ابن اللبودي، کنیة
cgietitle
1442/12/4 ۲۳:۳۷:۴۱
https://cgie.org.ir/ar/article/234317
1446/11/6 ۰۶:۰۴:۴۱
نشرت
4
اِبْنُ اللَّبّوديّ، کنیة اثنین من کبار العلماء السوریین اشتهرا في عهد الأیوبیین و الممالیک في الطب و الفلسفة و الریاضیات.
لاتتوفر معلومات تذکر عن حیاته. وقد أشار ابن أبي أصیبعة و هو الذي ذکر اسمه لأول مرة کما یبدو، إلی زاویة من حیاته و آثاره فحسب، فأورد أن ابن اللبودي سافر إلی إیران طلباً للعلم، واشتغل هناک بالحکمة علی نجیبالدین أسعد الهمداني و قرأ صناعة الطب علی رجل من أکابر العلماء و أعیانهم في إیران لانعرف اسمه، فنال حظاً وافراً من العلم. ثم عاد إلی الشام و خدم الملک الظاهر غیاثالدین الدمیر الأیوبي بحلب و صار طبیبه الخاص، واستمر في هذا العمل حتی وفاة الأمیر (جمادی الثانیة 613). ثم أتی إلی دمشق، واشتغل فیها بالطبابة في البیمارستان النوري و تدریس الطب، وکانت وفاته فیها. یقول ابن أبي أصیبعة الذي لابد أنه أدرک عدة سنوات من حیاة شمسالدین، إنه رجل مفرط الذکاء محب للعلم فتمیز في العلوم وأتقن الحکمة وصناعة الطب و صار قویاً في المناظرة جیداً في الجدل (2/184).
لیس من أثر لأي من المصنفات التي نسبت إلیه، و هي: الرأي المعتبر في معرفة القضاء و القدر (م.ن، 2/185)؛ شرح فصول أبقراط، في الطب (النعیمي، 2/136؛ حاجي خلیفة، 2/1267-1268)؛ شرح کتاب المسائل لحنین بن إسحاق (ابن أبي أصیبعة، ن.ص)؛ شرح کتاب الملخص لابن الخطیب (ن.ص؛ الصفدي، 3/203)؛ رسالة في وجع المفاصل (ابن أبي أصیبعة، ن.ص). و في فهرست مخطوطات مکتبة الأوقاف بالموصل (أحمد، 3/131) رسالة مخطوطة باسم الدرر الملتقطة من بحار العلماء أهل الیقظة لشخص باسم محمد بن اللبودي الحنفي ضمن المجموعة المذکورة، ولکن لیس من دلیل عل القطع بأن هذا الأثر لشمسالدین محمد ابن اللبودي.
ولد في حلب (ابن أبي أصیبعة، ن.ص؛ قا: ابن شاکر، عیون …، 20/429، الذي ذکر أن مولده في دمشق). رحل أبوه شمسالدین إلی دمشق و هو صبي، فقضی نجمالدین فترة نشأته و دراسته فیها، وأستاذه الوحید الذي ورد ذکره في المصادر هو مهذبالدین عبدالرحیم ابن علي الدخوار کبیر أطباء دمشق، فقد قرأ علیه نجمالدین صناعة الطب. ثم بادر إلی دراسة العلوم الأخری علی أساتذة آخرین، لانعرف أسماءهم. ولانعلم متی دخل في خدمة الملک المنصور إبراهیم الأمیر الأیوبي بحمص، وکان في البدایة یعتمد علیه في الطبابة ثم مالبث أن أدخله في السیاسة واستوزره و فوض إلیه جمیع أموره، وفي 643هـ/ 1245م توفي الملک المنصور فتوجه نجمالدین إلی الملک الصالح نجمالدین أیوب أمیر مصر و الشام. فأکرمه غایة الإکرام، و جعله ناظراً علی الدیوان بالإسکندریة، و بقي مدة فیها، ثم توجه إلی الشام و صار ناظراً علی الدیوان بجمیع الأعمال الشامیة (ابن أبي أصیبعة، ن.ص). ویبدو من المصادر أنه استمر في هذا العمل سنین طویلة، أي بقیة عهد الملک الصالح، ثم الملک المعظم توران شاه و کذلک طوال عهد الملک الناصر صلاحالدین یوسف، وسیطرة هولاکو و أیام الممالیک حتی أواسط حکم ببیرس (658-676هـ) (الصقاعي، 170). ولما تولی بدرالدین جعفر بن محمد الآمدي إمارة دمشق من قبل بیبرس في 666هـ/1268م، عزل نجمالدین من النظارة و نقله إلی صحابة الدیوان بمعلوم یسیر. و ربما صودرت أمواله في هذه الأیام أیضاً (م.ن، 61، 170). ولیس لدینا معلومات عنه منذ هذه الفترة و حتی آخر حیاته. و یبدو أنه کان یقضي وقته آنذاک علی الأکثر بالتألیف و ربما بالتدریس. دفن بعد وفاته قرب المدرسة التي بناها (ابن شاکر، ن.ص). و قد سمع ابن أبي أصیبعة شعره حین التقاه بدمشق في 661هـ. ومدحه کأبیه شمسالدین بالذکاء وحب العلم و الحکمة والطبابة، وقارنه في الشعر بلبید و في النثر بعبد الحمید، وأورد مقطوعات من شعره و نثره (2/185-189؛ أیضاً ظ: ابن شاکر، فوات …، 2/258- 259). وذکر ابن العبري أنه کان بارعاً في الریاضیات (ص 275). ویبدو ذلک واضحاً في مصنفاته.
بنی نجمالدین في 664هـ مدرسة خارج دمشق (ابن شداد، 266)، ولابد أنها مدرسة اللبودیة النجمیة (النعیمي، 2/135) التي بناها لتدریس الطب و الریاضیات، و جعل لها أوقافاً (ابن شاکر، عیون، ن.ص؛ ابن کثیر، 13/277). وقد أوصی بعد وفاته بالنظارة علی المدرسة وأوقافها إلی عزالدین ابن الصائغ، واستقام أمرها علی أحسن نظام في حیاته، فلما توفي ابن الصائغ بطل ذلک الأمر و تخربت و ضاعت أوقافها (ابن شاکر، ن.ص). ویقال إن بستان اللبودی الذي لایزال الیوم في أراضي باب السریجة بدمشق (الحسني، 2/135، ها 2) هو في موضع هذه المدرسة و ینسب إلی ابن اللبودي، ویقول النعیمي: إن شمسالدین وابنه نجمالدین مدفونان قرب هذه لامدرسة (2/136).
ینسب إلی نجمالدین کتب و رسائل عدیدة في الطب و النجوم و الریاضیات، أغلبها مفقود منها: آفاق الإشراق، في الحکمة (ابن أبي أصیبعة، 2/189)، ویشک حاجي خلیفة (1/1319 في انتساب هذا الکتاب إلی نجمالدین أو شمسالدین، ولکن البغدادي یذکر بصراحة أنه لشمسالدین (1/5)؛ تدقیق المباحث الطبیة في تحقیق المسائل الخلافیة (ابن أبي أصیبعة، ن.ص)، منه مخطوطة في إسکوریال (GAL, I/651). ویبدو أنه هو نفس الکتاب الذي ذکره سارتون باسم «مجموعة المسائل المتعلقة بخمسین موضوعاً طبیاً و علم وظائف الأعضاء» (II/624)؛ الرسالة الکاملة في علم الجبر و المقابلة (ابن أبي أصیبعة، ن.ص)؛ الرسالة المنصوریة في الأعداد الوفقیة، عن المربعات الوفقیة (ن.ص)؛ الزاهي في اختصار الزیج الشاهي؛ الزیج المقرب المبني علی الرصد المجرب، ألفه في ضوء أرصاده هو؛ مختصر الإشارات و التنبیهات لابن سینا؛ مختصر الکلیات من کتاب القانون لابن سینا (ابن أبي أصیبعة، ن.ص)، منه مخطوطة في مکتبة باریس (دوسلان، 522)؛ مختصر مصادرات أقلیدس (ابن أبي أصیبعة، ن.ص؛ للاطلاع علی بقیة مصنفاته، ظ: ن.ص).
ابن أبي أصیبعة، أحمد عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/ 1882م؛ ابن شاکر الکتبي، محمد، عیون التواریخ، تقـ: فیصل السامر و نبیلة عبدالمنعم داود، بغداد، 1980م؛ م.ن، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1974م؛ ابن شداد، محمد، الأعلاق الخطیرة في ذکر أمراء الشام و الجزیرة، تقـ: سامي الدهان، دمشق، 1375هـ/1956م ابن العبري، غریغوریوس، تاریخ مختصر الدول، بیروت، 1958م؛ ابن کثیر، البدایة؛ أحمد، سالم عبدالرزاق، فهرس مخطوطات مکتبة الأوقاف العامة في الموصل، بغداد، 1396هـ/ 1976م؛ البغدادي، إیضاح؛ حاجي خلیفة، کشف؛ الحسني، جعفر، حواش علی الدارس …، (ظ: همـ، النعیمي)؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: هلموت ریتر، بیروت، 1381هـ/ 1961م؛ الصقاعي، فضلالله، تالي کتاب وفیات الأعیان، تقـ: جاکلین سوبلة، دمشق، 1974م؛ النعیمي، عبدالقادر، الدارس في تاریخ المدارس، تقـ: جعفر الحسني، دمشق، 1367هـ/1948م؛ وأیضاً:
De Slane; GAL; Sarton, G., Introduction to the History of Science, Baltimore, 1931.
قسم العلوم/ ن.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode