الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن نباتة، أبونصر /

فهرس الموضوعات

ابن نباتة، أبونصر

ابن نباتة، أبونصر

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/14 ۱۶:۵۸:۰۹ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ نُباتَة، أبونصر عبدالعزیز بن عمر (327-3 شوال 405هـ/939-27 آذار 1015م)، شاعر مادح. ونباتة اسم جده الأعلی الذي ینتسب إلی بني تمیم و بني سعد (البارودي، 2/168). واحتمل ابن کثیر أن یکون شقیق ابن نباتة الخطیب (11/379)، غیر أنه احتمال بعید للتفاوت في سلسلة نسب هاتین الشخصیتین. کان ابن نباتة من أهل بغداد (الثعالبي، 2/349؛ السمعاني، 13/23)، وسافر إلی العدید من المدن و مدح الکثیر من الأمراء و الوزراء و کبار الشخصیات (ابن خلکان، 3/190). ولایُعرف ترتیب تواریخ هذه الأسفار و مدتها بوضوح. التحق في حلب بشعراء بلاط سیف الدوله (أبوحیان، الإمتاع…، 1/136-137). ویمکن أن نستشف من إحدی مدائحه أنه سافر إلیها و هو لم یبلغ العشرین من العمر (الشکعة، 222). وأخذ یمدح سیف الدولة بقصائد رائعة و جمیلظ و یتقرب إلیه و ینال منه الجوائز (الثعالبي، 2/357-358؛ الهمداني، 191؛ ابن خلکان، 3/190-191)، ولهذا کانت حیاته في حلب هادئة ومرفهة، وقد انعکس ذلک في أشعاره (الشکعة، 710). ویبدو أنه لازم سیف الدولة (حکـ 333-356هـ/ 945-967م) حتی آخر عهده. وقد أثنی ابن نباتة علی سیف الدولة کثیراً و ذلک عندما افتدی عدداً کبیراً من أسری المسلمین من الروم (ظ: الهمداني، 190-191؛ البارودي، 2/203-205).

ویبدو أنه عاد إلی بغداد بعد وفاة سیف الدولة واتجاه الدولة الحمدانیة في حلب نحو الضعف، حیث ذکر الهمداني أن أبا الفرج بن فسانجس وزیر بخیار قدم بغداد من عمان، فمدحه ابن نباتة بقصیدة طویلة (ص 192)، ویبدو أن رحیل ابن نباتة إلی الري قد تمّ في هذه الفترة أیضاً، فامتدح فیها أبا الفضل ابن العمید (تـ 359هـ) بقصیدة من 81 بیتاً، فتأخرت صته عنه، فشفع هذه القصیدة بأخری وأتبعها برقعة لیثیر عطفه علی رقة حاله وفقره، فلم یحصل منه علی شيء، فدخل علیه یوم المجلس و هو حافل بأعیان الدولة و مقدمي أرباب الدیوان و قال کلاماً أغضب ابن العمید قوّض المجلس. وقد التمسه ابن العمید فیما بعد لیعتذر إلیه و یزیل آثار ماکان منه (ابن خلکان، 3/192، 5/105-107؛ قا: أبوحیان، أخلاق …، 334-341، 427-435، الذي نسب هذه القصیدة إلی شخص والحادثة إلی شخص آخر). وفضلاً عن ذلک، نجده في مواضع أخری یلوم الزمان ویئ من الخیبة و العوز (ظ: الثعالبي، 2/351-354). ویبدو أن ابن نباتة عاد بعد ذلک إلی بغداد. وأورد الهمداني – ضمن شرحه لحوادث عام 364هـ واستیلاء عضدالدولة علی بغداد و اعتقال بختیار – جزءاً من قصیدة ابن نباتة في مدحه وإشارته فیها إلی انتصاره (ص 220). ومدح عضدالدولة بقصیدة أخری أیضاً بعد عودته من الموصل في 368هـ (ابلارودي، 1/188-189). ومنذ هذه الفترة فصاعداً لاتتوفر لدینا معلومات عن حیاة ابن نباتة. وورد في الفهرست أنه کن یعیش متخفیاً في حوالي عام 400هـ (ابن الندیم، 195)، لکن دون أن یوضح سبب ذلک التخفي.

توفي الشاعر في الثامنة و السبعین من عمره ودفن في مقبرة الخیزران من الجانب الشرقي ببغداد (ابن خلکان، 3/192). ورثاه الشاعر مهیار الدیلمي بقصیدة لامیة من 62 بیتاً و أشاد به فیها (3/54-58)، الأمر الذي یعبر عن وشائج الصداقة والارتباط بین الاثنین.

أثنی الجمیع علی شعر ابن نباتة، فاعتبره أبوحیان التوحیدي شاعراً فریداً في زمانه (ن.ص). وأثنی علیه الثعالبي و عدّه من فحول الشعراء وهو یری أن شعره مع قرب لفه بعید المرام، مستمر النظام (2/349). في حین وصفه ابن خلکان بأنه جمع بین حسن السبک وجودة المعنی (3/190). وأکد الاخرون أیضاً علی فصاحة وجمال وسهولة وعذوبة شعره (ظ: الخطیب، 10/466؛ السمعاني، ن.ص؛ ابن الجوزي، 7/274؛ ابن فضل الله، 15/386). وقد خلّد اتسام شعره بهذه المیزات شخصیته ووجّه الاهتمام نحو أفکاره. فاستشهد بشعره الجرجاني (ص 69، 121-122، مخـ) في علوم الأدب، ویاقوت (1/159، 2/725، مخـ) في الجغرافیة. وکانت بعض أشعاره تتناقلها الأفواه جاریة مجری الأمثال والحکم مما زاد من شهرته (ابن خلکان، 3/192؛ أیضاً ظ: ابن الأثیر، اللباب، 3/294؛ ابن فضل الله، 15/386-387؛ الصفدي، 18/533).

وانتقد البعض غرور ابن نباتة و تکبره، وقیل إنه لم یکن یری من هو أشعر منه (الخطیب، ن.ص؛ أیضاً ظ: الثعالبي، 2/356). ونسب إلیه أبوحیان التوحیدي نوعاً من الجنون و الوسواس (ن.م، 1/137). ویشکل المدح الجزء الأکبر من شعر ابن نباتة والذي یدور أکثره حول سیف‌الدولة الحمداني أو عضدالدولة و أسرته. وأورد الثعالبي بعض قصائده في مدح عضدالدولة (2/360-361). وقد اعتبر عضدالدولة في إحدی تلک القصائد وارث مجد السااسنیین و عظمتهم (الهمداني، ن.ص؛ البارودي، 2/180).

وأشهر من مدحهم هم عزالدولة (م.ن، 2/217-218)، وبهاءالدولة (م.ن، 2/183-186)، وصمصام‌الدولة (م.ن، 2/181)، و شرف الدولة (م.ن، 2/191-192)، وحمدان ابن ناصرالدولة (الهمداني، 202؛ ابن خلکان، 2/281)، والصاحب بن عبادالذي کان یرسل إلیه مدائحه من العراق (الثعالبي، 3/189؛ أیضاً ظ: البارودي، 2/173-174، مخـ)، وأبوسعید بن وهب النصراني الکاتب (الهمداني، 158)، والمهلبي وزیر معزالدولة (م.ن، 164؛ الثعالبي، 2/358-359)، وأبوالعلاء صاعد بن ثابت (م.ن، 2/359-360)، وأبوعلي ابن أبي الریّان (ابن الأثیر، الکامل، 9/456).

وأظهر ابن نباتة براعته في الوصف أیضاً. ومن قصائده في هذا المجال قصیدته التي یشکر فیها سیف الدولة علی الفرس الذي أهداه له، وقد وصفها ابن خلکان بأنها غایة في الإبداع ولم یسبقه إلیها أحد (3/190). وله قصیدة أخری في وصف النار التي أشعلت بعید السذق بحضور عضدالدولة (الثعالبي، 2/361). ونقل الثعالبي (2/361-362) وابن فضل الله (15/388-396) عنه أبیاتاً تنبئ عن قابلیته علی الوصف. وکان له باع في الغزل و النسیب أیضاً، وأورد الثعالبي (2/350-352) مقطوعات منها في کتابه. وإلی جانب هذا کله فقد رویت عنه مقطوعات في الفخر والحماسة (الثعالبي، 2/354-357)، والهجاء (ابن فضل الله، 15/395-398)، والرثاء (البارودي، 3/346-354).

ویلاحظ في أشعار ابن نباتة و آثاره بعض الحوادث التاریخیة کالمجزرة الجماعیة التي عُرّض لها بعض أعیان خفاجة في 402هـ (ابن الأثیر، ن.م، 9/235). ومن رواة شعره: أبوالقاسم التنوخي (الخطیب، السمعاني، ن.صص؛ ابن الأثیر، اللباب، ن.ص)، وأصبهدوست بن محمد الدیلمي (السمعاني، ابن الأثیر، ن.صص)، وعلي بن محمد الحربي (ابن الجوزي، ن.ص)، وأبوالحسن علي بن عمر القزویني (ابن الأثیر، الکامل، 9/570-571)، و عمید الرؤساء محمد بن أیوب الوزیر (الذهبي، سیر …، 18/46؛ الصفدي، 2/235)، وأبوالفتح عبدالواحد ابن الحسین ابن شیطا (الخطیب، ن.ص؛ الذهبي، تاریخ …، 11/49). ومن تلامذته الحسین بن بعبدالرحمان النباتي (القاموس، مادة نبت). ویُعتقد أن ابن نباتة کان ینزع محو المذهب الشیعي و ذلک بسبب وجود أصبهدوست الدیلمي الشیعي في زمرة رواته (ظ: ابن الأثیر، ن.م، 10/106)، والقصیدة التي رثاه بها مهیار الدیلمي، وصلته بالحمدانیین في حلب، والبویهیین في العراق و إیران.

ورغم أن ابن الندیم أورد اسمه مع «جماعة من الشعراء المحدثین ممن لیس بکاتب بعد الـ 300هـ» (ص 194-195)، لکن یُستنبط مما أورده ابن خلکان (5/106) عن حدیثه مع ابن العمید في الري، أنه کان بارعاً في الکتابة أیضاً. أضف إلی هذا وجود «مقامة» له في برلین (GAL, I/94) یمکن أن تؤید هذا الرأي. وصل شعر ابن نباتة إلی خراسان لأول مرة علی ید أبي نصر سهل بن المرزبان، فإنه استصحبه من بغداد في جملة ما حصله بها وأتحف به الثعالبي (2/349-350)، فکان هذا سبباً في نشر جزء صغیر من شعر ابن نباتة في الیتیمة مستقیً من مصدره الأصلي، توجد نسخ من دیوانه في الأحمدیة، و نور عثمانیة، ودار الکتب (GAS, II/595). طبع دیوانه لأول مرة بتحقیق عبدالأمیر مهدي حبیب الطائي في مجلدین (بغداد، 1977م).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ م.ن، اللباب، بیروت، دار صادر؛ ابن الجوزي، عبدالرحمان، المتظم، حیدرآباالدکن، 1358هـ؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن فضل الله العمري فأحمد، مصالک الأبصار في ممالک الأمصار، طبعة تصویریة، تقـ: فؤاد سزگین، فرانکفورت، 1408هـ/1988م؛ ابن کثیر، البدایة؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوحیان التوحیدي، علي، أخلاق الوزیرین، تقـ: محمد بن تاویت الطنجي، دمشق، 1965م؛ م.ن، الإمتاع و المؤانسة، تقـ: أحمد أمین وأحمد الزین، القاهرة، 1939م؛ البارودي، محمود سامي باشا، مختارات، القاهرة، 1327هـ؛ الثعالبي، عبدالملک، یتیمة الدهر، القاهرة، 1352هـ/1934م؛ الجرجاني، عبدالقاهر، أسرار البلاغة، تقـ: هلموت ریتر، إستانبول، 1954م؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ/1931م؛ الذهبي، محمد، تاریخ الإسلام، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ م.ن، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط ومحمد نعیم العرقسوسي، بیروت، 1403هـ/1983م؛ السمعاني، عبدالکریم، الأنساب، حیدرآبادالدکن، 1402هـ/1982م؛ الشکعة، مصطفی، فنون الشعر في مجتمع الحمدانیین، بیروت، 1981م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: أیمن فؤاد سید، بیروت، 1408هـ/1988م؛ القاموس مهیار الدیلمي، دیوان، القاهرة، 1349هـ/1930م؛ الهمداني، محمد، تکملة تاریخ الطبري، تقـ: ألبرت یوسف کنعان، بیروت، 1961م؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

GAL; GAS.

محمدرضا ناجي/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: