الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن مطیر /

فهرس الموضوعات

ابن مطیر

ابن مطیر

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/6 ۲۰:۲۹:۱۱ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ مُطَیْر، الحسین بن مطیر بن مُکمِّل الأسدي (تـ ح 170هـ/ 786م)، شاعر عاش في أواخر العصر الأموي وأوائل العصر العباسي. من المحتمل أنه ولد في آخر عقد من القرن الأول أو مطلع القرن الثاني الهجري. وکان جده مکمل عبداً أُعتق (أبوالفرج، 16/17؛ یاقوت، 10/166-167)، ویبدو أن ولادة ابن مطیر کانت في الثعلبیة أو زُبالة قرب الکوفة علی طریق مکة (أبوالفرج، 16/17، 23). لیس لدینا عن حیاته سوی عدد من الحوادث، فقد کان في عهد الولید بن یزید (125-126هـ/ 743-744م) بدمشق مع عدد من الشعراء منهم مروان بن أبي حفصة، وأنشد الخلیفة في مجلس حضره حماد الراویة (م.ن، 16/17-18). ومن المحتمل أنه مدح الولید بن یزید و غیره من الأمویین، إلا أنه لا أثر لمدحه هذا الآن، وربما أخفی هذه الأشعار فیما بعد خوفاً من العباسیین (ظ: الشکعة، 62). ثم نری له ذکراً لمدة في المدینة، وقد وقعت إحدی أهم حوادث حیاته الأدبیة في حضور والي هذه المدینة، وتفتقت عنها أجمل القصائد الوصفیة العربیة؛ فقد دخل یوماً علی الوالي فنشأت سحابة مکفهرة جاءت بمطر جَوْد، فأراد الوالي أن یختبره، فطلب منه وصف السحابة، فصعد الحسین إلی السطح وعاد بسرعة وأنشد قصیدة ذکرها جمیع النقاد العرب مثل ابن قتیبة (1/34-35) وابن المعتز (ص 117-118) وأبي الفرج الأصفهاني (16/25-26) وابن عبدربه (3/465-466)، وأثنوا ثناء کبیراً علی أسلوب الأبیات و معانیها البدیعة، وقد کشف في هذه القصیدة عن إعجاب روح البدوي بعظمة الطبیعة وروعتها.

وبعد أن توطدت الخلافة العباسیة دخل ابن مطیر في الیمن علی معن ابن زائدة الذي ولاه المنصور ثاني خلیفة عباسي، واشتکی في مقطوعة شعریة أنشدها من سوء حال، فقال له معن إن هذا لیس بمدح وأورد له بیتاً في المدح لأحد الشعراء، فأثر ذلک في نفس الشاعر، وجاء في یوم آخر بقصیدة مدحه بها، نالت إعجاب معن وأجزل صلته (أبوالفرج، 16/18-20؛ المرزباني، 209؛ یاقوت، 10/167-168). ویبدو أنه ظل حتی وفاة معن بن زائدة (151هـ/768م) في خدمته، فرثاه بقصیدة تقطر ألماً مالبثت أن اشتهرت و غدت من عیون ماقیل من الرثاء في الأدب العربي (ظ: أبوتمام، 1/387-389؛ الجاحة، 3/151، 273؛ ابن الأثیر، 95) حتی إنها أثارت حسد الخلیفة العباسي المهدي (یاقوت، 10/168-170). کما أن هذه القصیدة في الرثاء التي و صفها الشکعة بقطعة من الموسیقی الحزینة (ص 65)، دعت إلی اعتباره حتی مدة طویلة أشعر العرب (ظک أبوالفرج، 16/24؛ ابن الأثیر، ن.ص).

ثم عاد إلی زبالة، ولما نزل فیها لامهدي أثناء سفره للحج بادر إلی لقائه و مدحه، فأبدی الخلیفة عدم رضاه منه، غیر أن ابن مطیر استطاع أن ینال رضاه بذکائه، وصلة بألف دینار وجاریة جمیلة (أبوالفرج، 16/23؛ یاقوت، 10/168-171). ویبدو أنه ذهب بعد ذلک إلی بغداد وصار من مادحي المهدي، ونال منه مراراً صلات جزیلة، حتی إنه أخذ مرة علی کل بیت أنشده ألف درهم (أبوالفرج، 16/22-23). لاتتوفر معلومات عن نهایة ابن مطیر، وابن شاکر الوحید الذي ذکر في عیون التواریخ وفاته في حوادث سنة 170هـ، والصفدي (13/64) في حدود هذه السنة (قا: عطوان، 124).

ولابن مطیر الکثیر من الغزل، حتی لیعتبره البعض (الوشاء، 133-134) من شعراء الغزل المشهورین، وقد لفت غزله منذ البدایة النقاد وأثنوا علیه (ظ: ابن المعتز، 114-118؛ أبوالفرج، 16/25؛ أبوهلال، 344؛ یاقوت، 10/173-177؛ الزنجاني، 239). ولکنه یختلف اختلافاً کبیراً عن معاصریه من شعراء الغزل، فرغم أنه عاش في مدن دمشق والمدینة و بغداد، لم یتأثر بالحیاة الحضریة التي قلبت حیاة العرب آنذاک رأساً علی عقب و بقي بدویاً خالصاً، وقد ظهر ذلک في کلامه وسلوکه ولباسه و حتی في شعره (أبولافرج، 16/17)؛ وهذا ماجعل النقاد یستهشدون بشعره (ظ: قدامة، 129، 155؛ أبوهلال، 344، 396؛ ابن رشیق، 2/11). وکان ابن مطیر عفیفاً في غزله کالعشاق من البدو لایستسیغ ماشاع بین الشعراء من التهتک والتهافت (الشکعة، 68-69؛ قا: أبیاتاً له في الأدباء لیاقوت، 10/173-174)، فمحبوبه تلک الظعینة البدویة التي یحبها من بعید (ابن المعتز، 117؛ أبوالفرج، 16/19). وربما کان میله إلی القدیم وشعره البدوي اللذان لفتا حتی أنظار الفقهاء بشدة (ظ: ابن الجوزي، 186؛ الشریف المرتضی، 1/432-433؛ یاقوت، 10/173-175). ویذکره البصري إلی جانب کثیر و جمیل أشعر شعراء الغزل العذري (2/159). صحیح أن المصادر القدیمة ذکرته باعتباره شاعراً کلاسیکیاً وبدویاً محضاً، غیر أن بعض الکتّاب المعاصرین، جعلوه بالنظر إلی المعاني البدیعة في بعض شعره في مقدمة لامجددین و الرائدین في تطور الشعر ولاسیما الغزل في العصر الأموي. وقد أراد الشکعة (ص 68-74) أن یکشف عن تجدیده بالاستناد إلی هذه لامعاني الجدیدة التي تبدو في شعره، ثم قلدها عدد من الشعراء المعروفین أمثال دعبل و مسلم ابن الولید وابن المعتز.

ویظهر في شعره صناعة التضاد و معان کالبیاض والسواد في وجه المحبوب و شعره (یاقوت، 10/170-171) والضحک والبکاء (أبوالفرج، 16/21؛ الحصري، 2/980)، بحیث مزج بینهما بقدرة وبساطة. واستلهم دعبل من بعض عباراته ما أثار استحسان و إعجاب نقاد الشعر به (أبوالفرج، 16/20؛ الحصري، 2/981). وله بالإضافة إلی ذلک شعر في الحکمة والموعظة، منها أبیات دعت المهدي إلی التفکر و السهر (أبوالفرج، 16/20-21؛ البیهقي، 402-403). لم یبق من شعر ابن مطیر إلا القلیل الذي نجده متفرقاً في کتب الأدب من المصادر (بالإضافة إلی المصادر التي ذکرت، ظ: ابن أبي عون، 318؛ ابن خلکان، 5/254؛ ابن رشیق، ن.ص؛ أبوعبید، 1/20، 108، مخـ؛ ثعلب، 219-220). وقد ذکر في أکثرها بأنه أحد أفضل شعراء العرب. جمع شعره لأول مرة حسین عطوان، وطبع في مجلة معهد المخطوطات العربیة سنة 1969م، کما طبع ثانیة ببغداد في 1971م، تحقیق محسن غیاض.

 

المصادر

ابن أبي عون، إبراهیم، التشبیهات، تقـ: محمد عبدالمعیدخان، کمبریدج، 1369هـ/1950م؛ ابن الأثیر، ضیاءالدین، الجامع الکبیر، تقـ: جمیل سعید و مصطفی جواد، بغداد، 1375هـ/1956م؛ ابن الجوزي، عبدالرحمان، ذم الهوي، تقـ: مصطفی عبدالواحد، القاهرة، 1381هـ/1962م؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن رشیق، علي، العمدة، تقـ: محمدمحیي‌الدین عبدالحمید، القاهرة، 1907م؛ ابن عبدربه، أحمد العقد الفرید، تقـ: أحمد أمین وإبراهیم الأبیاري، بیروت، 1402هـ/1982م؛ ابن قتیبة، عبدالله، الشعر والشعراء، تقـ: إحسان عباس و یوسف نجم، بیروت، 1964م؛ ابن المعتز، عبدالله، طبقات الشعراء، تقـ: عبدالستار أحمد فراج، القاهرة، 1968م؛ أبوتمام، حبیب، دیوان الحماسة، شرح الخطیب التبریزي، دمشق، 1331هـ؛ أبوعبید البکري، عبداله، سمط اللآلي، تقـ: عبدالعزیز المیمني، القاهرة، 1354هـ/1936م؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، القاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي؛ أبوهلال العسکري، الحسن، کتاب الصناعتین، تقـ: مفید قمیحة، بیروت، 1401هـ/1981م؛ البصري، علي، الحماسة البصریة، تقـ: مختار‌الدین أحمد، بیروت، 1403هـ/1983م؛ البیهقي، إبراهیم، المحاسن و المساوئ، بیروت، دار صادر، ثعلب، أحمد، مجالس، تقـ: عبدالسلام محمد هارون، القاهرة، دارالمعارف؛ الجاحة، عمرو، البیان و التبیین، تقـ: حسن السندوبي، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ الحصري، إبراهیم، زهرالآداب، تقـ: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1372هـ/1953م؛ الزنجاني، عبدالوهاب، شرح المضنون به علی غیر أهله، القاهرة، 1331هـ/1913م؛ الشریف المرتضی، علي، أمالي، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، دارإحیاء الکتب العربیة؛ الشکعة، مصطفی، الشعر والشعراء في العصر العباسي، بیروت، دارالعلم للملایین؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: محمد الحجیري، بیروت، 1404هـ/1984م؛ عطوان، حسین، «شعر الحسین بن مطیر الأسدي»، مجلة معهد المخطوطات العربیة، 1389هـ/1969م؛ عد 15؛ قدامة بن جعفر، نقد الشعرء تقـ: کمال مرتضی، القاهرة، 1963م؛ المرزباني، محمد، الموشح، تقـ: محب‌الدین الخطیب، القاهرة، 1385هـ؛ الوشاء، محمد، الظرف والظرفاء، تقـ: فهمي سعد، بیروت، عالم الکتب؛ یاقوت، الأدباء.

محمد سیدي/ ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: