أَبْو أُسامَة، جُنادة بن محمد بن الحسین الأزدي الهروي (مقـ 399هـ/ 1009م)، أدیب و لغوي و نحوي. ولد في هراة (EI2, S)، وأقام مدة في شیراز (السیوطي، 1/489)، ثم قدم مصر (یاقوت، 7/209). وکان بینه و یبین عبدالغني بن سعید المصري وأبي الحسن علي بن سلیمان (تـ 399هـ) المقرئ النحوي الأنطاکي مؤانسة و اتحاد کثیر، وکانوا یجتمعون في دار العلم و تجري بینهم مفاوضات في الآداب. قیل إنه کان مکثراً من حفظ اللغة ونقلها، عارفاً بوحشیها و مستعملها، لم یکن في زمنه مثله في فنه (ابن خلکان، 1/373). وقیل أیضاً إنه حضر مجلس الصاحب بن عباد بشیراز و هو أشعث الزيّ ذو أطمارٍ رثة وسخة فجلس قریباً من الصاحب فلما بَصُر به قطّب وقال: قم یاکلب من هاهنا. فقال أبو أسامة إنه یعرف للکلب ثلاثمائة اسم، فعرفه الصاحب بن عباد و رفعه إلی جانبه (السیوطي،ن.ص).

یقول یاقوت (7/210) عن مقتله: سمعت من أهل مصر: کان مجلسه في جامع المقیاس، وهو الذي فیه العمود الذي یعتبرون به زیادة النیل من نقصه. واتفق في بعض السنین أن النیل لم یَزد زیادة تامة، فقیل للخلیفة الفاطمي الحاکم (3750411هـ/985-1021م) إن جنادة رجل مشؤوم، یعقد في المقیاس و یلقي النحو ویعزِّم علی النیل. فأمر الحاکم بقتله دون أن یتثبت فیما یفعله. وقد قتل في هذه الحادثة أبوالحسن علي بن سلیمان مع أبي أسامة، بینما اختفی عبدالغني خوفاً علی نفسه (ابن خلکان، ن.ص).

أخذ أبوأسامة اللغة عن أبي منصور الأزهري، وروی عن أبي أحمد العسکري، وکان أبوسهل الهروي من تلامذته في مصر (یاقوت، 7/209-210).

والأثر الوحید الذي خلفه أبوأسامة هو کتاب نظم التفسیر في شرح معلقة امرئ القیس. توجد مخطوطته في المتحف البریطاني (GAS, II/52). کما نسب إلیه کتاب آخر یدعی الزهکال في حصر الحروف والمصادر و الأفعال، لم یعثر علیه (أبوحیان، 25).

المصادر

ابن خلکان، وفیات؛ أبو حیان الغرناطي، محمد، تذکرة النحاة، تقـ: عفیف عبدالرحمان، بیروت، 1406هـ/1986م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ/1964م؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

EI2, S; GAS.

سعید علي زاده/ ت.