الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / أبو الأسد الحماني /

فهرس الموضوعات

أبو الأسد الحماني

أبو الأسد الحماني

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/19 ۲۳:۰۲:۰۰ تاریخ تألیف المقالة

أَبْوالْأَسَدِ الْحِمّانيّ، نباتة بن عبدالله من شعراء أواسط العصر العباسي، عاش في أواخر القرن 2 وأوائل القرن 3هـ. ولم یبق منه ذکر في التاریخ علی الإطلاق لولا علاقة الصداقة التي ربطت بینه و بین علّویه الموسیقي الکبیر لعصر بغداد الذهبي. قیل إنه ینتسب إلی حِمّان إحدی قبائل تمیم، کما نسبوه إلی بني شیبان (أبوالفرج، 14/131 و الهامش2). و من هنا نشأت نسبتاه: «الحماني» و «الشیباني» (ظ: أبوعبید، 1/545). کان في الأصل من‌الدینور، لکن یبدو أن جلال وعظمة بغداد قد جذباه نحوها حیث نجده فیها منذ ذلک الحین و ماتلاه قرب علویه.

ورد ذکره للمرة الأولی في دیوان الحماسة لأبي تمام الذي روی له بیتین فقط من شعره (2/218). کما نقل ابن قتیبة أیضاً أبیاتاً له فحسب (الشعر…، 1/18)، إلا أن أول روایة یحتمل أنها تدور حوله، هي التي وردت في کتاب الوزراء للجهشیاري (ص 88) الذي قال: ولما نکب المنصور أبا أیوب الموریاني سنة 153هـ، قلد ضیاعه إلی غلامه صاعد، فنظم أبوالأسد الأعرابي شعراً في هجاء ذلک الغلام و غلام المنصور الآخر المسمی مطراً. وکما یلاحظ فإنه لیس لدینا أي وسیلة لتأید أو دحض نسبة هذه الروایة إلی أبي الأسد (ظ: تتمة المقالة).

والمعلومات الیسیرة المتوفرة عنه، أغلبها مستقیَّ من الأغاني لأبي الفرج (14/131-143). وقد أدت صداقته لعلویه إلی أن یعترف إلی الأعیان و کبار الشخصیات خاصة وأن علویه قد لحن بعض أشعاره وغناها (م.ن، 14/131).

ویبدو أنه کان في بدء أمره ضمن حاشیة الفیض بن أبي صالح وزیر المهدي العباسي (حکـ 158-169هـ) (ظ: أشعاره في مدح الفیض: أبوالفرج 14/134؛ الجهشیاري، 123؛ ابن الطقطقی، 187)، واستمرت علاقته تلک حتی خلال فترة عزله وإلی عصر خلافة هارون الرشید أیضاً. ورغم اعتقاد أبي الفرج (ن.ص) بأن أبا الأسد کان ضمن حاشیة أبي دلف قبل التحاقه بالفیض، لکن لما کان الفیض بن أبي صالح قد توفي سنة 173 هـ، فمن المحتمل جداً أن یکون أبو الأسد قد التحق بحاشیة أبي دلف بعد الفیض، إلا أنه لم یمض طویل وقت حتی أفل نجم إقباله في حاشیة أبي دلف بمجيء علي بن جبلة العکوک (ن.ص)، ولم یتمکن بعدها رغم جمیع محاولاته وأشعاره الحافلة بالعتاب المریر التي کان یرسلها للأمیر (م.ن، 14/139)، من مواصلة البقاء عنده. وقد التقی فیما بعد أیضاً بشاهین بن عیسی – ابن شقیق أبي دلف – لکنه لما رأی منه أمارات الجفاء، انبری لهجائه (م.ن، 14/141). ولایُعلم بالضبط تاریخ هذه الوقائع، ربما حدث هذا بعد التحاقه برکب الفیض کما یروي أبوالفرج (14/134).

وردت في الأغاني أسماء عدة شخصیات ممن کان أبو الأسد قدقال شعراً في هجائهم أو مدحهم، ومن بینهم أحمد بن أبي دؤاد (تـ 240هـ) الذي قیل إن الشاعر مدحه في أول الأمر، لکن یبدو أن شعره لم یحظ بالقبول لدیه ولم یمنحه صلة أیضاً. ولذلک انبری أبوالأسد لهجائه (ظ: م.ن، 14/133-134). وفي حکایة أخری (م.ن، 14/135-138) روي أن أبا الأسد سأل علي بن یحیی المنجم حاجةً یسأل فیها بعض الوزراء، فلم یفعل. و بلغ الخبرُ حمدونَ بن إسماعیل، فسأل له فیها مبتدئاً و نجزها وأنفذها إلیه. فقال أبو الأسد شعراً بمضمون مضادٍ للشعوبیة في مدح حمدون یتعرض فیه ضمناً – بطبیعة الحال – لهجاء علي بن یحیی المنجم. لکن إذا اعتبرنا روایة الزرکلي (8/7) بشأن وفاة أبي الأسد (ح 220هـ) صحیحة، فمن الصعب التصدیق بروایة لقائه بعلي بن یحیی المنجم المتوفی سنة 275هـ.

أما الشعر الذي خلفه فمتناثر في المصادر، وکما ذکر آنفاً، فقد أورد أبوتمام (ن.ص) في دیوان الحماسة بیتین من آثاره في هجاء الحسن بن رجاء، لکن لم یرد في أي من المصادر خبر عن علاقة الشاعر بالحسن. ونقل ابن قتیبة مرة في عیون الأخبار (2/8) ثلاثة أبیات في مدح الفیض، وأخری في الشعر و الشعراء أربعة أبیات من نفس القصیدة وعدة أبیات من شعره في العتاب الموجه إلی أحمد بن أبي دؤاد (1/17-18). وقد لفت شعر هذا الشاعر المجهول بشدة انتباه هذا الناقد الکبیر. فهو خلال انتقاده لشعر غیرمستساغ بسبب قبح ألفاظه یستند أولاً إلی شاعر کبیر کالأعشی ویقول: الشعر القبیح یظل قبیحاً ولوکان للأعشی، ثم یشیر في مقابل هذا الشاعر المشهور إلی شاعر «متأخر و مجهول» الذي هو أبوالأسد، فیقول: إن کونه مجهولاً ومتأخراً لاینقص من جمال شعره شیئاً، ویرود حینها نموذجاً المقطوعة المعروفة التي نظمها في مدح الفیض، ثم مقطوعة العتاب التي نظمها مخاطباً بها أحمد بن أبي دؤاد (ن.ص). ومع کل هذا فإن ورود اسمه فيکثیر من المصادر خاصة إشارات ابن قتیبة تدل علی أن هذا «الشاعر المجهول» لم یکن مجهولاً إلی الحد الذي یقولونه.

روی له ابن المعتز 5 أبیات من نفس قصیدة العتاب الموجهة لأحمد، لکنه یعتقد أن هذه الأبیات هي لمنصور الأصفهاني (ظ: ص 348). ومن بین أشعاره، ربما أمکن اعتبار الأبات المنظومة في هجاء علي بن یحیی المنجم – رغم أنها أصبحت موضع شک (ظ: EI2, S) – من أفضل وأجمل أشعاره. فهذه الأبیات التي تتجلی فیها الثقافة الخاصة بعصر القرن 2 و بدایة القرن 3 هـ ورغم روحها المعادیة للشعوبیة الواضحة فیها، تظهر أیضاً تأثیر الثقافة الإیرانیة، أي الحیاة الأرستقراطیة لبغداد. وکأن الشاعر تعمد فیها استخدام الألفاظ الشائعة التي کانت فارسیة في ذلک العصر أحیاناً (أبوالفرج، 14/135-138). وقد کان له و هو الذي ینظم الشعر للتکسب، لهجة کلهجة المحدثین المسفّین، ویبدو أنه بمجرد أن لایحصل من ممدوحه علی صلة، کان یجعله هدفاً لهجاءاته القبیحة واللاذعة. وألفاظه بعیدة کل البعد عن الألفاظ الجاهلیة، ولها علی الأغلب شکل و طابع عصره (مثلاً ظ: هجاء شاهین: أبوالفرج، 14/141).

کما نظم أبیاتاً في رثاء إبراهیم الموصلي (تـ 188هـ) لامه الجمیع علیها، لکن الشاعر کان یعتقد أنه وصفه کماکان (م.ن، 14/140-141).

 

المصادر

ابن الطقطقي، محمد، الفخري، بیروت، 1400هـ/1980م؛ ابن قتیبة، عبدالله، الشعر و الشعراء، تقـ: محمدیوسف نجم و إحسان عباس، بیروت، 1964م؛ م.ن، عیون الأخبار، تقـ: یوسف علي طویل، بیروت، دار الکتب العلمیة؛ ابن المعتز، عبدالله، طبقات الشعراء، تقـ: عبدالستار أحمد فراج، الاقهرة، 1968م؛ أبوتمام، حبیب، دیوان الحماسة، شرح الخطیب التبریزي، دمشق، 1331هـ؛ أبوعبید البکري، عبدالله، سمط اللآلئ، تقـ: عبدالعزیز المیمني، القاهرة، 1354هـ/1936م؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، القاهرة، 1383هـ/1963م؛ الجهشیاري، محمد، الوزراء و الکتّاب، القاهرة، 1357هـ/1938م؛ الزرکلي، الأعلام؛ وأیضاً:

EI2, S.

إیران نازکاشیان/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: