الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن قضیب البان /

فهرس الموضوعات

ابن قضیب البان

ابن قضیب البان

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/30 ۲۳:۱۸:۴۰ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ قَضیبِ البان، اسم ثلاثة من مشاهیر أسرة حلبیة عاشت في القرن 11 هـ/17م. یتصل نسبها بالإمام علي‌(ع) عن طریق موسی الجَون حفید الحسن المثنی. وقد أخذ هؤلاء الثلاثة شهرتهم عن جدهم الأعلی أبي عبد الله الحسین الموصلي، المعروف بقضیب البان، وكان من أتباع الطریقة وأصحاب محیي ‌الدين عبد القادر الجیلاني (تـ ح 560هـ/1165م) إمام صوفیة الطریقة القادریة. وقد زوّج محیي ‌الدين ابنته خدیجة لأبي المحاسن علي نجل قضیب البان (المحبي، 2/464-465؛ الطباخ، 6/230-231). وبهذا ینتسب أحفاد قضیب البان إلی نسبین: إلی الإمام علي‌(ع) عن طریق الأب، وإلی عبد القادر الذي هو من السادة الحسنیة عن طریق الأم. وكانت هذه الأسرة تسكن حماة ثم هاجرت إلی حلب في أواخر القرن 10هـ (ن.ص).

 

1. أبو محمد محیي ‌الدين عبد القادر بن محمد أبي الفیض الحلبي (971- ح1040هـ/1564-1631م)

عارف وفقیه وأدیب وشاعر. ولد بحماة وبعد فترة هاجر به أبوه إلی حلب وتوطن بها. وفي 1000هـ حج إلی بیت الله وجاور مكة والمدینة حدود 12 سنة، ثم توجه إلی القاهرة بإشارة قطبه علی مایبدو، فتعرف فیها إلی شیخ الإسلام یحیی بن زكریا وكان قاضیاً ومن أئمة الصوفیة. وأثنی الشیخ علی كتاب ابن قضیب البان المسمی الفتوحات المدنیة (المحبي، ن.ص)، وبایعه علی الطرق الثلاث النقشبندیة والقادریة والخلوتیة، ثم أقره علی النقشبندیة وأمره بالاشتغال بالذكر القلبي، وله معه كرامات. وكان عبد القادر عازفاً عن الأمور الظاهریة والدنیویة، ولهذا نراه یعتذر عن قبول نقابة حلب ودیار بكر وتوابعهما وكذا قضاء حماة بطریق التأبید، وإمامة المسجد الحرام. لكنه قبل نقابة الأشراف لكونها خدمة لآل الرسول‌(ص)، وظل فیها حتی وفاته. وكان مشهوراً في حلب وذا منزلة رفیعة. وكانت كراماته ومكاشفاته العجیبة تتردد علی الألسن حتی لسنوات بعد وفاته (ن.ص). وكان یتمیز بذوق شاعري أیضاً، وجمع شعره في دیوان ذي طابع صوفي، وتعود جلّ شهرته لقصیدة تائیة عارض فیها تائیة ابن الفارض (ن.ع) وقد شرحها إبراهیم بن المنلا شرحاً لطیفاً (المحبي، 2/465-467؛ الطباخ، 6/232).

 

آثاره

له أكثر من 40 مصنفاً علی قول الطباخ (ن.ص)، یبدو أنها في التصوف والعرفان، وما نعرف عنها عبارة عن: 1. المواقف الإلهیة، وهو مطبوع (الزركلي، 4/44)؛ 2. شعائر المشاعر، وهو دیوانه الشعري (حاجي خلیفة، 2/1047؛ قا: GAL, S, II/387)؛ 3. حدیقة اللآل في وصف الآل (المحبي، الطباخ، ن.ص؛ البغدادي، إیضاح، 1/398)؛ 4. ذات العماد في أخبار أم البلاد (م.ن، هدیة، 1/601)، ویبدو أنه شرح لحالاته ومشاهداته طیلة مجاورته الحرمین الشریفین؛ 5. رسالة في أسرار الحروف (المحبي، الطباخ، ن.ص)؛ 6. شرح أسماء الله الحسنی (ن.ص؛ قا: حاجي خلیفة، 2/1034-1035)؛ 7. عقیدة أرباب الخواص (المحبي، الطباخ، ن.ص؛ البغدادي، إیضاح، 2/116)؛ 8. الفتوحات المدنیة، كتبه في المدینة علی غرار الفتوحات المكیة لابن عربي (المحبي، الطباخ، ن.ص؛ حاجي خلیفة، 2/1237)؛ 9. الكواكب الضوئیة في شرح الأحادیث النبویة، یشتمل علی 40 حدیثاً في باب المعاش والمعاد. وجعل المؤلف علی كل حدیث بیتین من النظم یتضمنان معنی الحدیث، ثم شرحه، وأهداه إلی السلطان أحمد خان العثماني (م.ن، 2/1522)؛ 10. مقاصد القصائد (المحبي، الطباخ، ن.ص؛ قا: حاجي خلیفة، 2/1781)، ویبدو أنه شرح لبعض قصائده؛ 11. ناقوس الطباع في أسرار السماع (المحبي، الطباخ، ن.ص؛ البغدادي، ن.م، 2/616)؛ 12. نفحة البان (المحبي، الطباخ، ن.ص؛ قا: البغدادي، ن.م، 2/688)؛ 13. نهج السعادة في التصوف (المحبي، الطباخ، ن.ص؛ البغدادي، ن.م، 2/694).

 

2. محمد (حجازي) (1001- صفر 1069هـ/1593- تشرین الثاني 1658م)

فقیه حنفي، ابن عبد القادر، ولد في السنة الأولی من مجاورة أبیه في مكة، ولهذا عرف بـ «حجازي». توفي والده وله من العمر 40 سنة، فولي بعده نقابة الأشراف بحلب. ثم وجه إلیه قضاء أریحا علی طریق التأبید، وأُعطي إمامة جماعة بیت المقدس (المسجد الأقصی)، ورأس في حلب. كان ذا همة علیة ویداً للخیرات مبسوطة. ورغم استناده إلی مكانة أبیه السامیة، إلا أنه لم یصل إلیه في العلم والكمال. وأورد المحبي (4/14) أنه كان فصیح اللسان في اللغات العربیة والفارسیة والتركیة، وكان ینظم الشعر أیضاً (ن.ص؛ الطباخ، 6/305-306). ونقل المحبي (4/14-15) أبیاتاً من قصیدتین له في مدح قاضي حلب ومقطوعة في الصهباء.

 

3. عبد الله بن محمد (حجازي) (تـ 1096هـ/1685م)

فقیه وأدیب وشاعر. وكان معاصروه یدعونه بـ «ابن الحجازي» أیضاً (ظ: م.ن، 3/72، 80). ولد بحلب وأخذ – في ظل مكانة أبیه الاجتماعیة – عن أشهر علماء عصره كمحمد بن حسن الكواكبي مفتي حلب ومحمد أمین اللاري والسید محمد التقوي الحكیم والشیخ مصطفی الزیباري. ثم تصدر للتدریس في المدرسة الحلاویة بحلب، وولي نقابة الأشراف أیضاً وأخیراً أعطي رتبة قضاء دیار بكر. ثم استدعاه الوزیر الفاضل لما بلغه فضله، فحسده حواشي الوزیر بعد مدة یسیرة وخدعوه بطلب لاقضاء من الوزیر. فانساغ لهذا الطلب فانحرف الوزیر علیه وظن أنه سئم من مجلسه فوجه إلیه قضاء دیار بكر. وكان مع خبرته وتجربته للأمور سيء التدبیر فانزوی عن الاجتماع بأحد، وفوض أمر القضاء لرجل من أتباعه فتجاوز الحد في أخذ مال الناس رشوة، فشكوا أمرهم للسلطان فعزله وانخفض قدره عند الناس. وأقام مدة طامعاً في أن یحصل علی غرض من أغراضه فما قدر له فعاد إلی آسیا الصغری (الروم) واستمر بها نحو 5 سنوات واجتمع المحبي – وهو المصدر الوحید لأخباره – به في القسطنطینیة (ظ: المحبي، 3/71)، ومدحه بقصیدة ولزمه، وأورد بعض الحوادث الطریفة من حیاته (3/73-74). ومازال مدة إقامته یعمل حیلة ویصطنع خدعة لیحصل علی أرب، حتی سافر السلطان محمد والوزیر الفاضل إلی أدرنة في 1089هـ/1678م، فلحقهما ابن قضیب البان واستمر معهما مدي 25 یوماً، إلا أنه لم یستعد ما كان علیه من مكانة، ثم قدم إلی إستانبول وأشاع أنه أعطي قضا القدس والتفتیش علی الأشراف ببلاد العرب، وأقام أیاماً قلیلة، ثم سافر إلی حلب والتزم التفتیش من حین دخوله إلیها إلی أن دخل القاهرة، وأراد أن یفعل ذلك فیها أیضاً فلم یمكنوه، وربما أرادوا إیقاع مكروه به، فخرج حاجّاً، ثم بعد أن حج رجع إلی حلب وانكفّ عن أمور محذورة كان یرتكبها وأخذ یدرّس بالمدرسة الحلاویة واستعاد بعض احترامه السابق، وقد مدحه المحبي لأجل ذلك بقصیدة (3/71-75، 77؛ الطباخ، 6/387-392). لكنه تغیرت أطواره مرة أخری وتجرأ علی الناس بالأذیة وسوء المعاملة (للاطلاع علی التفاصیل، ظ: المحبي، 3/80)، حتی اجتمع علیه أهل بلده وقتلوه. وجاء في روایة رجحها المحبي علی غیرها أن الناس ضربوه بالحجارة بسبب ارتشائه واتهامه بالقتل (ن.ص؛ الطباخ، 6/399-400؛ الغزي، 3/291). وذكر المحبي (3/71) أن شعره وإنشاءه في العربیة والفارسیة والتركیة حلو مطبوع. وأوردت المصادر الموجودة نماذج من شره وقطعة من نثره (ظ: م.ن، 3/71، 74، 78-79؛ الطباخ، 6/391-392، 396-400). وقد نظم المحبي عدة قصائد في مدحه أیضاً جاء بعضها في خلاصة الأثر (3/71-78؛ الطباخ، 388-396).

 

آثاره

 

ألف- المطبوعة

حل العقال، ألفه علی غرار كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي، وهو كشكول یضم الحدیث والدعاء والشعر والأمثال والحكم (ظ: ابن قضیب البان، 3)، طُبع ضمن مجموعة باسم تفریح المهج.

 

ب- المخطوطة

مجموعة قصائده، توجد نسخة منها في مكتبة برلین (الطباخ، 6/400؛ GAL, II/358). وشرح شعیب بن إسماعیل الكیالي – من رجال القرن 12هـ/18م – قصیدته الدالیة وأطلق علی ذلك الشرح اسم كشف النقاب المجازي عن دالیة ابن حجازي. توجد نسخة من القصیدة وشرحها (غوتشالك، IV/333). كما شرح عثمان بن عبد الله العریاني هذه القصیدة أیضاً، وتوجد نسخة منه (حتي، 51).

 

ج- المفقودة

له عدة كتب أخری لم یعثر علی أي منها حتی الیوم: 1. ذیل علی كتاب الریحانة، في التراجم، وهو تكملة علی الریحانة للخفاجي (المحبي، 3/71؛ الطباخ، 6/387)؛ 2. نظم الأشباه والنظائر، نظم فیه كتاب الأشباه والنظائر لابن نجیم في فروع الفقه الحنفي (ن.ص؛ كحالة، 5/115)؛ 3. نفائح الأزهار في كشف الأسرار، في الفروع الفقهیة (البغدادي، إیضاح، 2/662؛ كحالة، ن.ص).

 

المصادر

ابن قضیب البان، عبد الله، «حل العقال»، تفریح المهج، القاهرة، 1318هـ؛ البغدادي، إیضاح؛ م.ن، هدیة؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الزركلي، الأعلام؛ الطباخ، محمد راغب، أعلام النبلاء، حلب، 1344هـ/1926م؛ الغزي، كامل، نهر الذهب، حلب، المطبعة المارونیة؛ كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفین، بیروت، 1957م؛ المحبي، محمد، خلاصة الأثر، القاهرة، 1284هـ؛ وأیضاً:

GAL; GAL, S; Gottschalk, H. L. et al., Islamic Arabic Manuscripts, Birmingham, 1963; Hitti. Ph. K. et al., Descriptive Catalog of the Garrett Collection of Arabic Manuscripts, London, 1938.

محمد علي لساني فشاركي/ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: