الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن النحاس، فتح الله /

فهرس الموضوعات

ابن النحاس، فتح الله

ابن النحاس، فتح الله

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/14 ۲۱:۵۸:۳۰ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الْنَّحّاس، فتح‌الله بن عبدالله الحلبي المدني (تـ 1052هـ/1642م)ف شاعر حلب الشهیر. یستننتج من الشواهد المتوفرة أنه قد تعلّم في السنوات الأولی من عمره اللغة العربیة و آدابها، وکان ملماً بمجموعة العلوم والمعارف الإسلامي التي کانت شائعة في المجالس العلمیة آنذاک.

کان في شبابه فارع الطول ممشوق القوام جمیل المحیّا حلو المعشر (ظ: المحبي، 3/258؛ الطباخ، 6/270)، إلا أنه اتجه للتدخین الذي کان قد شاع استعماله لتوّه آنذاک في تلک الدیار (ظ: ابن النحاس، 74؛ الطباخ، 6/273؛ الغزي، 3/280) وأفرط فیه (ظ: ابن النحاس، 95). وأخیراً أدمن الأفیون، ولم یمض وقت طویل حتی فقد نتیجة لذلک حسنه ورواءه وحیویته وروح الشاب (م.ن، 68-70؛ المحبي، ن.ص؛ الطباخ، 6/270).

وقد عزا الشاعر سبب إدمانه منذ البدایة إلی إخفاقه في حب لانعلم شیئاً عن تفاصیله (ص 74، 95؛ الطباخ، 6/273). وشیئاً فشیئاً هجره أصدقاؤه و خلّانه الواحد تلو الآخر (ظ: ابن النحاس، 67-68، 92؛ المحبي، ن.م؛ الطباخ، 6/270). ولما ردی الأمر کذلک، هجر کل شيء في حلب، وآثر الترحال (ظ: ابن النحاس، 71؛ المحبي، 3/259؛ الطباخ، 6/271).

قام بادئ الأمر برحلات قصیرة و متعددة إلی دمشق، وخلال تلک الرحلات ورغم أنفته وعجبه بنفسه و کبریائه وزي الفقراء من الدراویش الذي کان یرتدیه (ظ: المحبي، 3/260؛ الطباخ، ن.ص؛ قا: الزرکلي، 5/135)، فقد وجد لنفسه طریقاً إلی محافل دمشق الأدبیة لما یتمتع به من العلم و المعرفة و الشعر و الأدب. وقد عقد له رعاة الفن و محبو الشعر المجالس في تلک البلاد، وأدی هذا أخیراً بالشاعر إلی أن یؤثر البقاء في تلک المدینة التي أقام فیها مجالس الأنس و عاش في حبور لفترة.

روی المحبي الکثیر من محاورات ابن النحاس و مفاکهاته لأدباء دمشق و شعرائها، لکنه لما لم یعجبه أسلوب حیاته کثیراً (ظ: ن.ص)، فقد امتنع عن ذکرها خلال ترجمته له بذریعة مراعاة الاختصار (3/259).

ویبدو أن هذه الفترة من حیاة الشاعر قد أثرت تأثیراً بالغاً في تفتح مواهبه الفنیة و الأدبیة، حیث إن أفضل نماذج شعره و نثره الرائعة والبلیغة قد نظمها في هذه الفترة وماتلاها (ظ: م.ن، 3/259-260). ومع کل هذا لم یستقر ابن النحاس في دمشق، فتوجه إلی القاهرة ثم إلی الحجاز، وأخیراً ألقی عصا الترحال في المدینة خلال سفر الحج (م.ن، 3/259؛ الطباخ، 6/272).

ویبدو أن الوضع النفسي و الأخلاقي للشاعر لم یکن یختلف خلال إقامته في دمشق و کذلک خلال رحلاته الطویلة إلی مصر و الحجاز عما کانت علیه حالته النفسیة و السلوکیة في حلب، ذلک أنه قدّم نفسه في مقطوعة غنائیة مطربة بوصفه الابن الباقي من ذریة بني العشق، وأعلن أنه مجتهد معترف باجتهاده في فن العشق و هو یخطئ مرة ویصیب أخری شأنه شأن سائر المجتهدین (ظ: ص 15؛ علي‌خان المدني، 284).

ومع کل هذا، یتضح من مضامین القصائد التي نظمها في مدح النبي الأکرم (ص) و التوسل به، أنه قد طرأ تغییر علی أوضاع الشاعر بعد زیارته الکعبة وأداء مناسک الحج خاصة عند دخوله المدینة، إلی الحد الذي تاب معه وأناب وسعی لإصلاح سلوکه (ظ: ص 11-13). وربما أمکن اعتبار تاریخ نظمه للقصیدة المذکورة (13 ذوالحجة 1040) والتي عثر علیها بخطه (ص 9) هو نفس تاریخ دخوله المدینة المنورة.

انهمک ابن النحاس في أواخر حیاته في المدینة بتدریس العلوم والأدب (ظ: مقدمة دیوان، 7)، وتزیا بزي العلماء و العارفین (ظ: ن.ص، حیث أشیر إلیه بألقاب مثل «العلامة الفرید» و «حامل رایة الأدب» و«مولنا الملا فتح الله الحلبي»).

بلغت مکانة ابن النحاس في الأدب حداً دُعي معه بـ «محکَ الأدب» (علي خان المدني، 277). وقد کان ماهراً في الخطابة والنثر العربي فضلاً عن الشعر (ظ: ابن النحاس، 36؛ علي خان المدني، 285؛ المحبي، 3/259-260). وکانت أغراض شعره متعددة: الرثاء و الإخوانیات والغزل والمناجاة و الزهدیات. وفي قصیدة له (ن.ص؛ علي خان المدني، ن.ص) ادعی أن صنعته الغزل والمدح، إلا أنه کان یمیل للمجون أحیاناً أیضاً. ومع کل هذا ورغم ادعائه هذا وادعائه احتراف العشق أیضاً، فقد کان مدّاحاً علی الأغلب، وقضی أغلب حیاته یتکسب من مدیحه الأعیان وکبار الشخصیات و رجال الحکم (ظ: المحبي، 3/259)، رغم أنه کان یدعي أیضاً أن إباءه لایرضی بتحصیل لقمة العیش عن طریق مهنة الشعر، وکان یشعر بالمرارة ویشکو لاضطراره إلی أن یلقي الذهب الخالص من أشعاره (ص 15) علی التراب الذي تدوسه أقدام هذا وذاک، وأن یقتطف الزهور العطر من روض شعره وینثرها علی رؤوس أولئک النائمین (ص 64). وکان من الشعراء المغرمین بشعره، ویزهو بنفسه کثیراً في أشعاره (ص 36؛ علي خان المدني، ن.ص).

قال علي خان المدني و قبل أن یری دیوان ابن النحاس، وبعد أن أطنب في ذکر ألقاب کثیرة یهدف الإشادة بمقامه السامي في الشعر والأدب: ولو لم تکن له قصیدة سوی حائیته التي ذاع صیتها في الآفاق (ظ: ابن النحاس، 25-28) لکفته دلالة علی عظمته (ص 276-277). کما أن تضمینه للشطر الأول من مطلع عینینة ابن سینا المشهورة «هبطت إلیک من المحل الأرفع» في «دوبیت» له قوبل بإعجاب بالغ لدی معاصریه من الأدباء (ظ: المحبي، 3/258-266؛ علي خان المدني، 279؛ الطباخ، 6/272).

ورغم هذا فإن المحبي الأدیب المعاصر له – وفي نفس الوقت الذي کان یعتبره شاعراً من الطراز الأول في عصره – وضعه في مرتبة أقل عند مقارنته بشاعر معاصر آخر هو الأمیر منجک (ظ: المحبي، 4/409-423، عن ترجمة حیاته وأشعاره) ویری أن أرجحیته إنما هي من جهة حسن تراکیبه و حلاوة تعبیراته (3/257-258).

وکما یستدل من شتی الشواهد، فقد کان ابن النحاس شاعراً مکثراً (ظ: م.ن، 3/260). لهذا لابد أن تکون قد بقیت منه أشعار کثیرة. غیر أن الشاعر نفسه لم یکن یعیر الهتماماً لتدوین أشعاره وضبطها، ولکن أغلب أشعاره کانت دائماً تدور علی ألسن الناس، فیعتربها بطبیعة الحال شتی أنواع التصحیف و التحریف. وقد أعرب جامع دیوانه في معرض إیضاحه لهذا الموضوع، عن أمله في أن یتمکن تدریجیاً من الحصول علی مقطوعات وقصائد أخری للشاعر لیضیقها إلی المجموعة الموجودة، لکن دیوانه الصغیر لایضم عملیاً أکثر من 1,500 بیت، وهو غیرمرتب حسب القوافي ولاحسب الموضوعات، بل یشبه مجموعة شعریة بدأت بقصیدة غراء في مدح النبي الأکرم (ص) (ص 9) و ختمت بمقطوعة نظمها الشاعر في شکر سادن الحرم النبوي الشریف. و هذه المقطوعة غیر موجودة في النسخة المطبوعة من الدیوان، لکنها وردت في الورقة 45 ألف من النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز. و مع هذا فإن البحث و المقارنة یدلان علی أن جامع الدیوان قد بذل غایة الجهد في تحریه الدقة، ذلک أنه ورد في مجامیع علي خان المدني و المحبي اللذین لم ینقل أي منهما من الدیوان، «دوبیت» فقط مما لایوجد في الدیوان (ظ: المحبي، 3/265).

وفیما مضی کانت تستنسخ دائماً نسخ کثیرة من دیوان ابن النحاس، وقد طبع عدة مرات بمصر و بیروت في القرن الأخیر.

نسب إلیه البغدادي (1/815) إضافة إلی دیوان شعره، کتاباً بعنوان التفتیش علی خیالات درویش. والحقیقة فإن هذا الأثر لیس کتاباً أو رسالة، بل هو مقالة هجائیة استهزأ فیها ابن النحاس بالمادة التاریخیة التي نظمها درویش مصطفی الحبي الفقیه و المحدث و الشاعر المعاصر له (ظ: المحبي، 4/387-389) والتي عجز عن حلّ لغزها (ظ: م.ن، 4/389). وقد خمّس ابن الخراط إحدی قصائده المسماة «حکایة الوجد والهوی وشکایة البعد والجوی»، وتوجد منها الآن عدة نسخ مخطوطة في مکتبا العالم (GAL, S, II/511؛ إلیس، I/530).

 

المصادر

ابن النحاس، فتح الله، دیوان، بیروت، 1313هـ؛ ن.م، النسخة المصورة الموجودة، في مکتبة المرکز؛ البغدادي، هدیة؛ الزرکلي، الأعلام؛ الطباخ، محمدراغب، إعلام النبلاء، حلب، 1344هـ/1926م؛ علي خان المدني، سلافة العصر، القاهرة، 1324هـ/1906م؛ الغزي، کامل، نهرالذهب، حلب، 1345هـ/1926م؛ المحبي، محمد، خلاصة الأثر، القاهرة، 1284هـ؛ مقدمة دیوان (ظ: همـ، ابن النحاس)؛ وأیضاً:

Ellis, A. G., Catalogue of Arabic Books, London, 1967; GAL, S.

محمدعلي لساني فشارکي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: