الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن المقرب /

فهرس الموضوعات

ابن المقرب

ابن المقرب

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/7 ۱۸:۳۳:۰۶ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الْمُقَرَّب، أبوعبدالله علي بن المقرب بن منصور بن المقرب العُیوني (572-630هـ/1176-1233م)، أدیب و شاعر بحریني. وُلد بالأحساء (المعروفة سابقاً بالبحرین و هجر) في الأسرة العیونیة التي حکمت الأحساء خلال القرون 5-7هـ/ 11-13م (ابن النجار، 4/186؛ المسلم، 275؛ قا: ابن المقرب، 206، البیت 67). کان جده الأعلی عبدالله بن علي بن إبراهیم هو الذي أطاح بدولة القرامطة بالبحرین واستولی علی زمام الأمور فیها (البلادي، 393-394؛ الأمین، 8/347-348). ومنذ هذا التاریخ ظلت البحرین بید أمراء هذه الأسرة.

نشأ ابن المقرب في هذه الأسرة، و تجلی نبوغه منذ طفولته في الشعر والأدب. وبدأ ینظم الشعر و هو لایتجاوز العاشرة من العمر (المسلم، ن.ص).

ولم یشر أي من المصادر إلی شیوخ ابن المقرب و طبیعة دراسته، لکن لایستبعد أنه کان یحضر دروس المدرسة النظامیة ببغداد (ظ: ابن النجار، 4/184) و حلقات درس بعض الشیوخ کأبي البقاء العکبري (ظ: ابن المقرب، 383) ومحب‌الدین الواسطي (ظ: م.ن، 569). ولانعرف عن تلامذته سوی أن ابن النجار و ابن نقطة سمعا شعره ورویا عنه (ظ: ابن النجار، ن.ص؛ ابن خلکان، 4/386؛ الذهبي، 2/488؛ قا: المنذري، 3/325).

ویبدو أنه کان طموحاً للملک منذ شبابه، وقد أثار فیه هذا الشعور التناحر والانشقاق بین أمراء أسرته الحاکمة (المسلم، 276). وعندما شعر حاکم البحرین محمدبن علي بن عبدالله بخطره علیه، ألقاه في السجن و صادر أملاکه و أمواله (مقدمة …، 6-7؛ الحلو، 4). وأُطلق سراحه من السجن بعد معاناة و ألم، فأقام بالأحساء بعض الوقت، ثم لم یلبث أن توجه إلی العراق بعد أن تعرض لأذیً من خصومه. وشعر في بغداد بالراحة والأمن (مقدمة، 7)، وأقام فیها لمدة ربما خلال السنتین 604 و 605هـ (ظ: ابن المقرب،35، 434). ویبدو أنه لازم أبا شجاع شمس‌الدین باتکین حاکم البصرة في هذه الفترة بالذات و مدحه بقصائد کثیرة وأشاد خاصة بالإصلاحات التي قام بها في البصرة (ظ: ابن المقرب، 182-196). وقد دفعه فلقه علی أسرته التي کانت بالبحرین إلی شد الرحال إلیها بعد أن نظم قصیدة في مدح أبي شجاع (م.ن، 158-159). ومع ذلک استمر یکاتب أبا شجاع فترة طویلة (ظ: م.ن، 247-251، 510-511).

ومدح بالبحرین حاکمها الدمیر محمد بن ماجد بقصیدة طالبه فیها بإعادة أمواله المصادرة (م.ن، 305-315). ووافق الأمیر مبدئیاً علی طلبه، لکنه تراجع فیما بعد بتحریض حاشیته، فأطلق ابن المقرب لسانه ذاماً الأمیر و بطانته، ثم هرب إلی القطیف خوفاً علی نفسه (مقدمة، 8؛ المسلم، ن.ص). وفي القطیف مدح الفضل بن محمد (ابن المقرب، 520-525)، فلم یحظ منه بطائل، فهجاه و أسف علی مدحه (م.ن، 140-148؛ مقدمة، 8-9). ویری البعض أن هجوه للأمیر ذو صلة بمعاهدة الصلح التي عقدت في 606هـ بین الفضل بن محمد و بین حاکم کیش غیاث‌الدین والتي تم بموجبها إلحاق البحرین بإیران. وطبقاً لهذا الرأي غیاث‌الدین والتي تم بموجبها إلحاق البحرین بإیران. وطبقاً لهذا الرأي فقد وقف ابن المقرب مندداً بهذه المعاهدة التي لمس فیها الضعف والخیانة، وهاجم الموقعین علیها سیما الأمیر الفضل (المسلم، 163-164؛ حول هذه المعاهدة التي هي من أقدم وثائق الخلیج الفارسي الرسمیة، ظ: محیط طباطبائي، 98-99).

وعندما قتل أبوالقاسم محمد بن مسعود ابن أخیه محمد بن ماجد واستولی علی الدحساء، عاد ابن المقرب إلیها و مدح الأمیر الجدید وکرر مطالبه السابقة (ص 160-167، 473-472)، فلم یلب الأمیر أیاً من طلباته، بل وهب للآخرین الکثیر من أملاک بني إبراهیم وهم من قرابته، الأمر الذي حدا بابن المقرب إلی هجوه علی عادته (ص 334-340؛ قا: مقدمة، 9).

ورحل في 610 هـ إلی العراق ثانیة (ابن النجار، 4/184)، ثم عاد إلی البحرین بعد ثورة علي بن ماجد، فمدحه بعدة قصائد (ابن المقرب، 84-91؛ المسلم، 164-165)، إلا أنه لم یطالب بأملاکه هذه المرة (مقدمة، ن.ص). وعندما تمرّد ابن أبي جروان واستولی مقدم بن غریر العیوني علی زمان الأمور، فر علي بن ماجد من الأحساء. وعندما فقد ابن المقرب حامیه الوحید، ذهب إلی القطیف مرة أخری، وأنشد قصیدة ندد فیها بأعمال الحکام الجدد و سوء تصرفاتهم (ص 631-642؛ مقدمة، 9-10؛ المسلم، 165). وفط حوالي 614هـ توجه إلی بغداد و مدح الخلیفة العباسي الناصرلدین الله (ظ: ابن المقرب، 120-129، 448-455)، لکننا لانعرف مدی اتصاله ببلاط الخلیفة.

وفي 617 هـ شد الرحال إلی الموصل لیلتقي بالملک الأشرف، لکن الملک کان قد توجه إلی دمیاط لحرب الصلیبیین. فانبری الشاعر لمدح بدرالدین لؤلؤ والي الموصل، وحظي باحترامه (مقدمة، 9). وفي هذه الفترة بالذات التقاه یاقوت الحموي بالموصل (یاقوت، 3/766). والغریب أن ابن المقرب الذي لم یقصد بمدحه أحداً لجائزة طیلة فترة تشرده، نراه هذه المرة یمدّ ید الحاجة نحو بدرالدین (ظ: ابن المقرب، 439-447؛ مقدمة، 10).

لم تتوفر لدینا منذ ذلک الحین معلومات مهمة عن حیاة ابن المقرب. ویبدو أنه کان ینتقل بین الأحساء والقطیف و بغداد (ابن المقرب، 64؛ الحلو، 8). وعاد الشاعر في أواخر عمره إلی مسقط رأسه وتوفي هناک (ابن النجار، 4/186).

وینهج ابن المقرب في شعره الأسلوب القدیم ویغلب علیه المدح والفخر والحماسة. ویظهر علی قصائده تقلید الشعر الجاهلي (ظ: ابن المقرب، 305، 618-623، تقلید معلقة زهیر بن أبي سلمی؛ قا: الزوزني، 73-74). ویُلاحظ علیه أیضاً التأثر بشعر کبار شعراء العصر العباسي کبشار بن برد وأبي تمام (ظ: ابن المقرب، 28، البیت 22؛ قا: بشار، 1/317، البیت 6؛ ابن المقرب، 32، البیتان 53-54؛ قا: أبو تمام، 14، الأبیات 1-3). واعتبرته المصادر الشیعیة شیعیاً لأشعاره في رثاء أهل البیت (ع) سیما الإمام الحسین (ع) (ظ: ابن المقرب، 259-266؛ ابن أبي الرجال، 4/341-345؛ الحر العاملي، 1/204؛ أفندي، 4/264؛ الأمین، 8/347؛ القمي، 330)، إلا أن أغلبها حُذِف من دیوانه ربما بسبب التعصب الطائفي کما یری البلادي (ص 394-395؛ أیضاً ظ: المسلم، 277).

طُبع دیوانه مراراً: في مکة المکرمة (1307هـ) تحقیق أحمد بن خلیفة العیوني؛ في بومباي (1311هـ) و بشرح عبدالعزیز بن أحمد الأویسي (ظ: GAL, S, I/460)؛ وفي القاهرة (1383هـ/ 1963م) تحقیق و شرح عبدالفتاح محمد الحلو.

 

المصادر

ابن أبي الرجال، أحمد، مطلع البدور، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن المقرب، علي، دیوان، تقـ: عبدالفتاح محمد الحلو، الاقهرة، 1383هـ/1963م؛ ابن النجار، محمد، ذیل تاریخ بغداد، تقـ: قیص فرح، حیدرآبادالدکن، 1404هـ/1985م؛ أبوتمام، حبیب، دیوان، تقـ: شاهین عطیة، بیروت، 1387هـ/ 1968م؛ أفندي، عبدالله، ریاض العلماء، تقـ: أحمد الحسیني، قم، 1401هـ؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، تقـ: حسن الأمین، بیروت، 1403هـ/1983م؛ بشار بن برد، دیوان، تقـ: محمد الطاهر بن عاشور، القاهرة، 1369هـ/ 1950م؛ البلادي، علي، أنوار البدرین، النجف، 1377هـ؛ الحر العاملي، محمد، أمل الآمل، تقـ: أحمد الحسیني، النجف، 1385هـ؛ الحلو، عبدالفتاح محمد، مقدمة وحواش علی دیوان (ظ: همـ، ابن المقرب)؛ الذهبي، محمد، المشتبه، تقـ: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1962م؛ الزوزني، أحمد، شرح المعلقات السبع، بیروت، دارصادر؛ القمي، عباس، الفوائد الرضویة، طهران، 1327ش؛ محیط طباطبائي، محمد، «سرزمین بحرین»، خلیج فارس، طهران، 1341ش، رقم 1؛ المسلم، محمدسعید، ساحل الذهب الأسود، بیروت، 1960م؛ مقدمة دیوان (ظ: همـ، ابن المقرب)؛ المنذري، عبدالعظیم، التکملة لوفیات النقلة، تقـ: بشار عواد معروف، بیروت، 1405هـ/1984م؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

GAL, S.

مریم صادقي/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: