الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن مضاء /

فهرس الموضوعات

ابن مضاء

ابن مضاء

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/6 ۲۰:۱۷:۲۳ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ مَضاء، أبوالعباس أحمد بن عبدالرحمان بن محمد اللخمي القرطبي (511-592هـ/1117-1196م)، فقیه و نحوي ومحدث من أوائل عصر الموحدین بالأندلس. یبدو من نسبته اللخمي أنه ینتسب إلی قبیلة لخم التي کانت تقیم في أطراف شَذونة وإشبیلیة (ظ: ابن حزم، جمهرة …، 424). ویکنی بأبي جعفر و أبي القاسم أیضاً (ابن الأبار، 1/89؛ ابن فرحون، 1/208). وقد ولد في أکثر فترات تاریخ الأندلس ازدهاراً بقرطبة وفیها درس مقدمات العلوم (ابن الأبار، ن.ص). ثم قرأ کتاب الموطأ علی أبي عبدالله ابن أصبغ و القراءات علی أبي القاسم ابن رضي والنحو والأدب علی أبي بکر ابن سمجون و أبي العباس ابن الخصیب، وأفاد الکثیر من ابن العربي الذي اشتغل بالتدریس في قرطبة بعد عزله من منصب القضاء (ح 530هـ) (ظ: ن.د، ابن العربي، أبوبکر). ویمکن أن نذکر من أساتذته الآخرین بقرطبة ابن أبي الخصال و أبا طاهر التمیمي وعبدالملک ابن مسرة وأبا بکر ابن مدیر (ابن الأبار، ن.ص؛ ابن الخطیب، 2/390، 521؛ ابن القاضي، 142). ثم رحل إلی إشبیلیة فأخذ عن شریح قراءتي نافع وابن کثیر، و قرأ الکتاب لسیبویه علی أبي القاسمابن الرماک و لازمه مدة وأخذ عنه الکثیر من کتب النحو واللغة و الأدب، وسمع مرة أخری من ابن العربي الذي کان آنذاک بإشبیلیة، وسمع الحدیث أیضاً مدة من القاضي عیاض المحدث الأندلسي الشهیر بسبتة ومن عبدالحق ابن عطیة وأبي عبدالله ابن وضاح وأبي الحجاج القضاعي بألمریة و أجاز له الکثیرون روایة الحدیث، منهم ابن موهب وابن فندلة وأبومروان الباجي (ابن الأبار، ن.ص؛ ابن فرحون، 1/209؛ ابن الجزري، 1/67؛ السیوطي، 1/323؛ غارثیا غومز، 238). واعتبر ابن فرحون (ن.ص) ابن بشکوال من أساتذته أیضاً. وقد جمع مجموعات قیمة من الأحادیث فقدت أثناء استیلاء المسیحیین علی ألمریة (م.ن، 1/210). مهر في علوم عدیدة کالطب و الحساب والهندسة بالإضافة إلی الفقه و النحو و الحدیث (السیوطي، ن.ص). ویمکن أن نذکر من تلامذته ابن دحیة و ابن حَوط الله و علي بن محمد الغافقي (ابن دحیة، 91؛ ابن الخطیب، 1/513؛ السیوطي، ن.ص). تولی ابن مضاء في البدء – و کان ظاهري المذهب – منصب القضاء في فاس و بجایة، کما قلد بمراکش القضاء في 578هـ أثناء حکم یوسف بن عبدالمؤمن (558-580هـ/1163-1184م)، ثم قضاء الجماعة حتی عهد یعقوب المنصور (حکـ 580-595هـ/1184-1199م). وأخیراً توفي بإشبیلیة (ابن الأبار، ن.ص؛ ابن فرحون، 1/210-211؛ ابن أبي زرع، 206، 216).

انتشر المذهب الظاهري انتشاراً واسعاً في عهد ابن مضاء، وبلغ ذروته في زمن یعقوب المنصور ثالث خلفاء الموحدین الذي یعتبر من فقهاء المذهب الظاهري الکبار (ظ: المقري، 3/102؛ ضیف، 6). وقد بدأ یعقوب حرکة ضد المذاهب الأربعة ولاسیما مذهب مالک بن أنس، فأمر بإحراق الکثیر من کتب هذه المذاهب الفقهیة وأجبر الفقهاء علی عدم الإفتاء إلا بالقرآن والسنة (المراکشي، 279؛ ابن خلکان، 7/11؛ المقري، 3/104). وقد استلهم ابن مضاء و کان من کبار الفقهاء في ذلک الزمن من آراء المذهب الظاهري لتقییم آراء النحویین، فکان یری أن النحویین ترکوا ظاهر آیات القرآن التي کانت أساس آرائه، وبادروا إلی تأویلات وتبریرات مختلفة، وبذلک زادوا وأنقصوا في کلام الله، فرد جمیع آرائهم و تأویلاتهم، واعتبر عملهم حراماً طبق مذهبه (ابن مضاء، 92-93).

وقد وجه سهام نقده لنظریة العامل الذي یعتبر الحجر الأساس في بناء النحو العربي. ومن المحتمل أنه استلهم هذا الرأي من سابقیة کابن حزم الفقیه الظاهري الذي عاش في القرن السابق الذي کان یری طبقاً لوجهة نظر هذا المذهب أن نظریة العامل في النحو أدت إلی فساد اللغة العربیة (ظ: التقریب …، 202). ولکن مما لاشک فیه أنه کان أول من یقف أمام النحویین بهذه الجرأة. ورغم أن بعضهم قبله کالجاحظ ثم ابن جني (ن.ع) انتقدوا عدداً من آراء النحویین، إلا أنهم لم یتجاوزوا حدود بعض الانتقادات البسیطة (ابن مضاء، 86-87؛ أیضاً ظ: الحاحة، 1/91-92).

ورغم ماکان یبدیه ابن مضاء من حساسیة تجاه نظریات النحویین المثیرة فإنه لم یضع قدمه في هذا الجرف الخطر، إلا بعد أن وجد رکناً راسخاً یستند إلیه کابن جنيف فقد رأی أن ابن جني کان یبحث عن عامل الرفع والنصب والجر والجزم في المتکلم نفسه لافي موضع آخر (ابن مضاء، ن.ص)، وعلی هذا فهو یری أن نظریة العامل النحوي لاتؤدي إلی ضعف اللغة العربیة فحسب، بل اعتبرها سبباً في الحطّ من رتبة البلاغة إلی هجنة العي (م.ن، 88). ویقول في رد نظریة تقدیر العوامل المحذوفة: ألیست فکرة العامل هي التي تجعلنا نفکر في محذوفات و مضمرات لم یقصد إلیها العرب حین نطقوا بکلامهم موجزاً، ولو أنهم فکروا فیها لنطقوا بها (ظ: ضیف، 20).

و هو یری في جمل مثل «زید في الدار» أن الجار و المجرور فیها مثل «في الدار» و التي تأتي أحیاناً خبراً أو صلة أو صفة أو حالاً، والنحاة یقدرون کلمات محذوفة مثل «کائن و «مستقر» و «موجود»، هي «تامة». ویری أن حرف الجر هذا هو الرابط بین النسبتین ولاحاجة لمتعلق محذوف (ابن مضاء، 99؛ ضیف، 24)؛ وکأنه یقول إن حرف الجر «في» في الجملة المذکورة مثل الفعل المساعد (مثلاً الکینونة) في أکثر اللغات الهندیة الأوروبیة.

کما لایقبل في حالة المنادی و أمثالها رأي النحویین بأن سبب نصبها عامل محذوف مثل «أنادي» أو «أدعو» و یقول في رد ذلک: إذا قیل «أدعو عبدالله» بدل «یاعبدالله» استبدلت الجملة الإنشائیة بجملة خبریة و تغیر المدلول. و بناء علی هذا یرد رأي النحویین حول نصب الفعل المضارع بعد الفاء أو الواو السببیة بـ «أن» الناصبة المقدرة (ظ: ص 89-90). والعجیب أنه لایعتبر الضمائر المتصلة في الأفعال بصیغة المثنی و الجمع مثل (قاما و قاموا و قمن) ضمائر، بل یراها کما هي لدی علماء اللغة الیوم علامات تدل علی التثنیة والجمع. ویتساءل عن الضمائر المستترة: ما الحاجة إلی فرض استتار شيء لافائدة تترتب علیه؟ وبناء علی هذا الرأي یری الفاعل قسمین: مذکوراً أو محذوفاً، ولایجیز التأویل أکثر من ذلک (ص 103-106؛ ضیف، 25-26).وله في التنازع والاشتغال آراء تقوم کلها علی أساس حذف العوامل (ظ: ابن مضاء 107-141). فهو ینظر في کل مکان إلی المسائل النحویة من وجهة الفقه الظاهري، وهو فقیه ظاهري قبل أن یکون عالماً نحویاً. وعلی هذا فإنه یرد العلل و القیاس کما هي مردودة في الفقه الظاهري بالإضافة إلی ردّه نظریة العامل (م.ن، 156-161).

ورغم أن في بعض آرائه شیئاً من و مضات الإبداع، ویمکن اعتبار مساعیه في إعادة بناء اللغة العربیة علی أساس أسهل من نظریظ العامل، عاملاً في تطور جدي في مجال أصول النحو، غیر أن تلک الآراء لم تجد اهتماماً وترحیباً لدی النحویین، ولم یخط أحد بعده خطوات أساسیة في هذا الطریق (قا: آذرنوش، مقدمة، 8)، ولم تدوَّن قواعد لغة أخری علی أساس آخر سوی نظریة العامل. حقق شوقي ضیف کتابه المعروف الرد علی النحاة، أو الرد علی النحویین و طبع في 1366هـ/1947م بالقاهرة. ولیس من شک في أن شوقي ضیف ألف فیما بعد کتابه تجدید النحو متأثراً بهذا الکتاب و علی أساس تقدیمه للکتاب.

کما لاشک في أنه کان یأمل تبسیط النحو العربي، غیر أنه لم ینجح في ذلک، ومما یثیر الانتباه أن اسم کتاب الرد علی النحاة لم یرد بین المصادر القدیمة قبل السیوطي و إنما أشیر فقط إلی کتابین مفقودین له باسم المشرق في النحو أو المشرق في العربیة و تنزیه القرآن عما لایلیق به من البیان، وکلاهما في النحو (ظ: ابن الأبار، 1/89؛ الفیروزآبادي، 21-22؛ السیوطي، ن.ص)، وربما کان الرد علی النحاة أحد هذین الکتابین، ثم حرف اسمه فیما عبد علی أیدي الناسخین. وقد ألف النحوي المعروف أبوالحسن ابن خروف کتاباً باسم تنزیه أئمة النحو عما ینسب إلیهم من الخطأ و السهو في الرد علی کتاب تنزیه القرآن (ابن الأبار، ن.ص).

 

المصادر

آذرنوش، آذرتاش، آموزش زبان عربي، طهران، 1366ش؛ ابن الأبار، محمد، التکملة لکتاب الصلة، تقـ: عزت العطار الحسیني، القاهرة، 1956م؛ ابن أبي زرع، علي، الأنیس المطرب، الرباط، 1972م؛ ابن الجزري، محمد، غایة النهایة تقـ: ج. برجستراسر، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ ابن حزم، علي، التقریب لحد المنطق، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1959م؛ م.ن، جمهرة أنساب العرب، بیروت، 1403هـ/1983م؛ ابن الخطیب، محمد، الإحاطة، تقـ: محمد عبدالله عنان، القاهرة، 1394هـ/1974م؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن دحیة، عمر، المطرب من أشعار أهل المغرب، تقـ: إبراهیم الأبیاري وآخرون، القاهرة، 1374هـ/1955م؛ ابن فرحون، إبراهیم، الدیباج المذهب، تقـ: محمد الأحمدي أبوالنور، القاهرة، 1394هـ/1974م؛ ابن القاضي المکناسي، أحمد، جذوة الاقتباس، الرباط، 1973م؛ ابن مضاء، أحمد، الرد علی النحاة، تقـ: شوقي ضیف، القاهرة، 1366هـ/1947م؛ الجاحة، عمرو، الحیوان، تقـ: عبدالسلام محمدهارون، القاهرة، 1384هـ/1965م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ؛ الضبي، أحمد، بغیة الملتمس، مدرید، 1884م؛ ضیف، شوقي، مقدمة الرد علی النحاة (ظ: همـ، ابن مضاء)؛ الفیروزآبادي، محمد، البلغة، تقـ: محمدالمصري، دمشق، 1392هـ/ 1972م؛ المراکشي، عبدالواحد، المعجب، تقـ: محمدسعید العریان و محمد العربي العلمي، القاهرة، 1368هـ/1949م؛ المقري أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1388هـ/1968م؛ وأیضاً:

Garcia Gòmez, E., «Filologīay literatura», Al-Andalus, 1948, vol. XIII.

عنایت‌الله فاتحي نژاد/ ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: