اِبْنُ الْیاسَمین، أبومحمد عبدالله بن محمد بن حجاج الإشبیلي المراکشي (تـ أواخر 600أو 601هـ/1204م)، أدیب و کاتب و ریاضي، والیاسمین اسم أمه وقد نُسب إلیهالدنه کان أسود مثهلا (ابن سعید، 42). وعبّر عنه بعض المعاصرین مثل بروکلمان (GAL, I/621) بابن الیاسمیني و حذا سارتون (II/400) حذوه، ویحتمل أن ذلک بسبب تصحیف الاسم في فهارس المخطوطات (قا: الخدیویة، 5/215). کان من أهل فاس وینتسب إلی بربر بني حجاح القاطنین في قلعة فندلاوة ((ابن الأبار، 2/923؛ ابن أبي زرع، 39). وقدّم ابن سعید الأندلسي (ن.ص) تقریراً مفصلاً نسبیاً عن حیاته، فأورد أنه نشأ في إشبیلیة و تعلم بها. وکان أول تعلقه بالفقه و التوثیق، حتی صار من أعلام العارفین بالوثیقة. ثم اشتغل بالنظم والنثر و فنون الآداب، فصار من أعلام الأدباء والکتّاب في زمانه (ن.ص). وقد أیدت المصادر الأخری ماقیل عن تفقهه دون أن تشیر إلی مذهبه الفقهي (ابن أبي زرع، ن.ص). وأشیر إلی أستاذ واحد من أساتذته و هو أبوعبدالله ابن قاسم وقد أخذ عنه علم الحساب والعدد (ابن الأبار، ن.ص).

غادر ابن الیاسمین إشبیلیة إلی فاس وأصبح في خدمة یعقوب المنصور (حکـ 580-595هـ) وابنه محمد الناصر (حکـ 595-611هـ) و هما من أمراء الموحدین. ولابد أنه غادر إلی فاس بعد عام 587هـ، لأنه کان حتی هذا العام یدرّس أرجوزته في إشبیلیة (ابن الأبار، ابن أبي زرع، ن.صص).

إن أشد القضایا غموضاً في حیاة ابن الیاسمین وفاته، فقد وجدوه قتیلاً بداره (بمراکش) في 601 أو أواخر 600هـ (ابن الأبار، ن.ص). وحاول ابن سعید الأندلسي (ص 43، 45، 46) من خلال نقله قول جماعة من الطلبة عن الوضع الذي وُجد علسه جسده عند مقتله وذِکْر اشعار وأقوال له في المُرد، أن یربط بین طریقة قتله و هذه الأشعار. ومما یدعو للعجب أن ابن سعید الأندلسي لم یشر بشيء إلی تبحره في الریاضیات و أرجوزته التي قالها في الجبر و المقابلة، واکتفی بذکر أبیات له في قضایا مستهجنة و في مدح المنصور و النصار (ص 47).

آثاره

کان شاعراً قدیراً و ریاضیاً کفوءاً، ویؤید ذلک ماوصلنا منه علی هذین الصعیدین. لم یُطبع شيء من آثاره، غیر أن طوقان (ص 142-146) عرّف بأرجوزته بصورظ عامة اعتماداً علی مخطوطتین (الأولی في المکتبة الخالدیة بالقدس الشریف و هي عبارة عن شرح ابن الهائم علی أرجوزته، والثانیة نسخة أرسلها له عبدالله کنون).

وآثاره المخطوطة هي:

1. أرجوزة في الجبر و المقابلة، أو الأرجوزة الیاسمینیة، منها نسخ في دار الکتب بالقاهرة (الخدیویة، ن.ص)، والطائف (فهرس…، 388-389)، و تشستربیتي (آربري، I/98, II/105, VI/101)، والمتحف البریطاني (ریو، 759) وغیرها (GAL، ن.ص؛ GAL, S, I/585). وظلت هذه الأرجوزة موضع اهتمام لقرون عدیدیة و کتبت علیها شروح کثیرة توجد بعض نسخها والشروح المهمة هي: شرح العراقي (تـ 826هـ) و عنوانه المعین علی فهم أرجوزة ابن الیاسمین، وشرح السبط الماردینة باسم اللمعة الماردینیة في شرح الیاسمینیة، وشرح ابن الهائم وقد کتبت بمکة في 789هـ (حاجي خلیفة، 1/63)، وشرح القلصادي (المقري، 3/445؛ للاطلاع علی باقي الشروح و مخطوطاتها، ظ: GAL, GAL, S، ن.صص).

2. أرجوزة مشتملة علی أعمال الجذور، منها نسخ في أی صوفیة (GAL, S، ن.ص)، ودارالکتب بالقاهرة (الخدیویة، ن.ص)ف ونسخة إسکوریال، ویبدو أن المخطوطة الموجودة في مکتبة إسکوریال التي أشار إلیها بروکلمان علی أنها لهذا الأثر (GAL, S، ن.ص)، هي نفسها أرجوزة في الجبر (ESC1, I/379).

3. تنقیح الأفکار في العلم برسوم الغبار، منها نسخة في الإسکندریة (GAL، ن.ص). وعلی مایبدو فإن هذا الکتاب أوجزءاً منه – مع تفاوت بسیط في الاسم – قد ورد في نهایة نسخة الأرجوزة الیاسمینیة في المتحف البریطاني أیضاً (ریو، ن.ص).

وأشار ابن قنفذ (ص 303) إلی أثرله باسم العدد، لم نعثر علیه، ویبدو أنه الأرجوزة نفسها.

المصادر

ابن الأبار، محمد، التکملة لکتاب الصلة، تقـ: عزت العطار الحسیني، القاهرة، 1375هـ/1956م؛ ابن أبي زرع، علي، الذخیرة السنیة، الرباط، 1972م؛ ابن سعید الأندلسي، علي، الغصون الیانعة في محاسن شعراء المائة السابعة، تقـ: إبراهیم الأبیاري، القاهرة، 1967م؛ ابن قنفذ، أحمد، الوفیات، تقـ: عادل نویهض، بیروت، 1390هـ/ 1971م؛ حاجي خلیفة، کشف؛ الخدیویة، الفهرست؛ طوفان، قدري حافة، تراث العرب العلمي، القاهرة، 1382هـ/1963م؛ فهرس المخطوطات العربیة بمکتبة عبدالله بن العباس بمدینة الطائف تقـ: عثمان محمود حسین، الکویت، 1407هـ/1986م؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: یوسف محمد البقاعي، بیروت، 1406هـ/1986م؛ وأیضاً:

Arberry; ESC1; GAL; GAL, S; Rieu, Charles, Supplement to the Catalogue of the Arabic Manuscripts in the British Museum, London, 1894. Sarton, G., Introduction to the istory of Science, Baltimore, 1931.

محمدسعید حنائي کاشاني/ ت.