اِبْنُ الْنَّحّاس، محیي‌الدین أحمد بن إبراهیم بن محمد الدمشقي الدمیاطي (تـ 814هـ/1411م)، فقیه حنفي نزع فیما بعد إلی المذهب الشافعي. وطبقاً لقول السخاوي (1/203) فقد کان ذا قدرة «علی إخراج طرف الحساب بالهندسة و صنف في هذا المضمار آثاراً لم تصلنا حتی أسماؤها». لاتتوفر في المصادر معلومات کثیرة عن حیاته و دراسته سوی علمنا بأنه کان یعیش في دمشق و قدهرب إلی مصر بعد هجومجیش تیمور لنک علی دمشق سنة 803هـ/1401م، فذهب أولاً إلی مدینة المَنزلة وقوبل بحفاوة من أهلها، ثم آثر الإقامة بدمیاط (ن.ص). ومن بین طلابه أشیر فحسب إلی محمد بن الحسن البدراني الذي روی عنه کتابه مشارع الأشواق (م.ن، 1/204). عُرف ابن النحاس في المصادر بوصفة فقیهاً مجاهداً مقداماً ساهم بشکل فعال في الجهاد ضدالغزاة المسیحیین من جنوا. وکان أمر الجهاد یحظی باهتمام خاص لدیه إلی الحد الذي ألّف کتابه المشهور مشارع الأشواق إلی مصارع العشاق في هذا المضمار. تولی ابن النحاس مهمة قیادة القوات الشعبیة في المعرکة التي دارت رحاها بین أهالي دمیاط و الغزاة وقتل فیها (ابن حجر، 7/24-25).

طبع اثنان من آثاره هما: 1. تنبیه الغافلین عن أعمال الجاهلین وتحذیر السالکین من أفعال الهالکین، الذي طبع بالقاهرة في 1309 و1313هـ. وأعید طبعه في بیروت بتحقیق عمادالدین عباس سعید سنة 1987م؛ 2. مشارع الأشواق إلی مصارع العشاق و مثیر الغرام إلی دارالسلام، الذي یتحدث عن الجهاد و المجاهدین، طبع في السنوات 1272 و 1290 و 1325هـ في الاقهرة، کما طبعت ترجمته الألمانیة في لایبزک سنة 1806م بتحقیق فون هامر بورغشتال. وترجم هذا الأثر بقلم باقي أفندي إلی الترکیة بعنوان فضائل الجهاد. و طبع في بولاق سنة 1251هـ؛ کما طبع مختصره الذي أعده ابن النحاس نفسه، في 1242 و 1215 هـ ببولاق في مصر.

والأثر المخطوط الوحید الباقي بین أیدینا من آثاره هو بیان المغنم في الورد الأعظم الذي توجد نسخ متعددة منه في مکتبات مصر (دارالکتب، 1/115) ومکتبة قاسم محمد الرجب ببغداد (عواد، 6). نسب إلیه السخاوي (1/203) و حاجي خلیفة (1/348) و الزرکلي (1/87) کتباً أخری.

المصادر

ابن حجر، أحمد، إنباء الغمر، حیدرآبادالدکن، 1394هـ/1974م؛ حاجي خلیفة؛ کشف؛ دارالکتب، الفهرست؛ الزرکلي، الأعلام؛ السخاوي، محمد، الضوء اللامع، القاهرة، 1353هـ؛ عواد، کورکیس، فهرست المخطوطات العربیة في خزانة قاسم محمد الرجب ببغداد، بغداد، 1384هـ/1965م.

مهدي سلماسي/ هـ.