الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن واصل، محمد /

فهرس الموضوعات

ابن واصل، محمد

ابن واصل، محمد

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/17 ۲۱:۱۲:۴۳ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ واصِل، محمد بن واصل بن إبراهیم التمیمي الحنظلي والي فارس في لخافة المعتمد العباسي (حکـ 256-279هـ/870-892م). لانعرف شیئاً عن تاریخ ولادته ووفاته ومسقط رأسه. والمعلومات الوجیزة التي نعرفها عن نسبه وأسلافه لاتتجاوز ما أورده الإصطخري (تـ 346هـ/957م). فقد ذکر (ص 142) أن ابن واصل هو من آل حنظلة ابن تمیم من أبناء عروة بن أُدَیّة الذین هاجروا من البحرین إلی فارس في عهد بني أمیة وبعد مقتل عروة، وسکنوا في إصطخر، ثم أصبحوا تدریجیاً من أصحاب الضیاع و کبار أثریاء فارس. وکان ابن واصل أیضاً من کبار الإقطاعیین بحیث کان یبلغ خراج أملاکه السنوي ثلاثة ملایین درهم. ولاتتوفر معلومات أخری عن ابن واصل إلی ماقبل عام 256هـ. وفي بدایة خلافة المعتمد وثب ابن واصل علی عامل الخلیفة في فارس ویدعی الحارث بن سیما الشرابي و ذلک بدعم من رجل کردي اسمه أحمد بن اللیث، واستولی علی فارس بعد مقتل عامل الخلیفة (الطبري، 9/474).

ویورد الإصطخري (ن.ص) روایة أخری عن استیلاء ابن واصل علی فارس، قطبقاً لهذه الروایة فإن المعتمد أو کل إلیه مهمة قمع الأمراء الأتراک في فارس و أنه قام بقتل الجمیع عدا إبراهیم بن سیما و عدداً آخر منهم. وقد استولی ابن واصل علی فارس في فترة نشب فهیا صراع و تناقس علی هذا الإقلیم الغني بین یعقوب بن اللیث و الخلیفة المعتمد، ولهذا نراه یمضي فترة حکمه القصیرة في النزاعات والحرب و أحیاناً مهادنة الجناحین المتصارعین و ذلک من أجل کسب مزید من السلطة. وانطلاقاً من ذلک فقد خالف الخلیفة في 257هـ (الطبري، 9/489)، لکنه عندما سمع بنیة یعقوب بن اللیث بالزحف نحو کرمان و فارس وجد نفسه عاجزاً عن مجابهته فخرج لاستقباله في کرمان حاملاً معه إلیه الکثیر من الأموال و الهدایا و مقدّماً الولاء والطاعة. ورغم قبول یعقوب بولایته علی فارس، غیر أنه دخل فارس في الأیام الأولی من محرم 258 و تلقی في ذلک الحین مرسوماً یقضی بتعینیه حاکماً علی بعض نواحي إیران مثل فارس و کرمان والذي أرسله المعتمد بید أخیه أبي أحمد الموفق (تاریخ سیستان، 216).

ولم تتحدث المصادر المتوفرة عن دور ابن واصل في المصالحة التي تمت بین یعقوب والخلیفة عداما أورده الطبري عن انقیاد ابن واصل للخلیفة وتسلیم خراج تلک السنة (9/490). ومنذ ذلک الحین و حتی عام 261هـ لانمتلک أیة معلومات أخری عنه، ففي هذا العام دارت في رامهرمز حرب ضاریة بینه و بین عبدالرحمان بن مُفلح الذي بعثه القائد الترکي موسی بن بغا للسیطرة علی فارس. وکُسر عبدالرحمان في هذه الحر بووقع في الأسر، ثم قُتل علی ید ابن واصل بعد فترة وجیزة رغم طلب الخلیفة عدم قتله، وحصل ابن واصل من تلک الحرب علی غنائم کثیرة (م.ن، 9/512-513؛ الإصطخري، 142-143). وأثار خبر هذه الحرب یعقوب بن اللیث في سیستان و حفّز فیه ثانیة طمع الاستیلاء علی فارس والحصول علی الغنائم و قمع ابن واصل الذي کان یتحدث عن الاستقلال، فانطلق من سیستان نحو فارس في 17 شعبان 261هـ/28 أیار 875م واستولی في إصطخر علی أموال و خزائن ابن واصل الذي کان آنذاک في الأهواز. وبعد عودة ابن واصل إلی فارس دارت بین الاثنین معرکة في البیضاء و ذلک في ذي العقعدة من نفس العام. وانکسر ابن واصل و هزم. وهناک روایات متضاربة عن طبیعة هذه المعرکة و نتائجها، لکن یبدو من خلال الشواهد التاریخیة أن روایة تاریخ سیستان أکثر دقة من غیرها، سیما وقد رافقتها تفاصیل أکثر، فطبقاً لهذه الروایة فإن یعقوب بن اللیث استخدم المکر و الخداع لاستغفال ابن واصل مما أدی إلی قتل عدد کبیر من جنوده، لکنه رغم جهوده الکبیرة لم یستطع إلقاء القبض علیه، لهذا لایبدو صحیحاً ما أورده الطبري و ابن الأثیر الذي حذا حذوه من أن یعقوب قد صادر في هذا التاریخ أموال ابن واصل (الطبري، 9/514؛ تاریخ سیستان، 225-228؛ ابن الأثیر، 7/275-277).

وبعد الهزیمة الکبری التي لحقت بیعقوب في دیر العاقول في رجب 262، عین المعتمد ثانیة ابن واصل حاکماً علی فارس. فجمع جیشاً من الفارین وزحف به نح فارس و استولی علیها. غیر أن هذا النجاح لم یستمر طویلاً إذ أن یعقوب قد بعث جیشاً لقمعه. ولما وجد ابن واصل نفسه عاجزاً عن المواجهة فرّ إلی سیراف و حاول أن یهرب من هناک بالسفینة، إلا أنه أخفق في ذلک فألقي القبض علیه و حُمل في محرم 263 إلی یعقوب (الطبري، 9/519؛ تاریخ سیستان، 228-229؛ ابن الأثیر، 7/291-292)، فسجنه یعقوب، ولکي یستولي علی أمواله التي أخفاها في قلعة حصینة تدعی سعیدآباد – بالقرب من رامجرد التابعة لإصطخر (الإصطخري، 117) – أو خرَمة (الطبري، 9/514)، فقد أخذ یعرضه للتعذیب مما أجبره علی تسلیم القلعة وکافة أمواله إلیه (تاریخ سیستان، 229-230).

خمّن الطبري (ن.ص) قیمة تلک الأموال بـ 40 ملیون درهم. وبقي ابن واصل مدة سنتین في السجن، ثم أمر یعقوب بقتله بسبب التمرد الذي حدث في السجن (الإصطخري، 143).

وبهذا یمکن أن نخمّن وفاته بین 265-266هـ، وظلت فارس بعد هزیمة ابن واصل لسنوات في ید الصفاریین.

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ الإصطخري، إبراهیم، مسالک الممالک، لیدن، 1927م؛ تاریخ سیستان، تقـ: محمدتقي بهار، طهران، 1314ش؛ الطبري، تاریخ.

محمدعبدعلي/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: