الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الموسیقی / ابن محرز، أبوالخطاب /

فهرس الموضوعات

ابن محرز، أبوالخطاب

ابن محرز، أبوالخطاب

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/6 ۱۶:۳۱:۳۹ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ مُحْرِز، أبوالخطاب مسلم و قیل سَلْم أو عبدالله، موسیقي إیراني الأصل و مغنّ فنان مکي. نشأ في مکة المکرمة، وتوفي في نحو 140هـ/757م (الزرکلي، 7/223؛ البستاني)، وفي روایة لاتخلو من الشک في 96هـ/715م (فارمر، «تاریخ …»، 78).

کان من موالي عبدالدار بن قُصَي أو بني مخزوم، أصفر الوجه أحنی الظهر طویلاً وکان أبوه من سدنة الکعبة إیراني الأصل (أبوالفرج، 1/378)، وعلی هذا ورغم أنه تتلمذ علی عَزّة المیلاء (ن.ص) وابن مِسْجَح (النویري، 4/288) کما قیل، غیر أن أصله الإیراني یدعو للقول إن موهبته الفنیة تن عن الثقافة الإیرانیة، لاسیما أنه شَخَص إلی إیران لتعلم ألحان الإیرانیین کما ورد في ترجمته (م.ن، 4/287).

کان هذا الفنان قلیل الملابسة للناس (أبوالفرج، 1/379)، یقضي أکثر أیام السنة في الرحلة (فارمر، ن.م، 78-79)، ولذلک و رغم أنه کان معاصراً للولید بن یزید، ورغبة الولید في استدعاء الموسیقیین إلی بلاطه من مختلف البلاد (المسعودي، 3/213)، لکن یبدو أنه لم یکن علی علاقة به ولا بالخلفاء و أصحاب القدرة عامة، ولذا أخذت أکثر غنائه جاریة شابة من أهل مکة کان یعتمد علیها، و أخذ الناس عنها (أبو الفرج، ن.ص).

وأکبر الظن أن امتناع ابن محرز أو تجنبه الحضور في المجالس بسبب إصابته بالجذام، ویدبو أنه مات بهذا المرض (ن.ص).

سافر ابن محرز في أوائل عهه إلی المدینة ثم إلی الشام، وفیها تعلم ألحان الروم لمجاورتها لها (النویري، 4/287) وأدی تعلمه لخصائص الموسیقی الإیرانیة و الرومیة إلی إیجاد تطور في الموسیقی العربیة تبعه مَنْ بعده فیها. واستطاع باختیار مایستحسن من الألحان العذبة أن یغني الشعر العربي بشک للم یسمع مثله من قبل (ن.ص؛ ضیف، الفن …، 53). وعمل ابن محرز في هذا التطور أو التجدید یشبه إلی حدما عمل ابن مسجح، فهو کما یقول أبوالفرج الأصفهاني (3/276) ابتدع أیضاً طریقة جدیدة في الغناء، بما أخذ من الموسیقی الإیرانیة والألحان الرومیة، وبإلقاء مایستقبح من النَبّرات (الفواصل) والأنغام التي لاتتفق والموسیقی العربیة (ضیف، ن.ص). ولذلک وصف ابن محرز بـ «صنّاج العرب» والذي ربما یحکي عن صوته الجمیل و غنائه البدیع بالإضافة إلی إبداعاته الفنیة (م.ن، الشعر …، 197). ویبدو أن الصنّاج بمعنی ضارب الصنج (فارمر، ن.م، 79) و هي صفیحة من النحاس مدورة تضرب علی أخری مثلها.

ومن خصائص ابن محرز الفنیة الأخری غناؤه بزوج من الشعر، وعم لذلک بعده المغنون اقتداء به، و کان یعتقد بأن الأفراد لاتتم بها الألحان (أبوالفرج، 1/379). ویفسر کوسن دي برسول ذلک بأن الشعر العربي کان یغنی بالأفراد قبل ابن محرز، أي أن کل لحن یختص ببیت من الشعر، یکرر مرات عدیدة، استمرت هذه الطریقة البدائیة في الغناء حتی عهد ابن محرز، فق کانوا یرون أن لکل بیت معنی مستقلاً، وکان ابن محرز أول من غنی بزوج من الشعر العربي (ص 424؛ فارمر، «دراسات …»، I/456)، ویمکن الوصول مما أورده أبوالفرج إلی أن ابن محرز قد روّج الغناء بزوج من الشعر لأنه کان یری: أن الأبیات المفرده لاتتم بها الألحان (فروخ، 182).

کان لابن محرز علاقة خاصة بالضرب الخفیف وقیل إنه أول من غنی بالرّمَل في العربیة (أبوالفرج، 1/379)، وهو من أنواع هذا الضرب، ویقول عبدالقادر المراغي إن کل دور منه یتکون من 10 نقرات أو تَنْ تَنَنْ تَنْ تَنَنْ (ص 221)، ثم غنّی رملاً بالفارسیة بعد ابن محرز سَلمَک أحد الموسیقیین المعاصرین لهارون الرشید (ن.ص؛ ضیف، الشعر، 192).

وقد نال ابن محرز في حیاته شهرة واسعة. یقول أبوالفرج نقلاً عن إسحاق الموصلي عن الضل بن یحیی بن خالد: إنه سُئل بعض من یُبصر الغناء، من أحسن الناس غناء؟ فقال: أمن الرجال أم النساء، قیل: من الرجال و النساء، فأجاب: ابن محرز من الرجال و ابن سریج من النساء! (1/380).

وذکر ابن سریج (ن.ع) من النساء لایبدو معقولاً، وحتی لوکان مخنثاً وإن لم یشر في ترجمته إلی ذلک فإنه عجیب أیضاً، ولذلک یمکن القول إن لفظة رجل وامرأة نوع من العبارات الموسیقیة و اصطلاح للنبرة الصوتیة وشد الأوتار بمایتناسب مع صوت الرجل أو المرأة، فالمرأة رقیقة الصوت أما الرجل فصوته خشن.

 

المصادر

أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، القاهرة، 1383هـ/1963م؛ البستاني، الزکلي، الأعلام؛ ضیف، شوقي، الشعر والغناء في المدینة ومکة لعصر بني أمیة، القاهرة، دارالمعارف؛ م.ن، الفن و مذاهبه في الشعر العربي، القاهرة، دار المعارف؛ فروخ، عمر، تاریخ العلوم عندالعرب، بیروت، 1984م؛ المراغي، عبدالقادر، جامع الألحان، تقـ: تقي بینش، طهران، 1366ش؛ المسعودي، مروج الذهب، بیروت، 1385هـ/1965م؛ النویري، أحمد، نهایة الأرب، القاهرة، دارالکتب؛ وأیضاً:

Caussin de Perceval, A., «Notices anecdotiques sur les principaux musiciens arabes», JA, 1873, vol. II; Farmer, H. G., A History of Arabian Music, London, 1967; id, Studies in Oriental Music, Frankfurt, 1986.

تقي بینش/ ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: