ابن ملجم
cgietitle
1442/12/7 ۲۰:۳۲:۰۹
https://cgie.org.ir/ar/article/234475
1446/7/15 ۰۰:۰۵:۱۱
نشرت
4
اِبْنُ مُلْجَم، عبدالرحمان المرادي (مقـ 40هـ/661م)، من الخوارج وقاتل الإمام علي (ع). ذکر البلاذري (2/488) نقلاً عن الکلبي أنه عبدالرحمان بن عمرو بن ملجم. وقیل إنه حمیري الأصل. وکان ابن ملجم من قبیلة مراد حلیفة بني جبّلة من قبیلة کندة (ابن سعد، 3/35). وذکر بعضهم أنه من قبیلة تجوب، إحدی القبائل الحمیریة و حلیفة قبیلة مراد (ابن حبیب، 160؛ ابن منظور، مادة تجوب)، ویقول البلاذري (2/507) أن تجوب جده.
لیس لدینا معلومات واضحة عن حیاة ابن ملجم، فقد عرف اسمه في أواخر حیاته وبعد استشهاد الإمام علي بن أبي طالب (ع) علی یده. ومما لاشک فیه أنه کان من أتباع الإمام علي (ع)، انضم إلی الخوارج بعد التحکیم في حرب صفی. یقول ابن حجر (الإصابة، 3/100) إنه أدرک الجاهلیة؛ کما یذکر (لسان المیزان، 3/440) نقلاً عن أبي سعید ابن یونس فيتاریخ مصر أنه شهد فتح مصر، وأمره عمرو بن العاص النزول بالقرب منه لأنه کان من قرا القرآن و کان فارس قومه وقد قرأ علی معاذ ابن جبل. ویقال إن عمرو بن العاص حینما سأل الخلیفة عمر عن مشکل القرآن، کتب له أن یقربدار عبدالرحمان ابن ملجم من المسجد لیعلم الناس القران والفقه، فوسع له فکان داره إلی جنب دار ابن عدیس (ن.ص). إن صحت هاتان الروایتان فلابد أن ابن ملجم لم یکن شاباً حین موته، کما یتضح أنه کان بارعاً في قراءة القرآن إلی حد دعا خلیفة المسلمین و عمرو بن العاص إلی تکلیفه بتعلیم القرآن رسمیاً (ابن سعد، 3/40).
أورد المؤخون و المحدثون جمیعاً روایة شهیرة مع اختلاف قلیل عن کیفیة شهادة الإمام علي (ع)، ومادفع ابن ملجم لها لقتله. فبعد قمع الخوارج في النهروان اجتمع بمکة ثلاثة منهم: عبدالرحمان ابن ملجم والبُرَک بن عبدالله التمیمي و عمرو بن بُکیر التمیمي (ورُوي اسما زمیلي ابن ملجم بأشکال مختلفة: مثلاً ذکرالدینوريف 213، أنهما نزّال بن عامر وعبدالله بن مالک الصیداوي) و بعد التشاور اتفقوا علی قتل علي (ع) ومعاویة و عمرو بن العاص في وقت واحد. وتعهد عبدالرحمان بقتل علي (ع) والبرک و عمرو بقتل معاویة و عمرو بن العاس. ثم توجه کل رجل منهم إلی المصر الذي فیه صاحبه، فقدم عبدالرحمان ابن ملجم الکوفة ولقی أصحابه من الخوارج، و کتمهم امره، فصادف یوماً امرأة جمیلة یقال لها قطام بنت شجنة بن عدي (أو الأخضر بن شجنة: أبوالفرج، 32)، وکانت من تیم الرباب فأعجبته و خطبها. وکان علي (ع) قتل أباها و أخاها یوم النهروان، فقبلت و ان أحد شروط زواجها قتل علي (ع). ثم لقي عبدالرحمان شبیب بن بَجَرَة الأشجعي واصطحبه معه (ابن سعد، 3/35-36). ویقول البلاذري (2/493): صحب ابن ملجم أیضاً رجلاً یقال له وردان بن المجالد التمیمي و هو ابن عم قطام، و في لیلة الاغتیال بات عبدالرحمان و شبیب في المسجد، ولما قدم علي (ع) إلیه لصلاة الصبح ضربه عبدالرحمان بالسیف و هو یقول: «لله الحکم یا علي لالک»، ثم هجم شبیب بسیفه علی علي (ع)، ولکن السیف وقع في الطاق. وأُخذ عبدالرحمان و أفلت شبیب (ابن سعد، 3/35-37). وقد ذکرت المصادر الشیعیة أن ذلک کان في لیلة 19 من رمضان (مثلاً ظ: الطبرسي، 200)، وهناک أقوال أخری شاذة (مثلاً ظ: المبرد، 3/1116).
والسبب الذي دعا ابن ملجم لقتل علي (ع) في روایة ابن سعد والاخرین الذین رووا عنه عامة هو الانتقام، غیر أن ابن أعثم الکوفي (4/133-140) یورد روایة أخری تختلف اختلافاً کبیراً عن سابقتها، ویعود سبب قتل ابن ملجم علیاً (ع) بموجبها إلی غرامه، یقول ابن أعثم: بعد حرب النهروان سبق ابن ملجم علیاً (ع) في دخول الکوفة. وجعل یبشر أهلها بهلاک الشراة، وفیها أغرم بامرأة تدعی قطام بنت الأضبع التمیمي، فطلب الزواج منها. وتَعتبر هذه الروایة قتل علي (ع) أحد شروط قطام للزواج منها.
وبناء علی هذه الروایة، فإن عبدالرحمان بات في لیلة الـ 23 من رمضان في منزل قطام و تناول نبیذاً وسکر، ولما أذن للصلاة صباحاً أیقظته قطام وأرسلته إلی المسجد، وحینما أراد علي (ع) أن یسجد في الرکعة الثانیة ضربه ابن ملجم بسیفه علی رأسه. فلایشاهد في هذه الروایة أي مؤامرة مدبرة ولاجماعة. ویبدو فیها أن ماقام به ابن ملجم لم یکن لدافع سیاسي أو اعتقادي، بل إنه ارتکب القتل للوصول إلی المرأة التي یحبها والتي کان قلبها یتأجج بنار الانتقام من علي (ع). والروایة المذکورة لاتتفق کما یظهر تماماً مع ماورد في المصادر التاریخیة. ویبدو أنه لایمکن إنکار وجود أمراة منتقمة أثناء الاغتیال ولکنها خارجیة متعصبة من جهة یتخذ اشتراکها في قتل علي (ع) مظهراً عقائدیاً ومذهبیاً علی الأغلب، کما تعکس من جهة أخری تفکیر ابن ملجم وارتباطه بالخوارج و لاسیما تعصبه المذهبي الشدید و عداوته لعلي (ع) تظهره ذا دافع قوي و مستقل.
وبعد استشهاد علي (ع) أُتي بابن ملجم إلی الحسن بن علي (ع) للقصاص فضرب عنقه (البلاذري،2/505).
وهناک روایة أخری عن طریقة قتل ابن ملجم تشیر إلی أنه مُثّل به قبل القتل، حتی إن عینیه سملتا بمسمار محمي (ابن سعد، 3/39-40؛ ابن قتیبة، 1/161). والروایة المذکورة لاتتفق مع الوثائق التاریخیة الأخری، فلایمن القبول بأن أبناء علي (ع) یسمحون بالقیام بذلک خلافاً لوصیة أبیهم الصریحة. والعجیب تغلغل مثل هذه الروایة حتی في المصادر الشیعیة (ابن طاووس، 18؛ المجلسي، 42/306).
ویبدو أن جسد ابن ملجم دفن بالکوفة، یقول ابن بطوطة (ص 220): رأیت في القسم الغربي من الکوفة مکاناً شدید السواد داکناً في میدان أبیض، ولما سألت عنه، قالوا قبر ابن ملجم الشقي، وأهل الکوفة یشعلون الحطب في کل سنة فیه مدة 7 دیام.
وأخیراً ظهر رأي جدید یختلف عما ورد في المصادر التاریخیة القدیمة، فقد ذکر سلیمان بن داود أحد علماء الإباضیة الجزائریین رأیاً عن الخوارج في کتاب الخوارج هم أنصار الإمام علي یختلف اختلافاً تاماً عما سبق، فهو یعتقد بـ «أن الخوارج من أنصار علي (ع) في حیاته و أوفیاء له حتی بعد مماته» (1/28) وأن المؤامرة لاغتیال الإمام علي (ع) کانت من الأشعث بن قیس الکندي، وکان جاسوساً و عاملاً لمعاویة بین أنصاره (م.ن، 1/194) و أنه دفع ابن ملجم بتنفیذها، ولا أساس لقصة اجتماع ثلاثة ممن بقي من الخوارج في حرب النهروان بمکة وتدبیرهم قتل الشخصیات الثلاث (م.ن، 1/195-197). ویری سلیمان بن داود أن ابن ملجم لم یکن من الخوارج، وأنه لیس في قبیلته ولو خارجي واحد. ویری المؤلف أیضاً أن ابن ملجم کالأشعث من قبیلة کندة، وکان للقرابة دخل في تأثیر الأشعث علیه (1/194). ولم یورد المؤلف أدلة تذکر لإثبات ادعائه هذا، لاسیما وأن الخوارج کرموه فیما بعد باعتباره بطلاً ومؤمناً حقیقیاً ونظموا الشعر في مدحه (المبرد، 3/1085)، ولکن یصح علی الأقل أن الأشعث کان علی علم بقتل علي (ع)، وبذلک یمکن التصور بأن الأشعث و الخوارج حاکوا معاً مؤامرة القتل، إلا أن هذا التعاون یبدو غیر منطقي للعداوة التي لاتنکر بین الأشعث و الخوارج (ظ: سلیمان بن داود، 1/188).
ابن أعثم الکوفي، أحمد، الفتوح، حیدرآبادالدکن، دائرة المعارف العثمانیة؛ ابن بطوطة، رحلة، بیروت،1384هـ/ 1964م؛ ابن حبیب، محمد، أسماء المغتالین، القاهرة، 1374هـ/1954م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الإصابة، کلکتا، 1835م؛ م.ن، لسان المیزان، حیدرآبادالدکن، 1329-1331هـ؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، بیروت، دارصادر؛ ابن طاووس، عبدالکریم، فرحة الغري، النجف، 1368هـ؛ ابن قتیبة، عبدالله، الإمامة و السیاسة، القاهرة، 1388هـ/1969م؛ ابن منظور، لسان؛ أبوالفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبیین، تقـ: أحمد صقر، القاهرة، 1368هـ/1949م؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تقـ: محمدباقر المحمودي، بیروت، 1394هـ/1974م؛الدینوري، أحمد، الأخبار الطوال، تقـ: عبدالمنعم عامر وجمالالدین الشیال، بغداد، 1379هـ/ 1959م؛ سلیمان بن داود، الخوارج هم أنصار الإمام علي، الجزائر، 1403هـ: الطبرسي، فضلالله، إعلام الوری، تقـ: عليأکبر غفاري، بیروت، 1399هـ/1979م؛ المبرد، محمد، الکامل، تقـ: محمدأحمد الدالي، بیروت، 1406هـ/1986م؛ المجلسي، محمدباقر، بحارالأنوار، بیروت، 1403هـ/1983م؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، تقـ: یوسف أسعد داغر، بیروت، 1385هـ/1965م؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، 1379هـ/ 1960م.
قسم التاریخ/ ن.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode