الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن واصل، أبوعبدالله /

فهرس الموضوعات

ابن واصل، أبوعبدالله

ابن واصل، أبوعبدالله

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/17 ۲۱:۱۰:۵۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ واصِل، أبوعبدالله محمد بن سالم بن نصرالله بن سالم بن واصل الحمودي (2 شوال 604- شوال 697هـ/ 20 نیسان 1208- تموز 1298م)، مؤرخ وأدیب وفقیه شافعي. ولد في حماة (الصفدي، نکت …، 250) ونشأ فیها. کان أبوه سالم بن نصرالله من فقهاء عصره والمقربین من الأمراء الأیوبیین، وقد عینوه قاضیاً علی حماة، لکنه استقال ثم ولي قضاء معرة النعمان (ابن واصل، مفرج …، 4/118-119).

سافر مع أبیه إلی دمشق في 621هـ/1224م، ثم إلی بیت المقدس في أوائل 622هـ، حیث عُیّن أبوه رئیساً للمدرسة الناصریة هناک (ن.م، 4/141-142). وفي 624هـ سافر أبوه إلی مکة لأداء فریضة الحج فناب عنه في رئاسة المدرسة الناصریة (ن.م، 4/208)، لکنه عاد بعد فترة إلی دمشق بعد وقوع الحرب بین المسلمین و الفرنج. وقد تزامنت إقامته في دمشق مع النزاع العسکري بین الأمراء الأیوبیین في الشام و مصر، حیث تحدث في کتابه مفرج الکروب عن بعض تلک الحوادث التي شهدها عن کتب (4/253، 257). وخرج إلی حلب في أواخر 627هـ و درس فیها الفقه و الأصول علی نجم‌الدین ابن الخباز. والنحو و اللغة علی ابن یعیش وبهاءالدین ابن شداد. وظل ملازماً لابن شداد حتی شعبان 628 (ن.م، 4/311-312).

وفي 629هـ استدعی صاحب الکرک الملک الناصر داود الأیوبي والده، فسافر معه وأصبح في خدمته (ن.م، 4/330)، ومنذ عام 631هـ أمضی سنتین في خدمة صاحب حماة الملک المظفر الثاني و ساعد في هذه الفترة عالم الریاضیات المصري علم‌الدین قیصر، المشهور بتعاسیف في تشیید مرصد حماة (أبو الفداء، 3/173؛ أیضاً ظ: EI2). ثم تعرف أثناء عودته إلی دمشق، إلی حسام‌الدین ابن أبي علي الذي ولّاه السلطان الأیوبي الملک الصالح مصر فیما بعد. وقد کشب الکثیر من صداقته له خلال سنوات إقامته في مصر لاحقاً. وفي 641هـ توجه مع ابن أبي الدم (ن.ع) سفیراً إلی بغداد (ن.ص) و منها إلی القاهرة (ظ: ابن واصل، ن.م، 1/210-211؛ أبوالفداء، 3/172). وفي 649هـ سافر إلی مکة (ابن واصل، ن.م، 1/231)، وتزامن رجوعه إلی القاهرة مع سقوط الدولة الأیوبیة في مصر.

لانعرف عن حیاته في عهد الممالیک سوی إشارات مبعثرة في کتابه مفرج الکروب أو الآثار التالیة و التي وردت بمناسبات مختلفة. لکن الثابت أنه تقرب إلی ممالیک مصر بعد استقرار حکمهم، وبعثه الظاهر بیبرس سفیراً إلی إمبراطور صقلیة مانفرد ابن فردریک الثاني (ن.م، 4/234، 248؛ أبولافداء، 4/38). ونال حظوة خاصة في بلاط صقلیة ولدی إمبراطورها المحب للعلم، وأخذ یمضي أوقاته في مجالس الدرس والمناقشة فضلاً عن التصنیف (ظ: م.ن، 4/38-39).وتطرق في کتابه مفرج الکروب إلی وصف مانفرد والأراضي الخاضعة له، مع تقدیم تقریر مفصل عن أوضاع المسلمین في جزیرة صقلیة، فضلاً عن نقل حوادث بروایة حاشیة مانفرد (ظ: 4/247-249).

ومنذ حوالي 663هـ نجد ابن واصل في مسقط رأسه حماة (EI2)، فقد عینه الظاهر بیبرس بمنصب قاضي قضاة حماة، وظل في هذا المنصب حتی وفاته (ظ: أبوالفداء، 4/38؛ الصفدي، ن.ص). أمضی أغلب أوقاته في حماة بالتدریس و الإفتاء و التصنیف (ن.ص)، وألف أهم اثاره في هذه التفرة من حیاته. وفي 690هـ صحب أمیر حماة الملک المظفر الأیوبي، إلی القاهرة واستقبله علماء مصر بحفاوة بالغة. وکان أبوحیان الغرناطي من بین العلماء الذین أفادوا من حلقته بالقاهرة ونال منه إجازة الروایة (ن.م، 251-252). وقد کف بصره آخر حیاته (ظ: ن.م، 250).

وقد مکّننه أسفاره العدیدة إلی مدن الشام و مصر من التتلمذ علی مختلف الأساتذة. وقد أثار تنوع وسعة علمه في التاریخ والفقه والکلام والمنطق والطب إعجاب الجمیع واستحسانهم. وکان ذا رأي في الفلسفة والریاضیات، وخلّف الکثیر من التصانیف، حتی قیل إنه درّس في 30 علماً، وقد أشید – بشکل خاص – ببراعته في العلوم العقلیة (أبوالفداء، ن.ص؛ الذهبي، 3/390؛ الصفدي، ن.م، 250-251؛ الإسنوي، 2/554؛ ابن قاضي شهبة، 2/194-195). وکان نجم‌الدین دبیران یحضر حلقته ویطرح علیه مشاکله في المنطق (الصفدي، ن.م، 251). کما کانت لابن واصل مباحثات مع توران شاه الذي کان من أهل العلم و الفضل (السبکي، 8/136). ومن تلامذته المشهورین أبوالفداء الذي قرأ علیه في حماة کتاب أقلیدس و کذلک شرح ابن واصل علی منظومة ابن الحاجب (أبوالفداء، ن.ص).

 

آثاره

خلف ابن واصل التصانیف التالیة:

 

ألف- المطبوعة

1. تجرید الأغاني، تلخیص لکتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني. ألّفه استجابة لطلب أمیر حماة الملک المنصور محمد بن عمر الأیوبي (تجرید …، 1(1)/3). وکما أشار في مقدمة الکتاب فإنه نزولاً عند رغبة سیده فقد جرّد الأغاني من أنواع النغم و الإیقاعات و الأسانید و التکرار ومما لافائدة في ذکره من الأخبار و الأشعار المشترکات، وأضاف إلیه فوائد أخری تتعلق به، وشرح بعض المتسغلق من ألفاظه (1(1)/4). ویبدو أنه بدأ تألیف هذا الکتاب بعد عودته من حماة و فرغ منه في 666هـ (ن.م، 2(2)/2484). وقد ساعده أبوالفداء (ن.ص) في تصحیح أسماء من ورد ذکرهم في الأغاني. طبع هذا الکتاب بالقاهرة في 3 مجلدات بتحقیق طه حسین و إبراهیم الأبیاري و ذلک خلال الفترة 1374-1382هـ.

2. مفرج الکروب في أخبا ربني أیوب، إن مایبرز من نشاطات ابن واصل العلمیة بشکل أکبر هو کتاباته التاریخیة و تألیفه لکتاب مفرج الکروب الذي یعد – وانطلاقاً مما امتاز به من خصوصیات – من أهم المصادر التاریخیة التي تتحدث عن الأیوبیین. وفقد کان علی صلة بالقضایا الساسیة آنذاک نظراً لعلاقته القریبة وأبیه من الملوک الأیوبیین ولاسیما الملک الناصر و الملک الأشرف، وخدمته في بلاط الممالیک (مفرج، 4/65، 119، 141-142، مخـ). وقد میّز هذا العامل – إلی جانب دقة نظره في سرد الحوادث المهمة التي شاهدها عن کثب أو سمعها ممن شاهدها (مثلاً ظ: ن.م، 4/ 213-214، 243) – هذا الأثر الکبیر عن غیره.

ویبدأ ابن واصل کتابه بتقاریر حول الأتابکة، لکنه ما أن یصل إلی الأیوبیین حتی ینزع نحو التفصیل. والمصدر الرئیس الذي اعتمده في تناول أحداث ما قبل الأیوبیین هو کتاب الکامل لابن الأثیر، والذي یشیر إلیه بصراحة أحیاناً (مثلاً ظ: ن.م، 1/43، 75)، أو یُفهم من خلال المقارنة في أحیان أخری (ن.م، 1/233؛ قا: ابن الأثیر، 11/391-392). وقد دوّن تاریخ السنوات التالیه في الغالب إما اعتماداً علی مشاهداته، أو اشتراکه في الحادثة (الشیال، 4-5) أوروایة الثقات من الناس. وتناول ابن واصل الأحداث في هذا الکتاب حتی عام 661هـ (EI2). ثم ذیله علي بن عبدالرحیم کاتب أمیر حماة الملک المظفر، فذکر الحوادث السیاسیة حتی عام 695هـ (GAL, I/393). وقد حظي الکتاب باهتمام الکتّاب الذین تلوا تلک الفترة باعتباره أهم أثر مفصل عن الأیوبیین وحروبهم مع الفرنج، کما استند إلیه مؤرخون کأبي الفداء (1/3)، والمقریزي و ابن تغري بردي (الشیال، 7).

طُبع هذا الکتاب حتی حوادث عام 615هـ بالقاهرة بتحقیق جمال‌الدین الشیال في ثلاثة مجلدات، وذلک خلال الفترة 1953-1960م، ونُشر المجلدان الرابع والخامس منه في القاهرة أیضاً بواسطة حسین محمدربیع و سعید عبدالفتاح عاشور وذلک خلال الفترة 1972-1977م. وترجم رینو مختارات منه إلی الفرنسیة و طبعه باسم «مختارات التاریخ العربي» بباریس عام 1822م.

 

ب- المخطوطة

1. التاریخ الصالحي (الصفدي، الوافي …، 3/85). ویتناول هذا الأثر التاریخ العام للأنبیاء والخلفاء حتی عام 637هـ، وقد أهداه ابن واصل إلی الملک الصالح (العزاوي، 1/130). ویحتمل أن یکون نفس الکتاب الذي أشار إلیه مراراً في مفرج الکروب باسم التاریخ الکبیر (ظ: 1/204، 236). توجد مخطوطات من الکتاب أو أجزاء منه في بعض المکتبات (خالدوف، رقم GAL, S, I/555; 9336). وأشار العزاوي إلی مخطوطة کاملة لهذا الکتاب في مکتبة فاتح بإستانبول (ن.ص).

2. الدر النضید في شرح القصید، وهو شرح المقصد الجلیل في علم الخلیل – لامیة ابن الحاجب – في علم العروض (للاطلاع علی مخطوطات هذا الأثر، ظ: دوسلان، رقم 4451؛ حتيف رقم 503).

3. رسالة في علم المناظر، ألفها رداً علی 30 سؤالاً سألها مانفرد إمبراطور صقلیة (ظ: الصفدي، نکت، 251). وأشار العزاوي إلی مخطوطة من هذا الکتاب في مکتبته الخاصة (ن.ص).

4. شرح الجمل، أو شرح ما استغلق من ألفاظ کتاب الجمل، شرح علی الجمل تألیف محمد الخونجي في المنطق (للاطلاع علی مخطوطاته، ظ: نموي، ESC2; 150، رقم 615).

5. الصلة و العائد لنظم القواعد، منه مخطوطة في دار الکتب المصریة (ظ: الزرکلي، 6/133).

6. نخبة الفکر في المنطق، أو الرسالة الأنبروریة، وقد ألف هذا الکتاب أثناء إقامته في صقلیة للإمبراطور مانفرد (ظ: أبوالفداء، 4/38؛ GAL، ن.ص). منه مخطوطة في جامعة ییل بأمیرکا (ظ: نموي، 149).

7. نظم الدرر في الحوادث و السیر، کتاب في تاریخ الإسلام أهداه إلی الملک المعظم توران شاه. منه مخطوطة في مکتبة تشستربیتي (ظ: آربري، رقم EI2; 5264).

 

ج- المفقودة

1. تاریخ بغداد (ابن الدواداري، 8/34)؛ 2. خصائص الأنبیاء (حاجي خلیفة، 1/430)؛ 3. شرح علی الموجز للخونجي (الصفدي، ن.ص)؛ 4. مختصر الأدویة لابن البیطار (ن.ص)؛ 5. مختصر الأربعین (ن.ص9؛ 6. مختصر المجسطي (السیوطي، 1/108)؛ 7. هدایة الألباب، في المنطق (الصفدي، ن.ص).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن الدواداري، أبوبکر، کنزالدرر و جامع الغرر، تقـ: صلاح‌الدین المنجد، القاهرة، 1380-1391هـ؛ ابن قاضي شهبة، أبوبکر، طبقات الشافعیة، تقـ: الحافظ عبدالعلیم خان، بیروت، 1407هـ/1987م؛ ابن واصل، محمد، تجرید الأغاني، تقـ: طه حسین وإبراهیم الأبیاري، القاهرة، 1374-1382هـ؛ م.ن، مفرج الکروب، ج 1، تقـ: جمال‌الدین الشیال، القاهرة، 1953م، ج 4، تقـ: حسین محمدربیع، القاهرة، 1972م؛ أبوالفداء، المختصر في أخبار البشر، بیروت، دار المعرفة؛ الإسنوي، عبدالرحیم، طبقات الشافعیة، تقـ: عبدالله الجببوري، بغداد، 1391هـ/1971م؛ حاجي خلیفة، کشف؛ الذهبي، محمد، العبر، تقـ: محمد السعید بن بسیوني زغلول، بیروت، 1405هـ/1985م؛ الزرکلي، الأعلام؛ السبکي، عبدالوهاب، طبقات الشافعیة الکبری، تقـ: محمود محمد الطناحي و عبدالفتاح محمد الحلو، القاهرة، 1383هـ/1964م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ/1964م؛ الشیال، جمال‌الدین، مقدمة مفرج الکروب، ج 1(ظ: همـ، ابن واصل)؛ الصفدي، خلیل، نکت الهمیان، القاهرة، 1329هـ/ 1911م؛ م.ن، الوافي بالوفیات، تقـ: هلموت ریتر، بیروت، 1381هـ/1961م؛ العزاوي، عباس، التعریف بالمؤرخین، بغداد، 1376هـ/1957م؛ وأیضاً:

Arberry; De Slane; EI2; GAL; GAL, S; Hitti, Ph. K. et al., Garrett Collection of Arabic Manuscripts, London, 1938; Khalidov; Nemoy, Leon, Arabic Manuscripts in the Yale University Library, New Haven, 1956.

عبدالله عظیمائي – علی بیات/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: