الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / ابن ماجد /

فهرس الموضوعات

ابن ماجد

ابن ماجد

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/5 ۱۴:۳۲:۵۴ تاریخ تألیف المقالة

وکان لما أورده ابن المجاور من معلومات عن سکان جنوب الجزیرة العربیة و الجغرافیا الملاحیة (ألف کتابه ح 630هـ/1233م) قیمة کبیرة جداً، فقد نقل لنا شذرات عن مؤلف کتاب الراهنامج دونت باللغة العربیة بشکل الرهمانج (فران، «عناصر»، 213-214, 257). ویرجع فران أصل هذه اللفظة إلی کلمة رهنامک في اللغة الفارسیة الوسطي (البهلویة)، ویقول إن هذه الکلمة لیست في الأوساط العربیة سوی راهنامج التي یقابلها الشکل المقلوب رهمانج (وجمعه رهمانجات)، ثم تطور عنها فیما بعد إلی «رَماني» («مدخل، 237)، وبالإضافة إلی الراهنامج نشاهد في النصوص العربیة عدداً من الاصطلاحات مثل راهدان أوراهدار و ناخذا و ناخذاة وناوخذة و ناخوذة و ناخوذا و جمعه: نواخذة (معرّب ناخدا أو ناوخدا) بمعنی صاحب وربان السفینة (فران، «عناصر»، 238) و ربان (جمعه ربابنة) واشتیام (جمعه أشاتمة) واصطلاحات أخری أیضاً مثل خن (جمعه أخنان) بمعنی منازل البوصلة، وباشي بمعنی ارتفاع النجم و بندر (جمعه بنادر) و غیرها. ویشاهد أحیاناً في العربیة تراجم لکلمات فارسیة مثل «وردة الریاح» وهي ترجمة لـ «گلباد» أو «بادنما»، و تدل الأسماء المذکورة علی انتشار الاصطلاحات الملاحیة الفارسیة التي دخلت اللغة العربیة واستخدمها ابن ماجد أیضاً (کراتشکوفسکي، ن.م، 553-554).

أخذ ابن ماجد من کتب الملاحة وعلم الفلک معلومات واسعة، وکان مع ذلک ذا قریحة شعریة وأدبیة. ویمکن أن یستنبط ذلک من أسماء المصادر التي وردت في کتبه. وقد أفاد في مصنفاته في علم النجوم والملاحة و علم الجغرافیا من آثار الخواجه نصیر‌الدین الطوسي عن منازل القمر و الکواکب و ترحّم علیه (شوموفسکي، «ثلاث»، 82). کما ذکر عدداً من العلماء کعبد الرحمان بن عمر الصوفي الفکي و مؤلف کتاب التصاویر و أبي الفداء الجغرافي و مؤلف تقویم البلدان، و بطلمیوس مؤلف المجسطي و أبي حنیفة‌الدینورة و ابن حوقل و أبي هلال العسکري مؤلف جمهرة الأمثال، و یاقوت الحموي و الفردوسي و من زیج ألغ بیک أیضاً (ن.م، 84). وأورد من الشعراء أسماء عدد مثل امرئ القیس الکندي و المهلهل بن ربیعة و عنترة بن شداد و عمر بن أبي ربیعة المخزومي و أبي الحسن بن هانئ (أبي نواس) و بعدالله بن المعتز (ن.ص). وکان ینظر إلی مصنفات الماضین نظرة نقدیة و یمزج کتبهم بتجاربه الخاصة.

یقول ابن ماجد عن الماضین: في الحقیقة إن الناس کانوا في الزمان الأول أکثر حزماً، لایرکبون البحر إلا بأهله من شدة الحزم والخوف والحذر من البحر، وکان الملاحون یعدون للمراکب إعداداً جیداً، ویراعون مواعید الریاح الموسیمیة، ولایشحنون المرکب علی غیرالعادة ونحن أکثر منهم علماً و تجربة (ن.م، 82, 112). وتحدث ابن ماجد عن المسافات، فذکر أن المسافة بین میناء سیراف و ساحل مکران عن طریق البحر 7 أیام و عن طریق البحر إلی خراسان نحو شهر و من خراسان إلی بغداد نحو 3 إلی 4 أشهر. ویری بعض الرحالة أن ابن ماجد هو الذي اخترع البوصلة ولکن هذا لایمکن أن یتفق مع الواقع، ویقول ریتشارد برتون إن ملاحي عدن کانوا إلی منتصف القرن 19 م ینسبون اختراع البوصلة إلی ولي من أهل الشام یدعی الشیخ ماجد و یقرأون الفاتحة علی روحه قبل رکوبهم البحر و یطلبون العون منه (فران، «مدخل»، 228-227).

وقد سمی ابن ماجد الخزر أثناء بحثه حوله بحر قلزم العجم وجعله مقابل بحر قلزم العرب، و یعتقد کل من فران و شوموفسکي أنه أخذ هذا الاسم من کتاب مسالک الأبصار في ممالک الأمصار لشهاب‌الدین ابن فضل‌الله العمري (تـ 749هـ/1349م)، حیث قال «یقع في شمالي جیلان بحر القلزم» (فران، «عناصرم، 206؛ شوموفسکي، «ثلاث»، 114-113).

 

آثاره

لابن ماجد آثار عدیدة کشف حتی الآن عن 40 منها، ومعظمها تمت صیاغته شعراً و فقاً للمنهج «التذکیري القدیم» کما یقول کراتشکوفسکة («الأدب»، 516). ونظم أغلب مصنفاته علی بحر الرجز، أما شعره فلم یکن کله رجزاً. و تضم کل واحدة من أراجیزه هذه بین 20إلی 300 بیت، وتعالج الکلام علی طرق بحریة معینة و مسائل تخصصیة ترتبط بالملاحة و علاقتها بعلم الفلک. وهي أشبه ماتکون بمرشدات بحریة (فران، «مدخل»، 208, 218). أما هم أثار ابن ماجد فهي:

1. الفوائد في أصول علم البحر و القواعد. و هو منثور و یأتي في الدرجة الأولی بین آثاره و یری فران أن هأهم مادونه ابن ماجد من بین مصنفاته (ن.م، 219-220). ذُکر أنه ألف سنة 895هـ/ 1490م (شوموفسکي، «ثلاث»، 77). ویعتقد کراتشکوفسکي بأن تدوینه لم یتم في وقت واحد وأن المؤلف أضاف إلیه مرات عدیدة و أعاد تنقیحه. و علی هذا و بالاعتماد علی وجهتي نظر فران و تشنر فقد خضع الکتاب لثلاث مسودات و ذلک في السنوات 880 و 882 و 895هـ (ن.م، 561). ویفصل ابن ماجد الکلام في هذا الکتاب علی الجانبین النظري و العملي للمسائل الملاحیة معتمداً من جهة علی من سبقوه في هذا المضمار و من جهة أخری علی تجاربه الخاصة. ومیدان بحثه هو البحر الأحمر و الخلیج الفارسي والمحیط الهندي و جزائر الهند الصینیة، وینقسم إلی 12 فصلاً یطلق المؤلف علی کل منها اسم «فائدة»:

فالفائدة الأولی تبحث في نشأة الملاحة مع إیراد تفاصیل یغلب علیها الطابع الأسطوري کما یعالج فیها أیضاً الکلام علی الإبرة الممغنطة وعقرب البوصلة.

وتدور الفائدة الثانیة حول مایجب أن یعرفه المعلم الأصیل من الشؤون البحریة.

وتعرف الفائدة الثالثة بمنازل القمر.

والفائدة الرابعة بالأخنان و یعني بها منازل وردة الریاح الاثنین والثلاثین التي تظهر علی البوصلة. ولعله لایخلو من الفائدة لو أضفنا أن نفس هذه الطریقة لاتزال مستعملة إلی الآن في بعض المناطق، وملّاحو البحر الأحمر لایطبقون علی البوصلة الأوروبیة نظام التقسیم المعهود، بل یقسمونها إلی 32 قسماً ترتبط بطلوع نجوم معینة و غروبها، وتبینها الأخنان هذه (کراتشکوفسکي، ن.م، 561).

والفائدة الخامسة تتحدث عن الجغرافیین و الفلکیین الأول.

والفائدة السادسة عن الطرق البحریة.

والفائدة السابعة تشتمل علی ملاحضات حول الأرصاد الفلکیة. وتتم في الغالب عن طریق قیاس المسافات بین النجم القطبي (الجدي أو «الجاه» معرب گاه) (فران، «عناصر»، 218) واثنین من نجوم الدب الأصغر (الفرقدین) و «النعش» من نجوم الدب الأکبر (م.ن، «المرشدات…»، 303). وهي نفس النجوم التي لاتزال تلعب نفس الدور لدی ملاحي البحر الأحمر حالیاً (کراتشکوفسکي، ن.م، 562). ولانقاس المدارات في مصنفات ابن ماجد بالدرجات، بل بواسطة مایسمی في مصطلحه بـ «الإصبع»، ولعل هذه التسمیة تشیر إلی الطریقة البدائیة للراصدین الأوائل بما یعادل درجة واحدة و 37 دقیقة و هذه الطریقة تتعلق بأسطرلابات مقسمة بالأصابع لابالدرجات، وأصل هذه الطریقة غیرمعروف و لم یستطع فران أن یجده سواء بین الیونان أو بین الفرس أو لدی أهل الصین أو الهند أو في أندونیسیا (ن.ص). وابن ماجد هو الجغرافي العربي الوحید الذي لم یتبع مدرسة بطلمیوس في تقسیم خطي الاستواء و الزوال إلی 360 درجة، فلدیه یوجد مایعادل 224 إصبعاً یمکن الوصول إلیها من طریقتین إحداهما أن کل منزل من منازل وردة الریاح یحتوي علی 7 أصابع، والأخری أن کل منزل من المنازل القمریة الـ 28، فیه 8 أصابع، ویشیر الحاصل في کلتا الحالتین إلی أن الإصبع یعادل درجة واحدة و 37 دقیقة (ن.ص).

وتبحث الفائدة الثامنة في العلامات التي تشیر إلی اقتراب الیابسة وفي توجیه السفینة و قیادته إلی مرافئ کجرات (في خریطة ابن ماجد: «جوزرات») التي شغلت قسطاً وافراً من نشاط ابن ماجد الملاحي (ن.ص؛ فران، «مدخل»، 202).

وتعالج الفائدة التاسعة الکلام علی السواحل ابتداء من رأس الحد في الجزیرة العربیة. وذکر في هذه الفائده ثلاث جماعات من المعلمین أیضاً (ن.ص).

وتشتمل الفائدة العاشرة علی وصف لـ 10 جر کبار و هي جزیرة العرب و جزیره القمر (مدغشقر) و شمطرة (سومطرا) و جاوه و غورالتي ذکر شوموفسکي وکراتشکوفسکي أنها جزیرة فورموزا (م.ن، «ثلاث»، 77؛ کراتشکوفسکي، ن.م، 562) و سیلان أو سراندیب والتي وردت في المخطوطة أحیاناً باسم «سراندید» (شوموفسکي، «الجزر»، 175). وزنجبار و البحرین و سقطرة (سقطري) وابن جاوان (فران، «مدخل»، 202). وأورد شوموفسکي جزیرة ابن جاوان باسم «ابن جوان» («ثلاث»، ن.ص).

 

أما في الفائدة الحادیة عشرة فیرد الکلام علی الریاح الموسمیة الإبحار.

والفائدة الثانیة عشرة في صفي البحر الأحمر (بحر قلزم العرب) وجزره و شُعبانه.

2. حاویة الاختصار في أصول علم البحار، ویأتي هذا الکتاب في الدرجة الثانیة بین مصنفات ابن ماجد و من أوائل آثاره و یعود إلی 866هـ/ 1462م. و هو منظوم علی بحر الرجز و یضم معلومات مهمة عن الملاحة وأصولها (ن.ص).

ویری کراتشکوفسکي أنه ألف هذا الکتاب قبل الفوائد، وأنه فرغ منه بمسقط رأسه جلفار («الأدب»، 563؛ فران، «مرشد»، 295). وهو یقع في 11 فصلاً، ویضم 1,000 بیت (کراتشکوفسکي، ن.ص).

یبحث الفصل الأول منه في العلامات التي تشیر إلی الیابسة.

والفصل الثاني في منازل القمر و بیوت البوصلة وفي الأصابع و«الترفا» و هذا اللفظ الأخیر هو المعادل الجغرافي للفظ الإصبع و یساوي 97 میلاً بحریاً بالتقریب، أي رحلة یوم بحري و ذلک بمعدل سرعة متوسطة تساوي 4 عُقَد في الساعة (ن.ص).

ویتحدث في الفصل الثالث عن مسائل التوقیت.

وفي الفصل الرابع و بعبارة أخری الأرجوزة رقم 4 من هذا الکتاب باسم «تحفة القضاة»، یعین ابن ماجد القبلة عن طریق نصف النهار و مدار مکة المعظمة و المسجد الحرام و ذلک بالاستفادة من البوصلة.

ومن الفصل الخامس إلی الثامن یرد وصف طرق الملاحة المختلفة في المحیط الهندي و بحاره و خلجانه.

والفصل التاسع في الأرصاد و دراسة الکواکب.

والفصلان العاشر و الحادي عشر في مسائل مختلفة تتعلق بالملاحة من بینها تفسیر لفظ زام (جمعها: زوام)، الذي کان یری فیه وسیلة لتحدید المسافات، وقد ورد من قبل في کتاب عجائب الهند.

ویقول کراتشکوفسکي: «وکما وضح حالیاً فهویساوي ثمن یومٍ بحري بلیلته، أي ما یعادل ثلاث ساعات، بالتقریب» (ن.م، 563).

3. الأرجوزة المعروفة بـ المعربة، و تبحث حول الملاحة في خلیج عدن، دونت سنة 890هـ/1485م.

4. قبلة الإسلام في جمیع الدنیا، أو تحفة القضاة، و تشتمل علی معلومات حول تعیین القبلة في کل مکان، دونت في 893هـ/1488م.

5. أرجوزة برّ العرب في خلیج فارس، و یبحث فیها الإبحار علی طول سواحل الجزیرة العربیة إلی الخلیج الفارسي.

6. أرجوزة في قسمة الجمّة علی بنات نعش، یبحث فیها عن صورة الدب الأکبر الفلکیة، و تاریخها 900هـ / 1495م (فران، «مرشد»، EI2; 296-295). ویری شوموفسکي أنه صنّف هذه الأرجوزة في نحو 24 سنة بعد تدوین حاویة الاختصار، أي حوالي 900هـ («ثلاث»، 78).

7. الأرجوزة المعروفة بـ کنز المعالمة و ذخیرتهم في علم المجهولات في البحر و النجوم و البروج، بدون تاریخ. ویری فران أنهادونت في نحو 894هـ/ 1489م. ویبحث فیها حول الکرات الفلکیة و صور منطقة البروج والکواکب وغیرها.

8. أرجوزة في النتخات لبرّ الهند وبرّ العرب، وتبحث حول رسو السفن علی السواحل الغربیة للهند و سواحل الجزیرة العربیة من °25 إلی °6 عرضا شمالیاً بالتقریب، وهي بدون تاریخ.

9. أرجوزة میمیات الإبدال، و تتعلق ببعض النجوم من أجل الإبحار والإرشاد البحري.

10. أرجوزة مخمسة، و تبحث حول بعض النجوم الشمالیة.

11. أرجوزة عن الأشهر البیزنطیة (روما الشرقیة)، ذکر فران أنها دونت قبل 894هـ.

12. أرجوزة ضریبة الضرائب (بدون تاریخ)، و تبحث في الاستفادة من النجوم من أجل الملاحة، وفیها معلومات للملاحین.

13. منظومة فلکیة بلاعنوان من بحر الرجز قدمت لعلي بن أبي طالب (ع)، وتشتمل علی معلومات حول منازل القمر و أماکنها الصحیحة في السماء و قد دونت قبل 894 هـ (فران، ن.م، 296؛ EI2).

14. المنظومة المعروفة بـ القصیدة المکیة، وهي عن الطرق البحریة من مکة إلی جدة ورأس فَرتَک، وکالیکوت و دابول و کُنکان و کجرات وأطواح وهرمز (في المنظومة: هرامیز) (شوموفسکي، ن.م، 78)، وهي بدون تاریخ أیضاً.

15. أرجوزة نادرة الإبدال، یری فران أنها صنفت قبل 894هـ، وتتعلق ببعض الکواکب (ن.ص).

16. القصیدة المعروفة بـ الذهبیة، ویبدي رأیه فیها حول الصخور والجبال الساحلیة، والمناطق العمیقة جداً و علامات الاقتراب من الیابسة کالطیور و الریاح، و یتحدث فیها أیضاً عن الرسو في الرؤوس أثناء هبوب الریاح الموسمیة و عن مواضیع من هذا النوع. نظم هذه القصیدة في 16 ذي الحجي 882هـ/ 21 آذار 1478م (ن.م، 297؛ EI2) الموافق لأول شهر من الشهور الإیرانیة فروردین.

17. أرجوزة الفائقة، وهي عن الرصد و ارتفاع الکواکب و منها برج الضفدع. لانعلم بدقة سنة تدوینها، ویری فران (ن.م، 297) أنها صنفت قبل 894هـ (قا: EI2).

18. أرجوزة البلیغة، و هي عن رصد نجمّي سُهیل و لاسماک الرامح (شوموفسکي، ن.م، 136؛ EI2). وهي بدون تاریخ.

19. تسعة فصول قصیرة منثورة، و یبحث فیها حول المحیط الهندي و سواحله و العرض الجغرافي لبعض المرافئ، و صورة السواحل و طریقة الرسو في السواحل الغربیة للهند، کما یتحدث ابن ماجد فیها عن 10 جزر کبری في المحیط الهندي و سواحل آسیا و إفریقیا، و الریاح الموسمیة الموافقة، والبحر الأحمر و التفاصیل المتعلقة به، والصخور وأعماق هذا البحر (فران، ن.ص؛ شوموفسکي، «الجزر»، 173-179).

20. أرجوزة السبعیة و هي في 7 فصول، وفي 7 علوم في الملاحة، دونت في 888هـ/ 1483م.

21. قصیدة في علم الفلک، دونت قبل 894هـ.

22. قصیدة بلااسم، فیها دراسة عن الکواکب التي تبدو مفیدة لرسو السفن، و تحدث فیها عن سواحل دیو حتی دابول. نظمت قبل 894هـ، ووردت في بعض الکتب باسم الهادیة (فران، ن.ص؛ EI2).

ولابن ماجد 3 منظومات أخری عثر علیها في مجموعة مخطوطات المتحف الآسیوي بلینینغراد (کراتشکوفسکي، «مرشد»، 74-78)، ثم صارت ضمن مجموعة المخطوطات في المجمع العلمي للاتحاد السوفیتي – معهد الاستشراق – فرع لینینغراد (رقم B-992) (شوموفسکي، ن.م، 65, 67).

والکتاب الذي یضم منظومات ابن ماجد یشتمل علی 7 آثار في مواضیع مختلفة لعدد من الکتّاب (ن.م، 67). وقد أطلع کراتشکوفسکي، شوموفسکي علی هذا الکتاب، ورکز نشاطه علی دراسة 3 منظومات لابن ماجد من هذا الکتاب. غیر أن الحرب العالمیة الثانیة و حصار لینینغراد حالا دون دراستها بشکل کامل. و بعد الحرب وفي آب 1946، عاد شوموفسکي إلی لینینغراد و وجد المخطوطة المذکورة التي لم یجد فران فرصة لدراستها سالمة، فاستأنف دراستها (ن.م، 67-68).

وفي 1957 م نشرت النسخة المذکورة مع ترجمة لها بالروسیة من قبل المجمع العلمي للاتحاد السوفیتي – معهد الاستشراق – فرع لینینغراد بتحقیق شوموفسکي.

وقد أُخذ اسم کتاب ثلاث راهمانجات المجهولة لأحمد بن ماجد ربان رحلة فاسکودي غاما، عن مخطوطة عربیة فریدة، و منظومتان من الثلاثة المذکورة من بحر الرجز و الثالثة من بحر الطویل.

ویطلق علی الأرجوزة الأولی من الکتاب اسم أرجوزة السفالیة وتبحث في معرفة الممرات البحریة، و القیاس النجومي من مالابر = ملبار (في الأرجوزة ملیبار) و کنکان (في الأرجوزة کنکن) و کجرات (في الأرجوزة جوزرات) و السند وأطواح إلی السیف الطویل و منها إلی نواحي السواحل وزنجبار وأرض السفالة (السواحل والسفالة في حوالي کینیا و تنزانیا الحالیتین) ومدغشقرو جزرها.

وتشتمل الأرجوزة علی جمیع نوادر العلوم في هذه النواحي حتی انتهاء جنوبي الأرض، و بیان قیاساتها حیث یستطیع المعلم (المرشد البحري) أن یعرف عن طریقها النواقص و الزیادات في کل الأخنان (البیوت) و یشتمل وصف نوادر هذا الطریق: القیاسات، ونواحي الممرات، و سکان الأرض و ملوکهم، و الریاح الموسمیة، والسفر في تلک المناطق و الطریق الذي اکتشفه المعلم الرابع (بعد المعلمین الثلاثة الأوائل) (ابن ماجد، 3).

ولعل تاریخ تدوین هذه الأرجوزة بعد 906هـ/1501م (م.ن، 25). ومع أنه لایمکن تحدید سنة وفاة ابن ماجد من هذا الأثر، ولکن یتبین أنها بعد هذه السنة.

واسم الأرجوزة الثانیة هو المعلقیة وفیها معلومات عن أرض الهند حتی سیلان وناک باري وأرض سیام (الهند الصینیة) والملعقة و جاوه و توابعها من الجزر و الصخور المرجانیة و مواضعها و مواصفات هذه الأراضي والمدن و توابعها في الشرق و الجنوب و غور و الصین حتی حدود الصخور البرکانیة المشرفة علی المحیط الذي یسمیه ابن ماجد البحر و یقول و لیس بعدها شيء سوی جبل قاف (م.ن، 30).

واسم الأرجوز الثالثة هو التائیة و هي أقصر من المنظومتین الأخریین. وتشتمل علی معلومات عن طریق جدة إلی عدن و وصف الممرات البحریة و مقاییسها في هذا البحر و الذي دعاه ابن ماجد بالبحر الکبیر (ص 44).

وکان ابن ماجد علی علم بسعي البرتغالیین للدوران حول رأس الرجاء الصالح والدخول إلی المحیط الهندي، و کذلک بغاراتهم علی سواحل شرق إفریقیا. فقد ذکر أن الفرنجة (الأوروبیین) وصلوا إلی السفالة بالدور من المدخل الذي هو رأس الرجاء الصالح و الواقع بین السفالة و المغرب (شمالي إفریقیا) ثم ذهبوا إلی الهند، وأتوا بعدها إلی زنجبار ثم عادوا من نفس الطریق. وذکر ابن ماجد أن هذا حدث في 900 هـ (ص 25).

ثم أضاف أن الفرنجة جاؤوا مرة أخری إلی الهند في 906هـ، واشتروا منازل فیها، وسکنوها واعتمدوا علی الحکام السوامر (هم زموریو کرالا) الذین أساء الناس الظن بهم (ن.ص). و یبدو مما أورده ابن ماجد، أنه کان یشعر بالخجل لإرشاد البرتغالیین، ویذکر دخول الفرنجة (البرتغالیین) إلی کالیکوت بحزن وألم، ویقول حینما قدموا إلی کالیکوت، بدأو بالبیع و الشراء، وضیقوا علی الآخرین بعنادهم و اعتمادهم علی الحکام، وجلبوا معهم الکره للإسلام وأشاعوا القلق والاضطراب بین الناس (شوموفسکي، «ثلاث»، 10).

 

المصادر

ابن ماجد، أحمد، «ثلاث راهمانجات المجهولة» (ظ: ما، شوموفسکي)؛ نظامي گنجوي، خمسة، طهران، 1336ش؛ وأیضاً:

BSE3; EI2; Ferrand, Gabriel, «L’élément persan dans les textesnautiques arabes des XVe et XVIe sièeles», JA, Paris, 1927, vol. CCIV; id, «Les instructions nautiques de Sulaymān al Mahri (XVIe siècle)», Annales de géographie, 1923, vol. XXXI; id, Introduction à l’astronomie nautique arabe, ed. Fuat Sezgin, Frankfurt, 1986; id, «Le pilote arabe de Vasco de Gama», Annales de géographie, 15 Juillet 1922, vol. XXXI; id, Relation de voyages et textes géographiques arabes, persans et turcs relatifs à l’extrême orient du VIIIe au XVIIIe siècles, ed. Fuat Sezgin, Frankfurt, 1986; IA; Krachkovskii, Ignati, «Arabskaia geograficheskaia literatura», Izbrannie Sochine niya, Moscow/ Leningrad, 1955, vol. IV; id, «Lotsman Vadko da Gamy», Izbrannie Sochineniya, Moscow/ Leningrad, 1955, vol. I; Shumovskii, Teodor, Tri neizvestnye losii Ahmada ibn madjida arabskogo lotsmana Vasco da Gamy, Mscow/ Leningrad, 1957; id, «Velidie ostrova v morskoy entsiklopedii Akhmada ibn Madzhida XV v.», Strany i narody Vostoka, Moscow, 1976.

عنایت‌الله رضا/ ن.

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: