أَبو تُراب الغَفّاريّ، میرزا أبوتراب‌خان الغفاري الکاشاني (تـ رجب 1307هـ/1890م)، رسام إیراني وفنان في الفنون التصویریة و هو نجل میرزا بزرگ والأخ الأکبر لمیرزا محمدخان الغفاري، المعروف بکمال الملک. اتجه منذ شبابه مثل ذلکما الاثنین إلی الرسم.

عاش أبوتراب في کاشان حتی 1293هـ، وفي تلک السنة ذهب إلی طهران للدراسة في دارالفنون. وانبری في هذه المدرسة لتعلم فن الرسم واللغة الفرنسیة. ونظراً لوجود الروح الفنیة في أسرته و ماکان یتمتع به من موهبة في الرسم، فقد خطا خطوات واسعة في هذا المجال و نال أوسمة برونز وفضة وذهب، و تخرج أخیراً في هذه المدرسة (شرف، عد 75). وفي 1294هـ طبعت له 9 لوحات ثم 8 لوحات في السنة التي تلتها في کتاب مرآة البلدان لاعتماد السلطنة (2/230، 231، ج 3، خلف الصفحات 192، 194، 239 و بین الصفحتین 196 و 197).

وفي محرم 1300 حینما أسست صحیفة شرف لنشر تراجم وصور رجالات العهد الناصري و مشاهیره بإشراف اعتماد السلطنة، دعاه هذا الأخیر لسابق معرفته بقدرته علی رسم الوجوه و الاستنساخ، للعمل معه وأوکل إلیه مهمة رسم الأشکال والطباعة الحجریة في الصحیفة المذکورة (شرف، ن.ص). فکان یعدّ للطبع شهریاً و منذ صدور أول عدد لهذه الصحیف اثنتین من الصور التخطیطیة السود للوجوه، أو لوحة أو صورة منظر طبیعي (ن.م، عد 1-3). وقد رسم اللوحة الزیتیة المسماة عازفة الماندولین والموجودة في متحف قصر گلستان في نفس تلک السنة (1300هـ). ومن المرجح أن تکون اللوحة الزیتیة النصفیة للحاج علي خان مقدم المراغي بجبّته و قلنسوته العالیة المائلة، واللوحة النصفیة المرسومة بالأسود والأبیض لمحمد حسن‌خان صنیع الدولة (اعتماد السلطنة) المحفوظتان في مجموعة واحدة خاصة في طهران، من نتاجاته في تلک السنة أیضاً (مذکرات کاتب المقال). وفي نفس السنة شرع برسم صورة محمد إبراهیم، المعروف بـ «مشتري طوسي» بالأسود و الأبیض التي طبعت علی الحجر في بدایة کتاب شمس‌المناقب (سروش، اللوحة التي في بدایة الکتاب). وفي 1301هـ رسم صورة أبي نصر فتح‌الله الشیباني بالأسود و الأبیض التي طبعت علی الحجر في کتابه درج الدرر (شیباني، لوحة بدایة الکتاب)، إضافة إلی رسمه لوحة برج رادکان والمقبرة الهارونیة بمدینة طوس اللتین طبعتا في مطلع الشمس لاعتماد السلطنة (الجزء الأول، بین الصفحتین 173 و 174 والصفحتین 181 و 182). و قد عُین أبوتراب في نفس تلک السنة بمنصب رئیس الخدم الملکي الخاص و نال و سام الأسد و الشمس من الدرجة الرابعة، وأصبح رسام وزارة الطباعة (اعتماد السلطنة، ن.م، 1/46، 59).

وفي نفس سنة 1301هـ، طبع في صحیفة شرف، 22 لوحة، وفي 1302هـ، 27 لوحة بالأسود والأبیض لرجالات و شخصیات إیرانیة وأجنبیة و مناظر من طهران آنذاک (شرف، عد 13-34). و من آثار تلک السنة أیضاً رسمه الفني بقلم الفحم لبستان و بنایة من منطقة شمال إیران (کریم‌زاده، 1/20).

رسم أبوتراب في تذکرۀ مجدیة التي ألفها میرزا إبراهیم المنشي، المعروف بمدایح نگار باسم میرزا تقي‌خان مجدالملک، صور 10 أشخاص ممن وردت قصائدهم في ذلک الکتاب، من بینهم ناصر‌الدین شاه والمؤلف نفسه، وقد طبع الکتاب في صفر 1303 (مدایح نگار، تذکرۀ مجدیة، 495، 591، مخـ). و في نفس السنة (1303هـ) طبع له 26 أثراً، وطبعت له لوحات بالأسود والأبیض: 15 لوحة في 1304هـ، و 16 لوحة في 1305هـ، و 18 لوحة في 1306هـ علی التوالي (شرف، عد 35-70).

وخلال خدمته في وزارة الطباعة حظي أبوتراب عدة مرات برعایة ناصر‌الدین شاه و اهتمامه الخاص و نال و ساماً بدرجة عقید في الجیش ووسام الأسد و الشمس من الدرجة الثالثة، و خلع علیه مرتین بردة حریر منقوشة من القماش الإیراني الفاخر، کما منح لقب رسام دار الطباعة الحکومیة و مدیریة صف الحروف (اعتمادالسلطنة، ن.م، 3/45؛ شرف، عد 30، 54، 75). وطبعت له أیضاً 25 لوحة بالأسود و الأبیض کان قد رسمها عن صور فوتغرافیة لصور و مناظر و مدن واقعة علی الطریق إلی خراسان مع أبنیة الروضة الرضویة المقدسة بمشهد، في کتاب سفرنامۀ خراسان لناصر‌الدین شاه في 1306هـ. وفي 1307هـ، آخر سني حیاة الفنان، طبعت له في صحیفة شرف، 7 لوحات من آثاره (شرف، عد 71-73).

ویبدو أن مدایح نگار و من أجل أن یزین کتابه الآخر المسمی تذکرۀ أنجمن ناصري بالصور، کان قد طلب إلی أبي تراب أن یرسم صورة کل واحد ممن عرّف به في کتابه و نقل قصائده و یعدّ تلک الصور لطبع الکتاب. وکان الفنان قد أعدّ 18 لوحة فقط من مجموع 33 لوحة من تلک الصور في 1307هـ، طبعت في الکتاب المذکور في 1310هـ بعد وفاته بثلاث سنین. أما اللوحات الخمس عشرة الأخری فإنها لاتفتقر إلی توقیع الخطاط فحسب، بل إن اختلاف الید و الریشة وعملیة التظلیل وتزیین ماحولها تدل هي الأخری علی أنها لفنان آخر.

وفضلاً عن الصور والرسوم التي أوردناها لمیرزا أبي تراب، فإنه توجد له أیضاً عدة آثار أخری بلاتاریخ في مجامیع خاصة أو في کتب مطبوعة علی الحجر، منها صورة نصفیة بیضویة الشکل بالألوان المائیة لنظر آقا سفیر إیارن الأرمني في فرنسا بحجم 20×30 سنتیمتراً تقریباً، و صورة بالأسود و الأبیض لناصر‌الدین شاه داخل شکل بیضوي مطبوعة بمطبعة دار الطباعة الحکومیة، مع عدة صور بالألوان المائیة و بالأسود و الأبیض لناصر‌الدین شاه قاجار و غیره (مذکرات کاتب المقال؛ کریم‌زاده، ن.ص). وقد ذکر کمال الملک شقیق الرسام ضمن عرضٍ له: لم یبق لمیرزا أبي تراب أعمال أخری تذکر سوی رسوم الصحیفة (غني، 8/33).

وقد کتب اعتماد السلطنة عن الموت المبکر للرسام الشاب في مذکراته لیوم الثلاثاء 19 رجب 1307: في الصباح و حین غادرت حجرتي وقبل أن أغسل وجهي وصلتني رسالة من میرزا علي محمد خان کتب فیها أن میرزا أبا تراب خان رسام دار الطباعة قد سمّ نفسه بالأفیون و مات (لمزید من التفاصیل، ظ: روزنامۀ خاطرات، 686).

وفي الترجمة التي کتبها له بعد وفاته خاله محمدعلي خان اعتبر عمره لدی وفاته 28 سنة. بینما تظهره الصورة التي رسمها موسی وطبعت مع تلک الترجمة في صحیفة شرف (عد 75) أکبر سناً. وعلی هذا فإن وفاته وهو في الثامنة والعشرین من العمر یجب أن لاتکون صحیحة (غني، 6/674).

المصادر

اعتماد السلطنة، محمدحسن، روزنامۀ خاطرات، تقـ: إیرج أفشار، طهران، 1350ش؛ م.ن، مرآة البلدان ناصري، طهران، 1294-1295هـ؛ م.ن، مطلع الشمس، طهران، 1355ش؛ سروش أصفهاني، محمدعلي، شمس المناقب، طهران، 1300-1307هـ؛ شیباني، فتح الله، درج الدرر، طهران، 1310هـ؛ غني، قاسم، یادداشتها، تقـ: سیروس غني، طهران، 1361-1367ش؛ کریم‌زاده تبریزي، محمدعلي، أحوال و آثار نقاشان قدیم إیران، لندن، 1363ش؛ مدایح نگار تفرشي، میرزا إبراهیم خان، تذکرۀ أنجمن ناصري، 1310هـ؛ م.ن، تذکرۀ مجدیة، طهران، 1303هـ؛ ناصر‌الدین شاه، سفرنامۀ خراسان، تقـ: أیرج أفشار، طهران، 1354ش؛ مذکرات کاتب المقال.

یحیی ذکاء/ هـ.