الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / أبو إسحاق بن عیاش /

فهرس الموضوعات

أبو إسحاق بن عیاش

أبو إسحاق بن عیاش

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/19 ۱۵:۱۷:۵۱ تاریخ تألیف المقالة

أَبوإسحاقَ بنُ عَیّاش، إبراهیم، متکلم معتزلي بصري من القرن 4هـ/10م وأستاذ القاضي عبدالجبار المعتزلي. ورد اسم أبیه في أغلب المصادر بشکل «عیاش»، إلا أن ابن الندیم الذي کان معاصراً لأبي إسحاق، ورغم إعلانه أنه لایعرف من أمره شیئاً سوی اسمه، ذکر أن اسمه و نسبه هو «إبراهیم بن محمد بن عیاش» (ص 221). قضی أبوإسحاق الشطر المهم من حیاته بعیداً عن بغداد التي کانت أهم مرکز ثقافي في ذلک العصر (ظ: القاضي عبدالجبار، نفضل…»، 328)، وربما کان هذا هو السبب في أن لاتکون لابن الندیم معرفة تامة به.

ینتمي أبوإسحاق الذي یعد من الطبقة العاشرة للمعتزلة، إلی مدرسة البصرة. تلقی العلم لدی أبي هاشم الجبائي أحد أبرز معتزلة البصرة، کما استفاد أیضاً من تلمیذیه الشهیرین أبي عبدالله البصري وابن خلاد البصري (ابن المرتضی، 107، قا: 7، نقلاً عن الحاکم الجشمي الذي یری أن أبا عبدالله البصري هو تلمیذ أبي إسحاق بن عیاش).

کان لأبي إسحاق مجالس درس مزدهرة في البصرة و الأهواز و تستر (شوشتر) و العسکر و الأبُلّة، وقد ربّی فیها تلامیذ کثیرین (القاضي عبدالجبار، ن.ص). وقد قیل إن مجموعة من طلبة العلم البغدادیین کانوا یجمعون مجلسه إلی مجلس درس أبي عبدالله البصري (ن.ص؛ ابن المرتضی، 107). والقاضي عبدالجبار المعتزلي هو تلمیذه الشهیر، وقد تلقی علم الکلام علیه أولاً (القاضي عبدالجبار، ن.ص؛ الحاکم الجشمي، 365-366). ویحتمل أن یکون القاضي الذي کان یمیل إلی الأشاعرة في البدایة (مک درموت، 8)، قد التحق بالمعتزلة علی إثر دروس أبي إسحاق. قد ظل القاضي عبدالجبار دائماً یکنّ له الاحترام الوافر و یشیر إلیه بـ «شیخنا» یثني کثیراً علی علمه و سجایاه («فضل»، ن.ص، شرح …، 214، 280، المغني، 4/29، 58).

کان لأبي إسحاق تأثیر واسع في استمراریة الثقافة والفکر المعتزلي. وندرک دوره في تاریخ الفکر المعتزلي حین نعلم أن متکلمي هذا المذهب حین یعددون طبقاتهم یضعونه في السلسلة التي یقولون إنهم تعلموا علمهم عن طریقها (عثمان، 17؛ ظ: ابن المرتضی، ن.ص، نقلاً عن الحاکم الجشمي).

کان أبو إسحاق یعیش في الفترة التي أحدث فیها ابن الإخشید من خلال تأسیسه مدرسته الکلامیة ونقده اللاذع لأبي هاشم، شرخاً في صفوف المعتزله، وعن هذا الطریق اشتدت حدة الخلاف بین الفریقین الإخشیدي و أتباع أبي هاشم (القاضي عبدالجبار، «فضل»، 329؛ مک درموت، ن.ص)، إلا أن أبا إسحاق بقیة تلامیذ أبي هاشم ظلوا أوفیاء له و هبوا للدفاع عن آرائه و معتقداته. وقیل إن أبا إسحاق قد جعل أحد أتباع ابن الإخشید الذي کان بارعاً في شتی العلوم یرجع عن الطریقة الإخشیدیة، ویعود إلی مذهب أبي هاشم (القاضي عبدالجبار، ن.م، 328).

ونقل ابن المرتضی (ص 5-7) مواضیع عن أبي إسحاق، اعتبر – طبقاً لها – أن سند المعتزلة أصح الأسانید بین المسلمین و أهل القبلة، إذ یتصل هذا السند عن طریق واصل بن عطاء و عمرو بن عبید بأبي هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفیة، وعن طریقهم بأمیر المؤمنین علي (ع) ثم ینتهي برسول الله (ص).

وتشاهد أمور أخری بشأن سند المعتزلة أیضاً في آثار أخری معتزلیة وغیر معتزلیة (ظ: ابن الندیم، 202؛ القاضي عبدالجبار، شرح، 137، 138، «فضل»، 164، المغني، 20(2)/136، 137؛ ابن أبي الحدید، 6/371؛ الشهرستاني، 49). فعندما تحدث ابن الندیم عن متکلمي المعتزلة، نقل عن أبي الهذیل العلاف أنه أخذ الفکر القائم علی العدل والتوحید عن طریق واصل وأبي هاشم بن محمد بن الحنفیة عن أمیر المؤمنین علي (ع)، وأخذ هو بدوره عن رسول الله (ص) (ن.ص). کما أن القاضي عبدالجبار قد ذکر هو الاخر في مقدمة «فضل الاعتزال» مواضیع بنفس المضمون دون أن یشیر إلی ابن الندیم أو ابن عیاش (ص 164). وینبغي أن نعلم أن طرح موضوع باسم سند المعتزلة قد بدأ فیما یحتمل و بشکل جدي منذ القرن 4 هـ و ما یعده، وکان إلی حدّما و لید نوع من النزعات الشیعیة التي کانت تمیل إلی نسبة العلوم الکلامیة وغیر الکلامیة إلی علي (ع) (ظ: م.ن، المغني، ن.ص؛ ابن أبي الحدید، ن.ص). ویعتقد البعض أن هذا السند هو من تألیف الشیعة وأنه ناتج عن مزج الفکرین المعتزلي و الشیعي في القرن 4هـ (متز، 1/372-273).

لم یبق من أبي إسحاق آراء مهمة في المسائل الکلامیة. ویمکن العثور علی بعض نظریاته بشکل متفرق في آثار القاضي عبدالجبار (ظ: شرح، 214، 280، 307، المغني، 4/29، 58، 271-276، 285، 11/474، 12/136، 14/199، 291) والآخرین (ظ: أبورشید، «کتاب المسائل…»، 27، 84، في التوحید، 541؛ ابن متویه، 2/86، 143؛ فخرالدین الرازي، 83-85). وفي بعض کتب علم الکلام في باب شیئیة المعدوم، نسبت آراء لأبي إسحاق. ونقلاً عن هذه المصادر فقد کان یعتقد کبعض مفکري المعتزلة الآخرین بوجود ذوات و حقائق للماهیات الممکنة في حال العدم و قبل أن تتحقق في عالم الوجود. لکن الذي یجعله ینفصل عن سائر معتنقي عقیدته فیما یتعلق بهذا الأمر، هو اعتقاده بأن هذه الذوات خالیة من أي نوع من أنواع الصفة. وفیما یتعلق بشأن اتصاف هذه الماهیات المعدومة بالصفة الجوهریة، یعتقد أبوإسحاق بأن هذهالصفة هي واحدة مع التحیز. ونظراً لأن التحیز هو من الصفات التابعة للوجود، وأن اتصاف الماهیات الممکنة قبل وجودها بصفة التحیز أمر غیرممکن، فإن انصافها بصفة الجوهریة أیضاً غیرممکن في عالم العدم (عضدالدین الإیجي، 56، 57؛ نادر، 132).

أما رأی أبي إسحاق في مسألة الإمامة فلیس معلوماً بوضوح. ولانعلم شیئاً سوی أن ابن المرتضی نسب إلیه کتاباً في إمامة الإمامین الحسن و الحسین (ع) و فضائلهما (ص 107). فإذا صحت نسبة هذا الکتاب إلیه، أمکن القول إنه کانت له میول شیعیة، ویحتمل أن یکون قد تأثر في هذا الأمر بأستاذه أبي عبدالله البصري الذي کان هو الآخر قد ألف کتاباً في تفضیل أمیر المؤمنین علي (ع) (ن.ص).

لم یبق من آثار أبي إسحاق سوی بعض الآراء المتفرقة الموجودة في آثار القاضي عبدالجبار والآخرین، ویعده القاضي عبدالجبار، صاحب مؤلفات في «النقض» و «أجوبة المسائل» («فض»، 328؛ أیضاً ظ: ابن الندیم، ن.ص).

 

المصادر

ابن أبي الحدید، عبدالحمید، شرح نهج‌البلاغة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، دار إحیاء الکتب العربیة؛ ابن متویه، الحسن، المجموع في المحیط بالتکلیف، تقـ: جین یوسف هوبن، بیروت، 1986م؛ ابن المرتضی، أحمد، طبقات المعتزلة، تقـ: دیفلد فلزر، بیروت، 1380هـ/ 1961م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبورشید النیسابوري، سعید، في التوحید، تقـ: محمد عبدالهادي أبوریدة، القاهرة، وزارة الثقافة؛ م.ن، «کتاب المسائل في الخلاف بین البصریین و البغدادیین»، تقـ: آرثر بیرم، دراسات… (ظ: ما، یبرم)؛ الحاکم الجشمي، المحسّن، «الطبقة الحادیة عشرة و الثانیة عشرة من کتاب شرح العیون»، فضل الاعتزال و طبقات المعتزلة، تقـ: فؤاد سید، تونس، 1393هـ/1974م؛ الشهرستاني، عبدالکریم، المل و النحل، تقـ: عبدالعزیز محمدالوکیل، القاهرة، 1387هـ/1968م؛ عثمان، عبدالکریم، مقدمة شرح الأصول الخمسة (ظ: همـ، القاضي عبدالجبار)؛ عضدالدین الإیجي، عبدالرحمان، المواقف في علم الکلام، بیروت، 1406هـ/1986م؛ فخرالدین الرازي، محمد، محصل أفکار المتقدمین و المتأخرین، بیروت، 1984م؛ القاضي عبدالجبار بن أحمد، شرح الأصول الخمسة، تقـ: عبدالکریم عثمان، القاهرة، 1384/ 1965م؛ م.ن، «فضل الاعتزال»، فضل الاعتزال و طبقات المعتزلة، تقـ: فؤاد سید، تونس، 1393هـ/1974م؛ م.ن، المغني في أبواب التوحید والعدل، تقـ: محمدعلي النجار وآخرون، القاهرة، الدار المصریة للتألیف؛ متز، آدم، الحضارة الإسلامیة في القرن الرابع الهجري، تجـ: محمدعبدالهادي أبوریدة، القاهرة، مکتبة الخانجي؛ مک درموت، مارتین، أندیشه‌هاي کلامي شیخ مفید، تجـ: أحمد آرام، طهران، 1363ش؛ وأیضاً:

Biram, A., Studien zur Philosophie des Abū Rašīd Annisābūriy, ed. Fuat Sezgin, Frankfurt, 1986; Nader, A. N., Le systéme philosophique des Muʿtazila, Beirut, 1956.

مسعود حبیبي مظاهري/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: