الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب الفارسی / ابن نصوح /

فهرس الموضوعات

ابن نصوح

ابن نصوح

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/15 ۱۰:۴۱:۰۹ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ نَصوح (تـ 793هـ/1391م)، شاعر فارسي لایعرف اسمه علی وجه الدقة، ولم یشر إلیه المؤرخون و کتّاب التراجم المعاصرون له، إلا أن بعض المتأخرین أسماه «فضل الله» (تقي‌الدین، 250)، و «کمال‌الدین» (أوحدي، 104) و «محمود» (دارالکتب، 129). ومع هذا لم تقدم هذه المصادر إلا الیسیر عن حیاته و أحواله. أصله منشیراز ولهذا عرف بابن نصوح الفارسي أو الشیرازي (دولتشاه، 169؛ تقي‌الدین، ن.ص). وکان الشاعر یتخلص (ظ: ن.د، التخلص) دائماً بابن نصوح (محبت‌نامه، 398، 410؛ تقي‌الدین، مخـ). کان أبوه من أکابر شیراز، و حسب ما أورده تقي‌الدین الکاشي فإنه نشأ منذ طفولته عند المشایخ و أهل المعرفة کان ملازماً للشیخ علاءالدولة السمناني في صوفي آباد و تتلمذ علیه لبعض الوقت في السیر و السلوک، وکتب الشیخ له – بطلب منه – رسالة في أسرار حالات النبوة (ص 250-251). و أورد تقي‌الدین جزءاً من هذه الرسالة (ص 251-254)، إلا أن الذي أورده کان في الحقیقة فصلاً من رسالة «بیان الإحسان لأهل العرفان» لعلاء الدولة السمناني والتي کتبها لأحد مریدیه ویدعی محسن‌الدین محمداً، ولم یلاحظ فیها اسم لابن نصوح (علاءالدولة، 227-236؛ مایل هروي، 31). ألّفت هذه الرسالة في حوالي 712-713هـ/1312-1313م، وقد عاش ابن نصوح بعدها ثمانین عاماً، و حتی إذا کان مولده في هذا التاریخ فإنه لم یکن إلا طفلاً. ولهذا لایبدو صحیحاً ماأورده تقي‌الدین في هذا المجال، ویحتمل أن ابن نصوح قد أدرک علاء الدولة السمناني (تـ 736هـ/1336م) في أواخر حیاته.

یُعتقد أن قریحة ابن نصوح الشعریة قد تفتقت في عهد أبي سعید بهادرخان الإیلخاني (تـ 736هـ). کما یری أصحاب کتب التراجم أنه أنشد مثنویته الشهیرة بـ ده‌نامه وقدمها للخواجه الشهیر و راعي الأدب غیاث‌الدین محمد بن رشیدالدین (تـ 736هـ) وزیر السلطان أبي سعید (دولتشاه، ن.ص؛ الرازي، 210؛ أوحدي، 105). ویعتبر ابن نصوح نفسه في الشعر تلمیذ سلمان الساوجي (تـ 778هـ) و یفتخر بذلک (تقي‌الدین، 255). ویبدو أنه لازم الأخیر لفترة طویلة. شق ابن نصوح طریقه إلی البلاط الجلائري بعد سقوط الإیلخانیین و إقامة حکم الجلائریین علی یدالشیخ حسن الإیلکاني (741-757هـ/ 1340-1356م)، وحظي بمنزلة رفیعة لدی سلاطینه. وعلیه، یجب أن نعد ابن نصوح شاعر العصر الجلائري، لأنه ظل حتی آخر حیاته تقریباً في خدمة ملوک هذه السالة ومن مذاحیهم و رغم ذلک فلم تصلنا سوی قصائد قلیلة في مدح السلطان حسین بن الشیخ أویس و السلطان أحمد الجلائري (ظ: تقي‌الدین، 256، 261) وقد رثا ابن نصوح السلطان حسین الجلائري عند مقتله علی ید أخیه أحمد بتبریز، والغریب أنه هنّأ أحمد في نهایة هذه القصیدة بجلوسه علی العرش (م.ن، 265-266). وفضلاً عن السلاطین الجلائریین، فقد مدح أیضاً کمال‌الدین علیاً (م.ن، 263)، أي کمال‌الدین (أو جمال‌الدین) علي یلغز وزیر السلاطین الجلائریین، و عبدالرحمان النامي (م.ن، 261) الذي یبدو أنه کان علی صلة بالدولة الإیلکانیة. وله قصیدة أیضاً في مدح الخواجه غیاث‌الدین محمد، المعروف بالشیخ کججي (تـ 778هـ/1376م) وکان من أکابر العارفین و الفضلاء بتبریز.

یستشف من شعر ابن نصوح أنه أمضی جل حیاته في تبریز، و عندما اضطر إلی خدمة السلاطین الجلائریین في بغداد کان یعبّر دائماً عن شوقه للعودة إلی تبریز (م.ن، 264، 267، 268). ورغم هذا فله قصیدة عصماء في مدح بغداد و تشبیهها بالجنة (م.ن، 262).

کان ابن نصوح شیعي المذهب، وفضلاً عن إشاراته إلی ذلک خلال شعره، فله شعر بقالب «ترکیب بند» في ذکر مناقب علي (ع)، عبر فیها عن اعتقاده بوصایته و خلافته للرسول (ص) (م.ن، 255)، ولم یکن هذا الأمر غریباً في العصر الجلائري الذي شاع فیه التشیع.

وذکر تقي‌الدین الکاشي أن ابن نصوح توفي بتبریز عام 793هـ (ص 254). والمؤکد أن ابن نصوح کان حیاً حتی 788هـ/1386م، لأنه أشار إلی هذا التاریخ في تحریر لمثنویته ده نامه (ص 8). وفي هذا العام فتح الأمیر تیمور تبریز، في حین فرّ السلطان أحمد الجلائری إلی بغداد بعد أن وجد نفسه عاجزاً عن المقاومة. ویبدو أن ابن نصوح آثر العزلة في السنوات الأخیرة من عمره بعد هروب أحمد، ونزع إلی الزهد و السلوک (ظ: ده‌نامه، 6)؛ إلا أن تقي‌الدین الکاشي کان یری أن عُزلة ابن نصوح عن البلاط وانزواء إنما کان بعد وفاة السلطان أحمد الجلائري (ص 254). ولایبدو هذا الردي صحیحاً لأن السلطان أحمد (تـ 813هـ) کان حیاً بعد عشرین عاماً من وفاة ابن نصوح. وقد أخطأ بعض المعاصرین أیضاً علی هذا الصعید (ظ: صفا، 3(2)/1113-1114).

 

آثاره

دیوان، وکان في حیازة تقي‌الدین الکاشي، الذي قال إنه یضم ما یقر من 4,000 بتی من قصائد ومقطوعات غزلیة و أنواع أخری من الشعر، و کان یوجد في العراق و فارس. وقد اقتصر تقي‌الدین علی ذکر عدة قصائد و شيء من الغزل، أي حوالي 1,000 بیت (ص 254-270). ومن وجهة نظر تقي‌الدین فإن علی الرغم من أن شعر ابن نصوح لامنزلة له، لکن کانت له قبل ذلک شهرة واسعة ویُقبل علیه أصحاب المواهب والأذواق الشعریة (ص 254). ویبدو أن رأي تقي‌الدین هذا کان متأثراً بذوق أبناء عصره و شیوع الأسلوب الهندي في الشعر الذي یتعارض والأسلوب العراقي. ورغم قلة ماتوفر لدینا من قصائده و غزلیاته، إلا أن هذا الیسیر یکشف عن براعته و مهارته في نظم القصائد الرصیتة والمقطوعات الغزلیة السلسة، وأسلوبه في التعبیر نفس أسلوب أستاذه سلمان، وقد امتزج شعره – کأغلب شعراء القرن 8هـ - بمضامین الحب و الأفکار العرفانیة. وله فضلاً عن الدیوان، مثنویة شهیرة تدعی محبت نامه، أو دَه‌نامه في بحر الهزج المسدس المقصور أو المحذوف علی غرار ماکُتب من ده نامه (ن.ع) في القرن 8هـ. وموضوع هذه المثنویة هو وصف أحوال العاشق و المعشوق و العشق خلال رسائل عدیدة (دَه‌نامه = عشر رسائل) متبادلة بین الحبیب و المحبوب بواسطة الهواء و ریح الصبا و المشط و المرآة و غیر ذلک. و یتخلل المثنویة أحیاناً مقطوعات غزلیة ملتاعة تلائم المناسبة. أما لغة محبت‌نامه فهي سهلة و جیدة، و تعد علی العموم مجموعة قیمة علی الصعید الأدبي، ولها مخطوطات عدیدة (ظ: منزوي، 4/3173؛ سبحاني، 20). وحسبما أورد کتّاب التراجم فإن ابن نصوح کان قد نظمها في عهد السلطان أبي سعید باسم وزیره غیاث‌الدین محمد ابن الخواجه رشید‌الدین، لکن لایُلاحظ اسم هذا الوزیر في نسخ هذه المنظومة المعروفة في کتب الفهارس، لایما في نسخة کاملة منها تقریباً موجودة في مکتبة ملک الوطنیة برقم 14/4925، بل مُدح في بدایة هذه النسخة (ص 401) جمال‌الدین علي بوالعز والذي لابد أنه جمال‌الدین علي یلغزي (أو بلغري) من وزراء السلاطین الجلائریین (ظ: حافظ أبرو، 253). و هناک مخطوطة أخری من محبت‌نامه باسم ده نامه تختلف بدایتها و نهایتها عماورد في المخطوطات المشار إلیها (ظ: ملک، 6/59)، وأشیر فیها بوضوح إلی اسم ابن نصوح و محبت‌نامه وتاریخ الانتهاء منها (ابن نصوح، ده‌نامه، 8، السطران 9، 12؛ منزوي، ن.ص). و تبدأ هذه المخطوطة التي لاتتألف إلا من عدة أوراق بأبیات في ذم العشق المجازي و الثناء علی العشق الحقیقي و العرفاني. ثم یتناول الشاعر الأوضاع المؤلمة و المصائب التي عاناها أهل تبریز بفعل غزو تیمور منذ 788هـ و التي شهدها عن کتب (ص 4-6). ویستشف من بعض أبیات هذه المنظومة أن الشاعر نظمها علی شکل خاتمة، و ألحقها بتحریرٍ لـ محبت‌نامه الدصلیة، وبعثها مع الوزیر إلی الملک الذي هرب أمام قوات تیمور في 788هـ.

 

المصادر

ابن نصوح، ده نامه، مخطوطة مکتبة ملک، رقم 2578؛ م.ن، محبت نامه، مخطوطة مکتبة ملک، رقم 14/4925؛ أوحدي بلیاني، تقي‌الدین، عرفات العاشقین، مخطوطة مکتبة ملک، رقم 5324؛ تقي‌الدین کاشي، محمد، خلاصة الأشعار، مخطوطة مکتبة کلیة الآداب بطهران، رقم 104ب؛ حافظ أبرو، عبدالله، ذیل جامع التواریخ رشیدي، تقـ؛ خانبابا بیاني، طهران، 1350ش؛ دارالکتب، المخطوطات الفارسیة؛ دولتشاه سمرقندي، تذکرة الشعراء، تقـ: محمد رمضاني، طهران، 1338 ش؛ رازي؛ أمین أحمد، هفت إقلیم، تقـ: جواد فاضل، طهران، 1340ش؛ سبحاني، توفیق، فهرست نسخ‌هاي خطي فارسي کتابخانۀ بروسه، طهران، 1368ش؛ صفا، ذبیح الله، تاریخ أدبیات در ایران، طهران، 1363ش؛ علاءالدولة سمناني، أحمد، مصنفات فارسي، تقـ: نجیب مایل هروي، طهران، 1369ش؛ مایل هروي، نجیب، مقدمة مصنفات فارسي (ظ: همـ، علاءالدولة سمناني)؛ ملک، المخطوطات؛ منزوي، المخطوطات.

محمد عبدعلي/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: