أَبوجَعفَرٍ الرُّعَینيّ، أحمد بن یوسف بن مالک الغرناطي المالکي (تـ رمضان 779/ کانون الثاني 1378)، شاعر ونحوي و مدل علی الشعر. کان صدیقاً حمیماً لأبي عبدالله ابن جابر (ظ: ن.د، 2/554-555) الشاعر الأندلسي الضریر و کاتباً لأشعاره (ابن الخطیب، 2/330؛ ابن القاضي، 1/62). وبلغت صداقتهما حداً أن اشتهرا بـ «الأعمی والبصیر» و«الأعمیین» (ابن حجر، إنباء...، 1/244؛ السیوطي، 1/403). وکان رجلاً حسن الخلق، متواضعاً، دیّناً وعالماً (ابن حجر، الدرر...، 1/404؛ السیوطي، ن.ص)، سافر مراراً طلباً للعلم، وتعرف إلی ابن جابر أثناء رحلته إلی المشرق (ابن الخطیب، ن.ص).

قرأ أبوجعفر بغرناطة علی أبي الحسن علي بن عمر القیجاطي و أبي عبدالله محمد بن علي البیسوي وسمع منه قصیدته اللامیة و کتاب التیسیر. حجّ سنة 738هـ، ثم توجه إلی القاهرة بعد أدائه فریضة الحج (ابن الجزري، 1/151)، فأخذ عن أبي حیان الغرناطي قلیلاً، ثم قدم دمشق و سمع من الحافظ المزّي وابن عبدالهادي و محمد بن أبي بکر بن أحمد بن عبدالدائم و آخرین (ن.ص؛ قا: ابن حجر، ن.ص). ویقول ابنالجزري (1/151-152) توجه أبوجعفر من دمشق إلی بعلبک و سمع الشاطبیة من فاطمة بنت الیونیني بإجازتها من الکمال الضریر، ثم قدم حلب وإلبیرة (من أعمال حلب) (ابن حجر، إنباء، ن.ص)، وأقام بها نحو ثلاثین سنة، أي حتی نهایة حیاته (ظ: السیوطي، ن.ص؛ عن مشایخ أبي جعفر، قا: ابن حجر، ن.ص، الذي عدّ أحمد بن علي الجزري من أساتذته أیضاً؛ أیضاً ظ: ابن العماد، 6/260). یقول ابن الجزري إنه قرأ علیه قصیدة القیجاطي وکتاب التیسیر بدمشق في أوائل 771هـ (1/151). ویقول ابن حجر: کان أبوجعفر یحدّث بحلب وإلبیرة، وقد سمع منه أبو المعالي ابن عشائر و جماعة (الدرر، ن.ص). توفي بحلب ورثاه ابن جابر (ن.ص).

آثاره

ألف- المخطوطة

1. اقتطاف الأزاهر والتقاط الجواهر، توجد مخطوطة من هذا الأثر الأبي في مکتبة غوتا (پرچ، V/14-15) وأخری في مکتبة القرویین (GAL, S, II/138)؛ 2. تحفة الأقران فیما قرئ بالتثلیث من حروف القرآن، عن بعض مفردات القرآن التي تقرأ بصور مختلفة، مثل «الحمدلله» التي قرئت فیها «الحمد» بالرفع علی الابتداء، وبالنصب علی المصدر، والکسر علی اتباع الدال اللام في حرکتها، منه نسخة في المکتبة الوطنیة بباریس (دوسلان، رقم (4452(11)؛ 3. رسالة في السیرة والمولد النبوي، منه نسخة في القاهرة (ظ: الوکیل، 2(4)/201). ویبدو أن لابن جابر رسالة بهذا العنوان (ظ: ن.ص)؛ 4. طراز الحلة و شفاء الغلة، وهو شرح بدیعیة ابن جابر، وهي قصیدة معروفة بالحلة السیرا في مدح خیر الوری. یقول المقري (2/676) نقلاً عن أبي جعفر في مقدمة هذا الشرح: «تعتبر قصیدة ابن جابر الأندلسي فریدة في حسنها» و القصیدة في علم البلاغة. توجد مخطوطات من هذا الشرح في مکتبة إسکوریال (ESC2, I/206-207)، ومختارات منه في دار الکتب (الخدیویة، 4/301-302) والمتحف البریطاني (GAL, II/14).

ب- المفقودة

شرح ألفیة ابن معطي، ورد في حاشیة مخطوطة الدرر الکامنة لابن حجر «شرح أبوجعفر ألفیة ابن المعطي شرحاً عظیماً حافلاً في أحد عشر مجلداً بخطه، و هو خط حسن علی طریق المغاریة، أبان في هذا الشرح عن علم جم واطلاع کثیر...» (ابن حجر، ن.ص). وأورد ابن تغري بردي له (11/189) بیتین کتبهما علی ألفیة یحیی بن عبدالمعطي.

وفضلاً عن المصنفات المذکورة، فقد أورد بعض الکتّاب أمثال ابن الخطیب (2/330-331) والسیوطي (ن.ص9 وابن العماد (6/261) والمقري (1/44، 47، 90، 2/682-688، 7/347) بعض أشعاره أیضاً.

المصادر

ابنتغري بردي، النجوم؛ ابن الجزري، محمد، غایة النهایة، تقـ: ج. برجستراسر، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، إنباء الغمر، حیدرآبادالدکن، 1387هـ/1967م؛ م.ن، الدرر الکامنة، حیدرآبادالدکن، 1392هـ/ 1972م؛ ابن الخطیب، محمد، الإحاطة، تقـ: محمد عبدالله عنان، القاهرة، 1393هـ/ 1973م؛ ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351هـ؛ ابن القاضي المکناسي، أحمد، درة الحجال، تقـ: محمد الأحمدي أبوالنور، تونس، 1391هـ/1971م؛ الخدیویة، الفهرست؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبوالفصل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ/1964م؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1388هـ؛ 1968م؛ الوکیل، مختار، فهرست المخطوطات المصورة، القاهرة، 1390هـ/1970م؛ وأیضاً:

De Slane; ESC2; GAL; GAL, S; Pertsch.

زهراء خسروي/ ت.