أبوالحسن البسیوي
cgietitle
1442/12/22 ۲۰:۵۳:۳۳
https://cgie.org.ir/ar/article/234812
1446/7/14 ۲۲:۴۷:۲۱
نشرت
4
أَبوالحَسَنِ البُسیَويّ، علي بن محمد بن علي، عالم عماني إباضي في القرن 4هـ/10م. یرجع نسبه الذي ورد بشکل «بسیاوي» و«بُسیاني» أیضاً، إلی «بُسیا» من توابع بَهلا (مدینة في عمان) (العبري، 3). ولم ترد في المصادر إشارة إلی تاریخي ولادته ووفاته، إلا أنه یمکن تقدیر ولادته في الربع الثاني من القرن 4، ووفاته في الربع الأول من القرن 5 هـ. کان أبوه محمد بن علي نفسه من أهل العلم، ویحتمل أن یکون أبوالحسن قد استقی معارفه الأولیة منه (ظ: أبوالحسن، مختصر، 347). وأهم أساتذته ابن برکة (ن.ع) الذي کان شیخ الإباضیة الرستاقیة في عصره (ظ: العبري، ن.ص). وقد ختم أبوالحسن في سیرة السؤال و ضمن تعداده لشیوخ المدرسة الرستاقیة، فهرسته بابن برکة (ظ: الکندي، محمد، 3/297-298). وقد صرح في بعض آثاره باسم ابن برکة مستعرضاً آراءه (ن.م، 37-69).
کان أبوالحسن شأنه شأن أستاذه، من أتباع المدرسة الرستاقیة. وقد تزامنت حیاته مع فترة من تاریخ عمان کان الحکام غیر الإباضیة قد بسطوا نفوذهم علیها، و کان الإباضیة المحکومون ینتخبون بینالحین والأخر إماماً لهم في طرف من عمان، لکنهم کانوا یذوقون طعم الهزیمة المرّ قبل تحقیقهم أیة نتیجة (ظ: الحارثي، 257؛ فتشا فالیري، 264 و مابعدها). وأما کون أبي الحسن بوقوفه بوجه مدرسة نزوی (المدرسة المضادة للمدرسة الرستاقیة)، کان یعتبر البحث في قضیة الصلت بن مالک – الإمام المؤیَّد من الرستاقیة – وبیعته لراشد بن نظر – الإمام المؤید من النزویة – أمراً ضروریاً، وفي نفس الوقت کان یمیل إلی «التوقف» بشأن الأئمة الذین خلفوا راشداً، فإنه قد لفت أنظار البعض إلیه (ظ: الکندي، محمد، 4/190-192)، إلا أنه ینبغي البحث عن أسباب اتخاذه هذا الموقف ضمن الظروف التاریخیة لعمان في تلک الفترة، خاصة و أن عمان لم ترَ لنفسها في الفترة الواقعة بین 250-400 هـ تقریباً حتیاسم إمام إباضي ناجح، و کانت النزاعات القومیة و الخلافات الطائفیة الناشیة بین النزویة والرستاقیة، تجعل اتفاق الرأي في مبایعة إمام أمراً مستحیلاً.
أما فیما یتعلق بقضیة راشد بن نظر، فقد اعتبر أبوالحسن نظریة «ولایة أهل المنازل الثالثة» التي طرحها أبوسعید الکدمي في مدرسة نزوی، نوعاً من «الإرجاء» (ظ: م.ن، 4/112؛ أیضاً: ن.ند، أبوسعید الکدمي)، و انبری في سیرة السؤال لمعارضة النظریة النزویة القائلة بعدم وجوب السؤال في المسدلة المذکورة (ظ: آثاره). و من خلال دراسة وثیقتین رستاقیتین من 443هـ و مابعدها، یمکن ملاحظة کیف أصبح استرمار آراء أبي الحسن البسیوي إلی أواسط القرن 5هـ محوراً «لاجتماع کلمة أهل عمان» خلال فترة إمامة راشد بن سعید (الکندي، محمد، 4/61؛ رسالة راشد بن سعید؛ «سیرة السؤال»، 371و مابعدها)، في الوقت الذي کانت نفس هذه الأفکار سلاحاً بأیدي رستاقیة آخرین في صراعهم مع النزویة (ظ: «سیرة لبعض...»، 385، مخـ). ومهماکن، فقد کان أبوالحسن یتمتع دائماً باحترام خاص بین الرستاقیة، و کان أتباع المدرسة المذکورة بمختلف اتجاهاتهم یفخرون بولایته (ظ: «سیرة السؤال»، 378؛ «سیرة لبعض»، 387؛ أیضاً قا: الکندي، محمد، 4/105).
تناول أبوالحسن في جامعه أحکام الجهاد بشکل واف (4/135 ومابعدها)، إلا أنه أوجز موضوع الجهاد في المختصر بشکل مقتضب جداً؛ وأکد أن الجهاد بدون عدد کاف من الأشخاص و مقدار کاف من المعدات لیس له حکم الوجوب،واعتبر الدفاع واجباً دون قید أو شرط (مختصر، 97-98). ولایمکن اعتبار طریقة تعامله مع قضایا الجهاد منفصلة عن الظروف الزمنیة آنذاک. کما أخذ بنظر الاعتبار هذه الظروف أیضاً في بحوث الزکاة و بین أحکامها في قسمین: حالة حضور الإمام القائم بالقسط – حسب تعبیره – وحالة غیاب إمام کهذا (ظ: جامع، 2/186، مختصر، 94، 97).
وفي سبیل تبیان واجب الإباضیة في مقابل مظالم السلاطین الجائرین، قدّم حلولاً مرحلیة في بحوث تحمل عناوین: باب إغاثة المظلوم (ن.م، 281-283) ومسألة في أمر الجبابرة (جامع، 4/193-200 و مابعدها). ویلاحظ فيفتاواه تأثیر نظریة «التعارف» التي کان یستند إلیها أستاذه ابن برکة (مثلاً ظ: مختصر، 316)، و مع هذا فقد کان یثیر التساؤلات بتشددٍ حول الأسلوب المتعارف بین الناس في بعض الأمور الاجتماعیة (مثلاً ظ: ن.م، 302).
ورغم أن فقه أبي الحسن متأثر في أغلب الحالات بالفقهاء الإباضیة السابقین، لکن یمکن ملاحظة آرائه الخاصة في کل موضع من آثاره (کنموذج، ظ: ن.م، 266-267، 298)، ومن بین فتاواه الملفتة للنظر حکمه بحلیة ذبیحة أهل الکتاب بشرط ذکر اسم الله علیها (ظ: جامع، 3/209، مختصر، 267). ومما یسترعي الانتباه في آثاره الفقهیة، کثرة استدلاله بالأحادیث والآیات التي تلاحظ بشکل خاص في قسم العبادات.
ومن الناحیة الکلامیة، یمکن اعتبار الجزء الأول من جامعه من أقدم النصوص الإباضیة التي تضم مجموعة بحوث عقائدیة مدونة شاملة. فقد أوضح في هذا الجزء الدسس العقائدیة للإباضیة من خلال رده علی آراء المذاهب المعارضة من أهل السنة و الشیعة و المعتزلة و الخوارج، وتظهر تلک البحوث مدی اطلاعه علی المدارس الکلامیة المختلفة في عصره؛ وانطلاقاً من هذا ادعی أبوالحسن قائلاً: «فحصت الدیان ظهراً وبطناً... فعلمنا [أن مذهبنا] هوالدین الذي لایرضی الله إلا به» (الحارثي، 169).
1. الجامع، مجموعة من عقائد وفقه الإباضیة کانت تحظی منذ زمن طویل باهتمام المؤلفین العمانیین (ظ: ابن جعفر، 1/371، مخـ، تحت عنوان الزیادات؛ أبوسعید الکدمي، 1/199، مخـ، تحت عنوان الزیادات؛ الکندي، محمد، 7/197، مخـ)، وطبع في 4 مجلدات بمسقط (1404هـ/1984م)؛ 2. المختصر، وهو من حیث الموضوع منتخب من الأثر السابق، استند إلیه أحمد بن عبدالله الکندي في الجوهر المقتصر (ص 84). طبع هذا الکتاب لأول مرة بزنجبار في 1304هـ/1886م وانتشر هناک، وطبع في مسقط أیضاً سنة 1406هـ/1986م؛ 3. سیرة السؤال، ألف بشأن لزوم السؤال والتفحص عن الحق و الباطل في موضوع خلع الصلت بن مالک وبیعة راشد بن نظر، وقد استفاد منه محمد بن إبراهیم الکندي في بیان الشرع (3/297-298، مخـ) وأحمد بن عبدالله الکندي في الاهتداء (ص 88). وقد أشار عبدالمنعم عامر (2/47) إلی وجود مخطوطة في زنجبار بعنوان الحجة علی من أبطل السؤال في الحدث الواقع في عمان، والذي یحتمل أن یکون نسخة من نفس هذا الکتاب (فیما یتعلق بسیر أخری عنه، ظ: الحارثي، 49، 280).
وإضافة إلی ماذکر آنفاً فقد استفاد محمد بن إبراهیم الکندي في مواضع مختلفة من بیان الشرع، من أثر بعنوان منثورة لأبي الحسن (ظ: 5/24، 347، 6/80). کما استفاد في مواضع عدیدة من بیان الشرع، من کتاب بعنوان الأشیاخ (ظ: 3/311-312، 6/148، مخـ) نقلت فیه آراء أبي الحسن و نظریاته، ویبدو أنها جمعت بواسطة أحد تلامیذه.
ابن جعفر، الجامع، تقـ: عبدالمنعم عامر، القاهرة، 1981م؛ أبوالحسنالبسیوي، علي، جامع، مسقط، 1404هـ/1984م؛ م.ن، مختصر، مسقط، 1406هـ/ 1986م؛ أبوسعید الکدمي، محمد، الجامع المفید، مسقط، 1406هـ/1985م؛ الحارثي، سالم، العقود الفضیة، مسقط، 1403هـ/1983م؛ «سیرة السؤال في الولایة والبراءة»، لمؤلف رستاقي، السیر و الجوابات، ج 1، تقـ: سیدة إسماعیل کاشف، مسقط، 1406هـ/ 1986م؛ «سیرة لبعض فقهاء المسلمین»، السیر و الجوابات (ظ: همـ، «سیرة السؤال»)؛ عامر، عبدالمنعم، مقدمة وخاتمة للجامع (ظ: همـ، ابن جعفر)؛ العبري،إبراهیم، «رسالة عن نواحي عمان»، العقود الفضیة (ظ: همـ، الحارثي)؛ الکندي، أحمد، الاهتداء، تقـ: سیدة إسماعیل کاشف، القاهرة، 1406هـ/1985م؛ م.ن، الجوهر المقتصر، تقـ: سیدة إسماعیل کاشف، القاهرة، 1403هـ/1983م؛ الکندي، محمد، بیان الشرع، مسقط، 1404هـ/ 1984م؛ وأیضاً:
Veccia Vaglieri, L., «L' imāmato ibāḍita dell'ʿOman», Annali, nuova serie, Naples, 1949, vol. III.
أحمد پاکتچي/ هـ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode