجیش أکبر بقیادة ابن هبار القرشي (الأزدي، 110-111). وبدوره غادر أبو حمزة مکة إلی المدینة ثم سلک طریق الشام لمواجهتهم. وقد کابدت مقدمة جیشه بقیادة بلج في وادي القری غربي المدینة خسائر فادحة حیث قُتل بلج (جمادي الدولی 130) و انسحب أبوحمزة و أنصاره باتجاه المدینة (خلیفة، 2/595-596؛ الطبري، 7/398-399؛ البلاذري، 2/379-380).

لم تتفق مصادرنا بشأن حوادث المدینة خلال هذه الفترة، فاستناداً إلی أخبار المدائني الدقیقة فإن أبا حمزة ذهب إلی مکة بعد مکث قصیر في المدینة، وأثناء غیابه حدث تمرد بزعامة عمر بن عبدالرحمان بن أسید و بمشارکة أهل السوق والغلمان والبربر انتهی بقتل عامل أبي حمزة وأنصاره و طرد الإباضیة من المدینة (م.ن، 2/380؛ أبوالفرج، 20/109؛ العیون، 172-173؛ ابن حزم، 152). وطبقاً لما ذکره الواقدي فإن هذا التمرد حدث عندما کان أبوحمزة منهمکاً بمحاربة الشامیین بوادي القری، وعند انسحاب أبي حمزة قاتله أهل المدینة، فسقطت بید عبدالملک بن محمد (الطبري، 7/399؛ قا: الیعقوبي، 340).

عُرّض أبوحمزة الذي یبدو أنه بقي في مکة بانتظار وصول قوات إسناد من طالب الحق من جبهتین لهجوم قائدي جیش الشام عبدالملک وابن هبار القرشي (ح رجب 130)، فقتل بینما کان مریضاً برفقة زوجته التي کان لها هي الأخری مشارکة فعالة في الحرب، وقتل بعض أفراد جیشه و أسر البعض الآخر (الأزدي، 112؛ البلاذري، 2/380-381؛ أبوالفرج، 20/109-110). وفي نفس السنة قتل طالب الحق أیضاً خلال حربه مع عبدالملک. وفي روایة أن عبدالملک قتل طالب الحق أیضاً خلال حربه مع عبدالملک. وفي روایة أن عبدالملک قتل أیضاً إثر انتقام الخوارج منه (البلاذري، 2/283؛ العیون، 178؛ الدرجیني، 2/261).

إن معلوماتنا عن أسلوب حکم أبي حمزة قلیلة. ففي الحرب کان ملتزماً بمبادئ الإباضیة (الطبري، 7/375، 393؛ أبوالفرج، 20/102؛ قا: الشماخي، 1/91). وذکر أن معاملته لأهل المدینة کانت حسنة (الطبري، 7/397؛ أبوالفرج، 20/105). وکان یعد من خطباء الخوارج (الجاحة، 1/99؛ ابن عبد ربه، 4/54)، ونقل کل واحد من رواة مکة والمدینة خطباً عنه، و یقولون إن تلک الخطب قد ألقیت في مدنهم. وبسبب أوجه الشبه الکبیر بین تلک الخطب لایمکن بدقة معرفة أي منها ألقیت في أي المدینتین مکة و المدینة (خطبة في أهل مکة: خلیفة، 2/584-585؛ الجاحة، ن.ص؛ الأزدي، 103-106؛ البلاذري، 2/375-377؛ قا: خطبة في أهل المدینة: الطبري، 7/394-397؛ ابن عبدربه، 4/144-147؛ أبوالفرج، 20/105-106). وعلی هذا فإن احتمال أن یکون أبو حمزة قد بیّن أمراً واحداً في کلا المدینتین لایمکن استبعاده بشکل مطلق. وفضلاً عن قیمتها الأدبیة، فنحن لانجد في هذه الخطب آراء أبي حمزة بشأن الخلفاء الراشدین وبني أمیة والشیعة و الحکومة التي یبغیها الإباضیة فحسب، بل تدل أقسام منها علی قضایا و حوادث فترة استیلائه علی مکة والمدینة، ومنها إجراءات أعوان أبي حمزة و تطرف الإباضیة الشباب علی ما یبدو الذي أدی إلی انتقاد سکان تلکما المدینتین إیاهم (ن.صص).

ویبدو أن حملة أبي حمزة علی مکة قد ترکت أثرها علی الأوضاع الاقتصادیة في المدینة بشکل أکبر وأسرع من بقیة الأمور، و استناداً إلی الکلبي فإن انعدام الأمن الناجم عن تلک الحملة أدی إلی عدم إقامة سوق عکاظ السنوي الذي کان یقام منذ ماقبل ظهور الإسلام، ثم زال من الوجود منذ ذلک الحین و مابعده (ظ: الأزرقي، 1/190). وفي المدینة أیضاً کان الحرفیون من بین الذین ثاروا علی عامل أبي حمزة (أبوالفرج، 20/109؛ العیون، 173).

 

المصادر

ابن أبي الحدید، عبدالحمید، شرح نهج البلاغة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1379هـ/1959م؛ ابن الدثیر، علي، اللباب، بیروت، دار صادر؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، تهذیب التهذیب، حیدرآبادالدکن، 1327هـ؛ م.ن، لسان المیزان، حیدرآبادالدکن، 1321هـ؛ ابن حزم، علي، جمهرة أنساب العرب، بیروت، 1403هـ/1983م؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، بیروت، دار صادر؛ ابن سلام الإباضي، بدء الإسلام و شرائع‌‌الدین، تقـ: فرنر شوارتز و سالم بن یعقوب، بیروت، 1406هـ/1986م؛ ابن عبد ربه، أحمد، العقد الفرید، تقـ: أحمد أمین و آخرون، بیروت، 1402هـ/1982م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، بیروت، 1390هـ/1970م؛ الأزدي، یزید، تاریخ الموصل، تقـ: علي حبیبة، القاهرة، 1387هـ/1967م؛ الدزرقي، محمد، أخبار مکة، بیروت، 1403هـ/1983م؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، مخطوطة مکتبة السلیمانیة، رقم 598؛ الجاحة، عمرو، البیان و التبیین، تقـ: حسن السندوبي، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ خلیفةبن خیاط، تاریخ، تقـ: سهیل زکار، دمشق 1968م؛ الدرجیني، أحمد، طبقات المشایخ في المغرب، تقـ: إبراهیم طلّاي، قسنطینة، 1394هـ/1974م؛ الذهبي، محمد، تاریخ الذسلام (حوادث ووفیات 121-140هـ)، تقـ: عمر عبدالسلام التدمري، بیروت، 1408هـ/1988م؛ السمعاني، عبدالکریم، الأنساب، تقـ: عبدالله عمر البارودي، بیروت، 1408هـ/1988م؛ الشماخي، أحمد، کتاب السیر، تقـ: أحمد بن سعود السیابي، ععمان، 1407هـ/1987م؛ الطبري، تاریخ؛ العیون والحدائق، تقـ: دي خویه، لیدن 1288هـ/1871م؛ الفاسي، محمد، شفاء الغرام بأخبار البلدالحرام، تقـ: ف. ووستنفلد، غوتنغن، 1859م؛ الکلبي، هشام، نسب معد والیمن الکبیر، تقـ: ناجي حسن، بیروت، 1408هـ/1988م؛ یاقوت، البلدان؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، دار صادر؛ وأیضاً:

EI2.

محمدعلي کاظم بیگي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: