الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبوالحسن المغربي، علي /

فهرس الموضوعات

أبوالحسن المغربي، علي

أبوالحسن المغربي، علي

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/23 ۲۱:۰۰:۴۰ تاریخ تألیف المقالة

أَبوالحَسَنِ المَغرِبيّ، علي بن الحسین بن علي (مقـ 3 ذوالقعدة 400هـ/18 حزیران 1010م)، من أسرة شیعیة، کاتب ووزیر لعدد من الأمراء الحمدانیین و البویهیین، ومن المقربین لدی الخلفاء لافاطمیین بمصر.

ورغم أن دراسة تاریخ أسرة المغربي التي کان لها ما یزید علی ربع قرن دور في الحوادث الخطیرة التي وقعت في القرنین 4 و 5 هـ/10 و 11م في الشام و مصر و حتی العراق، تبدأ عادة بأبي الحسن المغربي، إلا أن سابقة النشاط السیاسي و الدیواني لهذه الأسرة تعود إلی ماقبل ذلک بجیلین علی الأقل، حین ذُکر أبوالحسن علي بن محمد جد أبي الحسن المغربي بوصفه ناظراً لدیوان المغرب في الجهاز الإداري للخلافة ببغداد، أو والیاً علی القسم الغربي من بغداد، و من هنا أیضاً اشتهر هؤلاء بالمغربیة (ابن خلکان، 2/177؛ المقریزي، 2/157).

وذکر ابن خلکان روایة اعتبرت هذه الأسرة إیرانیة وأوصلت نسبها إلی بهرام جور، ونبهت إلی أن شجرة النسب تلک استقاها ابن الصیرفي من خط الوزیر أبي القاسم حسین المغربي ابن أبي الحسن (2/172، 177). وبما أن المقریزي وصف أسرة المغربي بأنها من البصرة في الأصل (ن.ص)، ولعلمنا أیضاً أن أغلب سکان تلک المدینة منذ تأسیسها کانوا من الإیرانیین، فلیس من المستبعد أن تکون هذه الأسرة إیرانیة، رغم أنه لامکن إثبات صحة انتسابها إلی بهرام جور (للاطلاع علی شجرة النسب، ظ: ابن خلکان، 2/172؛ قا: ابن عساکر، 12/59). ومع هذا فإن ابن خلکان نفسه یری اعتماداً علی کلام ورد عن المتنبي في کتاب أدب الخواص للوزیر أبي القاسم المغربي أن هذه الأسرة کانت من أصل مغربي (2/177).

ولد أبوالقاسم الحسین والد أبي الحسن علي ببغداد و نشأ فیها وشغل عدة مناصب سیاسیة. وعندما قُتل ابن رائق (ن.ع) في الموصل (330هـ/942م) التحق أبوالقاسم الحسین بالإخشید، وذهب بعد فترة مع أسرته إلی حلب عند سیف الدولة الحمداني، وظل معه حتینهایة حیاة ذلک الأمیر (356هـ/967م) (المقریزي، ن.ص) وشغل منصب کاتب لدیه (ابن العدیم، 1/152). ولدأبوالحسن علي في حلب و نشأ فیها (ابن عساکر، ن.ص) وشق طریقه إلی بلاط الحمدانیین. وقد أشیر إلیه في حوادث 356هـ بوصفه وزیر سیف الدولة الحمداني (ابن عساکر، ابن العدیم، ن.صص). فإن صحت هذهالروایة ینبغي القول إن سعد الدولة لما تولی الإمارة بعد سیف الدولة قلل من مکانة أبي الحسن، ذلک أن النویري دعاه بأحد کتّاب سعدالدولة (26/157)، لکن ابن العدیم ذکّر أنه عندما هاجر أبوصالح بن نانا وزیر سعدالدولة إلی بغداد في 371هـ، تسنم أبوالحسن علی الوزارة (1/173). و یدل هذا الکلام علی أنه لم یکن قد تسنمها قبل ذلک.

وکما أشیر إلیه في حوادث 373هـ بنفس هذا المنصب، حیث تعقب مع جیشه المهاجمین البیزنطیین واستولی علی دیر سمعان و هو في طریقه إلی أنطاکیة (م.ن، 1/175). وقد أشار ابن الأزرق الفارقي في حوادث نفس هذه السنة إلی جیش بقیادة أبي الحسن علي المغربي الذي کان في خدمة صمصام الدولة البویهي، والذي کان متوجهاً إلی میافارقین لصد الحسین بن دوستک، المعروف بباد الکردي، لکنه لم یحقق شیئاً (ص 53-54). ورغم أنه لاتوجد روایة أخری تدل علی أنأباالحسن المغربي کان في خدمة صمصام الدولة، إلا أن الروذراوري (ص86) وابن الأثیر (9/38) تحدثا دون ذکر اسم أبي الحسن عن تمرّد باد وطلب ابن سعدان وزیر صمصام الدولة إلی سعدالدولة الحمداني الهجوم علی دیار بکر والاستیلاء علیها و طرد باد، وذکرا أن سعد الدولة أرسل جیشاً إلی هناک عاد خائباً. ولذا یبدو أن أبا الحسن کان برفقة هذا الجیش أو قائداً له. و منذ هذا التاریخ و حتی 381هـ حیث غضب علیه سعدالدولة فولی هارباً (ابن عساکر، ن.ص)، لیست لدینا معلومات عن نشاطاته، ولاندري لماذا وقعت العداوة بینه و بین سعد الدولة، ففي هذه السنة التحق أبوالحسن بحاشیة بکجور – الذي کان قبل ذلک من العاملین لدی سعد الدولة، ثم تمرد علیه بعد ذلک – وتولی منصب الکتابة أو الوزارة لدیه (الروذراوري، 211؛ ابن العدیم، 1/178)، وانبری أیضاً لمراسلة العزیز الخلیفة الفاطمي والعمل علی التقرب إلیه و تحریضه علی مجابهة سعد الدولة، فأصدر الخلیفة بدوره أمراً إلی بکجور بمحاربة الحمدانیین والاستیلاء علی حلب.

منیت جهود بکجور وأبي الحسن للاستیلاء علی حلب بالفشل. ولما قتل بکجور واستولی سعد الدولة علی الرقة، هرب أبوالحسن المغربي الذي کان ملتجئاً هناک إلی الکوفة (الروذراوري، المقریزي، ن.صص). واستناداً إلی الروذراوري (ص 214) فإن سعد الدولة الذي کان قد أهدر دم أبي الحسن، أعطاه الأمان بعد سقوط الرقة، وذهب هو إلی الکوفة، إلا أنه وطبقاً لما ذکر ابن الأثیر (9/87-88) فإن سعد الدولة الذي کان قد استولی علی المدینة بعد إعطائه الدمان للناس، أقدم علی نهبها، ولذلک قرر أبوالحسن المغربي الهرب.

راسل أبوالحسن المغربي من الکوفة العزیزَ الفاطمي، ثم توجه إلی بلاطه في جمادی الأولی 381 (الروذراوري، 217؛ المقریزي، ن.ص) و حرضه علی الاستیلاء علی حلب. وخلال ذلک توفي سعدالدولة وأمر الخلیفة الفاطمي أمیرَ الجیوش منجوتکین الترکي بالاستیلاء علی الشام و حلب. ثم أرسل أبا الحسن الذي کان ذا علم بأوضاع الشام مع جیش لنجدته و أوکل إلیه مهمة الإشراف علی أمور تلک الدیار و إدارة شؤون الجیش (ابن العدیم، 1/188، 189؛ الروذراوري، ن.ص؛ قا: ابن تغري بردي، 4/117-118).

حاصر منجوتکین وأبوالحسن المغربي في 383هـ، مدینة حلب التي کانت تحت سلطة أبي الفضائل ابن سعد الدولة و کان یحکمها غلامه لؤلؤ نیابة عن الأمیر الیافع. فطلب لؤلۀ العون من البیزنطین، وذهب أمیر أنطاکیة لنجدة حلب بأمر منالإمبراطور، إلا أنه هزم أمام جیش مصر. ولما رأی لؤلؤ الخطر محدقاً، خدع أبا الحسن المغربي بإرسال مالٍ له، کما حاول بنفسه منع منجوتکین من مواصلة الحصار. وقد طلب المصریون الإذن من الخلیفة بفک الحصار عن حلب و العودة، لکنهم وبطلب من أبي الحسن غادروا المکان قبل وصول الرد. فبادر الخلیفة الذي کان غاضباً جداً لهذا الانسحاب، فضلاً عن کون منافسي أبي الحسن قد انبروا للوشایة به، إلی عزل أبي الحسن، فعاد الأخیر إلی مصر وأقام فیها (الروذراوري، 218-219؛ المقریزي، ن.ص)، ویبدو أنه لم یُسند إلیه أي منصب رسمي. ولما مات العیز و تولی الحاکم الخلافة، تقرب إلیه أبوالحسن المغربي و أبناؤه وأصبحوا من بنی ندمائه (ابن الصیرفي، 47). ویقول ابن القلانسي (ص 62) إنه کانت هناک منافسة وعداوة بین أسرة المغربي و منصور بن عبدون ناظر دواوین مصر، وکان کل منهما یحرض الخلیفة علی الآخر، إلی أن أقدم الحاکم علی قتل مجموعة من أمراء و دیواني مصر وقضاتها، فکان أبوالحسن المغربي وبعض أبنائه و منهم محمد جد أبي الفرج المغربي (ن.ع) من بینهم (ابن الصیرفي، المقریزي، ن.صص).

ویبدو أنه کانت لأبي الحسن المغربي فضلاً عن اشتغاله بالأمور السیاسیة والعسکریة، علاقة بالعلماء و الرواة أیضاً، وکان هو نفسه محباً للحدیث، حیث ذُکر أنه کان یروي الحدیث عن خال هارون بن عبدالعزیز الأوراجي، وأن الحافظ عبدالغني الأزدي روی عنه (ابن عساکر، ن.ص؛ ابن خلکان، 2/172؛ الذهبي، 407).

تزوج أبوالحسن بابنة محمد بن إبراهیم بن جعفر النعماني صاحب کتاب الغیبة من مشایخ النجاشي (ابن خلکان، ن.ص؛ النجاشي، 69). کان کل من ابنه أبي القاسم المغربي (ن.ع) و أبي الفرج المغربي أحد أحفاده من رؤساء الدواوین و الوزراء المشهورین في عصرهم أیضاً.

 

المصادر

ابن الدثیر، الکامل؛ ابن الأزرق الفارقي، أحمد، تاریخ، تقـ: بدوي عبداللطیف عوض، بیروت، 1974م؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن الصیرفي، علي، الإشارة إلی من نال الوزارة، تقـ: عبدالله مخلص، القاهرة، 1924م؛ ابن العدیم، عمر، زبدة الحلب من تاریخ حلب، تقـ: سامي الدهان، دمشق، 1370هـ/1951م؛ ابن عساکر، علي، تاریخ مدینة دمشق، عمان، دار البشیر؛ ابن القلانسي، الحمزة، ذیل تاریخ دمشق، تقـ: آمدروز، بیروت، 1908م؛ الذهبي، محمد، تاریخ الإسلام، تقـ: عمر عبدالسلام التدمري، بیروت، 1409هـ/1989م؛ الروذراوري، محمد، ذیل تجارب الأمم، تقـ: آمدروز، القاهرة، 1334هـ/1916م؛ المقریزي، أحمد، الخطط، بولاق، 1270هـ/ 1853م؛ النجاشي، أحمد، رجال، تقـ: موسی الشیبري الزنجاني، قم، 1407هـ؛ النویري، أحمد، نهایة الأرب، تقـ: محمد فوزي العنتیل، القاهرة، 1405هـ/1985م.

صادق سجادي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: