الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن الندیم /

فهرس الموضوعات

ابن الندیم

ابن الندیم

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/14 ۲۲:۲۷:۴۶ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الْنَّدیم، أبوالفرج محمد بن أبي یعقوب إسحاق بن محمدبن إسحاق، الخبیر بالکتب و المفهرِس و المحقق البغدادي من القرن 4هـ/ 10م، ومؤلف الکتاب المعروف الفهرست.

وبسبب عدم اهتمام الکتّاب ومؤلفي کتب التراجم بابن الندیم في القرون التي تلت، فإن مالدینا من معلومات عن حیاته وأنشطته العلمیة، قلیل. وحتی الخطیب البغدادي الذي ترجم للکثیر من رجالات بغداد في کتابه المعروف تاریخ بغداد، التزم الصمت تجاهه؛ ویحتمل أن یکون هذا الصمت ناشئاً عن اختلاف رأي الخطیب مع ابن الندیم في القضایا العقائدیة و المذهبیة.

وأقدم المصادر التي کتبت عن ابن الندیم هو ما أورده ابن شهرآشوب (تـ 588هـ/1192م) باختصار في معالم العلماء (ص 143). وتلاه بعده یاقوت الحموي (تـ 626هـ/1229م) الذي أثنی في ترجمة مختصرة مستقاة من الفهرست، علی ابن الندیم وکتابه هذا الذي یبین تبحره وخبرته في الکتب والعلوم المختلفة (18/17). وکان ابن النجار (تـ 643هـ) قد کتب في نفس الفترة تقریباً في ذیل تاریخ بغداد معلومات عن ابن الندیم، نقل ابن حجر العسقلاني (تـ 852هـ/1448م) قسماً منها (5/72). کما أثنی القفطي (تـ 649هـ) عند ذکره اسمه علی تبحره بمعرفي الکتب (إنباه…، 1/7). وبعد هذه الفترة أورد الذهبي (تـ 748هـ/1347م) مختصراً عنه في تاریخ الإسلام (ص 398-399). کما قدّم الصفدي (تـ 764هـ) هو الآخر، معلومات عن تاریخی وفاة ابن الندیم فقط، فضلاً عما ورد في المصادر المشار إلیها (2/197).

ومن بین المصادر المتأخرة – وبالإضافي إلی الحواشي المنسوبة للمقریزي علی هامش مخطوطة الفهرست المحفوظة في مکتبة تشستربیتي (ظ: دوج، 25-26) – تجدر الإشارة إلی لسان المیزان لابن حجر (5/72-73) الذي ضم ترجمة موسعة نسبیاً لحیاة ابن الندیم استناداً إلی أقوال ابن النجار و الذهبي مع بحث نقدي للفهرست. ومما تمیز به ابن حجر، نقده اللاذع لشخصیة ابن الندیم.

وبدراسة هذه المصادر یتضح أن المعلومات الواردة فیها عن ابن الندیم مستقاة في الغالب من الفهرست، وتضم أحیاناً معلومات خاطئة ومغرضة. وفي جمیع الأحوال – و مع الدخذ بنظر الاعتبار فقدان المصادر – ینبغي الاستعانة بکتابه و التزام جانب الحیطة في الاستنتاج لترجمة حیاته و بیان أنشطته العلمیة.

لایمکن القطع بمسقط رأس ابن الندیم، لکن ومع الأخذ بنظر الاعتبار أنه لم یذکر في الفهرست شیئاً عن نسبه أو علاقته بقبیلة من قبائل العرب، یمکن احتمال أنه لم یکن عربیاً. کما أن شواهد مثل عدم تعرضه للأدیان الإیرانیة في القسم الخاص بالمذاهب و الأدیان من الفهرست، وکذلک الموضوعات التي أوردها في الصفحات 239-240 منه، یمکنها أن تعزز احتمال عدم کونه إیرانیاً. ومن جهة أخری فإن ولعه بعلوم الأوائل وصداقته لعلماء بغداد المسیحیین (ظ: علي، 8/84-113ف 10/156-183) ومعرفته التي تستحق التقدیر بأحوال العراق قبل الإسلام، ربما أمکنها أن تکون شاهداً علی انتسابه إلی قوم سکنوا العراق قبل ظهور الإسلام، کما أن اسم أبیه واسم جد أبیه و کنیته و کنیة أبیه «أبوالفرج» و «أبویعقوب» تعزز هذاالاحتمال.

ورغم أن اسمه ذکر في بدایة مخطوطة تشستربیتي (ظ: دوج، 25) بشکل «الندیم» بدلاً من «ابن الندیم»، لکن و مع الأخذ بنظر الاعتبار أنه کان یرد دائماً في الفهرست نفسه بشکل «محمد بن إسحاق الندیم»، کما أوردت المصادر الرجالیة و التاریخیة و التاریخیة غالباً اسمه بهذا الشکل أو بشکل «ابن الندیم» (الطوسي، 41، 68، مخـ؛ النجاشي، 114؛ ابن شهرآشوب، ن.ص؛ القفطي، ن.م، 1/7، 8، 9؛ ابن أبي أصیبعة، 1/57، 287)، یمکن القول إن «الندیم» کان لقب أبیه، لکن لایعرف السبب في تلک التسمیة. وعن موطن ابن الندیم أیضاً لانعلم سوی أنه کان یعیش ببغداد و أقام فترة في الموصل (ظ: ابن الندیم، 94، 181، مخـ).

أما عن تاریخ ولادته، فإن ماذکره هو في الفهرست (ص 295) عن لقائه بالفقیه الخارجي أبي بکر البردعي في 340هـ، یمکن أن یرشدنا إلی حدّما. فمن خلال المعلومات التي جمعها ابن الندیم في ذلک اللقاء عن کتب وآراء البردعي، یمکن الاستنتاج بأنه في وقت لقائه به کان متمتعاً بالنضج العلمي. کما أن زیارة ابن الندیم لمکتبة علي بن أحمد العمراني (تـ 344هـ) تستحق هي الأخری الاهتمام (م.ن، 325، 341).

وفیما یتعلق بمهنته، ورغم أن یاقوتاً (ن.ص) احتمل أن یکون ورّاقاً، وکانت بعض المصادر الأخری تعرفه – فیما یبدو – بوصفه وراقاً (ظ: ابن خلکان، 1/53؛ ابن حجر، 5/72)، إلا أنه یلاحظ في کتاب الفهرست نفسه خلط في هذا الأمر: ففي کثیر من المواصع یمکن اعتبار «الوراق» عائدة علی الأب، وعلی ابن الندیم نفسه في مواضع أخر.ی وعلی أیة حال، لایوجد دلیل قاطع علی کون ابن الندیم وراقاً رغم أن بعض المستشرقین أمثال دوج (ص 17-16) و کریمر (ص 139) احتملوا أن یکون کلا الأب و الابن وراقاً.

ومع کل هذا فإن ابن الندیم کان خبیراً بفن الوراقة حتی إن جزءاً من کتابه الأوصاف والتشبیهات قد خصص للکتابة وأدواتها (ابن الندیم، 14). ویبدو أنه ینبغي اعتباره قد استفی معلوماته في هذا المضمار من أبیه.

کما أن معلوماتنا عن دراسته و أساتذته قلیلة أیضاً، ذلک أنه لیس مستبعداً أن یکون المشایخ الذین نقل کلامهم من غیر واسطة في الفهرست، هم أساتذته، وأنه أفاد من کلامهم لإتمام کتابه. ومن بین أولئک المشایخ یمکن الإشارة إلی السري بن أحمد الکندي (ص 13) وأبي علي بن سوار الکاتب (ص 154) وأبي الحسن علي بن هارون بن علي بن یحیی من آل المنجم (ص 161) وأبي الفتح ابن النحوي (ص 162) وأبي دلف الینبوعي (ص 410) وأبي الخیر ابن الخمار (ص 305) وإلی أهمهم جمیعاً أبي سعید السیرافي (ص 45، مخـ) و أبي سلیمان المنطقي السجستاني (ص 302) وأبي الفرج الأصفهاني (ص 158) وأبي عبیدالله المرزباني (ص 208؛ قا: دوج، 25-26، نقلاً عن المقریزي)، ویحتمل أن یکون یحیی بن عدي من بینهم (ص 309، 313، قا: ص 322). وقد ذکر ابن حجر (ن.ص9 من بین مشایخه أیضاً، إسماعیل الصفار الذي کان من محدثي بغداد المشهورین، ولایعرف مصدره الذي استقی منه ذلک.

وبإنعام النظر في الفهرست، یمکن الاستنتاج بأن ابن الندیم کانت له معرفة نسبیة في شتی العلوم، ویحتمل أنه کان صاحب رأي في بعض المجالات، من بنیها: الأدب العربي و علوم الأوائل خاصة الفلسفة وتاریخها. وإذا کان قد درس الفلسفة علی أبي سلیمان السجستاني، فلابد أن نفترض أن له مکانة سامیة في هذا العلم. ومع هذا ینبغي أن لایبالغ في علمیته، إذ إن الفهرست هو أقرب مایکون إلی موسوعة عمدت بدل البحث و التدقیق العمیقین في العلوم المختلفة، إلی ذکر فهارس الآثار، خاصة وأن کثیراً من موضوعات الکتاب مجموعة من أقوال منقولة عن الآخرین.

من ممیزات ابن الندیم التي یمکن ملاحظتها من خلال مطالعة الفهرست، حریة التفکیر و التسامح و الدقة في التدوین و الذوق السلیم وروح الإبداع في القضایا العلمیة التي نجمت عن رفقته لأمثال أبي سلیمان السجستاني (ن.ع) واتجاهه المعتزلي و العقلي، وکذلک عن مطالعاته في مجال الأدیان و المذاهب.

 

مذهب ابن الندیم

إن اختلاف الآراء القائم حول مذهبه ناجم عن تشتت واختلاف آرائه في الفهرست. ومع الأخذ بنظر الاعتبار روح التسامح لدیه، یمکن إیجاد مسوّغ لأقواله المتناقضة في ظاهرها، والعثور علی سبیل لتوضیح آرائه بشکل أوضح و خاصة في الفقه والکلام.

تدل الشواهد الموجودة في الفهرست علی میوله الاعتزالیة، ومن ذلک: نقله آراء المعتزلة في النبي (ص) بوصفها ینبوع الفکر الاعتزالي (ص 202)؛ ذکره ومدحه لابن أبي دؤاد المعتزلي الذي لم یکن من المؤلفین، بل ذکره دفاعاً عن الاعتزال و المعتزلة فحسب (ص 212)؛ تقسیمه المعتزلة إلی فریقین: «مخلص» و«مبتدع» (ص 214-217)؛ إطلاقه اسم «أهل العدل و التوحید» علی المعتزلة (ص 201-202) واسم «الحشویة» علی أهل السنة بالمقابل (ص 287)؛ ذکره أباالحسن الأشعري في قسم المتکلمین «المجبّرة» و«الحشویة» (ص 231). ورغم مایستفاد من کلام السبکي عن ابن الندیم (2/51) من أن معرفته بعلم الکلام لم تکن عمیقة، إلا أن البدیهي هي أنه کانت له معرفة واسعة بالاعتزال والمعتزلة.

ونظراً لأنه کان یستخدم جملة «علیه السلام» بعد ذکره بعض أئمة الشیعة وأبنائهم (ص 95، 120، 252، مخـ) ویثني علی أهل بیت النبي (ص) مثل أي شیعي (ص 197، 276) ولایستخدم جملة «رضي الله عنه» عند ذکره الشیخین و بقیة الخلفاء وأشخاص مثل طلحة والزبیر و عائشة (ص 27، 115، 136، مخـ) یمکن القول إنه کان شیعیاً. وینبغي أن نضیف أن عبارة «الترضیة» التي تلاحظ في بعض مواضع کتاب الفهرست المطبوع (ص 115، 146، 224، 251) بعد أسماء عمر بن الخطاب والآخرین، لیس لها وجود في مخطوطات الکتاب الأصلیة (ظ: قسم الفهرست في هذه المقالة)، ویمکن أن نستنتج من ذلک أن تلک العبارات أضیفت بواسطة النساخ.

وهناک شواهد أخری یمکن أن تدل علی تشیعه منها: استخدامه کلمة «الخاصة» للشیعة، و«العامة» لأهل السنة (ص 246، 287، 289؛ أیضاً ظ: غولد سیهر، 278-284)؛ ونقله روایة عن الواقدي مفادها أن علیاً (ع) کان معجزة النبي (ص) (ص 111)؛ وإطلاقه لقب «حسن المذهب» علی الواقدي الذي کان یعتبره شیعیاً (ن.ص)؛ وثناؤه علی هشام بن الحکم الذي کان یعتقد بإمامة الإمام الصادق (ع) (ص 223-224). ومع کل هذا، وبالتدقیق في طریقة ابن الندیم في الفهرست، وکذلک في المعلومات المحدودة نسبیاً والخاطئة أحیاناً عن التشیع، وفي عبارته بحق الشیخ المفید التي قال فیها: «شاهدته فرأیته بارعاً» (ص 226)، یمکن الاستنتاج أن ابن الندیم ورغم کونه شیعي المذهب معتزلي الفکر، إلا أنه لم یکن من الناحیة الفقهیة علی علاقة بالمجتمع الإمامي ببغداد. وبإنعام النظر في القسم الخاص بأبي حنیفة من الفهرست، یمکن الاستنتاج أن ابن الندیم کان یمیل إلی أبي حنیفة ویرغب في مذهبه، إذ مدح أبا حنیفة مدحاً مسهباً عند ترجمته له (ص 255-256)، وفي موضع آخر، نقل بشکل محرّف – فیما یبدو – المناظرة المعروفة بین أبي حنیفة ومؤمن الطاق التي تضمنت ذم أبي حنیفة (ص 224؛ قا: النجاشي، 326). وربما کان میل ابن الندیم لأبي حنیفة متأثراً بآراء أستاذه أبي سعید السیرافي (ن.ع) في هذا المضمار. ومهما یکن فإن شخصاً مثل ابن الندیم بمیوله الاعتزالیة واتجاه العقلي والفلسفي لایمکنه أن یکون غریباً عن أبي حنیفة، کما کان فلاسفة مثل أبي الحسن العامري (ن.ع) یمیلون إلی أبي حنیفة وفقهه (ظ: أبوالحسن العامري، 119-120).

ولایمکن اعتبار ابن الندیم زیدیاً، رغم جمیع میوله الشیعیة والاعتزالیة والحنفیة، وتؤید هذا الرأي عبارته القائلة: «وزغم بعض الزیدیة» (ص 244) و کذلک رأیه في الأئمة (ع). وقد أشار علماء الرجال من السنة دائماً إلی میل ابن الندیم إلی التشیع والاعتزال وفي بعض الأحیان انتقدوه بشدة (ظ: یاقوت، ن.ص؛ الذهبي، 398؛ الصفدي، 2/197؛ ابن حجر، 5/72-73؛ دوج، ن.ص، نقلاً عن المقریزي)، إلا أن علماء الإمامیة أیضاً کالشیخ الطوسي و النجاشي ورغم إفادتهم من الفهرست – وربما بسبب ماقیل عن مذهب ابن الندیم – لم یعدّوه من رجال الإمامیة (قا: ابن شهرآشوب، ن.ص).

 

وفاته

اختلف في تاریخ وفاته، فقد ذکر الصفدي أنه کان سنة 380هـ (ن.ص)، والمقریزي: «الأربعاء 20 شعبان سنة 380» ببغداد (ظ: دوج، ن.ص)، و کانت وفاته طبقاً لما ذکره ابن النجار في «الأربعاء 20 شعبان 385» (ظ: زلهایم، 617) في موضع، وفي موضع آخر قال إنها کانت في «شعبان سنة ثمان و ثلاثین» (438هـ؟) (ظ: ابن حجر، 5/72). وقد ذکر بعض المعاصرین (ظ: الزرکلي، 6/29؛ قا: فلوغل، 12، الهامش؛ فاسیلییف، II/295) – و مع الأخذ بنظر الاعتبار التاریخ الأخیر – تاریخ وفاته في أوائل القرن الخامس. وفیما یتعلق بالتاریخ الأول فیبدو أن تصحیفاً قد أصابه، أما الثاني فیبدو مستبعداً إذا أخذنا بنظر الاعتبار ماذکر عن تاریخ ولادته. والجدیر بالذکر أن التواریخ التي تشاهد في الفهرست بعد سنة 380هـ هي – فیما یقرب من الیقین – من إضافات الناسخین خاصة و أن المؤلف نفسه قد طلب في کتابه (ن.ص) إلی القراء أن یسعوا إلی إکمال کتابه (لمزید من الاطلاع علی تاریخ وفاة ابن الندیم، ظ: زلهایم، 613-624).

 

الفهرست

لایشکل هذا الکتاب موسوعة تصور بشکل رائع تاریخ الثقافة و الأدب والدین منذ الفترات التي سبقت الإسلام وإلی عصر المؤلف (القرن 4 هـ) فحسب، بل یتمتع بخصائص البیلیوغرافیا أیضاً. وکما یستنتج من مقدمته الموجزة (ص 3) فإن ابن الندیم کان عازماً علی أن یعرض فهرستاً بجمیع المؤلفات التي کتبت باللغة العربیة بواسطة المؤلفین العرب و غیر العرب مع تراجم لمؤلفیها، إلا أن مطالعة الفهرست تظهر أن مضمون الکتاب هو أوسع مما وعد به المؤلف نفسه في مقدمة الکتاب. ورغم أن کتباً قلیلة ومختصرة کانت قد ألفت قبل الفهرست باسم الفهرست، إلا أن أسلوب تدوین تلک الکتب یختلف کثیراً عن أسلوب ابن الندیم إلی الحد الذي یمکن معه اعتبار الفهرست الکتاب البیلیوغرافي الوحید الشامل للقرون الأربعة الأولی من تارخی الإسلام و حتی لفترة أبعد من ذلک.ومع أن موسوعات مثل إحصاء العلوم للفارابي و رسائل إخوان الصفا و مفاتیح العلوم للخوارزمي و جوامع العلوم لابن فریعون، قد ألفت في القرن 4 هـ (ظ: GAS, I/393-389)، إلا أن أیاً منها لایمکن مقارنته بالفهرست، لیس من حیث السعة والدقة فحسب، بل من حیث الأسلوب أیضاً.

یضم الفهرست عشر مقالات: 1. الکتب المقدسة لدی المسلمین والیهود و المسیحیین مع الاهتمام بشکل أکبر بالعلوم القرآنیة، مع مقدمة في باب خطوط ولغات مختلف الأقوام؛ 2. النحو واللغة؛ 3. التاریخ والأنساب و الموضوعات المتعلقة بهما؛ 4. الشعر و الشعراء؛ 5. علم الکلام و المتکلمون؛ 6. الفقه والحدیث و الفقهاء و المحدثون؛ 7. الفلسفة والعلوم القدیمة؛ 8. في الأسمار والخرافات و العزائم و السحر و الشعبذة؛ 9. المذاهب و الاعتقادات غیر السماویة؛ 10. الکیمیاء.

یعود تاریخ تألیف الفهرست کما ورد في عدة مواضع منه (ظ: ص 3، 41، 96، 146، 273؛ قا: ابن حجر، ن.ص) إلی سنة 377هـ. ویبدو أن ابن الندیم قد أضاف إلیه بعد هذا التاریخ أیضاً بعض المعلومات. ومن المحتلم جداً أن تکون سنة 377هـ هي تاریخ تنظیم المعلومات التي کانت قدجمعت قبل ذلک. وقد أهدی ابن الندیمکتابه، کما ذکر في مقدمته (ص 3، أیضاً ظ: 41، 96) إلی من أشر إلیه بعنوان «السید الفاضل» فحسب. ولیس مستبعداً أن یکون من قصده هو عیسی بن علي ابن الجراح، لأنه الوحید الذي أشار إلیه بـ «سیدنا» (ص 304).

شحذ ابن الندیم همته لمناقشة ونقد آراء من سبقوه (ظ: ص 7-8، 154، 307)، وبحث أحیاناً نسبة الکتب إلی المؤلفین، أو أنه کان یقرأ کتاباً ویبدي رأیه فیه (ظ: ص 103، 209، 348، مخـ)، وقد استخدم أحیاناً مصطلحات حدیثیة مثل «ثقة في الحدیث» خلال حدیثه عن الرواة و المحدثین. کما أشار في بعض المواضع و علی طریقة المحدثین إلی رواة الکتب أیضاً (ظ: ص 75، 76، 85، 86). وأحیاناض کان یبحث النسخ المختلفة لکتاب واحد (ظ: ص 210، مخـ). بینما أشار في بعض المواضع إلی کون الکتاب معروفاً أو مهملاً (ظ: ص 66، 268، مخـ). ورغم أنه کان قد وعد في مقدمة کتابه بأن یذکر المؤلفین و آثارهم فحسب، إلا أنه أشار في کثیر من المواضع إلی علماء لم یکونوا من أصحاب المؤلفات (مثلاً ظ: ص 52، 77-78، 95). ولم یکن یبدي رغبة في نقل ماذکره المتقدمون، کما أشار هو نفسه إلی ذلک في القسم الخاص بطبقات الشعراء (ظ: ص 181، 406). ولم یکن غافلاً عن ذکر أحوال وآثار من عاصروه رغم مایلاحظ أحیاناً من عدم إشارته إلی بعض المشهورین منهم کالیعقوبي مثلاً.

أفاد ابن الندیم في تألیف الفهرست من عدد کبیر من المصادر المختلفة. فإلی جانب مؤلفات مثل تفسیر ثیودوروس للتوراة وفینکس (فهرست کتب) جالینوس (ظ: ص 14، 18)، أفاد من آثار و کتابات الکثیر من المؤلفین (ظ: ص 11، 45، 51، مخـ)، والمعلومات الشفویة التي استقاها من ذوي الاطلاع من مسلمین و غیر مسلمین أمثال أخاد الموید و یونس القس (ظ: ص 15، 17، 25، مخـ) ومعلومات السکان المحلیین للمناطق موضوع البحث أو الذین سکنوا تلک المناطق (ظ: ص 20، 412، 413). وأضاف إلی معلوماته ماکسبه خلال مرافقته لرجال الدن من مختلف الأدیان و الفرق ومشارکته في مجالسهم (ظ: ص 241، 295، 412-413، مخـ) والمنجمین والکیمیائین (ظ: ص 168، 371، 425) وإفادته من المکتبات الخاصة ببغداد والموصل (ظ: ص 21، 46، 145، 325). وقد ذکر نفسه و في مواضع عدیدة أنه أخذ معلوماته عن نسخة بخط المؤلف أو عن شخص «ثقة» (ص 8، 15، 20، 22، 238).

رغم أن المعلومات الواردظ في أقسام من الفهرست یمکن العثور علیها في کتب الذین سبقوه أیضاً، إلا أن الکثیر من موضوعاته فریدة. کما أن کون الکثیر من مصادر ابن الندیم غیر موجودة الآن فإن الفهرست یضم الکثیر من المعلومات التي لایمکن الحصول علیها في مکان آخر. فمثلاً في القسم الخاص بالشعراء وردت معلومات تتعلق بمقدار أشعار کثیر من الشعراء مما لایمکن العثور علیه بهذا الشکل في المصادر الأخری. وکذلک الأمر بالنسبة إلی المعلومات التي أوردها ابن الندیم عن الخوارج و فقهائهم.

قدم ابن الندیم في القسم الخاص بالمعتزلة معلومات اعتمدها من مصادره الخاصة تثیر الاهتمام إذا ماقیست بمثیلاتها من الکتب الخاصة بطبقات المعتزلة. وکذلک الدمر بالنسبة للأقسام الخاصة بالفلاسفة والأطباء و تاریخ ازدهار الترجمة التي تفوق کماً وکیفاً ماجاء بشکل متفرق في الکتب المتقدمة و حتی المتأخرة. ومما هو جدیر بالذکر أن موضوعات کتاب طبقات الأطباء والحکماء لابن جلجل المؤلف سنة 377هـ لاتضاهي إطلاقاً من حیث السعة الموضوعات الواردة في الفهرست. کما یبدو أن کتاب صوان الحکمة الذي یختلف اختلافاً واضحاً عن الفهرست من حیث عرضه المعلومات المتعلقة بالفلاسفة، قد ألف بعد الفهرست، إذ إن ابن الندیم و خلال ترجمته لأستاذه أبي سلیمان السجستاني (ص 332) لم یشر إلی کتابه صوان الحکمة هذا.

أفاد ابن الندیم في تألیفه القسم الخاص بالأطباء والحکماء من مؤلفات أمثال إسحاق بن حنین (ظ: ص 304، 350) إلی جانب معلومات معاصریه أمثال أبي سلیمان السجستاني و عیسی بن علي ابن الجراح ویحیی بن عدي وأبي الخیر ابن الخمار (ظ: ص 304، 305، 309، 313؛ عن إفادة ابن الندیم من کتابات ابن الزبیر، ظ: لیبرت، 147-155؛ أیضاً ظ: ن.د، ابن الزبیر، أبوالحسن).

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: