الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفلسفة / ابن کمونة /

فهرس الموضوعات

ابن کمونة

ابن کمونة

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/4 ۱۳:۵۰:۲۵ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ کَمّونَة، سعد بن منصور بن الحسن بن هبة الله بن کمونة (تـ 683هـ/ 1284م)، فیلسوف وطبیب عیون. لانعرف شیئاً عن تاریخ ولادته ومحلها. ولم یتطرق إلی ذلک حتی ابن الفوطي الذي عاصره وترجم له. ورغم أن بعض الکتّاب عدّ جدّه هبة الله بن کمونة الإسرائیلي من فلاسفة الیهود في عصر ابن سینا و أبي ریحان البیروني و أبي الخیر الخمار (آقابزرگ، 2/286)، غیر أن المصادر القدیمة لم تُشر إلی ذلک. وقد صرّح نفسه في کتاب البلدان في مادة مدینة قزوین أن أبا القاسم بن هبة الله الکموني هو جده الخامس (الظاهریة، 115).

وتعود جلّ شهرة ابن کمونة بین الفلاسفة المسلمین إلی الشبهات التي نُسبت إلیه، ولهذا قلّ الإقبال علی آثاره الفلسفیة، وإن قال عنه ابن الفوطي – و هو أقدم من تحدث عنه – إنه کان أدیباً و فیلسوفاً ومنطقیاً وریاضیاً قصده الناس للاقتباس من فوائده. وقد اشتهر إلی درجة أن ابن الفوطي کتب إلیه ملتمساً شیئاً من فوائده لیطرزبها کتابه، فکتب إلیه ابن کمونه أبیاتاً شعریة (تلخیص …، 4/160-161). کان یکاتب علماء وفلاسفة عصره، وقد وصلتنا رسالة تضم أسئلة بعثها إلی الخواجه نصیرالدین الطوسي وأجوبته علیها (دانش‌پژوه، رقم 286). وکان علی صلة بنجم‌الدین دبیران الکاتبي (شوری، 9(2)/503-504)، وشمس‌الدین محمد الجویني، کما ذکر في مقدمة کتاب اللمعة الجوینیة أنه کتب هذا الکتاب باسم شمس‌الدین. ویفهم من هذا أنه رغم نظر بعض الفلاسفة والمتشرعین إلیه کشخص منبوذ، فقد کان یحظی باهتمام علماء عصره. ورغم قلّة من استند إلیه من الفلاسفة الذین تلوه، غیر أن صدرالدین الشیرازي نقل بعض آرائه في مسألة التصور و التصدیق (ص 315). وهناک اختلاف کبیر حول عقائده ‌الدینیة، فبینما عدّه الکثیرون یهودیاً، هناک من یعدّه مسلماً اعتماداً علی مقدمة بعض آثاره التي یصلي فیها فی النبي (ص) و أهل البیت (ع) (مثلاً التنقیحات …، الورقة 3، الکاشف، 1)، بل عدّه آخرون شیعیاً (آقابزرگ، 2/286؛ مدرس، 8/173)، رغم أن البعض وصمه بـ «شیطان الحکماء» (سرکیس، 185). ویستشف من بعض آثاره (ظ: تتمة المقالة) وآراء ابن الفوطي فیه (الحوادث…، 441) أنه لم یکن لدیه اعتقاد بالأدیان، وقد أدی تصنیفه کتاب تنقیح الأبحاث بأهل بغداد إلی الثورة علیه و تجمعهم في المدرسة المستنصریة مطالبین بمعاقبته. و بعد هذه الثورة أمر شحنة بغداد بإحراقه، إلا أن أصحابه وضعوه في صندوق و حملوه سراً إلی الحلة فأقام أیاماً و توفي هناک (ن.م، 441-442؛ ابن رافع، 25؛ العزاوي، 1/330).

 

شبهة ابن کمونة

رغم عدم تحدث المصادر القدیمة التي ترجمت له عن هذا الجانب، إلا أن ما اشتهر فیما بعد لم یکن في الواقع سوی واحدة من فرضیات مسألة طرحها ابن کمونة في التوحید وأجاب علیها (الکاشف، 250-251). وهذه الفرضیة علی الشکل التالي: «لماذا لایجوز وجود موجودین واجبي الوجود متباینین بحسب ذاتهما ولیس لهما مابه‌الاشتراک الجنسي و مابه الامتیاز الفصلي، لکي یتحتم المحظور عن طریق لزوم الترکیب، وینحصر مابه‌الاشتراک لدی هذین واجبي الوجود في وجوب الوجود فقط الذي هو عبارة عن انتزاع و لیس له ما بإزاء خارجي». والنقطة الجدیرة بالاهتمام أن هذه الفرضیة هي واحدة من الرضیات الأربع التي طرحها ابن سینا وأجاب علیها (2/302-304)، لکنها نُسبت فیما بعد إلی ابن کمونة عندما طرحها هذا الأخیر، بحیث عبّر عنها کل من صدرالدین الشیرازي في تعلیقه علی الشفاء (ص 33 ومابعدها) والسبزواري (ص 148) واللاهیجي (ص 130) بشبهة ابن کمونة. والشبهة الأخری المنسوبة إلیه هي «شبهة الاستلزام» («شبهة الاستلزام»، المجموعة رقم 7318، الرسالة 12، المجموعة رقم 7598، الورقة 118)، وهذه الشبهة کمایلي: لولازم شيء شیئاً آخر (الموضوع) فلن یکون نقیضه من لوازم الشيء الآخر، ولوکان عدمه من لوازم ذلک الشيء الآخر، فلن یکون وجوده من لوازمه. وقد أعرب کل من نسب هذه الشبهة إلی ابن کمونة – بشکل أو بآخر – عن عدم وجود أي صلة لأي منهما بالآخر لامن حیث الموضوع، ولامن حیث المضمون. فقد ورد مثلاً في المجموعة رقم 7318 کل شيء موجود، لوکان وجوده مستنداً إلی رفع الأمر الواقع، فإن هذا الموجود سیکون أزلیاً وأبدیاً (یبدو أن المراد الحرکة والزمن)، إذن فمن الضروري أن تکون الحوادث الیومیة التي یستند وجودها إلی رفع الأمور الواقعیة أزلیة و أبدیة. وجاء في المجموعة رقم 7598: متی مالایستلزم وجود شيء أمراً واقعیاً، کنون موجوداً، لأنه لوکان معدوماً لاستلزم ارتفاع الأمر الواقع و هو عدمه و تحتّم اجتماع النقیضین. إذن فما قیل من أن وجود شيء یستلزم عدم شيء آخر غیرصحیح. ویتضح من هذین التعبیرین غیرالمرتبطین ببععضهما في مسألة واحدة، أن هذه النسب غیرأصیلة.

 

آثاره

لابن کمونة مایقرب من 30 کتاباً ورسالة في مکتبات العالم، أهمها:

1. الأبحاث عن الملل الثلاث، أو تنقیح الأبحاث، وهو الذي أهاج الناس و دفعهم لاتهام ابن کمونة. منه نسخ عدیدة، طبع في 1967م في لوس‌أنجلس بتحقیق پرلمان. ویکشف هذا الکتاب عن العقائد الکلامیة عند ابن کمونة، فهو یقول مثلاً إن دائرة الإدراک والعقل محدودة و مقام النبوة أوسع من ذلک،ولهذا لم یصدّق الناس کلام الأنبیاء. وقد عدّ 3 خصال للرسول: ألف- قوته النفسیة التي یتمکن بها من التأثیر علی نفوس الآخرین وعامة العالم ویزیل صورة ویوجد صورة أخری. ب- قوته النظریة (العقل النظري) من الصفاء بشيء بحیث یدرک کافة العلوم من مبدأ الفیض. ج- یعي الأمور الغیبیة في الیقظة والمنام بحیث لایشک في صحتها. ویتصف بعض الأنبیاء بکافة هذه الخصال والبعض باثنتین منها. وهناک من یتصف بواحدة فقط (تنقیح …، 2-3). ویشتمل هذا الکتاب علی 4 أبواب. الباب الأول في النبوة العامة، والأبواب الثلاثة الأخری في الیهودیة والمسیحیة والإسلام علی التوالي. وبیّن في الباب الخاص بالیهودیة المؤاخذات علیها باختصار، ثم رد علیها بإسهاب (ص27-50). وانتهج في البابین الثالث والرابع العکس تماماً، أي أورد المؤاخذات بشکل مفصل، بینما أوجز الردود علیها (ص 51-108). ومن بین تلک المؤاخذات مؤاخذات علی الإنجیل والقرآن، ویبدو أنها کانت وراء اتهامه بالإلحاد. وهناک ردود علی هذا الکتاب منها: ردّ تنقیح الملل الثلاث للحکیم مؤید‌الدین صموئیل (المرکزیة، 422)، و الدر المنضود في الرد علی فیلسوف الیهود لابن الساعاتي (شوری، 9/502)، ونهوض حثیث النهود إلی دحوض خبیث الیهود للشیخ زین‌الدین بن محمد الملطي الشافعي (ن.ص). ویستشف من هذه الردود أنهم کانوا یعدونه یهودیاً، وقد لقبه البعض بفیلسوف الیهود (ابن رافع، 35).

2. ملتقط تلخیص المحصل، منتخب من کتاب الخواجه نصیرالدین الطوسي، وبخط ابن کمونة نفسه، ویعود تارثخ کتابته إلی 670هـ، یوجد هذا الکتاب في النجف (الحسیني، 25).

3. الملتقط من کتاب زبدة النقض ولباب الکشف، في شرح الإشارات لابن سینا والإشکال علیه، وأصله لنجم‌الدین أحمد بن أبي بکر بن محمد النخجواني، لخصه ابن کمونة (م.ن، 54). وله رسائل أخری تحمل عنوان «الملتقط» (مجلة معهد …، 5(1)/24).

4. التنقیحات في شرح التلویحات، شرح علی التلویحات للسهروردي و یبدو أن للشهرزوري صاحب نزهة الأرواح شرحاً آخر علیه باسم التلویحات. وأشار کربن (ص 69-73) إلی کلا هذین الشرحین. ویقول الشارح (ابن کمونة) في مقدمة کتابه بعد حمدالله والصلاة علی الرسول وآله: بما أن التلویحات کتاب موجز للغایة فقد طلب مني بعض الفضلاء أن أوضح تعقیداته، ولبیت طلبهم علی عجل، ولم تسعفني الفرصة لإعادة النظر فیه. والکتاب یضم فصلي المنطق والطبیعیات، کما یحتوي علی صفحة من فصل الإلهیات. وهو شرح مفصّل نسبیاً في باب منطق کتاب التلویحات (الورقة 5-115)، وقد طرح في بحث الدلالات نقاطاً جدیرة بالاهتمام. وله تحقیق دقیق في أجزاء العلوم، أي المبادئ والموضوعات والمسائل. ویبدو أنه أفاد من ابن سینا في هذا الباب. أما في فصل الطبیعیات (الورقة 123 و مابعدها) فقد درس الجزء والجوهر الفرد، وأصرّ علی بطلان ترکیب الأجسام من الذرات.

5. الجدید في الحکمة، طبع في بغداد عام 1403هـ بتحقیق حمید مرعید الکبیسي، ویشتمل علی قضایا عامة في الفلسفة.

6. الکاشف، وهو رسالته الفلسفیة. ویبدو أنه نفس کتاب فلسفة ابن کمونة الذي ورد في الذریعة (آقابزرگ، 16/305). توجد نسخة منه في المکتبة المرکزیة برقم 248 و تتألف من 290 صفحة، ویضم هذا الکتاب مجموعة کاملة في المنطق والطبیعیات والإلهیات. وقد دون ابن کمونة هذا الأثر باسم الأمیر عزالدین معتمد الدولة مجد الملک دولتشاه ابن الأمیر سیف الدیم سنجر الصاحبي. وأورد في مطلع الکتاب أنه یری أن الحکمة – علی طریقة الإشراقیین – استکمال للنفس الإنسانیة. ویقسم الکتاب إلی 7 أبواب، یتألف کل باب من عدة فصول: الباب الأول في المنطق ویتألف من 7 فصول؛ الباب الثاني في الأمور العامة؛ الباب الثالث في أقسام الأعراض والاعتباریات؛ الباب الرابع في الأجسام ومقوماتها وأحکامها؛ الباب الخامس في النفوس و خصوصیاتها وصفاتها، وطرح في الفصل الخامس من هذا الباب (ص 190 وما بعدها) مسألة الحُلم والوحي والإلهام؛ الباب السادس في العقول؛ الباب السابع في وحدة واجب ألوجود. وطرح في هذا الباب بالذات (ص 249-251) إحدی فرضیات هذه المسألة – والتي عُرفت فیما بعد بشبهة ابن کمونة – وأجاب علیها. توجد نسخ عدیدة منه في المکتبات.

7. اللمعة الجوینیة، و کما یفهم من موضوعاته هو نفس رسالة العلم والعمل. ویشیر ابن کمونة إلی أنه کتبه ببغداد إلی شمس‌الدین محمد الجویني بطلب من محمد المؤمن القزویني (اللمعة …، الورقة 142). ویتألف هذا الکتاب من جملتین، وکل جملة من بابین، وکل باب من 5 فصول. و تحدث المؤلف في نهایة الکتاب حول واجبات السلطات والولاة وأخلاقهم. توجد منه نسخ عدیدة في المکتبات.

للاطلاع علی آثاره الأخری یمکن الرجوع إلی مقصود الهمداني (ص 328)، إلهیات طهران (ص 473)، مجلة معهد (5(1)/27)، شوری (5/287)، الظاهریة (ص115)، آقابزرگ (11/131) و مدرس (8/174).

 

المصادر

آقابزرگ، الذریعة؛ ابن رافع السلامي، محمد، تاریخ علماء بغداد، تقـ: عباس العزاوي، بغداد، 1357هـ؛ ابن سینا، الشفاء، طهران، 1303هـ؛ ابن الفوطي، عبدالرزاق، تلخیص مجمع الآداب في معجم الألقاب، تقـ: مصطفی جواد، دمشق، 1382هـ؛ م.ن، الحوادث الجامعة، تقـ: محمدرضا الشبیبي، بغداد، 1351هـ؛ ابن کمونة، سعد، تنقیح الأبحاث للملل الثلاث، تقـ: م. پرلمان، کالیفورنیا، 1967م؛ م.ن، التنقیحات في شرح التلویحات، مخطوطة المکتبة المرکزیة، رقم 273؛ م.ن، «شبهة الاستلزام»، المکتبة المرکزیة، المجموعة الخطیة، رقم 7318 و 7598؛ م.ن، الکاشف أو رسالة فلسفیة، مخطوطة في المکتبة المرکزیة، رقم 248؛ م.ن، اللمعة الجوینیة، مجموعة خطیة في المکتبة المرکزیة، رقم 861؛ إلهیات طهران، المخطوطات؛ الحسیني، أحمد، فهرست مخطوطات خزانة الروضة الحیدریة، النجف، 1391هـ؛ دانش‌پژوه، محمدتقي وبهاءالدین أنواري، فهرست کتابهاي خطي کتابخانۀ مجلس سنا، طهران، 1359ش؛ السبزواري، الملاهادي، شرح منظومة، طهران، 1296ش؛ سرکیس، یعقوب، مباحث عراقیة، بغداد، 1367هـ؛ السهروردي، یحیی، مجموعۀ مصنفات، تقـ: هنري کرین، طهران، 1352ش، ج 1؛ شوری، المخطوطات؛ صدرالدین الشیرازي، محمد، «رسالة التصور والتصدیق»، ملحقة بکتاب الجوهر النضید، طهران، 1363ش؛ الظاهریة، المخطوطات (الجغرافیا)؛ العزاوي، عباس، تاریخ العراق، بغداد، 1353هـ؛ اللاهیجي، عبدالرزاق، گوهرمراد، تقـ: صمدموحد، طهران، 1364ش؛ مجلة معهد المخطوطات العربیة، القاهرة، 1958-1960م؛ مدرس، محمدعلي، ریحانة الأدب، تبریز، 1346ش؛ المرکزیة، مکروفلم؛ مقصود همداني، جواد، فهرست نسخه‌هاي خطي کتابخانۀ غرب مدرسۀ آخوند همداني، طهران، 1356ش؛ وأیضاً:

Corbin, H,. «Prolégomenes» (vide: PB, As-Suhraward ī).

جعفر سجادي/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: