أبوبکر الحصیري
cgietitle
1442/12/20 ۱۶:۴۴:۴۹
https://cgie.org.ir/ar/article/234652
1446/8/10 ۰۰:۵۷:۵۵
نشرت
4
أَبوبَکْرٍ الْحَصیريّ، عبدالله بن یوسف السجستاني (تـ 424هـ/ 1033م)، من ندماء السلطان محمود الغزنوي وابنه مسعود و المقربین منهما. ویعدّ تاریخ أبي الفضل البیهقي من أهم المصادر التي ترجمت له، وکان البیهقي ممن عاصره من المؤرخین و سکن إلی جواره و یعدّ نفسه مدیناً له و لابنه إبراهیم الحصیري (ن.ع) (ص 201،211). وتعود إشارات البیهقي إلیه في الغالب إلی السنوات الأخیرة من حیاته والتي تزامنت مع بدایة عهد مسعود الغزنوي. وقدّم مادحه و ندیمه فرخي السیستاني معلومات قیمة عن مدی نفوذه و منزلته لدی محمود من خلال القصائد التي أنشدها في مدحه. و طبقاً لأقواله (ص 172، 180) فقد کان والده رجلاً «فقیهاً» و «رئیساً» وأنه ورث الفضل و الشرف عنه.
لاتتوفر لدینا معلومات عن دراسته وأساتذته، سوی أنه انبری لتعلم الفقه و الحدیث والأدب و برع في هذه الفنون إلی حدّ أشار فرخي إلی مهارته في الکتابة، ولقّبه بـ «رأس أصحاب الحدیث» و «حجة الشافعي» و «فلک الاداب» (ص 44، 171). أما من الناحیة السیاسیة فقد کان ذا نفوذ تام في بلاط السلطان محمود، و من خاصة ندمائه، حتی إنه کان یبدي رأیه بصراحة في اختیار الأفراد لمختلف الأعمال (م.ن، 36، 320)، ولذلک کان یتوسط لدی محمود للإفراج عن المغضوب علیهم (م.ن، 45، 46، 320).
وکان محمود یبدي نحوه اهتماماً خاصاً ویقرّبه منه أکثر من قبل في کل یوم، حتی إنه أعطاه «فیلاً» و «مهداً» علی ماذکره فرخي (ص 320)، وکان ذلک من الامتیازات الخاصة التي کان یتمتع بها أمراء السلطان محمود. وأهم أسباب نفوذه في بلاط غزنة و قربه من السلطان محمود هو انسجامه معه في سیاستهالدینینة، حیث أشار فرخی إلی ذلک بصراحة، وکان محمود سلطاناً یناهض القرامطة بشدة، فوجد أبا بکر یعارضهم أیضاً ویشاطره في الرأي (م.ن، 46، 172)، ولهذا حثّه علی ممارسة الإرشادالدیني و التشدّد مع من یخالف مذهبه (م.ن، 170-171). وتعدّ مهمته الحربیة إلی ترکستان من أعظم مهامه السیاسیة في عهد محمود. وتحدث فرخي (ص 174) بإسهاب عن بطولاته، وأظهر (ص 321) أنه قاتَلَ الخان الکبیر (قدرخان) في وقتٍ ما، وقاتلَ عدو الخان (علي تکین) في وقت آخر دون أن یشیر إلی زمان ذلک. ولم یؤید مصدر آخر – عدا فرخي – المهمة الحربیة له ضد قدرخان. و من هذا یبدو أن سفره الحربي إلی ترکستان لم یکن من أجل محاربة قدرخان، وإنما لقتال عدوّه علي تکین، وقد تم ذلک في 417هـ/1026م، حیث إن محموداً کان قد توجه إلیماوراء النهر و عقد تحالفاً مع قدرخان ضدعلي تکین قبل ذهابه إلی سومنات (الگردیزي، 406-410). وبعد عودته من الهند في 417هـ خرج قدرخان وابنه یغان تکین لحرب عليتکین والاستیلاء علی مدینتي بخاری وسمرقند (البیهقي، 692-693). وفي هذه الفترة بالذات أشار البیهقي (ن.ص) إلی الرحلة الحربیة لأبي بکر إلی مرو، تلک الرحلة التي یرجَّح أنه تمّت لدعم قدرخان وولده بغیة مواجهة علي تکین. و یمکن أن تکون هذه الرحلة نفس تلک المهمة التي أشار إلیها فرخي (ن.ص).
خلع محمود في أواخر عمره مسعوداً عن ولایة العهد و عیّن ابنه الأصغر محمداً بدلاً منه، مما أدی ذلک إلی حدوث انقسام بین أفراد البلاط، وقد انحاز أبوبکر في الصراع لصالح مسعود انطلاقاً من بعد نظره. وهناک قصیدة في دیوان فرخي (ص 321-322) یعتقد یوسفي (ص 383) أنها تتعلق بانحیاز أبي بکر نحو مسعود في أیام محمود. ونقل البیهقي (ص 56، 204، 207، 210) مراراً عن لسان مسعود ما کان یعانیه أبوبکر إثر ذلک التحیّز.
وبعد وفاة السلطان محمود في 421هـ/1030م، واعتقال محمد و حبسه في قلعة کوهتیز، کان أبوبکر من أوائل من أبلغ مسعوداً في شوال نفس العام بهذا الخبر، و خبر ولاء کبار تکین آباد له، وقد خلع مسعود علیه خلعة سنیة تقدیراً لسوابقه و خدماته (م.ن، 4، 55-56). وبعد أن استتبت الأمور لمسعود وأحکم قبضته، قرّب الکثیر من أولئک الذین دعموه من قبل، وولّاهم مناصب مهمة. ویشیر فرخي (ص 322-323) بصراحة إلی أن أبا بکر کان یجلس في أقرب مکان من السلطان مسعود و یقدم له النصائح کابنه، و کان السلطان یستمع إلی نصائحه و یعمل بها لثقته من أنها نصائح صادقة و لصالحه.
وبعد أشهر من ذلک (صفر 422/ شباط 1031)، و فیما کان أبوبکر وولده إبراهیم یمران من إحدی المحلات و هما ثملان، أخذا یشتمان الوزیر أحمد بن الحسن المیمندي شتماً قاسیاً (البیهقي، 197-199). وکان المیمندي الذي صودرت أمواله في عهد محمود (415هـ/1024م) وتعرض لاستجواب أبي بکر وتحلیفه (العقیلي، 177-178) یحمل في قلبه حقداً عمیقاً علیه، ولهذا کان یتحین الفرصة لتوجیه الضربة إلیه، فَجَرَّ تلک القضیة إلی البلاط و جعل السلطان مسعوداً أمام أحد أمرین: إما قبول استقالته أو معاقبة أبي بکر (البیهقي، 199-200)، غیر أن السلطان لم یکن راضیاً بمعقابة أبي بکر وذلک نظراً لخدماته القدیمة و مؤازرته ودعمه، کما لم یکن راغباً في استقالة المیمندي. لهذا حث أبانصر مشکان رئیس دیوان الرسائل علی حسم تلک القضیة بحیث لایؤدي ذلک إلیتحقیر أبي بکر، ویعمل في الوقت نفسه علی إرضاء المیمندي. وسعی أبونصر في هذا الأمر وأنهی القضیة حسبما کان یریده مسعود (م.ن، 201-212).
توفي أبوبکر بعد سنتین من هذه الواقعة في مدینة بُست إثر مرض ألم به (م.ن، 470).
البیهقي، أبوالفضل، تاریخ، تقـ: علي أکبر فیّاض، مشهد، 1356ش؛ العقیلي، حاجي بن نظام، آثار الوزراء، تقـ: جلالالدین المحدث الأرموي، طهران، 1364ش؛ فرخي السیستاني، دیوان، تقـ: محمد دبیرسیاقي، طهران، 1363ش؛ الگردیزي، عبدالحي، تاریخ، تقـ: عبدالحي حبیبي، طهران، 1363ش؛ یوسفي، غلامحسین، فرخي سیستاني مشهد، 1341ش.
علي میرأنصاري/ ت.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode