اِبْنُ الْنّاظِر، أو ابن أبي الأحوص، أبوعلي الحسین ابن عبدالعزیز ابن محمد الفهري القرشي (تـ 699هـ/ 1300م)، المقرئ والمحدث والفقیه والأدیب والقاضي الأندلسي. کان أصله من بلنسیة (النباهي، 127). ولد في جیّان (السیوطي، 1/535)، ونشأ في غرناطة (ابن الخطیب، 1/471)، وأخذ القراءات السبع و غیرها عن أبي محمد عبدالله بن حسین الکواب (م.ن، 1/472؛ النباهي، ن.ص). ثم قصد إشبیلیة وأخذ الأدب عن أبي علي الشلوبین. وفي هذه الأثناء کان قد قدم أبوالقاسم ابن بقي (تـ 625هـ) إلی إشبیلیة، فبادر ابن الناظر للقائه و سمع الحدیث منه (المقري، 2/575). وأخذ هناک من محدثین آخرین منهم أبوالحدیث من أبي الحسن ابن خیرة وأبي الربیع ابن سالم الکلاعي. ثم رحل إلی جزیرة شقر و قرأ التیسیر لأبي عمرو الداني و الشاطبیة علی أبي بکر محمد بن محمد (ابن الخطیب، 1/473؛ النباهي، ن.ص؛ ابن الجزري، 1/242). ثم انتقل إلی مرسیة فسمع الحدیث فیها من جماعة منهم أبوالعباس ابن عیاش (النباهي، ن.ص) و في أریولة من أبي الحسن عبدالرحمان بن بقي، ثم رحل إلی مالقة وأخذ الحدیث عن أخرین کأبي محمد عطیة و أبي القاسم ابن الطیلسان (ابن الخطیب، النباهي، ن.صص). ویمکن أن نذکر من أستاذته الآخرین أبا عامر یزید بن وهب الفهري و موسی بن عبدالرحمان بن یحیی بن العربي (ابن الجزري، ن.ص). واشتغل مدة في غرناطة بإقراء القرآن و تدریس الأدب (ابن الخطیب، 1/472). ثم ذهب إلی مالقة و عمل هناک بالذقراء مدة. و تولی الخطابة في مالقة نحو 25 سنة (ابن الخطیب، ن.ص)، ثم فرّ إلی غرناطة بسبب ظهور فتنة الخلاف بها ودسائس الفزاري و اضطراب الأحوال بها (النباهي، ن.ص)، ثم ولي بعد ذلک قضاء ألمریة ثم قضاء بسطة، و عند ذهاب الفتنة بمالقة و خروج بني أشقیلولة منها في 687هـ/1288م (ابن الخطیب، النباهي، ن. صص؛ السلاوي، 3/68) تولی قضاء مالقة.

وذکر أن ابن الناظر کان عالماً بالعلوم المختلفة یضبط الروایة ومن أواخر المقرئین بالأندلس (ابن الخطیب، ن.ص). أشهر تلامذته أبوحیان الغرناطي صاحب تفسیر البحر المحیط، و هو یروي تفسیر ابن عطیة عن طریق ابن الناظر عن ابن عطیة (أبوحیان، 1/10-11). والتقی أبوحیان ابن الناظر في مالقة وروی عنه (المقري، 2/540). ومن تلامذته الآخرین أحمد بن محمد العامري و أحمد بن الحسن الزیات (ابن الخطیب، 1/162، 165، 287، 289)، ومحم بن أحمد الغساني و محمد ب محمد البلوي و محمد بن أحمد الهاشمي الطنجالي و عبدالواحد بن أبي السداد الباهلي (م.ن، 3/64، 218-219، 245-246، 553)، و أحمد ابن إبراهیم ابن الزبیر الثقفي، وآخر م روی عن ابن الناظر عبدالله بن محمد بن أیوب التجیبي (النباهي، ن.ص؛ أیضاً ظ: ابن الجزري، 1/242-243؛ ابن الخطیب، 3/60-61، 202-203). توفي ابن الناظر في غرناطة (م.ن، 1/473).

لیس لدینا من مصنفاته أیة مخطوطة، وروی عنه أبوحیان: التبیان في أحکام القرآن، و المشرع السلسل في الحدیث المسلسل، والمعرب المفهم في شرح مسلم، والوسامة في أحکام القاسامة (المقري، 2/536). ونسب ابن الخطیب لهه: الأربعون، و برنامج، و الترشید في صناعة التجوید (ن.ص). وأضاف إلیها السیوطي شرح الجمل للزجاجي، و شرح المتسصفی للغزالي (ن.ص)، و روی له 6 أبیات من شعره (1/536؛ أیضاً ظ: ابن الخطیب، ن.ص، الذي یری أن شعره «لایُرضی لمثله من برّز تبریزه في المعارف»).

المصادر

ابن الجزري، محمد، غایة النهایة، تقـ: ج. برجستراسر، القاهرة، 1351هـ/ 1932م؛ ابن الخطیب، محمد، الإحاطة، تقـ: محمد عبدالله عنان، القاهرة، 1975م؛ أبوحیان الغرناطي، محمد، البحر المحیط، بیروت، 1983م؛ السلاوي، أحمد، الاستقصاء، تقـ: جعفر و محمد النصاري، الدار البیضاء، 1954م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1964م؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1968م؛ النباهي، علي، تاریخ قضاة الأندلس، القاهرة، 1948م.

محمدهادي مؤذن جامي/ ن.