الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / أبوبکر الخوارزمي /

فهرس الموضوعات

أبوبکر الخوارزمي

أبوبکر الخوارزمي

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/20 ۱۶:۵۴:۴۴ تاریخ تألیف المقالة

أَبوبَکْرٍ الْخُوارِزْميّ، محمد بن العباس (323-383هـ/935-993م)، شاعر وکاتب وأدیب. کان یلقب نفسه بالخوارزمي أحیاناً وبالطبري أحیاناً أخری نظراً لکون خوارزم مسقط رأسه وأبیه من جهة، ولانتساب أمه إلی طبرستان من جهة أخری. وقد لقّب بنسبة مرکبة من هاتین اللفظتین، فقیل له «الطبرخزمي» أو «الطبرخزي» (أبوبکر، 47، 61، 81؛ الثعالبي، یتیمة…، 4/204؛ السمعاني، 9/38؛ قا: ابن القیسراني، 97).

وتقتصر معلوماتنا عنه علی الترجمة الوافیة التي عرضها تلمیذه الثعالبي (ظ: ابن الأنباري، 250) علی شکل مجموعة من أخباره وأشعاره في یتیمة الدهر (4/194-241)، رغم أن للخوارزمي نفسه إشارات مقتضیة عن حیاته في رسائله. کما قدّم یاقوت في معجم الأدباء – رغم سقوط ترجمة أبي بکر من الطبعتین الموجودتین – بعض المعلومات الجدیدة عنه خلال نقله أخبار و آثار الصاحب بن عباد و بدیع الزمان الهمداني. ولیس من جدید حوله في المصادر المتقدمة الأخری التي تلته ولافي الدراسات الوافیة للباحثین المعاصرین، إذ لم تتجاوز المعلومات التي قدموها عنه ما ورد في یتیمة الدهر.

ولد أبوبکر في خوارزم- کما ذکر هو – في أسرة من أعیان المدینة وأثریائها (ص 229؛ الثعالبي، ن.م، 4/204)، ومع ذلک لما کان قد عدّ نفسه في موضع آخر مولوداً في مدینة آمل عند الإشارة إلی مسقط رأس أمه (ظ: تتمة المقالة)، فقد تصوره البعض من طبرستان (ظ: طه، 160). ویبدو أنه انبری لکسب العلم لاسیما حفظ الأشعار القدیمة منذ صباه (الثعالبي، ن.م، 4/194؛ ابن خلکان، 4/401؛ الصفدي، الوافي …، 3/192). وقد فقد أباه في تلک الظروف وانصرف عن میراث أبیه بسبب سوء سلوک المحیطین به، فغادر خوارزم فقیراً (أبوبکر، ن.ص).

ونظراً لما امتاز به من ذاکرة قویة للغایة (السمعاني، 5/214؛ الذهبي، 69)، فقد انطلق إلی العراق و الشام لکسب العلم و المال، وحضر ببغداد مجلس أبي علي إسماعیل بن محمد الصفّار و ابن کامل، راوي تاریخ الطبري (الثعالبي، ن.م، 4/204؛ السمعاني، 5/214، 9/38؛ ابن الأثیر، 1/391، 2/80). والتحقق في حلب ببلاط سیف‌الدولة الحمداني، و جالس أدباء و علماء البلاط و کبار النحویین کابن خالویه (ظ: ابن الأنباري، 214؛ یاقوت، الأدباء، 9/204)، وأبي الطیب اللغوي و ابن جني (ظ: الشکعة، 33). والتقی هناک المتنبي و أعجب به حتی أصبح بعد سنوات أحد أنشط الناشرین لشعره في خراسان (ظ: بلاشیر، 381).

وأشار أبوبکر فیما بعد بحسرة إلی تلک الفرتة الطیبة (ص 218-219)، ثم عاد آخر المطاف إلی المشرق مزوداً بزاد عظیم من الأدب والتاریخ و الأنساب وأخبار العرب و اللغة (السمعاني، 5/213-214؛ الثعالبي، ن.م، 4/194)، ولازم في بخاری الوزیر الساماني أبا علي البلعمي، غیر أن حبل الصداقة بین هذین الأدیبین لم یستمر طویلاً، فهجاه أبوبکر بأبیات لاذعة ساخرة (الثعالبي، ن.م، 4/204-205؛ قا: أبوبکر، 119، الذي عزا انقطاع العلاقة بینهما إلی سعایة الحاسدین)، وذهب إلی نیسابور التي کان یحکمها آنذاک الأمیر أبونصر أحمد بن علي المیکالي (ظ: ن.د، آل میکال)، وانبری لمدحه و نال منه خلعاً و جوائز ثمینة (الثعالبي، ن.م، 4/220؛ أیضاً ظ: الجرفاذقاني، 255-256)، وحظي باحترام و إکرام علماء نیسابور، فصاحب أبا الحسن القزویني و أبا منصور البغوي وأبا الحسن الحکمي وکثیر بن أحمد (الثعالبي، ن.م، 4/205؛ أبوبکر، 34، 78، مخـ). وتُنبئ الرسائل الکثیرة التي بعثها فیما بعد إلی تلامذته النیسابوریین عن کثرة حلقات درسه التي کان یعقدها هناک (م.ن، 118، 122، مخـ؛ أیضاً ظ: القفطي، 1/277).

ولم تدم إقامته في نیسابور طویلاً، ولاندري لماذا غادر بلاط أبي نصر، ثم توجه بعد ذلک إلی سجستان فمدح والیها أبا الحسن طاهر بن محمد، إلا أنه سرعان ماهجاه لعدم حصوله علی الجائزة التي کان یرومها، فزجّ به الأمیر في السجن لجحوده. ونظم أبوبکر في السجن قصیدة في مدح أبي نصر المیکالي تحدث فیها عن قساوة السجن و أنّب فیها نفسه لتخلیه عن ملازمة الأمیر و الذهاب إلی سجستان و طلب منه أن یشفع له، فتدخل لإخلاء سبیله من السجن (الثعالبي، ن.م، 4/205-206)، فانطلق إلی طبرستان بعد إطلاق سراحه، لکن یبدو أنه لم یُقابل بترحسب هناک، لهذا قام بهجو حاکمها ثم عاد إلی نیسابور فأقام فیها بانتظار الفرصة الملائمة للسفر إلی أصفهان. وربما کتب في تلک الأیام إلی أبي علي البلعمي رسالته التي شکافیها من شدة العوز والفقر (ص 42-43).

سافر آخر المطاف إلی أصفهان وشق طریقه إلی بلاط الصاحب بن عباد بفضل ماکان لدیه من محفوظات کثیرة واطلاع عمیق علی الأسالیب المختلفة للشعر العربي؛ و شارک في المجالس و الندوات التي کانت تُعقد بحضوره، ونال الصلات و حظي بالرعایة إزاء المدائح الوافرة التي مدحه بها. وقد بلغ به التملق حداً أنه انتقد المتنبي انتقاداً لاذعاً بعد ما کان یثني علیه کثیراً من قبل، إرضاءً لممدوحه الذي صدّ عنه المتنبي وخانه (ص 14).

وأشارت بعض المصادر (مثلاً ابن خلکان، ن.ص) إلی لقائه الصاحب بن عباد في أرجان، والذي ربما یکون قد حدث في تلک الظروف. ویعتقد أبوحیان أن اهتمام الصاحب به لایعود إلی مواهبه الأدبیة، بل لأنه قد بعثه إلی نیسابور للتجسس والحصول عن طریقه علی الدخبار و المعلومات اللازمة (ص 108-109)، لکن یجب أخذ رأي أبي حیان هذا بتحفّة، نظراً لکلامه المغرض في کتاب أخلاق الوزیرین تجاه الصاحب بن عباد. ثم أرسله الصاحب بعد مدة إلی شیراز لدی بلاط عضد الدولة الدیملمي (حکـ 366-372هـ) حاملاً معه کتاب توصیة به (م.ن، 108)، وانبری أبوبکر فیها لمدح الأمیر (الثعالبي، ن.م، 4/222-223)، ونال منه الصلات و عاد إلی نیسابور بثروة طائلة، فانشغل فیها بالبحث والدرس و روایة الشعر و الأدب، وتهافت علیه طلبة العلم من کل صوب (ن.م، 4/207-208). ویضیف الثعالبي أنه قد قسّم أیامه في هذه المرحلة بین مجالس الدرس و محافل الأنس (ن.ص). ویبدو أنه قد سافر ثانیة إلی شیراز خلال إقامته الجدیدة هذه في نیسابور، وحینما رجع منها أُجري له راتب یصله في کل سنة من شیراز إلی نیسابور (ن.ص).

ورغم هذا کله، لم تکن نیسابور مقاماً ملائماً له (ظ: أبوبکر، 109)، لأنها کانت آنذاک في الغالب تحت نفوذ الأمراء السامانیین، في حین کان هو یتعصب للبویهیین و یکنّ في قلبه الحقد ضد السامانیین و قد یبادر إلی هجوهم أحیاناً (الثعالبي، ن.م، 4/234-235)، لاسیما وقد کان سلوکه مثیراً لهم، فما أن هُزِم تاش الحاجب في خراسان، حتی أطلق لسانه في تقریعه و تقریع العتبي وزیر السامانیین. ونسب بعض الوشاة إلیه أبیاتاً في هجو العتبي کذّب الشاعر نظمه لها، نظراً لاستیائهم من حضور أدیب مفکر و شاعر ذي نفوذ ینزع إلی التشیع في نیسابور (الثعالبي، ن.م، 4/208). وکان الوزیر یتحین مثل هذه الفرصة، ولهذا أمر بمصادرة أمواله وقطع لسانه وألقی أعوان العتبي القبض علیه و داهموا داره للاستیلاء علی أمواله، إلا أنه غافلهم و هرب إلی جرجان عند الصاحب ابن عباد، فعاود المدح ثانیة، لکن سرعان ما وقع اختلاف بینهما، فانبری الشاعر العتید الطامح، إلی هجاء الصاحب هجاء عنیفاً فأثار بهذا الجحد غضب ولي نعمته علیه حتی إنه ذکره بکلمات مُرّة عند سماعه خبر وفاته (ظ: ن.ص؛ السمعاني، 9/38؛ ابن الأنباري، 223؛ یاقوت، ن.م، 6/256؛ قا: أبوحیان، 108-110؛ أیضاً ظ: أبوبکر، 101).

وتوفي العتبي في تلک الأثناء (ح 371هـ)، فقام أبوالحسین المزني مقامه و کان أشد الناس حباً للخوارزمي، فاستدعاه إلی نیسابور و أمر بإعادة کافة أمواله المصادرة. ثم انبری أبوبکر فیها للبحث والدرس، إلا أنه سرعان ما تعرض لسهام عداء بعض علماء یسابور و فقهائها. وبقدوم بدیع الزمان الهمذاني المعروف بتعصبه ضد الشیعة (ظ: یاقوت، ن.م، 2/162-196؛ المحدث، 2/711)، انبری معارضوه لتحریض هذا الأدیب الشاب علیه (ظ: بدیع الزمان، 186-187)، واستطاعوا آخر المطاف أن یعقدوا مجلساً في منزل أبي علي زیارة – و هو من أجلاء نیسابور – جمعوا فیه بین أبي بکر الخوارزمي و بدیع الزمان الذي لم تحظ بمدح أبي بکر سوی مقامته المعروفة بـ «المقامة الإسکندریة» (ظ: م.ن، 389-390)، وقد تفوق بدیع الزمان علی أبي بکر في تلک المناظرة إثر التمهیدات التي رتّبها أنصاره الشافعیة (ظ: البیهقي، 56؛ الثعالبي، ن.م، 4/208-209؛ یاقوت، ن.م، 2/173-194). وکان ذلک الفشل غیرالمتوقع الذي ذاع بسرعة في کل مکان (ظ: ابن بسام، 4(2)/598) قاسیاً علی أبي بکر، حتی إنه کان السبب في وفاته بتصریح أغلب المصادر (الثعالبي، ن.م، 4/209؛ یاقوت، ن.م، 2/166). و عند وفاته رثاه تلامذته و أصدقاؤه، بل وحتی بدیع الزمان بمقطوعات عدیدة (الثعالبي، ن.ص؛ الباخرزي، 3/1506-1507). ویُستشف من رسائله أنه سافر إلی هراة أیضاً. و یبدو أنه قد أقام خلال ذلک السفر بعض الوقت في غرجستان، کما یُعتقد أنه سُجن فیها لسبب نجهله. وقد هجا طاهرَ بن بشار حاکم غرجستان بشعر مقذع وصف نفسه فیه بأنه کالباز الحبیس في القفص (ظ: الثعالبي، ن.م، 4/206-207؛ السیوطي، 1/125؛ EI2، مادة «الخوارزمي»).

وکانت إیران تشهد آنذاک اضطرابات و صراعات واسعة نسبیاً، تعود بالدرجة الأولی إلی التنافس القائم بین البویهیین و السامانیین (ظ: ابن إسفندیار، 2/2 و ما بعدها). وکان أبوبکر متحیزاً إلی البویهیین لنزعتهم المذهبیة من جهة، وللصلات التي کان یحصل علیها منهم من جهة أخری، هذا في حین کانت نیسابور تحت السلطة السنیة المتطرفة (ظ: المقدسي، 323) التي کانت تسعی غالباً لتألیب الرأي العام ضده (أبوبکر، 16)، حتی إن شدة تلک التألیبات قد دفعت ببدیع الزمان إلی الاحتجاج علیها (ص 186-187). ورغم ذلک یستشف من رسائله أنه کانت له مراسلات مستمرة مع أمراء و حکام مختلف المناطق، خاصة أولئک الذین استضافوه فترة من الزمن. ورغم عدم توفر روایة دقیقة عن طبیعة علاقته ببلاطاتهم، إلا أن القصائد الحافلة بالمبالغة التي أنشدها في مدح الأمراء و الأعیان، تدل دلالة واضحة علی هذا الأمر (ظ: الجرفاذقاني، 64، 68-69، مخـ). ویبدو أنه کان یهجو ممدوحیه لأتفه سبب مما أدی إلی استیاء الجمیع منه، وتعرضه لمختلف أنواع المحن والأذی (أبوبکر، 16، مخـ) و سجنه مراراً و مصادرة أمواله. و نجم عن تصرفه هذا أنه أخذ یعیش غالباً في عسر وفاقة رغم ماکان له في نیسابور من أملاک و عقارات، ومایصل إلیه کل عام من راتب من بلاط عضدالدولة بشیراز (م.ن، 42-43؛ الثعالبي، ن.م، 4/222)، حتی إنه قلق یوماً علی رزق ابنه الذي لم یکن قد وُلد بعد (ظ: ن.م، 4/223). وقد أدت هذه العوامل مجتمعة إلی جعله ذا نفسیة یائسة و متشائمة، وإلی تأوهه من الأصدقاء أو کثرة الأعداء (کنموذج، ظ: ص 16، 135، مخـ)، أو تقریع الدهر من خلا لبعض قصائده و کتاباته (ص 122، 138-139، مخـ؛ ظ: الثعالبي، ن.م، 4/234-240، التمثیل …، 125؛ النسوي، 124؛ الشیخ البهائي، 456؛ الصفدي، تمام المتون، 311).

 

مذهبه

لم یشر الثعالبي إلی شيء علی هذا الصعید، غیر أن أغلب المصادر تتفق علی تشیعه، بل إنها نسبت إلیه نوعاً من الغلو في التشیع أو الرفض (یاقوت، البلدان، 1/68؛ الصفدي، الوافي، 3/194؛ ضیف، 233؛ حسن، 3/377)، وعدّه ابن شهرآشوب من جملة الشعراء المتقین (ص 152)، غیر أن أقوی وثیقة اعتمدتها المصادر هي بیتان له وصف فیهما نفسه بالرافضي عن تُراثٍ (یاقوت، ن.ص؛ الصفدي، ن.م، 3/195؛ الصدر، 88) أوعن کَلالةٍ حسب روایة أخری لهذین البیتین (الذهبي، 69؛ ابن أبي الحدید، 2/36)، کما ینسب فیهما نفسه إلی بني جریر و یدعي بقول طریف یقوي من صحة الروایة الثانیة، أن المرء یحکي خاله. وفضلاً عن هذه الروایات، فقد تُلاحظ نزعته إلی التشیع في کثیر من رسائله لاسیما تلک التي کتبها إلی أبي محمد العلوي (ص 44-50، 79-80، مخـ)، بل کان ینتسب فیها إلی الشیعة بشکل صریح (ص 50)، وإن مایدل علی تشیعه بشکل أکثر صراحة، هو کتابه إلی أهالي نیسابور الذي کتبه إثر أعمال محمد بن إبراهیم (ص 160-172)، و یبدو فیه شیعیاً متحمساً (ظ: مبارک، 2/335-336)، کما أشار فیه إلی المصائب التي ألحقها الأمویون والعباسیون بالأئمة الأطهار (ع) و شیعتهم عبر القرون. وکلمة «الرافضي» المذکورة في هذین البیتین تُطلق غالباً علی الإمامیة وهذا الأمر من جهة، واتهامه بهجو الخلفاء و الصحابة (ظ: یاقوت، الأدباء، 2/196) من جهة أخری، وکذلک بعض عقائده کقوله باغتصاب حق الإمام علي (ع)، و میراث فاطمة (ع) قد یدفع بالقارئ إلی الاعتقاد بإمامیته، لکننا نعتقد أنّ فحوی الرسالة المذکورة تدل أکثر علی نزعته نحو الزیدیة، سیما وأن الصنعاني (2/375) قد أشار بصراحة إلی زیدیته. وفضلاً عن ذلک، فإن مایعزز هذا الاحتمال إطلاقه لقب أمیرالمؤمنین علی الإمام الحسین (ع) (ظ: أبوبکر، 51) و هو أمر غیر متعارف عند الإمامیة، و کذلک اهتمامه الخاص بمحمد بن عبدالله النفس الزکیة في تلک الرسالة برمتها.

والقضیة الأخری التي تطرح حالیاً، هي ادعاؤه الانتساب إلی بني جریر. فالبیهقي (ص 108) وابن خلکان (4/400-401) یعتقدان أنه ابن أخت محمد بن جریر الطبري صاحب التاریخ. کما أن تلک المجموعة من المصادر القدیمة التي أوردت هذه الروایة قد أیدت وجهة نظرهما هذه (ظ: اسمعاني، 5/213؛ الذهبي، 68؛ الصفدي، ن.م، 3/192). ولایشک یاقوت في أن محمد بن جریر هذا هو الطبري المعروف، لکنه یفنّد ادعاء أبي بکر في انتسابه إلیه ویقول: لم یکن أبوجعفر (الطبري) رافضیاً وإنما حسدته الحنابلة فرموه بذلک (البلدان، ن.ص). ورغم هذا، یری البعض أن المراد به محمد بن جریر الإمامي (ظ: الشوشتري، 1/98؛ الخوانساري، 7/294-297؛ الأمین، 9/377؛ للاطلاع علی مختلف الأقوال، ظ: المحدث، 2/682-688).

 

مکانته الأدبیة

یعدّ أبوبکر و دون شک أحد ألمع الوجوه في الأدب العربي. فذاکرته العجیبة (ظ: السمعاني، 213-214؛ الذهبي، 69، نقلاً عن الحاکم النیسابوري) والثروة العظیمة التي کانت لدیه من الشعر والأدب القدیم (ابن خلکان، 1/411، 4/401) قد جعلتا منه راویة بارعاً (الثعالبي المرغني، 446؛ ابن خلکان، 1/150-151)، وناقداً قدیراً (الثعالبي، ثمار …، 171، یتیمة، 4/242؛ الآلوسي، 3/128-129)، وعالماً متبحراً في علوم اللغة و الأدب (الثعالبي، ن.م، 4/194؛ السمعاني، 5/213).

إن أبا بکر الخوارزمي کان موسوعة معارف، مما دفع بجرجي زیدان – وبنوع من المبالغة – إلی تشبیهه بابن قتیبة (طه، 382)؛ و کان یُشهد له بکل هذا الاعتبار و المکانة العلمیة خلال حیاته، وقلّما نجد کتاباً أدبیاً لایستشهد بآثاره. هذا فضلاً عن أن مجموعة عظیمة من حکمه قدسرت مسری الأمثال علی الألسن (الثعالبي، ن.م، 4/194-198، التمثیل، 250-251). وما وصلنا من شعر أبي بکر الخوارزمي هو في الغالب رصین وسلس وقالبه العام علی غرار الترکیب المعروف للقصیدة العربیة في القرنین 4 و 5هـ. ولانجد في کلامه مضامین جدیدة، و یعد التکرار والاقتباس من خصائصه، و هذا ما أدی به إلی تضمینه قصائده مجموعة کبیرة من الأبیات أو أنصاف الأبیات العربیة المعروفة، ولما کان هذا الأسلوب کثیراً في آثاره، و لبراعته في ذلک أیضاً فقد أفرد الثعالبي 11 صفحة من یتیمة لتضمیناته.

وقد عزّز أبوبکر رصانة أشعاره مستعیناً بالصناعة الأدبیة و کثرة محفوظاته، ولهذا فإن شعره یحقل بالطرف والنکت المتکلفة أکثر من الألفاظ و التعابیر القدیمة و البدویة. و مع ذلک فقد یشعر المرء أحیاناً أنه کان یحاول التجدید في فن الرثائ من خلال طابع الوقار والعظمة الذي أضفاه علی قصائد الرثاء الغراء (ظ: الثعالبي، یتیمة، 4/228: رثاء أبي سعید)، لکن مرثیته في رکن‌الدولة الدیلمي (ن.م، 4/226) خالیة من المعاني الجدیدة، کما أن وزنها الشعري الراقص یقلل من الطابع الحزین للمضامین.

ولم یُخدع الثعالبي بمثل هذه الأشعار، فقد أشار بفطنة وذکاء إلی بعض الأوصاف التي في غیر محلها أو المعاني غیر المناسبة التي أفسدت شعره (ن.م، 4/221-222). وتتجلی الملح الشعریة لأبي بکر في النکت القصیرة التي جمع الثعالبي بعضها في موضع واحد (ن.م، 4/209-212). ورغم أن هذه المقطوعات – التي تمثل شعر رجل حضري و عالم – لاتتمیز بمکانة الشعر الواقعي وصدقه، إلا أنها تؤکد علی براعته في الصنعة الأدبیة و کثرة محفوظاته للأبیات والأمثال. وقد أدت قدرته علی التشبیهات الظریفة إلی استشهاد الکثیر من الکتّاب بأبیاته و مقطوعاته (م.ن، التمثیل، 232؛ الحصري، 1/399؛ الجرجاني، 116؛ ابن خلکان، 4/401؛ الصفدي، ن.م، 3/193). ویمکن القول إنه کان یتقن الفارسیة لغته الأم جیداً، ونجد في المقطوعة التي أوردها یاقوت (البلدان، 4/993) أن قوافیها الست کلمات فارسیة (دستبند، جهنبند، درند، خردمند، درد مند، چند)، وأشار في نهایتها إلی أنه قد أنشدها علی سبیل المزاح. وبغض النظر عن فارسیاته الأبي نواسیة، فإننا قلما نجد أثراً للثقافة الفارسیة في شعره. والموضع الوحید الذي یمکن أن نجد فیه مثل هذا التأثیر هو أشعاره في مدح البویهیین والتي شبّه فیها ملوکهم ببهرام (الثعالبي، یتیمة، 4/223)، وأبرویز بن هرمز (ن.ص)، وأرد شیر (ن.م، 4/224)، أووصفهم بـ «قمر الدیوان»، و عدّ تاجهم رمزاً للتاج القدیم. والکلمة الفارسیة الأخری التي تکررت في شعره هي «دست» بمعنی بلاط و عرش الأمراء و الملوک (ن.م، 4/218، 224)، لکننا نعلم أن هذه الکلمة استُعملت قبله في الأشعار القدیمة المعروفة بهذا المعنی و معان عدیدة أخری مثل اللباس، والدفعة في اللعب.

ولم یتحفظ أبوبکر عن نظم الأشعار «السخیفة» المخجلة (ظ: الثعالبي، ن.م، 4/232) وقد دفعت به تلک الوقاحة إلی هجو کل من یجفوه بکلماته اللاذعة و بکل بساطة. ونحن نعلم أن الشاعر لرقة عواطفه و سرعة تأثره و حساسیته، هجا آخر المطاف کافة ممدوحیه بما فیهم البلعمي و الصاحب بن عباد. ودفعت به وقاحته و مجونه إلی عدم تحاشي استخدام الألفاظ النابیة في حق هؤلاء الأمراء.

وتعود جلّ شهرته إلی رسائله لا إلی شعره. و بالرغم من أنه کان یعتبر أسلوبه النثري إزاء نثر باقي کبار الناثرین ترسلاً (ظ: ص 131)، و یدعي أنه ینزع نحو الإیجاز (ص 26)، إلا أن نثره في الواقع نثر متکلف (علی غرار أسلوب ابن العمید منذ القرن 3 هـ)، کما یتسم بالتکرار والإطناب، وقد حاول البعض تبریر ذلک الإطناب و التکرار بإرجاعه إلی الجانب التعلیمي لتلک الرسائل. ومع هذا فإن السجع القصیر الإیقاعي قد جعل من کلامه أشبه بالنظم الموزون. وقد کتبت رسائله علی شکل «إخوانیات» في نفس الدغراض الشعریة المعروفة، أي المدح و الهجاء والرثاء والتعزیة و التهنئة والشکر و العتاب. وغالباً ما کان یخاطب بها الأمراء و الوزراء والقضاة و التلامذة و الفقهاء و …، وتعد بشکل عام من أبرز نماذج النثر الأدبي في القرن 4هـ. وکان استخدامه لفن البدیع کالجناس و الطباق و الاستعارة، ولجوؤه إلی التشبیهات الرائعة و تضمین الآیات القرآنیة والأدعیة (ص، 12، 26، مخـ) و کذلک اقتباس أشعار القدماء (ص 13، 14، مخـ) من السعة بحیث وصف هو مکتوباته بدنها ترکیب من آثار الماضین (ص 49). وقد استخدم الألفاظ العربیة الفصیحة الرصینة بشکل دائم حتی في أغراض الفکاهة (ص 30، 111)، ویبدو أنه کان یتجنب المفردات الغریبة و غیر المألوفة (ظ: ضیف، 233-238؛ طه، 378- 381؛ الشکعة، 100).

وفضلاً عن القیمة الأدبیة التي اتسمت بها آثاره، فإنها یمکن أن تکون ذات قیمة أیضاً من النواحي التاریخیة والاجتماعیة وذلک نظراً لقیامه بأسفار کثیرة وتقلبه في بلاطات الکثیر من ملوک إیران و أمرائها ووزرائها، وضیعهم و کبیرهم، وربما کانت المعلومات التالیة من أهم ما یمکن العثور علیه في هذه الآثار: رسالته الشهیرة إلی شیعة نیسابور (ظ: الصفدي، تمام المتون، 212-213؛ الطهراني، 340-349؛ ضیف، 233؛ مبارک، 336-337)، و مدح مؤید الدولة الدیلمي (ظ: الجرفاذقاني، 64، 68-69، 87، مخـ)، والتعریض بضعف الخلفاء (الثعالبي، یتیمة، 4/230؛ النسوي، 182؛ متز، 1/166)، ووصف أنواع الظلم التي حاقت بالناس (أبوبکر، 138) وکذلک ذکر الطقوس و الأعراف و الأخلاق السائدة في عصره مثل کراهیة الزواج من الأرامل (ص 213-214)، وعدم الرغبة في المولود الأنثی (ص 30-31، 78-79)، والإشارة إلی الاحتفالات الإیرانیة القدیمة کالمهرجان و النوروز (أبوبکر 27، 93، مخـ).

 

آثاره

1. الرسائل، طبع مرات عدیدة منها في إستانبول (1279هـ) و بولاق (1297هـ) و بومباي (1301هـ) و الرسالة السادسة والتسعون منها موجّهة إلی شیعة نیسابور، وقد طبعت بشکل مستقل في طهران (1365ش) بعنوان من أدب التشیع بالخوارزم بتحقیق و شرح صادق آئینه وند، الذي قام بترجمتها إلی الفارسیة باسم أدبیات انقلاب در شیعه، وطبعها بطهران (1359 و 1362ش).

2. دیوان شعر، عرض براون في «فهرس مخطوطات جامعة کمبریدج» نسخة بعنوان دیوان أبي بکر الخوارزمي (ص 87)، ثم انبری بروکلمان و سزگین للتعریف بها فیما بعد (GAL, S, I/150; GAS, II/635-636)، غیر أنه لایمکن تصدیق انتساب هذه النسخة إلی أبي بکر الخوارزمي، لیس بسبب اختلاف الدسلوب الشعري و عدم الانطباق الزمني فحسب، بل ولذکر اسم ناظم الدیوان، أي الشیخ محمد البکري في بدایتها وختامها، والإشارة إلی عام 957هـ مرتین في امتن، وحضوره في المدنینة وإلقائه القصیدة في حرم الرسول (ص) (ظ: البکري، مخـ). ولذها لایصح نسبة هذا الدیوان إلی أبي بکر الخوارزمي، وإن ما وصلنا من شعره لایتجاوز علی مایبدو الأبیات الخمسمائة التي أوردها الثعالبي في یتیمة الدهر.

 

آثاره المفقودة

شرح دیوان المتنبي، لاتتوفر نسخة من هذا الکتاب في الوقت الراهن، إلا أن البدیعي (ص 269) صرّح بوجودها. وهذا الشرح – الذي علی مایبدو شرحاً لغویاً – اعتمده الشرّاح اللاحقون للدیوان کالواحدي (ص122، 184، مخـ)، وقد أشیر في کتاب التبیان في شرح الدیوان (دیوان أبي الطیب المتنبي) المنسوب لأبي البقاء العکبري (ن.ع) إلی شرح أبي بکر کأحد المصادر التي اعتمد علیها، واستُند إلی موضوعاته مراراً (التبیان …، 1/21، 78، مخـ)؛ وهناک کتاب یدعی مفید العلوم و مبید الهموم طبع مراراً في مصر و سوریة یُنسب إلی شخص یدعی أبا بکر الخوارزمي، غیر أن عباس إقبال قد اعتبر ولأول مرة في 1938م نسبظ هذا الکتاب لأبي بکر الخوارزمي غیر صحیح، وذلک ضمن تعلیق له علی إحدی النسخ المطبوعة لـ المکارم والمفاخر (جزء من کتاب مفید العلوم الذي طب بشکل مستقل في القاهرة عام 1354هـ بتحقیق عزت العطار)، اعتماداً علی البون الشاسع بین أسلوب کتابة هذا الکتاب و بالنتیجة کتاب المکارم مع أسلوب أبي بکر الخوارزمي، وللإشارة فیه إلی اسم الحسن الصباح (تـ 518هـ) (ظ: القزویني، 89). وفي 1985م تم تأیید وجهة نظر إقبال، وقام محمد عبدالقادر عطا بطبع هذا الکتاب باسم زکریا القزویني بعد مراجعة أربع نسخ من مخطوطات الکتاب (عطا، 6).

 

المصادر

الآلوسي، محمد شکري، بلوغ الأرب، تقـ: محمد بهجة الأثري، دار الکتب العلمیة؛ ابن أبي الحدید، عبدالحمید، شرح نهج‌البلاغة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1385هـ/1965م؛ ابن الأثیر، علي، اللباب، القاهرة، 1356-1357هـ؛ ابن إسفندیار، محمد، تاریخ طبرستان، تقـ: عباس إقبال، طهران، 1320 ش؛ ابن الأنباري، عبدالرحمان، نزهة الدلباء، تقـ: إبراهیم السامرائي، بغداد، 1959م؛ ابن بسام الشنتریني، علي، الذخیرة في محاسن أهل الجزیرة، تقـ: إحسان عباس، تونس، الدار العربیة للکتاب؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن شهرآشوب، محمد، معالم العلماء، النجف، 1380هـ/ 1961م؛ ابن القیسراني، محمد، الأنساب المتفقة، تقـ: دیونغ، لیدن، 1865م؛ أبوبکر الخوارزمي، محمد، رسائل، بیروت، 1970م؛ أبوحیان التوحیدي، أخلاق الوزیرین، تقـ: محمد بن تاویت الطنجي، دمشق، 1965م؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، تقـ: حسن الأمین، بیروت، 1403هـ/1983م؛ الباخرزي، علي، دمیة القصر، تقـ: محمد التونجي، دمشق، 1391هـ/ 1971م؛ بدیع الزمان الهمداني، «رسائل»، کشف المعاني والبیان عن رسائل بدیع الزمان لإبراهیم الأحدب، بیروت، المطبعة الکاثولیکیة؛ البدیعي، یوسف، الصبح المنبي، تقـ: مصطفی السقا وآخرون، القاهرة، 1963م؛ البکري، محمد، دیوان، مخطوطة مکتبة جامعة کمبریدج، رقم 24/13 R؛ بلاشیر، ریجیس، أبوالطیب المتنبي، تجـ: إبراهیم الکیلاني، دمشق، 1985م؛ البیهقي، علي، تاریخ بیهق، تقـ: أحمد بهمنیار، طهران، 1308ش؛ التبیان في شرح الدیوان (دیوان أبي الطیب المتنبي)، المنسوب إلی أبي البقاء العکبري، تقـ: مصطفی السقا وآخرون، بیروت، دار المعرفة؛ الثعالبي، التمثیل و المحاضرة، تقـ: عبدالفتاح محمد الحلو، القاهرة، 1381هـ/1961م؛ م.ن، ثمار القلوب، القاهرة، مطبعة الظاهر؛ م.ن، یتیمة الدهر، تقـ: محمدمحیي‌الدین عبدالحمید، القاهرة، 1377هـ؛ الثعالبي المرغني، الحسین، غرر أخبار ملوک الفرس و سیرهم، تقـ: زوتنبرغ، باریس، 1900م؛ الجرجانيف عبدالقاهر، أسرار البلاغة، تقـ: محمد رشید رضا، بیروت، 1398هـ؛ الجرفاذقاني، ناصح، ترجمۀ تاریخ یمیني، تقـ: جعفر شعار، طهران، 1357ش؛ حسن، حسن إبراهیم، تاریخ الإسلام، القاهرظف 1965م؛ الحصري، إبراهیم، زهرالآداب، تقـ: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1372هـ/1953م؛ الخوانساري، محمدباقر، روضات الجنات، طهران، 1390هـ؛ الذهبي محمد، تاریخ الإسلام (حوادث و وفیات 381-400هـ)، تق: عمر عبدالسلام التدمري، بیروت، 1409هـ/1988م؛ السمعاني، عبدالکریم، الأنساب، تقـ: عبدالرحمان بن یحیی المعلمي، حیدرآبادالدکن، 1385هـ/1966م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ/1964م؛ الشکعة، مصطفی، بدیع الزمان الهمذاني، بیروت، 1973م؛ الشوشتري، نورالله، مجالس المؤمنین، طهران، 1365ش؛ الشیخ البهائي محمد، الکشکول، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ الصدر، حسن، تأسیس الشیعة، بغداد، شرکة النشر و الطباعة؛ الصفدي، خلیل، تمام المتون، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1389هـ/1969م؛ م.ن، الوافي بالوفیات، تقـ: دیدرینغ، دمشق، 1953م؛ الصنعاني، یوسف، نسمة السحر، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ ضیف، شوقي، الفن و مذاهبه في النثر العربي، القاهرة، 1960م؛ طه، هند حسین، الأدب العربي في إقلیم خوارزم، بغداد، 1976م؛ الطهراني، أبوالفضل، شفاء الصدور، طهران، 1316ش؛ عطا، محمد عبدالقادر، مقدمة مفید العلوم (ظ: همـ، القزویني)؛ القزویني، زکریا، مفید العلوم و مبید الهموم، تقـ: محمد عبدالقادر عطا، بیروت، 1405هـ/1985م؛ القفطي، علي، إنباه الرواة، تقـ: محمد أبوالفضلإبراهیم، القاهرة، 1369هـ/1950م؛ مبارک، زکي، النثر الفني في القرن الرابع، بیروت، 1931م؛ متنز؛ آدم، لاحضارة الإسلامیة في القرن الرابع الهجري، تجـ: محمد عبدالهادي أبوریدة، بیروت، دارالکتاب العربي؛ المحدث الأرموي، جلال‌الدین، تعلیقات نقض، طهران، 1358ش؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسیم، تقـ: دي خویه، لیدن، 1906م؛ النسوي، محمد، سیرة السلطان جلال‌الدین منکُبِرني، تقـ: حافظ أحمد حمدي، القاهرة، 1953م؛ الواحدي، علي، شرح دیوان أبي الطیب المتنبي، تقـ: ف. دیتریشي، برلین، 1861م؛ یاقوت، الأدباء؛ م.ن، البلدان؛ وأیضاً:

Browne; EI2; GAL, , S; GAS.

مریم صادقي/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: