الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن یزداد /

فهرس الموضوعات

ابن یزداد

ابن یزداد

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/19 ۱۱:۱۷:۱۷ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ یَزْداد، کنیة عدد من أفراد أسرة إیرانیة نالت خلال القرون 2-4هـ/8-10م مواقع مهمة علی صعید السیاسة و العلم والأدب إبان العصر العباسي. ووردت أقدم المعلومات حول هذه الأسرة في أشعار البحتري (تـ 284هـ/897م) الذي مدح أفرادها و أسماهم بـ «بني سُوَیْد» و«بني یزداد» (1/283، 2/659، 1124، 1324). ویفهم من تلک الأشعار أن أسرة بني سوید کانت في مدینة مروالشاهجان (بخراسان) (م.ن، 2/861، 1324). ولهذا اشتهرت بـ «المروزي».

وکان أجداد بني یزداد من المجوس. وعلی رأي ابن الطقطفِ کان سوید أول من أسلم منهم و قد مات أبوه و هو صغیر، فتولی بعض کتّاب الفرس تأدیبه. و بعد تعلمه الکثیر من آداب إیران الدیوانیة لما قبل الإسلام، اشتغل کاتباً في دیوان مرو و حصل علی أموال طائلة وارتفع قدره (ص 227-228). وعلی رأي البحتري فقد عُرفت تلک الفئة من أخلاف سوید والتي کانت من ذریة ولده یزداد (الساکنة في مرو) ببني یزداد، ثم عُرف کل واحد من أفرادها بابن یزداد. وأشهر وجوه هذه الأسرة:

 

1. أبوعبدالله محمد بن یزداد بن سوید المروزي (تـ 230هـ/ 845م)

أدیب و شاعر و کاتب، وفي روایةٍ وزیر المأمون العباسي. ولد في مرو. ولاتتوفر معلومات وافیة عن تفرة شبابه، ویحتمل أنه أسلم علی ید المأمون خلا لاستقراره في مرو (193-202هـ/809-817م)، حیث هناک روایة تعبّر عنه بـ «مولی المأمون» (مجمل …، 356). کما یحتمل أیضاً أنه کان من بین أولئک الذین صحبوا المأمون من خراسان إلی بغداد. تولی محمد في بغداد منصب الکتابه في الدیوان و ذلک عندما کان یتولی الوزارة شخصیات أمثال الفضل بن سهل وأحمد بن أبي خالد الأحول وأحمد بن یوسف و أبي عبادة ثابت بن یحیی بن یسار و عمرو بن مسعدة بن صول علی التوالي. وفي أواخر حیاة المأمون (217هـ و ما بعدها) غلب علیه آخراً محمد بن یزداد و الفضل بن مروان وأصبحا مقدمَیْن علی الآخرین (ظ: المسعودي، مروج …، 7/3، التنبیه …، 304-305). ولاتتفق المصادر حول آخر منصب تولاه، فطبقاً لبعض الروایات فقد ولي الوزارة في أواخر عهد المأمون (ن.ص؛ المرزباني، 363؛ ابن العمراني، 66)، غیر أن هناک روایات أخری تشیر إلی أن المأمون قد ألغی منصب الوزارة بعد الفضل بن سهل أو الحسن بن سهل ولم یولّ أحداً هذا المنصب (المسعودي، ن.م، 304؛ العیون…، 3/379). وطبقاً لما أورده المسعودي فإن ذلک التضارب في رأي المؤرخین ناجم عن أسلوب خلافة المأمون، لأنه بادر بنفسه إلیتدبیر الأمور بعد الفضل ابن سهل، ولم یکن یُسمی بین یدیه أحد من کتّابه وزیراً، ولایکاتب بذلک (ن.صص)، واستناداً إلی ذلک لوصح استیزار محمد بن یزداد، فإن الصلاحیات التي کان یتمتع بها لاتتجاوز الصلاحیات التي کان یمتلکها فیما بعد «وزیر التنفیذ» (في مقابل وزیر اتفویض).

وکان محمد مع المأمون في خروجه لغزو الروم. وبد مرض المأمون في ذلک الزحف و توفي (الطبري، 8/652-653؛ أبوعلي مسکویه، 6/468-469)، وعلی روایة فإنّ الکتاب الذي کتبه في الأیام الأخیرة من حیاته حول ولایة عهد أبي إسحاق المعتصم، إنما کان بخط محمد بن یزداد (م.ن، 6/466). وعُزل محمد في بدء خلافة المعتصم في 218هـ وأصبح جلیس البیت لسنوات إلی أن توفي بسامراء في 230هـ (الصفدي، 5/214).

کان محمد بارعاً في الأدب و لاشعر أیضاً. واشتهر شعره الذي رثی به المأمون. ویمکن مشاهدة نماذج من شعره في آثار کتّاب القرون التالیة (المرزباني، الصفدي، صص). ومن آثاره: کتاب الرسائل؛ دیوان شعر (ابن الندیم، 138)، وقیل إنه کان شاعراً مُقلاً (م.ن، 191).

 

2. أبوصالح عبدالله بن محمد بن یزداد (تـ 261هـ/875م)

کاتب وشاعر ومؤرخ ووزیر المستعین والمهتديالعباسیین. بدأت شهرته منذ خلافة المتوکل (232-247هـ/847-861م)، وکان موضع ثقة الخلیفة رغم سعایة خصومه (ابن الأبار، 166). کما کان من بین الکتّاب الذین صحبوا المتوکل إلی دمشق في 243-244هـ (ظ: ابن عساکر، مادة عبدالله بن محمد بن یزداد). ویستشف من روایة الطبري (9/217) أنه کان رئیساً لـ «دیوان زمان الضیاع» في 245هـ، و یبدو أنه کان یتولی إلی جانب هذه المهمة منصباً آخر أکثر أهمیة، لأن الطبري یشیر إلی أن أباصالح کان قد أناب شخصاً آخر من قبله علی ذلک الدیوان (ن.ص). وکان في مهمة للخلیفة المتوکل بفارس عندما قتل المتوکل (247هـ9. وفي بدایة خلافة المستعین (248هـ)، استدعاه الوزیر أحمد بن الخصیب من فارس إلی سامراء (ابن الأبار، ن.ص)، غیر أن وزارة الأخیر لم تدم أکثر من شهرین بسبب معارضة الأتراک، فعُزل في جمادی الأولی 248 ونُقي (الطبري، 9/259؛ ابن عساکر، ن.ص؛ ابن الطقطقي، 242؛ الیعقوبي، 2/494). ولاتتفق المصادر حول الوزیر الذي خلف ابن الخصیب، فیقول مؤلفو القرنین 7 و 8هـ/ 13 و 14 م – و هو کلام یشک فیه کثیراً – إن المستعین قد استوزر أبا صالح بعد ابن الخصیب. وطبقاً لهذه المصادر فإنه تواری عن الأنظار بعد فترة قصیرة جداً بسبب معارضة الأتراک، فعیَّن الخلیفةُ، شجاعَ بن القاسم بدلاً منه، ثم أعیدت الوزارة إلی أبي صالح عبدالله بعد مقتل شجاع (ابن الأبار، ن.ص؛ الذهبي، 12/339؛ الصفدي 17/494؛ قا: ابن الطقطقی، ن.ص، الذي لم یشر سوی إلی وزارته الأولی). وصرّح الطبري إزارء هذه الروایات أن أوتامش شغل منصب الوزارة في 248 هـ بعد عزل أحمد بن الخصیب، واستولی مع کاتبه شجاع علی زمام الأمور، وبعد مقتل هذین الاثنین (249هـ/863م) استوزر المستعین أبا صالح (9/263-264). وتحدث الیعقوبي عن خلافة أوتامش لابن الخصیب دون الإشارة إلی وزارة أبي صالح (2/494-496).

بذل أبوصالح خلال فترة وزارته جهوداً عظیمة في تنظیم الشؤون المالیة و مواجهة نفوذ الأتراک المتزاید. و یبدو أنه کان یهدف إلی الحد من نفوذ القادة الدتراک من خلال تحدید ما کان لهم من إقطاعات،ولهذا واجه تهدیدات بغا الصغیر الذي کان یتمتع بنفوذ واسع جداً بعد موت بغا الکبیر و أوتامش ولهذا هرب من سامراء إلی بغداد بعد 4 أشهر من الوزارة خوفاً علی حیاته و تواری هناک (الطبري، 9/264؛ الذهبي، 12/339-340؛ الصفدي، ابن الطقطقی، ن.صص).

وبعد ما عزل الأتراک المستعین، ظل أبوصالح علی تلک الدرجة من المکانة، بحیث أراد الخلیفة الجدید المعتز أن یستوزره، غیر أن معارضة الأتراک له و میلهم نحو جعفر بن محمود الإسکافي قد حال دون ذلک (الطبري، 9/388). وانضم أبوصالح منذ تلک الترة إلی جماعة صالح ابن وصیف التي عزلت المعتز وجاءت بالمهتدي، وأخذ یشترک في التحزبات والدسائس الشائعة آنذاک في جهاز الخلافة (م.ن، 9/398، 440-441). ویبدو أن هذا التغییر في الأسلوب کان مؤثراً في رقي منزلته، حیث لم یعده الطبري (9/440) فحسب أحد کبار کتّاب هذه المرحلة، بل أشار إلیه عدد من المؤرخین أیضاً کوزیر للمهتدي (مجمل، 365؛ ابنکثیر، 11/26)، غیر أن المنزلة التي حظي بها هذه المرة لم تدم طویلاً أیضاً، حیث تم إلقاء القبض علیه في 256هـ بعد دخول موسی بن بغا إلی سامراء للحیلولة دون تغییر الخلیفة، وهروب صالح بن وصیف (الطبري، 9/438-440؛ ابن کثیر، ن.ص). ولانعرف شیئاً عن حیاته بعد اعتقاله. وما أورده ابن کثیر (ن.ص) حول إطلاق سراحه و استمرار عمله کوزیر للمهتدي لم یحظ بتأیید المصادر الأخری. قیل إنه توفي في رجب 261 عندما کان متواریاً في بغداد. وبعد ذیوع نبأ وفاته نُبش قبره للاطمئنان من صحة ذلک الخبر، ثم رُدّ في قبره (ابن عساکر، ن.ص؛ الصفدي، 17/ 494-495). ومن هذا ندرک أنه لم یقض السنوات الأخیرة من عمره في هدوء و سکینة.

وعدّه ابن عبدربه (4/170) ممن أدخل نفسه في الکتابة ولم یستحقها، في حین وصفه ابن الأبار (ص 165) بأنه کاتب یغلب علیه القصور. ومع هذا لاینکر أنه کان له باع في النظم و النثر وکان من المقربین لدی الشاعر البحتري و مشجعیه (الصولي، أخبار … 113، 115-116)، کما توجد في دیوان هذا الشاعر أبیات في مدحه (ظ: 1/282-284، 2/658-661، 685ف مخـ).

وآثاره المعروفة: کتاب الرسائل (ابن الندیم، 138)؛ دیوان شعر، في 30 ورقة (م.ن، 192). ولم یصلنا هذا الدیوان، لکن یمکن مشاهدة نماذج من أشعاره في آثار الآخرین (المرزباني، 389؛ ابن عساکر، ن.ص؛ الذهبي، 12/340)؛ کتاب التاریخ (ابن الندیم، 138). وأشار ابن الندیم (ن.ص) إلی أثر أخر له باسم کتاب البارع الذي أتمه ولده أبوأحمد (ظ: الرقم 3 من هذه المقالة).

 

3. أبوأحمد [بن] عبدالله بن محمد (تـ بعد 300هـ/913م)

کاتب ومؤرخ. کان فيعهد المعتضد العباسي (279-289هـ) یعمل کاتباً (الصابي، 12-13). وذکر ابن الندیم (ن.ص) أنه أکمل کتاب أبیه المسمی بـ کتاب البارع، وأضاف إلیه حوادث الأعوام التي تلت عام 261 هـ و حتی عام 300هـ.

 

4. أبومحمد یزداد بن عبدالرحمان بن محمد (تـ 327هـ/ 939م)

محدث و کاتب. سمع أباسعید الأشج ومحمد بن المثنی العنزي و الزبیر ابن بکار. وروی عنه عدد من المحدثین المعروفنی مثل الدار قطني و ابن شاهین و غیرهم.

نفذ إلی الجهاز الإداري العباسي بصفته کاتباً، وتوفي آخر المطاف في خلافة الراضي (الخطیب، 14/355-356؛ الصولي، الأوراق، 123).

 

المصادر

ابن الأبار: محمد، إعتاب الکتاب، تقـ: صالح الأشتر، دمشق، 1380هـ/ 1961م؛ ابن الطقطقی، محمد، الفخري، بیروت، 1400هـ/1980م؛ ابن عبدربه، أحمد، العقد الفرید، تقـ: أحمد أمین و آخرون، بیروت، 1402هـ؛ ابن عساکر، علي، تاریخ مدینة دمشق، مخطوط مکتبة أحمد الثالث، إستانبول، رقم 2887؛ ابن العمراني، محمد، الأنباء في تاریخ الخلفاء، تقـ: تقي بینش، مشهد، 1363ش؛ ابن کثیر، البدایة و النهایة، تقـ: علي شیري، بیروت، 1408هـ/1988م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوعلي مسکویه، أحمد، تجارب الأمم، تقـ: دي خویه، لیدن، 1869م؛ البحتري، دیوان، تقـ: حسن کامل الصیرفي، القاهرة، 1973م؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة 1349هـ؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: صالح السمر، بیروت، 1404هـ/1984م؛ الصابي، الهلال، الوزراء، تقـ: عبدالستار أحمد فراج، القاهرة، 1958م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، ج 5، تقـ: س. دیدرینغ، بیروت، 1389هـ/ 1970م، ج 17، تقـ: دوروتیا کرافولسکي، بیروت، 1981م؛ الصولي، محمد، أخبار البحتري، تقـ: صالح الأشتر، دمشق، 1378هـ/ 1958م؛ م.ن، الأوراق، أخبار الراضي بالله، تقـ: هیورث دن، القاهرة، 1935م؛ الطبري، تاریخ؛ العیون و الحدائق، تقـ: دي خویه، لیدن، 1869م؛ مجمل التواریخ و القصص، تقـ: محمدتقي بهار، طهران، 1318ش؛ المرزباني، محمد، معجم الشعراء، تقـ: عبدالستار أحمد فراج، القاهرة، 1379هـ/1960م؛ المسعودي، علي، التنبیه و الإشراف، بیروت، دار صعب؛ م.ن، مروج الذهب، تقـ: باربیه دي منار، باریس، 1873م؛ الیعقوبي أحمد، تاریخ، بیروت، 1379هـ/1960م.

محمدعلي کاظم بیگي/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: