ابن هذیل، أبوزکریا
cgietitle
1442/12/15 ۱۳:۵۲:۵۵
https://cgie.org.ir/ar/article/234541
1446/11/4 ۱۶:۱۵:۳۹
نشرت
4
اِبْنُ هُذَیْل، أبوزکریا یحیی بن أحمد (تت 25 ذوالقعدة 753هـ/2 کانون الثاني 1353م)، فیلسوف و ریاضي و طبیب و أدیب أندلسي. ولولا تتلمذ شخصیة فذة کابن الخطیب علیه لاندثر اسمه دون شک. فکافة معلوماتنا عن حیاته مقتصرة تقریباً علی تلک التي کتبها ابن الخطیب ونقلها الاخرون عنه.
کان من أسرة ثریة عریقة تنتسب إلی أرجذونه (ابن الخطیب، الإحاطة، 4/390). لاتتوفر معلومات عن فترة شبابه سوی أنه تتلمذ علی أساتذة مشهورین: قرأ الصرف والنحو و الأدب علی أبي بکر ابن الفخار، والطب علی أبي عبدالله الأرکُشي وأبي زکریا القصري. والأصول علی أبي القاسم ابن الشاط، وعلم الحساب علی أبي الحسن ابن راشد (ن.م، 4/390-391)، والمنطق والتصوف علی ابن خمیس (ابن حجر، 6/180). والهندسة و الجبر و النجوم علی أبي عبدالله الرقام (ابن الخطیب، ن.ص).
ووصف ابن الخطیب أستاذَه بأنه درّة بین الناس مغفلة، وأثنی علی أسلوبه في ترتیب العلوم، وعدّ کلامه زینة المجالس. کما اعتبره آخر حَمَلة الفنون العقلیة بالأندلس و خاتمة العلماء بها من طب وهندسة وهیئة وحساب وأصول أدب (ن.ص). وعدّه المقري أعجوبة الزمان في علوم الأوائل (5/487).
وقد صمتت المصادر إزاء عقائد و آراء هذا الحکیم عدا الرسالة التي خاطب بها النباهي ابنَ الخطیب، حیث یمکن من خلالها استشفاف بعض النقاط. فقد أنّب النباهي في هذه الرسالة ابن الخطیب و حذّره من التأثر بأفکار شیخ رمی العلماء و المقدسات بالمنقصة، وأنکر علم الله بالجزئیات، وقال بعدم قدرة الرب علی جمیع الممکنات (ظ: م.ن، 5/127؛ قا: فروخ، 6/465-466). ونحن نعلم أن مثل هذه الأفکار کانت تحظی بمعارضة شدیدة لاسیما في الأندلس (شجنه، 307-308؛ فروخ، ن.ص). وربما کان هذا الأمر أحد أسباب الإشاحة عن ابن هذیل.
ویبدو أنه أمضی کافة حیاته العلمیة قاعداً بمدرسة غرناطة التي شیدها السلطان أبوالحجاج یوسف (مقت 755هـ/1354م)، یُقرئ الأصول والفرائض والطب (ابن الخطیب، ن.ص؛ الخطابي، 1/30). وفضلاً عن ابن الخطیب الذي یُعدّ أبرز تلامذته و ممّن أخذ عنه الطب و «التعالیم» (الهندسة والحساب و الجبر) و من ملازمیه وخاصة أصحابه حتی آخر حیاته (ابن خلدون، 703)/689؛ المقري، 5/75)، یمکن الإشارة إلی أحمد بن محمد الأنصاري، المعروف بالحبالي، و محمد بن علي اللخمي، المعروف بالشقوري (ابن الخطیب، ن.م، 1/212، 3/178).
ویبدو أن ابن هذیل قد تسلل إلی البلاط بسبب اختلافه إلی شخصیات کبیرة کأبي عبدالله ابن الحکیم وزیر ثالث أمیر من سلالة بني نصر (وزارته: 701-708هـ/1302-1308م) (ظ: ن.م، 1/286). ولانعرف تاریخ دخوله إلی البلاط بدقة، إلا أنه أنشد قصیدة دالیة في 724هـ لدی عودة أبي الولید نصر من فتح أشکر، مدح فیها الأمیر ووصف سلاحه المسمی آلة النفط الذي استخدمه في تلک المعرکة (ن.م، 4/396-397؛ م.ن، اللمحة…، 85).
ویبدو أنه اعتقل مدة من أجل عمل تولّاه. ویری فروخ (ن.ص) أن سبب اعتقاله هو نزوعه إلی الاعتزال، ویعزز ذلک قصیدة له ینقد فیها قسوة أولئک الذین زجوا به في السجن، ثم یشکو فیها من الدهر (ظ: ابن الخطیب، الإحاطة، 4/397). وأصبح في أواخر حیاته طبیب السلطان أبي الحجاج یوسف (ن.م، 4/390؛ ابن حجر، ن.ص). وفلج بعد ذلک فالتزم المنزل، وتقدیراً من ابن الخطیب لأستاذه فقد حمله إلی منزله وأبقاه فیه حتی وفاته. وأوصی ابنَ الخطیب عند وفاته بلغة شعریة جمیلة ومؤثرة أن یدفنه حذاء حلیلته لکي تخالط عظامه عظامها (ابن الخطیب، ن.م، 4/400).
والأثر الوحید الذي وصلنا منه، أشعار وردت في المصادر بشکل مبعثر. وقد وصف ابن الخطیب شعره بأنه رائق بهاؤه، مبهر للعقول (ن.م، 4/392-400)، وأورد نماذج منه استخرجها من دیوانه السلیمانیات و العربیات (المقري، 5/488: العرفیات)، إلا أنه لم یُفسِّر تسمیته الدیوان، وربما کانت السلیمانیات نسبة إلی سلیمان غلام الشاعر (قا: فروخ، 6/466). کما أثنی ابن الأحمر (ص 320-322) وبألفاظ طنانة علی شعره. وفضلاً عن الغزل، فقد کان له شعر بالمناسبات، وقال شعراً في الهدیة التي بعث بها إلیه ابن الخطیب من البادیة، و کان شعراً في الوزن الخفیف وذا إیقاع انبری فیه لوصف الدیک، فأصبح مدعاة للدعابة وأخذ أصدقاؤه یطالبونه بدیة الدیک (ابن الخطیب، ن.م، 4/398-399). واستخدم في شعره الاستعارات و التشبیهات الأندلسیة المتأخرة: فیشبه اللیل بامرأة زنجیة في نحرها قلائد یقاوت (ن.م، 4/395)، أو یشبه وجه الحبیب بالبدر التام الذي کانت له النجوم أقراطاً (ن.م، 4/393).
وأورد شکر أشعاراً لشخص یدعی ابن هذیل (1/342-343، مخـ) جمیعها في وصف الحیوانات کالحمام والفواخت و…، لکن لایُعرف هل هو نفس ابن هذیل الذي نحن بصدده، أم ابن هذیل آخر (ظ: ابن الکتاني، 314-325، الفهرس).
ویبدو أن ابن هذیل کان یقلّد غالباً کبار شعراء الشرق (ظ: ابن الخطیب، ن.م، 4/393-394: مقطوعة ذات 16 بیتاً قلّد فیها مهیاراً، الکتیبة …، 79-80: مقطوعة ذات 16 بیتاً قلّد فیها أبانواس).
وفضلاً عن الدیوان، أشار ابن الخطیب (الإحاطة، 4/391) أیضاً إلی 3 آثار أخری له و هي: 1. الاختبار و الاعتبار في الطب، أو الإیجاز والاعتبار في الطب؛ 2. التذکرة في الطب؛ 3. شرح رسالة فخرالدین الرازي المعروفة بـ الآیات البینات في المنطق. وجمع في هذا الأثر – علی حد تعبیر ابن الخطیب – بین طریقتي القدماء و المتأخرین من المنطقیین (قا: ابن حجر، ن.ص).
ابن الأحمر، إسماعیل، نثیر فوائد الجمان، تقـ: محمد رضوان الدایة، بیروت، 1967م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الدرر الکامنة، حیدرآبادالدکن، 1396هـ/ 1976م؛ ابن الخطیب، عبدالله، الإحاطة، تقـ: محمد عبدالله عنان، القاهرة، 1375- 1397هـ؛ م.ن، الکتیبة الکامنة، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1963م؛ م.ن، اللمحة البدریة في الدولة النصریة، بیروت، 1980م؛ بن خلدون، العبر؛ ابن الکتاني، محمد، التشبیهات من أشعار أهل الأندلس، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1406هـ/1986م؛ الخطابي، محمد العربي، الطب و الأطباء في الأندلس الإسلامیة، بیروت، 1988م؛ شکر، شاکر هادي الحیوان في الأدب العرب، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ فروخ ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1983م؛ المقری، أحمد نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1968م؛ وأیضاً:
Chejne, A. G., Muslim Spain, its History and Caulture, Minneapolis, 1974.
إیران نازکاشیان/ ت.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode