الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن منظور /

فهرس الموضوعات

ابن منظور

ابن منظور

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/10 ۱۲:۵۹:۴۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ مَنْظور، أبوالفضل جمال‌الدین محمد بن مکرَّم الرُّوَیفعي الإفریقي (محرم 630- شعبان 711هـ/ تشرین الأول 1232- کانون الأول 1311م). لغوي و أدیب و قاض مصري، ومؤلّف لسان العرب. دعته کافة المصادر القدیمة بابن مکرَّم. کنیته المشهورة مقتبسة من اسم جده السابع منظور بن معافی. أوصل ابن منظور نسبه عبر 18 واسطة إلی رویفع بن ثابت الأنصاري (تـ 56هـ) صاحب رسول الله (ص) الذي ولّاه معاویة ابن أبي سفیان إمارة طرابلس في 46هـ (لسان، مادة جورب). ذکر الذهبي (معجم …، 2/288) أنه ولد بمصر، لکن المصادر القدیمة لاتقدم معلومات دقیقة عن مولده والسنوات الأولی من حیاته. تولی في القاهرة الکتابة بدیوان الإنشاء، ثم القضاء في طرابلس الغرب (الصفدي، الوافي …، 5/55؛ ابن شاکر، فوات …، 4/39). وبناءً علی ماذکره کل من ابن حجر (6/15) والسیوطي (1/248؛ حسن، 467) من أنه أمضی عمره في دیوان الإنشاء، وبناءً علی ماذکره ابن شاکر أیضاً (عیون…، 145) من أنه دُفن بالقرافة بالقرب من القاهرة، یمکن القول إنه تولی قضاء طرابلس خلال إقامته الطویلة بمصر. ویری الشدیاق (ص 80) أن نسبة «الإفریقي» التي وسمته بها المصادر القدیمة إنما هي دلیل علی أنه تونسي، فیما یعتقد البعض (الزاوي، 301-302؛ حسن، 466-467) أنه وُلد بطرابلس مستندین في ذلک إلی أن رویفع کان أمیراً علی طرابلس حتی آخر عمره، وأن آل مکرم – أسرة ابن منظور – کانوا معروفین في هذه المنطقة حتی القرون الأخیرة، ویستبعد هذا البعض أنه قد عاش بالقاهرة قبل تولیه قضاء طرابلس. ولکن علی ضوء مانقلناه عن الصفدي وابن شاکر، وماورد في تحقیق أبي القاسم محمد کرو حول مهاجرة جده نجیب‌الدین علي من تونس إلی مصر (ظ: کیلاني، 169). لایتوفر دلیل حاسم علی ترجیح هذا الرأي علی رأي الذهبي القائل بأنه وُلد في مصر (أیضاً ظ: الأبیاري، 1/ ل- م).

عدّه المقریزي (2(1)/114) من أعیان الفقهاء الشافعیة، فیما عدّه آخرون شیعیاً بلارفض (الصفدي، ن.ص؛ ابن شاکر، فوات، ن.ص). ومن مشایخه في روایة الحدیث ابن المقَیّر وعبدالرحمان بن الطفیل ویوسف بن المخیلي و الصابوني (الصفدي، الذهبي، ن.صص). وأورد الذهبي أیضاً (ن.ص، أیضاً سیر…، 23/12) أنه سمع من مرتضی بن حاتم حضوراً، رغم أنه سجَل وفاة ابن حاتم في 634هـ، أي عندما کان عُمر ابن منظور أربع سنوات. کما سمع الکثیرون عنه و من بینهم الذهبي وتفي‌الدین السبکي (م.ن، معجم، 2/288-289؛ السیوطي، ن.ص). وکانت له قریحة شعریة أیضاً، ونقل الصفدي (ن.م، 5/55-56) مقطوعات من شعره.

 

آثاره

کان ابن منظور کاتباً مکثراً حتی إنه کفّ بصره في آخر حیاته لکثرة ماکتب (م.ن، نکت…، 276). وأورد الصفدي (الوافي، 5/57) عن ولده قطب‌الدین أن والده ترک بخطه 500 مجلد (قا: السیوطي، ن.ص).

 

لسان العرب

أما جّل شهرته فتعو إلی معجمه الکبیر لسان العرب، الذي لانظیر له بین المعاجم العربیة من حیث التفصیل و کثرة المواد و الشواهد و الأدلة اللغویة (ظ: درویش، 101؛ هیوود، 81). وصنّف ابن منظور هذا الأثر علی أساس تهذیب اللغة لأبي منصور الأزهري (تـ 370هـ)، والصحاح للجوهري (تـ 393هـ)، المحکم والمحیط لابن سیده (تـ 458)، و حواشي ابن بري (تـ 582هـ) علی الصحاح، و النهایة في غریب الحدیث والدثر لابن الأثیر (تـ 606هـ) (ظ: لسان، المقدمة؛ نصار، 2/567-570). وعدّ ابن حجر (6/15)، والسیوطي (ن.ص)، والزبیدي (تاج العروس، المقدمة) جمهرة ابن درید (تـ 321هـ) منبین المصادر التي اعتمدها اللسان لما قیل من أنّ ابن منظور قد أخذ عنها، لکن یبدو أنه لم یأخذ عن الجمهرة بشل مباشر، بل بشکل غیر مباشر عن مصادر أخری، ولهذا ربما لایمکن عدّ الجمهرة من مصادر اللسان (ظ: نصّار، 2/568-569).

ویری ابن منظور أنّ کتّاب اللغة القدامی لم یُحسنوا جانبي الجمع والترتیب في آنٍ واحد (لسان، المقدمة). ویعتقد أن من میزات الآثار اللغویة الأخری تأکیدها علی المصادر و الروایات الشفویة، بینما انفرد في اعتماده الکامل علی المعاجم اللغویة. و هو یری أیضاً أنه استطاع أن یجمع الآراء اللغویة المبعثرة لِلُغوبي المشرق و المغرب التي تضفي علی اللسان شمولیة لم یتمکن السلف من الوصول إلیها لعدم نقلها من کافة المعاجم (ظ: ن.ص؛ قا: الحمزاوي، 113-114، 141-146). ومع ذلک لایمکن عدّ اللسان معجماً کاملاً للغة العربیة لاقتصاره علی المصادر التي أشرنا إلیها (ظ: نصار، 2/571-572). وقد تمیّز – کما أشار هو أیضاً (ن.ص) – بالأمانة في الأخذ عن المصادر، عدا أنه لم یشر في الغالب إلی مصدر القول، وإسقاط بعض العبارات الموجودة في النص الأصلي أحیاناً (ظ: EI2؛ الحمزاوي، 108-109)، کما أن کثرة المفردات و الشواهد و عدم جمع و تنظیم مختلف الأقوال قد جرّ کلامه في بعض المواضع إلی الاضطراب التکرار.

رتب ابن منظور مواد مفرداته علی أساس نظام القافیة حاذیاً في ذلک حذو الجوهري. وحسب هذا النظام فإن أساس الترتی الأبجدي للمفردات هو الحرف الأخیر للکلمة المجردة، ثم الحرف الأول و أخیراً الحرف الأوسط (حول نظام القافیة، ظ: هیوود، 71-74, 79-80).

طبع لسان العرب لأول مرة في بولاق (1299-1308هـ/1881-1890م) في عشرین مجلداً مع مقدمة لأحمد فارس الشدیاق، ثم طبع بعد ذلک مراراً، منها في بیروت (1374-1375هـ/1955-1956م) في 15 مجلداً، وفیها أیضاً (1389هـ/1970م) في 3 مجلدات ضخمة بعنوانه لسان العرب المحیط مع ملحق بالاصطلاحات العلمیة الجدیدة. و تمّ في الطبعة الأخیرة و بعض الطبعات الجدیدة تنظیم هذا المعجم وفقاً للنظام السائد القائم علی أوائل الحروف.

ومن الأعمال التي تمت في نقد وإصلاح هذا الأثر کتابان أحد هما تصحیح لسان العرب لأحمد تیور (القاهرة، 1334 و 1343هـ)، والآخر تحقیقات و تنبیهات في معجم لسان العرب لعبد السلام محمد هارون (بیروت، 1407هـ/ 1987م) (حول المقالات، ظ: عبدالرحمان، 4/191-193). کما حظي لسان العرب باهتمام الباحثین المتاصل لاحتوائه علی مجموعة ضخمة من الشواهد الشعریة. وفي حوالي 1960م قام حمید الله باستخراج کافة الشواه الشعریة ورتّبها حسب القوافي ووضعها في متناول الباحثین الفرنسیین بصورة مخطوطة. وفي 1407هـ/ 1987م دوّن خلیل حمد عمایرة فهرساً مفصلاً عن هذا الکتاب في 7 مجلدات، اختصت المجلدات الثلاثة الأولی بالآیات والأحادیث والروایات و الأعلام، والأربعة الأخیرة بالشواهد الشعریة، وقد طُبعت هذه الفهارس في بیروت.

 

آثاره الأخری

کان ابن منظور یمیل إلی تلخیص الکتب المطولة (ابن حجر، ن.ص). ویمکن أن ندرک کثرة ملخصانه من کلام الصفدي (الوافي، 5/56) المبالغ فیه و القائل: «ما أعرف في کتب الأدب شیئاً إلا وقد اختصره جمال‌الدین ابن مکرم». وفي هذا المضمار ذُکرت له الآثار التالیة أیضاً:

 

ألف- المطبوعة

1. سرور النفس بمدارک الحواس الخمس، مختارات من فصل الخطاب لأحمد بن یوسف التیفاشي. طبع في بیروت (1980م) بتحقیق إحسان عباس. وطُبع الجزء الأول من هذا الکتاب أیضاً بإستانبول (1298هـ) باسم نثار الأزهار في اللیل والنهار و أطائب أوقات الأصائل و الأسحار … ثم طُبع ببیروت (1988م) مع حواشي أحمد عبدالفتاح تمام؛ 2. مختار الأغاني في الأخبار والتهاني، مختارات من الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني. طبع بجهود مجموعة من المحققین بالقاهرة (1384-1385هـ/1964-1965م) في 8 مجلدات، ثم ببیروت (1386-1387هـ/1966-1967م)، ودمشق (1971م) في 12 مجلداً. وأضاف ابن منظور إلیه فصلاً مسهباً في استدراک أخبار أبي نواس (مختار… 3/5) وقال: ما أدري هل أغفل أبوالفرج ذکره في کتابه، أم أسقطت من کتابه من بعده. هناک طبعات مستقلة لهذا الجزء تمت في القاهرة (1924م) مع حواشي محمد عبدالرسول، و في بغداد (1952م) تحقیق شکري محمد أحمد؛ 3. مختصر تاریخ دمشق لابن عساکر، لجأ فیه إلی حذف أکثر الأسانید و تلفیق الأخبار، ویمکن أن نجد فیه الأجزاء الساقطة من نسخ کتاب ابن عساکر (النحاس، 9). بدأ طبع هذا الکتاب في دمشق منذ 1404هـ/1984م بتحقیق عدد من المحققین، و صدرت منه عدة مجلدات.

 

ب- المخطوطة

1. اختصار کتاب الحیوان للجاحظ (ESC2، رقم 901)؛ 2. لطائف الذخیرة، تلخیص الذخیرة في محاسن أهل الجزیرة لابن بسام. منه نسخة في مکتبة بایزید بإستانبول (ظ: تیمور، 19-20)؛ 3. مختار الطبقات الکبیر لابن سعد، منه نسخة لآخر جزء منه بخط ابن منظور في دار الکتب (ظ: سید، 3/24)؛ 4. مختصر الجامع لمفردات الأدویة لابن البیطار، منه نسخة في دار الکتب (ظ: م.ن، 3/29)؛ 5. مختصر ذیل تاریخ بغداد، خلاصة ذیل السمعاني علی تاریخ الخطیب البغدادي (ورهوفه، 371). نسب الصفدي (ن.ص) مختصر تاریخ بغداد وذیل ابن النجار علیه إلی ابن منظور؛ 6. مختصر نشوار المحاضرة وأخبار المذاکرة للقاضي التنوخي. منه نسخة في آمبروزیانا (ظ: النحاس، 15)؛ 7. المنتخب والمختار في النوادر و الأشعار (آربري، رقم 5032).

ویذکر من آثاره الأخری تلخیص زهر الآداب للحصري، و صفة الصفوة لابن الجوزي، و یتیمة الدهر للثعالبي (الصفدي، ن.ص، نکت، 276) و العقد الفرید لابن عبد ربه (السیوطي، ن.ص)، ولم نعثر لها علی أثر في الفهارس الموجودة.

 

المصادر

ابن حجر العسقلاني، أحمد، الدرر الکامنة، حیدرآبادالدکن، 1396هـ/ 1976م؛ ابن شاکر الکتبي، محمد، عیون التواریخ، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ م.ن، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1974م؛ ابن منظور، لسان؛ م.ن، مختار الأغاني في الأخبار و التهاني، تقـ: عبدالعلیم الطحاوي، القاهرة، 1385هـ/ 1966م؛ الأبیاري، إبراهیم، مقدمة مختار الأغاني لابن منظور، القاهرة، 1385هـ/ 1965م؛ تاج العروس؛ تیمور، أحمد، المختار من المخطوطات العربیة في الآستانة، تقـ: صلاح‌الدین المنجد، بیروت، 1968م؛ حسن، علي الفقیه، «جمال‌الدین بن منظور»، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1376هـ/1957م، عد 32؛ الحمزاوي، محمد رشاد، من قضایا المعجم العربي قدیماً و حدیثاً، بیروت، 1986م؛ درویش، عبدالله، المعاجم العربیة، القاهرة، 1956م؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: بشار عواد معروف و محیي هلال السرحان، بیروت، 1405هـ/1985م؛ م.ن، معجم الشیوخ، تقـ: محمد الحبیب الهیلة، الطائف، 1408هـ/1988م؛ الزاوي، طاهر أحمد، أعلام لیبیا، الاقهرة، 1381هـ/1961م؛ سید، المخطوطات؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ/1964م؛ الشدیاق، أحمد فارس، الجاسوس علی القاموس، إستانبول، 1299هـ؛ الصفدي، خلیل، نکت الهمیان، تقـ: أحمد زکي بک، القاهرة، 1329هـ/1911م؛ م.ن، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، فیسبادن، 1389هـ/ 1970م؛ عبدالرحمان، عبدالجبار، کشاف الدوریات العربیة (1876-1984م)، بغداد، 1989م؛ کیلاني عبدالعزیز، «قراءة تحلیلیة لمقدمة الشدیاق علی لسان العرب»، في المعجمیة العربیة المعاصرة، بیروت، 1407هـ/1987م؛ المقریزي، أحمد، السلوک، تقـ: محمد مصطفی زیادة،القاهرة، 1941م؛ النحاس، روحیة وآخرون، مقدمة مختصر تاریخ دمشق، دمشق، 1404هـ/1984م؛ نصار، حسین، المعجم العربي، نشأته و تطوره، القاهرة، 1968م؛ وأیضاً:

Arberry; EI2; ESC2; Haywood, John A.,Arabic Lexicography, Leiden, 1965; Voorhoeve.

محمدجواد أنواري/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: