اِبْنُ مَنْدَه، کنیة تطلق علی عدد من أبناء أسرة من المحدثین الحنابلة الإیرانیین الذین عاشوا خلال القرون 3-7هـ/9-13م بأصفهان. ینسبون إلی الأستندار فیروزان بن چهار بُخت أحد أصحاب المناصب العسکریة عندالساسانیین، والذي أسلم أثناء فتح أصفهان. ومنده لقب إبراهیم بن الولید بن سند الجیل الثالث من بُطّة بن الأستندار فیروزان (أبونعیم، 2/222؛ الذهبي، تذکرة …، 3/1031). ویعتبر إبراهیم أول محدث من هذ الأسرة، وروی أحادیث قلیلة وتوفي في عهد المعتصم العباسي (218-227هـ) (الذهبي، ن.م، 3/1031). ویعتبر إبراهیم أول محدث من هذه الأسرة، وروی أحادیث قلیلة وتوفي في عهد المعتصم العباسي (218-227هـ) (الذهبي، ن.م، 3/1032، سیر…، 14/188). تزوج ابنه یحیی من امرأة من عبدیالیل تدعی برّة، ولذلک تدعی أسرته أحیاناً بالعبدي (ظ: أبونعیم، ن.ص؛ الحازمي، 89؛ ابن خلکان، 4/289). وسمع یحیی الذي یدعوه أبونعیم (2/359) بالثقفي من عبدالله ابن الزبیر الحُمیدي وروی عنه أبوعلي الصحاف. وقد ظهر في أسرة ابن منده محدثون کثیرون أفرد لهم الذهبي تألیفاً (ظ: سیر، 17/38)، وأشهرهم:

1. أبوعبدالله محمد بن یحیی بن منده (ح 220-301هـ/835-914م)

طلب العلم صغیراً، وسمع الحدیث في أصفهان والعراق و صادر من أصحاب أحمد بن حنبل وروی عنه (ابن أبي یعلی، 1/328؛ الذهبي، ن.م، 14/188). وأفاد أیضاً من أبي کریب الهمداني و هناد بن السري ومحمدبن بشار و أبي سعید الأشج و غیرهم (ن.ص). وروی عنه عدد من المحدثین الشهیرین مثل أبي الشیخ الأصفهاني و أبي القاسم الطبراني و أبي أحمد العسال و ابنه إسحاق أیضاً (ظ: أبوالشیخ، 1/348، مخـ؛ ابن ماکولا، 1/331؛ الذهبي، تذکرة، 2/741، سیر، ن.ص). ذکر ابن خلکان (ن.ص) کتاباً له باسم تاریخ أصبهان مفقود في الوقت الحاضر.

2. أبوعبدالله محمد بن إسحاق بن محمد (310- آخر ذي القعدة 395هـ/922-7 کانون الأول 1005م)

من المحدثین المعروفین وأشهر أفراد أسرة ابن منده، سمع الحدیث من أبیه و عم أبیه عبدالرحمان بن یحیی (ابن أبي یعلی، 2/167؛ الذهبي، تذکرة، 3/1032)، کما سمع من عدد آخر من مشایخ أصفهان مثل محمد بن القاسم الکراني ومحمد بن عمر بن حفص وأبي علي الحسن بن محمد بن النظر (م.ن، سیر، 17/29). وقیل إن ابن أبي حاتم (تـ 327هـ) أجاز ابن منده ولما یبلغ الـ 17 من عمره (ن.م، 17/30). بدأ رحلته في طلب الحدیث في 330هـ أو قبلها بسنة (م.ن، تذکرة، 3/1033)، واستمرت 45عاماً. وقد قال عن نفسه إنه طاف الشرق والغرب مرتین (ابن أبي یعلی، ن.ص). وکانت رحلته الأولی إلی نیسابور (الذهبي، ن.ص) وسمع فیها من محمد بن الحسین القطان و أبي علي محمد بن أحمد المیداني وأبي العباس الأصم وأبي عبدالله ابن الأخرم و غیرهم (ابن منده، 357، 360؛ الذهبي، سیر، 17/29-30)، وأقام بالإضافة إلی نیسابور في مدن خراسان الأخری. وسمع في بخاری صحیح البخاري من الهیثم بن کُلیب الشاشي وآخرین (ابن أبي یعلی، ن.ص؛ الذهبي، ن.م، 17/30)، کما سمع الحدیث أیضاً من محمد الجوزجاني و هارون بن أحمد الجرجاني (ابن عساکر، ج عبدالله بن جابر - …، 121، 391). وسمع في سرخس من عبدالله بن محمد بن حنبل و في مرو من محمد بن أحمد بن محبوب (الذهبي، ن.ص) وسافر إلی بلخ أیضاً (م.ن، میزان …،3/479). ومن المحتمل أن یکون قد اتخذ من نیسابور مکاناً لإقامته الدائمة، وکان یتردد إلیها، فقد قصد في 339هـ/ 950م العراق منها (م.ن، سیر، 17/36)، وسافر عدة سنوات في أنحاء العراق والشام. فسمع الحدیث ببغداد من إسماعیل بن محمد الصفار النحوي وأبي جعفر ابن البُختري الرزّاز (ن.م، 17/30). وکان في 344هـ بدمشق، وأخذ عن أبي القاسم النصیبي (یاقوت، 4/789). ثم واصل سفره إلی طرابلس الشام فسمع فیها من خیثمة بن سلیمان القرشي، وفي غزة من علي بن العباس الغزي، وفي بیت المقدس من أحمد بن زکریا المقدسي. ومن المحتمل أنه ذهب إلی مکة قبل سفره إلی العراق والشام، فقد سمع هناک الحدیث قبل 340هـ من أبي سعید ابن الأعرابي (تـ 340هـ)، کما سمع في المدینة من جعفر بن محمد العلوي (الذهبي، ن.م، 17/29-30).

وسافر ابن منده أیضاً إلی مصر، وسمع فیها من أبي القاسم حمزة بن محمد الکناني وأحمد بن الحسن بن عتبة الرازي و محمد بن سعد الباوردي و أبي طاهر أحمد المدیني و غیرهم (ابن منده، 357، 360، 371؛ ابن أبي یعلی، ن.ص؛ ابن نقطة، 1/20؛ ابن الصلاح، 110؛ الذهبي، ن.م، 17/30). وسافر في خلال السنوات العدیدة التي أقام فیها بمصر إلی مختلف مدنها مثل الإسکندریة (م.ن، تذکرة، 3/1035) و تنّیس (م.ن، سیر، ن.ص) و جزیرة تونة (یاقوت، 1/901) لسماع الحدیث (أیضاً ظ: الذهبي ن.م، 17/36). وقد کان ببخاری في 361هـ ولقیه الحاکم النیسابوري، وحینما کان ابن منده قاصداً العودة إلی أصفهان في 375هـ صحبه إلی نیسابور (م.ن، تذکرة، 3/1033). ولما رجع ابن منده إلی موطنه کانت کتبه أربعین حملاً، فقد کان عدد شیوخه الذین أخذ عنهم 1,700 شیخاً (ظ: ابن نقطة، 1/21؛ الذهبي، ن.م، 3/1032)، وفي روایة مبالغ فیها عن ابن منده أنه أدرک 30 ألف راو وأخذ عن کل واحد عشرة أحادیث علی الأقل (ظ: م.ن، سیر، 17/35). ومن کبار مشایخ ابن منده ابن حبابن البستي و أبوعلی النیسابوري و أبوالقاسم الطبراني (الذهبي، ن.م، 17/30). آثر ابن منده خلال رحلته الطویلة العزوبة و لم یتزوج، ولما عاد إلی أصفهان تزوج من أسماء بنت أبي سعد محمد الشیباني ورزق منها أربعة أولاد سماهم عبدالرحمان وعبیدالله و عبدالرحیم و عبدالوهاب (م.ن، میزان، 3/479، سیر، 17/37، 39).

روی عن ابن منده الکثیرون وقد دورد الذهبي (ن.م، 17/30-32) أسماء أکثر من 55 واحداً منهم، ولکن لابد من ذکر أهم مشایخه وأصدقائه: أبو الشیخ الأصفهاني وأبو إسحاق إبراهیم بن حمزة الأصفهاني و أبوبکر محمد ابن المقرئ و الحاکم النیسابوري و أبوعبدالله محمد بن أحمد البخاري و أبوسعد أحمد بن محمد الإدریسي (ابن نقطة، 1/20) و کذلک أمثال أبي نعیم الأصفهاني و أحمد بن الفضل الباطرقاني (الذهبي، ن.م، 17/30) وأولاده عبدالرحمان (ابن أبي یعلی، 2/242) و عبیدالله (الذهبي، ن.م، 18/355) و عبدالوهاب (ابن نقطة، 2/139). وکان ابن منده ذا جاه وحرمة في أصفهان، و من الواضح أنه کان ذا نفوذ کبیر بین الناس و أولیاء الأمور أیضاً (ظ: الذهبي، ن.م، 17/41). وکان موضع ثناء کبیر من معاصریه و المحدثین بعده. ویبدو أن الثناء الذي أقبض علیه و ماکوّن شخصیته العلمیة، ینبع من سعة علمه بالحدیث الذي جمعه بقوة ذاکرته. ویقول أحمد بن جعفر الذي کتب الحدیث عما یزید عن ألف شیخ: ما رأیت فیهم أحفظ من ابن منده (م.ن، تذکرة، 3/1034). ودعاه الذهبي بحافظ المشرق أیضاً وقال: مابلغنا أن أحداً من هذه الدمة سمع ماسمع و جمع ماجمع من الحدیث (سیر، 22/382؛ أیضاً ظ: ابن الجزري، 2/98). ومع ذلک یعتقد الذهبي (ن.م، 17/41) أن ابن نده کان أستاذاً في روایة الحدیث فقط. ولکنه إذا بوب أو تکلم من عنده انحرف. و مع أن أبا نعیم الأصفهاني عده حافظاً کبیراً (ظ: م.ن، تذکرة، 3/1033) ولکنه یعتقد بأنه اختلط في آخر عمره و تخبط في أمالیه (2/306). غیر دن الذهبي (سیر، 17/34) رد کلام أبي نعیم وأرجعه إلی عداوة کانت بینهما.

آثاره

ألف- المطبوعة

1. الإیمان، حققه علي الفقیهي وطبع في مجلدین ببیروت (1985م). یضم 1,089 حدیثاً مبوبة في موضوع الإیمان، وأطوالها الباب 97 في وجوب الإیمان برؤیة الله؛ 2. الرد علی الجهمیة، في إبطال رأي الجهمیة القائلین بالتعطیل فیما یتعلق بصفات الله. وطریقة هذا الکتاب روائیة. حققه علي الفقیهي وطبع في مجلة الجامعة الإسلامیة؛ 3. فتح الباب في الکنی والألقاب، حقق قسماً منه س. دیدرینغ، ونشر في اوبسالا (1927م)؛ 4. مسند أحادیث إبراهیم بن أدهم الزاهد، حققه مجدي السید إبراهیم و طبع بالقاهرة (1988م).

ب- المخطوطة

1. الأسامي والکنی، یوجد في مکتبة تشستربیتي (آربري، رقم 5165(2))؛ 2. الأمالي، منه أجزاء في المکتبة الظاهریة بدمشق (الظاهریة، الحدیث، 119؛ فهرس …، 184-185، 218، 282)؛ 3. تسمیة المشایخ، و هو فهرست یضم مشایخ البخاري في صحیحه، توجد مخطوطة منه في مکتبة تشستربیتي (آربري، رقم 5165(1))؛ 4. التوحید و معرفة أسماء الله تعالی، یوجد في المکتبة الظاهریة (الظاهریة، ن.ص؛ فهرس، 313)؛ 5. ذکر عدد ما لکل واحد من الصحابة من الحدیث، منه نسخه في المکتبة الظاهریة (ظ: GAS, I/215)؛ 6. معرفة الصحابة، و هو من أشهر آثار ابن منده، لایوجد الیوم سوی أقسام منه بالمکتبة الظاهریة (الظاهریة، المجامیع، 1/268-269، التاریخ، العش، 171). وکذلک في مکتبة شیخ الإسلام بالمدینة (ظ: GAS، ن.ص)، کما بقیت منه فضلاً عن مخطوطاته، نقول کثیرة أوردها ابن الأثیر في أسد الغابة، إذ کان أحد مصادره الأساس الأربعة في تألیف هذا الکتاب (ظ: ابن الأثیر، أسد الغابة، 1/3، 4). کما أفاد ابن حجر في تألیف الإصابة من هذا الکتاب (کمثال، ظ: 5/49، 68، مخـ). وذیّل أبوموسی المدیني (ن.ع) هذا الکتاب أیضاً.

ج- المفقودة

1. تاریخ أصبهان (البغدادي، 2/57)، أفاد منه یاقوت (ظ: 4/860)؛ 2. دلائل النبوة (السخاوي، 166)؛ 3. الناسخ و المنسوخ (ابن کثیر، 11/336).

3. أبوالقاسم عبدالرحمان بن محمد بن إسحاق (381-16 شوال 470هـ/991-2 أیار 1078م)

أکبر أولاد محمد بن إسحاق. أخذ أولاً عن أبیه، ثم شد الرحال بعد أن سمع الحدیث بأصفهان من أبي بکر ابن مردویه وإبراهیم بن خُرَّشیذ وإبراهیم بن محمد الجلاب و أبي ذر ابن الطبراني وأبي جعفر ابن المرزبان الأبهري و غیرهم (ظ: ابن الجوزي، 8/315؛ ابن أبي یعلی، 2/242؛ ابن نقطة، 2/86-87؛ الذهبي، سیر، 18/350). ویبدو أنه رحل أولاً في 406هـ إلی بغداد (ظ: الذهبي، ن.ص)، وسمع فیها الحدیث من أبي عمرو ابن المهدي و أبي محمد ابن البیّع و ابن الصلت الأهوازي و أبي أحمد الفرضي و هلال الحفار (ابن الصلاح، 323؛ الذهبي، ن.ص؛ تذکرة، 3/1165)، کما سمع الحدیث في رحلاته التي لایُعلم ترتیبها من ابن خزفة الواسطي بواسط وأبي الحسن ابن جهضم الصوفي و ابن نظیف الفراء بمکة و أبي سعید الصیرفي و أبي بکر الحیري بنیسابور (الذهبي، ن.صص). و من مشایخه أیضاً أبوالحسن علي الجرجاني و أبوعبدالله الحسین بن فنجویه‌الدینوري و محمد بن علي النقاش و محمد بن موسی بن الفضل الصیرفي (ابن نقطة، ن.ص) وأبوعمر الطلحي و محمد بن إبراهیم الجرجاني (الذهبي، سیر، ن.ص). وسافر أیضاً إلی همدان (ابن نقطة، ن.ص)، والدینور و شیراز (الذهبي، العبر، 2/328).

وکان ابن منده یولي الروایة بالإجازة أهمیة بالغة. واستطاع أخذ الإجازة من الحاکم النیسابوري وزاهر بن أحمد السرخسي و غیرهما (م.ن، تذکرة، 3/1165-1166، سیر، 18/350-351). وأول ماحدث ابن منده سنة 407هـ في حیاة کبار مشایخه (ن.م، 18/354). روی عنه عدد أمثال الحسین بن عبدالملک الخلال وأبي نصر أحمد الغازي و أبي سعد أحمد البغدادي (ابن نقطة، 2/86؛ الذهبي، ن.م، 18/351؛ ابن رجب، 1/38). وقیل عنه إنه کان یحض الناس علی التمسک بالسنة، معرضاً عن أهل البدع آمراً بالمعروف ناهیاً عن المنکر شدیداً فیهما (ابن أبي یعلی، ابن الجوزي، ن.صص) و کان کأبیه مخالفاً للأشعریة، ولذلک رغم أنه سمع الحدیث من أبي بکر الحیري و کان أشعریاً، لکنه لم یرو عنه (الذهبي، تذکرة، 3/1165، سیر، 18/350). ورغم أن سعد بن محمد الزنجاني یعتبره و الخواجه عبدالله الأنصاري من الرواد في محاربة أهل البدع (ظ: ابن الجوزي، ن.ص)، ولکن لأسباب لیست واضحة قال الخواجه عبدالله عن ابن منده، «کانت مضرته أکثر من منفعته في الإسلام» (ابن نقطة، 2/88). ومن المحتمل أن قول الخواجه عبدالله یعود إلی مانسب إلیه من القول بالتجسیم الذي یظن أن ابن منده کان یعتقد به (ظ: الذهبي، العبر، ن.ص)، إلا أن الذهبي (سیر، 18/351) أورد عن ابن منده أنه کان یبرئ نفسه عن التجسیم. ویذکر ابن الأثیر (الکامل، 10/108) جماعة في أصفهان باسم «العبد رحمانیة» ینتمون إلی عبدالرحمان بن منده في الاعتقاد، إلا أن ابن رجب (ن.ص) یعتبرهم من أهل الدبعة ویر أن ابن منده بريء مما یقولون و ینسبون إلیه. توفي ابن منده في أصفهان و شیّعه عالم لایحصون (ابن الجوزي، 8/315؛ الذهبي، ن.م، 18/354).

آثاره

ألف – المخطوطة

1. التاریخ المستخرج من کتب الناس للتذکرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة (کوپریلي، 1/130)؛ 2. الرد علی من یقول «ألیم» حرف لینفي الألف واللام والمیم عن کلالم الله عزوجل، یوجد في المکتبة الظاهریة (فهرس، 531؛ الظاهریة، الحدیث، 120)؛ 3. الکفایة، یوجد في المکتبة الظاهریة (فهرس، 224؛ الظاهریة، ن.م، 121).

ب- المفقودة

1. تاریخ أصبهان (ابن الأثیر، الکامل، ن.ص)؛ 2. تاریخ مکة (السخاوي، 282)؛ 3. حرمة‌الدین (ابن رجب، ن.ص)؛ 4. صیام یوم الشک (ن.ص)؛ 5. کتاب في الوفیات وصفه الذهبي بأنه جامع (ظ: السخاوي،334).

4. أبوعمرو عبدالوهاب بن محمد بن إسحاق (388-19 جمادی الآخرة 475هـ/ 1998-15 تشرین الثاني 1082م)

سمع من أبیه أحادیث کثیرة (ابن نقطة، 2/139؛ الذهبي، ن.م، 18/440)، کما سمع في موطنه أصفهان من أبي إسحاق إبراهیم بن خرشیذ و أبي عمر ابن عبدالوهاب السُّلمي و أبي محمد الحسن بن یَوَه و جعفر بن محمد الفقیه و محمد بن إبراهیم الجرجاني وأبي بکر ابن مردویه (الذهبي، ن.ص). وذکر الفارسي (1/539) رحلة له إلی نیسابور. سمع فیها من أبي سعید محمد الصیرفي (الذهبي، ن.ص). وأشار افارسي (ن.ص) إلی روایته الحدیث في نیسابور أیضاً. ویبدو أنه أقام مدة في طوس، وفیها ذهب ابن القیسراني للقائه (ابن نقطة، 2/139-140). وسافر أیضاً إلی شیراز و همدان و مکة والري و کان یمارس التجارة کوالده في سفراته (الذهبي، ن.ص). حدث عنه ابنه یحیی بن عبدالوهاب والمؤتمن الساجي وإسماعیل بن محمد التیمي و أبونصر أحمد الغازي و أخوه خالد بن عمر والحسین بن عبدالملک الخلا و الحسن بن العباس الرستمي ومسعود الثقفي ومحمد بن أحمد الباغبان (ابن نقطة، ن.ص؛ الذهبي، ن.م، 18/440-441). تزوج من فاطمة بنت الشیباني، ورزق منها خمسة صبیان و بنتاً (ن.م، 18/441).

آثاره المخطوطة

1. أحادیث ابن منده، یوجد في مجموعة بالمکتبة الظاهریة (فهرس، 184؛ الظاهریة، الحدیث، 120)؛ 2. فوائد، منه مخطوطة في دار الکتب بالقاهرة والمکتبة الظاهریة (سید، المخطوطات، 2/190؛ الظاهریة، مجامیع، 1/250، الحدیث، ن.ص).

5. أبوزکریا یحیی بن عبدالوهاب بن محمد (19 شوال 434-12 ذوالحجة 511هـ/ أول حزیران 1043-6 نیسان 1118م)

محدث وفقیه وواعظ و مؤرخ. وهو آخر من اشتهر من أسرة ابن منده (ابن الجوزي، 9/204؛ ابن نقطة، 2/302-303) بکّر في السماع (ظ: الذهبي، سیر، 19/395)، فبدأ السماع من أبیه و عمیه عبدالرحمان و عبیدالله (ابن عساکر، 7/185؛ الذهبي، تذکرة، 4/1250). ثم سمع من أبي طاهر ابن عبدالرحیم (ابن نقطة، 2/303؛ الذهبي، العبر، 2/398) و أحمد بن محمد الفضاض (م.ن، سیر، ن.ص). وحین شد الرحال قصد کما یبدو نیسابور أولاً (م.ن، العبر، ن.ص)، وسمع الحدیث فیها من أبي بکر أحمد بن منصور المغربي و أبي بکر أحمد بن الحسین البیهقي، ثم في همدان من أبي بکر محمد بن عبدالرحمان النهاوندي، وفي البصرة من أبي القاسم إبراهیم بن محمد الشاهد وعبدالله بن الحسین السعداني (الفارسي، 1/747؛ ابن خلکان، 6/169؛ ابن الدمیاطي، 256). وفي 498هـ دخل بغداد و هو في طریقه إلی الحج و أملی الحدیث في جامع المنصور (ابن نقطة، 2/303؛ ابن خلکان، ن.ص). لیحیی تلامذة ورواة کثیرون منهم ابن عساکر و أبوموسی المدیني و أبوطاهر السلفي وأبوسعد السمعاني و عبدالقادر الجیلي و ابن الخشاب النحوي و أبوالحسین ابن الطیوري و أبوالفضل ابن ناصر (ابن عساکر، 7/185، 366؛ ابن نقطة، ابن خلکان، ن.صص؛ الذهبي، سر، ن.ص، تذکرة، 4/1251؛ ابن العماد، 4/32). أورد ابن الجزري اسمه بین القارئین ودشار إلی أنه تعلم القراءة من ابن حبش، وروی عنه أبوالعلاء الهمداني أیضاً (2/ 374). دعاه ابن الدمیاطي بشیخ الحنابلة و مقدمهم (ص 257).

آثاره

1. ترجمة الطبراني، وقد طبع مع المجلد 5 في الطبعة الأولی للمعجم الکبیر للطبراني ببغداد؛ 2. أحادیث ابن منده، منه مخطوطة في المکتبة الظاهریة (الظاهریة، مجامیع، 1/291، الحدیث، 118)؛ 3. الأمالي، یوجد في المکتبة الظاهریة (ن.ص)؛ 4. تعلیقات وإضافات ابن منده علی الجزء الرباعي لعبد الغني الأزدي، یوجد في مکتبة برلین (آلوارت، رقم 1569)؛ 5. جزء فیه ذکر من عاش من الصحابة أکثر من مائة سنة، یوجد في مکتبة الجامع الکبیر بصنعاء (صنعاء، 4/1756؛ قا: سید، فهرس…، 2(2)/151-152)؛ 6. تاریخ أصبهان، أفاد منه السمعاني في الأنساب (11/160) ویاقوت في البلدان (مثلاً 1/66)، وابن خلکان في الوفیات (3/199، 4/445)، والذهبي في السیر (مثلاً 17/596، 18/73) و ابن حجر في الإصابة (5/179، 183). بقي من هذا الکتاب جزء صغیر یوجد في المکتبة الظاهریة (الظاهریة، الحدیث، 119، مجامیع، 1/214؛ للاطلاع علی آثاره الأخری، ظ: ابن رجب، 1/156؛ السخاوي، 175,30؛ البغدادي، 2/520؛ الزرکلي، 8/156).

المصادر

ابن دبي یعلي، محمد، طبقات الحنابلة، تقـ: محمدحامد القفي، القاهرة، 1371هـ/1952م؛ ابن الأثیر، أسد الغابة، القاهرة، 1380هـ؛ م.ن، الکامل؛ ابن الجزري، محمد، غایة النهایة، تقـ: ج. برجستراسر، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ ابن الجوزي، عبدالرحمان، المنتظم، حیدرآباد الدکن، 1358هـ؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الإصابة في تمییز الصحابة، بیروت، دارالکتب العلمیة؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن الدمیاطي، أحمد، المستفاد من ذیل تاریخ بغداد، تقـ: قیصر أبوفرح، حیدرآبادالدکن، 1391هـ/1971م؛ ابن رجب، عبدالرحمان، الذیل علی طبقات الحنابلة، تقـ: هنري لاووست وسامي الدهان، دمشق، 1370هـ/1951م؛ ابن الصلاح، عثمان، مقدمة، تقـ: عائشة عبدالرحمان بنت الشاطئ، القاهرة، 1974م؛ ابن عساکر، علي، تاریخ مدینة دمشق، تقـ: شکري فیصل وآخرون، دمشق، 1402هـ/1981م؛ ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ؛ ابن کثیر، البدایة؛ ابن ماکولا، علي، الإکمال، تقـ: عبدالرحمان، المعلمي الیماني، حیدرآبادالدکن، 1381هـ؛ ابن منده، محمد، «الرد علی الجهمیة»، مجلة الجامعة الإسلامیة، تقـ: علي الفقیهي، المدینة المنورة، 1400هـ، س 12، عد 47-48؛ ابن نقطة، محمد، التقیید لمعرفة الرواة و السنن و الأسانید، حیدرآبادالدکن، 1403هـ/ 1983م؛ أبوالشیخ الأصفهاني، عبدالله، طبقات المحدثین بأصبهان، تقـ: عبدالغفور البلوشي، بیروت، 1407هـ/1987م؛ أبونعیم الأصفهاني، أحمد، ذکر أخبار أصبهان، لیدن، 1934م؛ البغدادي، هدیة؛ الحازمي الهمداني، محمد، عجالة المبتدئ، تقـ: عبدالله کنون، القاهرة، 1384هـ/1965م؛ الذهبي، محمد، تذکرة الحفاة، حیدرآبادالدکن، 1390هـ/1970م؛ م.ن، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط ومحمد نعیم العرقسوسي، بیروت، 1403هـ/1983م؛ م.ن، العبر، تقـ: محمد السعید زغلول، بیروت، 1405هـ/1985م؛ م.ن، میزان الاعتدال، تقـ: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1382هـ/ 1963م؛ الزرکلي، الأعلام؛ السخاوي، محمد، الإعلان بالتوبیخ، تقـ: فرانز روزنثال، بغداد، 1382هـ/1963م؛ السمعاني، عبدالکریم، الأنساب، حیدرآبادالدکن، 1400هـ/ 1980م؛ سید، فهرس المخطوطات المصورة، القاهرة، 1957م؛ م.ن، المخطوطات؛ صنعاء، المخطوطات؛ الظاهریة، المخطوطات؛ الفارسي، عبدالغافر، تاریخ نیسابور، انتخاب الصریفیني، تقـ: محمد کاظم المحمودي، قم، 1403هـ/ 1983م؛ فهرس مجامیع المدرسة العمریة، تقـ: یاسین محمد السواس، الکویت، 1408هـ/ 1987م؛ کوپریلي، المخطوطات؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

Ahlwardt; Arberry; GAS.

محمدمهدي مؤذن جامي/ ن.