اِبْنُ الْوَزّان، أبوالقاسم إبراهیم بن عثمان (تـ 10 محرم 346هـ/ 14 نیسان 957م)، نحوي وأدیب و لغوي (الزبیدي، 247). ویحتمل أنه ولد بالقیروان. تقدم في علمي النحو و اللغة في حداثته إلی الحد لذي کان معه أستاذه أبومحمد عبدالله بن محمد (تـ 308هـ) إذا وردت علیه مسائل سأله الإجابة عنها، وأقرّله بالتقدم في ذلک (ن.ص؛ القفطي، 1/173). کان أبو علي القالي أحد أساتذته، وعندما سافر إلی الأندلس (بعد 330هـ) وأقام في القیروان قرأ علیه ابن الوزان شرح غریب الحدیث لأبي عبیدالقاسم بن سلّام الخزاعي (تـ 224هـ)، وانتفع من کنوز علمه (الزبیدي، ن.ص). و کان حاد الذاکرة، حفظ أول ما حفظ کتاب سیبویه وآثار الفراء، ثم حفظ کتب الغریب المصنف لأبي عبیدالقاسم بن سلام، وإصلاح المنطق لابن السکیت، و کتاب العین للخیل وکثیراً من کتب اللغة (ن.ص؛ یاقوت، 1/203). و مدحه الزبیدي قائلاً: «وانتهی من اللغة والعربیة إلی مالعلّه لم یبلغه أحد قبله» ثم أضاف: «وأما في زمانه فما لایُشک فیه» و أثنی بعد ذلک علی مقدرته في استخراج المسائل النحویة واللغویة (ص 247-248).

وانطلاقاً من هذه المیزات التي تمیز بها، فقد عدّه البعض أعلم من المازني و ابن السکیت و امبرد و ثعلب وابن النحاس (ظ: م.ن، 247)، کما وصفه البعض بشیخ المغرب في النحو واللغة (الذهبي، 2/73؛ ابن فرحون، 1/278). وکان یمیل في النحو إلی مدرسة البصرة مع علمه بمدرسة الکوفة (الزبیدي، ن.ص). ورغم تبحره في الشعر واللغة لکنه لم یقرض الشعر إلا في آخر عمره (ن.ص؛ یاقوت، 1/204) ولم یکن یحب أن یوسم به. وتدل الروایة التي نقلها الزبیدي عنه في تقطیع الشعر علی براعته في علم العروض (ص 248). و یشیر یاقوت إلی أن له تصانیف، إلا أن أحداً لم ینسب إلیه کتاباً (ن.ص)ف و ربما فهم یاقوت عبارة الزبیدي «له أوضاع في النحو و اللغة» علی أن له مؤلفات في هذین الحقلین، لکننا نعتقد أن مراد الزبیدي هو کونه صاحب آراء خاصة في هذین العلمین، وقد أشار إلی بعضها بالفعل (ظ: الزبیدي، ن.ص).

المصادر

ابن فرحون، إبراهیم، الدیباج المذهب، تقـ: محمد الأحمدي أبوالنور، القاهرة، 1394هـ/1974م؛ الذهبي، محمد، العبر، تقـ: محمدالسعید بن بسوني زغلول، بیروت، 1405هـ/1985م؛ الزبیدي، محمد، طبقات النحویین و اللغویین، القاهرة، 1973م؛ القفطي، علي، إنباه الرواة، تقـ محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1950م؛ یاقوت الأدباء.

رضوان مساح/ ت.