الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن ماسای /

فهرس الموضوعات

ابن ماسای

ابن ماسای

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/5 ۲۲:۵۹:۰۳ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ ماساي، مسعود بن عبدالرحمان بن ماساي (مقـ 789هـ/ 1387م)، وزیر عدد من أمراء بني مرین في المغرب ولاسیما عبدالرحمان ابن یفلوسن. وکانت فترة خدمته کلها مصحوبة بالاضطرابات و الفتن و قد نجح في القضاء علی أکثر الاضطرابات. ولما مرض السلطان أبوعنان المریني و أشرف علی الموت، اجتمع رجال الدولة و کانت نفرتهم عن ابنه وولي عهده مستحکمة لما بلوا من سوء دخلته، و شر ملکته، فقبضوا علیه ومعهم الوزیر الحسن بن عمر وقتلوه و نصبوا أخاه أبابکر الذي یبلغ من العمر 5 سنوات و یلقب بالسلطان السعید (السلاوي، 4(2)/3) خلیفة، وفي روایة أنهم قتلوا السلطان في الأیام الأخیرة من حیاته في 759هـ (ابن خلدون، 7(3)/622).

ولما ثار أبوحمو موسی بن یوسف الزیاني و ساعدته قبیلة بني عامر في الاستیلاء علی تلمسان، بعث الحسن بن عمر جیشاً بقیادة ابن ماساي للقضاء علیه. وفي ربیع الثاني 760 هرب أبوحمو واستولی ابن ماساي علی تلمسان (م.ن، 7(3)/628-629). وکان مع ابن ماساي في هذه الحرب منصور بن سلیمان المریني و کانت جماعة تنتظر أن یتولی السلطنة بعد أبي عنان. فأکرهه ابن ماساي علی قبول السلطنة والبیعة وبعد أخذ البیعة قصد المغرب من تلمسان في جمادی الثانیة 760 (م.ن، 7(3)/630—631)، ولکن مالبث أن انفضّ عنه و مال إلی أبي سالم إبراهیم بن أبي الحسن المریني (م.ن، 7(3)/635). وفي شعبان من هذه السنة قتل السلطان السعید و منصور بن سلیمان (السلاوي، 4(2)/7). وبوصول أبي سالم، الملقب بالمستعین بالله إلی الحکم، تولی ابن ماساي الوزارة أیضاً في منتصف شعبان 670 (م.ن، 4(2)/7-8؛ ابن خلدون، 7(3)/635). لکن أبا سالم قتل في 762 هـ في إحدی الثورات و هرب ابن ماساي و ثم مالبث أن قبض علیه (م.ن، 7(3)/651-652). فأخذه عمر ابن عبدالله الفودودي قائد الثورة إلی بیته لمکان صهره (السلاوي، 4(2)/41).

وفي عهد سلطنة أبي زیان محمد بن أبي عبدالرحمان (763هـ) ذهب عمر بن عبدالله و ابن ماساي إلیه و عقد لابن ماساي علی وزارته بإشارة عمر بن عبدالله (م.ن، 4(2)/50). وفي هذه الفترة (764هـ) استولی ابن ماساي علی سجلماسة وضمها إلی فاس (م.ن، 4(2)/51)، ورغم ما کان لعمر بن عبدالله من حق علیه فقد بدأ بالتآمر ضده. ولما لم ینجح في مساعیه اضطر للهرب في 765هـ (ابن خلدون، 7(3)/666-668). ثم فر ابن ماساي إلی الأندلس (767هـ)، فقبض علیه بسعایات ابن الخطیب وألقي به في السجن (م.ن، 7(3)/695). وبعد استقرار عبدالرحمان بن أبي یفلوسن المریني في مراکش قصد ابن ماساي فاس، ثم انتقل منها إلی الأندلس و سکن في غرناطة منطقة ابن الأحمر (م.ن، 7(3)/706-707). ولما تولی أبوالعباس المریني السلطنة بلقب المستنصر بالله في المغرب (776هـ) (السلاوي، 4(2)/61-62)، سعی جماعة من سماسرة الفتن بین ابن الأحمر و أبي العباس (ابن خلدون، 4(2)/380). فاختار ابن الأحمر موسی بن أبي عنان لحکم المغرب و استوزر له ابن ماساي، ووصل موسی إلی الحکم في 786هـ بلقب المتوکل علی الله (م.ن، 7(4)/729-730)، ولکن زمام الأمور کان بید ابن ماساي و کان یدیر البلاد بحزم ویقضي علی المعارضین (م.ن، 7(4)/734-735).

وبعد فترة ضاق السلطان موسی باستبداد ابن ماساي ذرعاً وفکر بعزله، وتحدث بذلک إلی بعض ندمائه. فبلغ ابن ماساي الخبر، و بدأ یفتش عن حل. فأرسل أولاً ابنه یحیی مع شخص آخر إلی ابن الأحمر، وطلب منه أن یعید أبا العباس المستنصر الذي کان سجیناً في إحدی القلاع إلی حکم المغرب، وجهز هو الجیوش للقضاء علی ثورة الحسن ابن ناصر في غمارة، واستخلف أخاه یعیش بن ماساي. وفجأة مرض السلطان موسی، وهلک لیوم ولیلة و عمره 31 سنة (جمادی الثانیة 788). ویقال إن یعیش بن ماساي دس له السم. وبادر یعیش فنصب المنتصر ابن أبي العباس للملک. ولما بلغ ابن ماساي خبر موت موسی، عزم علی الرجوع؛ وأرسل شخصاً إلی ابن الأحمر، وطلب منه أن یعید أبا العباس الذي کان یسیر نحو المغرب، وأن یبعث بدلاً منه، محمد بن أبي الفضل بن أبي الحسن، الملقب بالواثق. ویبدو أن تفرد ابن ماساي بالسلطنة جعل تحقق هذه أکثر سهولة. فأجاب ابن الأحمر طلبه أیضاً (م.ن، 7(4)/734-736).

وبعد أن قبل الواثق شروط ابن ماساي وصل إلی دار الملک بالمغرب، وبویع في شوال 788، إلا أن ابن ماساي قبض علی عدد من أصحاب الواثق و عذب بعضهم و قتل البعض الاخر (م.ن، 7(4)/738).

ولما استقل ابن ماساي بالدولة، فکر في احتلال مناطق أخری. فطلب من ابن الأحمر بالملاطفة أن یسلمه سبتة. فاستشاط ابن الأحمر ولجّ في الرد. فنشأت الفتنة لذلک. وجهز ابن الأحمر أبا العباس أیضاً لقتال ابن ماساي. و بعد أن احتل أبوالعباس سبتة طمع في فاس. فشجعه ابن الأحمر أیضاً ووعده بالمعونة. ورغم أن قوات ابن ماساي حاصرت أبا العباس في الطریق مدة شهرین، فقد استطاع بعد تلقي المساعدات التغلب علی ابن ماساي وهرب الأخیر إلی فاس والتجأ إلی البلد الجدید (م.ن، 7(4)/739-743).

وبعد فترة وصل أبوالعباس إلی البلد الجدید. ولما رأی این ماساي أن نهایته آذنت بالاقتراب، همّ بقتل أبناء کبار بني مرین الذین اعتقلهم عنده، ولکن یغمراسن السالفي (م.ن، 7(4)/745) منعه من ذلک، وبعد تحمل 3 أشهر من الحصار، أذعن لإجراء محادثات مع مبعوثي أبي العباس وأخذ الأمان منهم. وبعد أن أقسمهم علی قبول شروطه و منها أن یستمر علی الوزارة وأن یرسل الواثق إلی الأندلس، خرج إلی أبي العباس. ودخل أبوالعباس البلد الجدید في رمضان 789، وقبض علی الواثق وأرسله إلی طنجة وبعد یومین ألقی بابن ماساي وإخوانه و حاشیته في السجن و عرضهم للتعذیب ولاسیما ابن ماساي، فق عذبه بشدة لسوء معاملته لکبار بني مرین و نهب بیوتهم و تخریبهبا، ثم أمر بقطع یدیه ورجلیه فمات ابن ماساي قبل قطع رجلیه، کما قتل الواثق أیضاً في طنجه (م.ن، 7(4)/745-746).

 

المصادر

ابن خلدون، العبر؛ السلاوي، أحمد، الاستقصاء، تقـ: جعفر الناصري و محمد الناصري، تونس، 1955م.

عبدالأمیر سلیم/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: