الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن قلاقس /

فهرس الموضوعات

ابن قلاقس

ابن قلاقس

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/1 ۱۱:۱۴:۱۶ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ قَلاقِس، أبو الفتوح نصرالله بن عبد الله بن مخلوف بن علي ابن عبد القوي الإسكندري، الملقب بالقاضي الأعزّ (ربیع الثاني 532- شوال 567/كانون الأول 1137- حزیران 1172)، أدیب وشاعر في أواخر عصر الفاطمیین ومطلع عصر الأیوبیین بمصر. ولد بالإسكندریة ونشأ بها (یاقوت، 19/226؛ أبو شامة، 1/205). قرأ في الإسكندریة والقاهرة علی أبي طاهر السلفي وغیره من علماء عصره (یاقوت، ن.ص؛ البستاني). وربما درس مدة في الأزهر بالقاهرة والمدرسة الحافظیة بالإسكندریة (قا: الزركلي، 8/25؛ البستاني). وتعبر القصائد الكثیرة التي نظمها في مدح أستاذه السلفي عن العاطفة العمیقة التي تربط بینهما (ظ: ابن خلكان، 5/385؛ ابن قلاقس، مخـ).

لاندري متی بدأ ابن قلاقس نظم الشعر. وأقدم قصیدة في دیوانه تعود إلی 555هـ في مدح أبي المكارم هبة الله المصري (ظ: م.ن، 383). كان ابن قلاقس مغرماً بالسیاحة، ویقول في أحد أبیاته (ص 153) إن أفضل أصدقائه الملاحون والحادون. وربما سافر إلی صقلیة في 563هـ هرباً من الاضطرابات التي كانت في مصر (عماد الدین، 1/152، نقلا عنه؛ ابن خلكان، 5/388). ولكن لیس من شك في أن انتخابه لصقلیة لایخلو من طمعه بصلات حكام تلك الدیار، فقد نظم فیهم قصائد عدیدة (ظ: ابن قلاقس، 145-147، 523؛ عماد الدین، 1/147-149)، وربما شجعه علی هذه الرحلة أصدقاؤه الذین كان یكاتبهم في صقلیة (الفریح، 19؛ ابن قلاقس، 224، 411). واتصل في صقلیة بالأمیر أبي القاسم بن حمود بن الحجر، وصنف في فضائله كتاب سماه الزهر الباسم في أوصاف أبي القاسم (ابن خلكان، ن.ص). وذكر بعضهم (م.ن، 6/218) أنه خدم مدة غلیوم الثاني النورماندي حاكم صقلیة، وشك البعض في ذلك (ظ: عباس، 287-288)، غیر أن القصیدة التي مدحه الشاعر بها تدعم ذلك الرأي (ظ: ابن قلاقس، 145-147).

لانعلم مدة إقامته في صقلیة بدقة، ولكننا ندري أنه كان بعد مدة قصیرة في الإسكندریة (ظ: ابن ظافر، 396؛ ابن خلكان، ن.ص؛ قا: ابن قلاقس، 169-195، القصائد التي مدح بها الأمراء الأیوبیین). لم تطل إقامته في الإسكندریة سوی أشهر، ولاندري إن كان اتصاله بالقاضي الفاضل عبد الرحیم بن علي البیساني في هذه الأیام أو قبل ذهابه إلی صقلیة (ظ: ابن خلكان، 5/385؛ ابن قلاقس، 516-528). وفي 565هـ دخل الیمن وامتدح بمدینة عدن الوزیر یاسر بن بلال الذي كان يتولی نیابة حكومة الیمن، وأفاد من جزیل صلاته (م.ن، 159-161؛ ابن خلكان، 5/386؛ الزركلي، ن.ص). ثم نجده بین 565هـ إلی 567هـ في عدد من المدن كعدن وزبید وعیذاب (ظ: ابن قلاقس، 155-159؛ الزركلي، ن.ص؛ البستاني). وذكر بعضهم ومنهم یاقوت (19/226) أنه رحل إلی الیمن في 563هـ وإلی صقلیة في 565هـ، ونظراً لتاریخ المدائح التي قالها في الیمن وصقلیة (ظ: ص 153، 155، 162، مخـ) فإن هذا الرأي لیس بصحیح (ظ: الفریح، 18؛ قا: فروخ، 3/342). وبعد فترة (565 أو 566هـ) كان في عودته إلی الإسكندریة عن طریق البحر لغایة تجاریة إلا أن المركب تحطم قرب دَهلَك وتلف معظم ما یملك ومنها كتبه ومصنفاته، فلجأ الشاعر إلی دهلك فساعده سلطانها ابن أبي السداد وعطف علیه، واستكتبه مدة ولما طالت إقامته هناك حنّ للوطن وأزمع علی السفر وعاد إلی عدن عن طریق زبید (الزركلي، ن.ص؛ البستاني). ونظراً لما نقله الزركلي (ن.ص) من إحدی رسائله، فإن ما ورد في المصادر من تلف كل ما یملك في البحر وسوء معاملة حاكم دهلك له وغیر ذلك، یبدو غیر صحیح. وذكر بعضهم أن غرق مركبه كان مرة أثناء عودته من صقلیة ومرة أخری حین رجوعه من الیمن (EI2). توفي في عیذاب عند عودته من الیمن ودفن فیها (عماد الدین، 1/145؛ یاقوت، ن.ص).

كان ابن قلاقس یمدح خلافاً لما یدعي (ص 371، البیت 23) لتأمین معاشه وحیاته كعادة كثیر من مداحي ذلك العصر، ولذلك فإن مدائحه تستغرق أكثر دیوانه. ومن الجلي أنه لم یكن له علاقة سیاسیة أو عقیدة خاصة سوی توجبه أهدافه المادیة، ولذلك نراه أحیاناً في مصر یمدح الفاطمیین (ص 269)، وبعد فترة یمدح أعداءهم الأیوبیین (ص 169، 195، مخـ؛ ابن تغري بردي، 6/59)، كما نشاهده أحیاناً في صقلیة إلی جانب قائد المسلمین أبي القاسم بن حَمّود الصقلي (ابن قلاقس، 135، 240، مخـ) وطوراً یمدح أعداءهم المسیحیین (ظ: م.ن، 145-147). وهو ما اختاره أیضاً في شعره، فلم یتقید بطریقة شعریة ثابتة، فأحیاناً یبكي كالشعراء الجاهلیین علی الأطلال والأمن ویثني علی الممدوح (ظ: م.ن، 182، 281-283، 294-295)، وأحیاناً أخری یصف مناظر الطبیعة البدیعة كشعراء الأندلس (مثلاً ظ: م.ن، 153-154، 229-230، 311-313، 390، 606)، أو یصف الخمرة ومجالس اللهو ویمیل إلی الغزل (مثلاً ظ: م.ن، 199-201، 339-340). ولایخلو دیوان شعره من الهجاء أیضاً، وجاء هجاؤه بشكل مقطوعات قصیرة أو خلال قصائد في مواضیع أخری، ویمیل فیها إلی التهكم وإثارة الضحك (ظ: الفریح، 39-41). ویمتاز شعره عامة بالسهولة والبساطة واعتدال في استعمال المحسنات البدیعیة مع إیراده ألفاظ القدماء ومعانیهم. أورد عماد الدین الكاتب (1/146-152)، والزركلي (8/25) قطعاً من نثره.

 

آثاره

1. الدیوان، طبعت مختارات منه لأول مرة بالقاهرة (1323هـ/1905م)، حققها خلیل بك مطران، أما نصه الكامل فقد نشرته سهام الفریح في الكویت (1408هـ/1988م) مع مقدمة مبسوطة وترجمة لابن قلاقس وآثاره وأسلوبه الأدبي؛ 2. الزهر الباسم في أوصاف أبي القاسم، ومتن هذا الكتاب الكامل الذي ذكرناه من قبل مفقود. ووردت مقطوعات قصیرة من نظمه ونثره في خریدة القصر لعماد الدین الكاتب (1/146-165)؛ 3. دیوان الترسل، أو الترسل، وهي مجموعة رسائله، منها مخطوطة في المكتبة التیموریة (EI2). وقد أكثر الزركلي الإفادة من هذا الكتاب في ترجمة ابن قلاقس (8/24-26).

و ینسب إلیه کتابان آخران: روضة الأزهار في طبقات الشعراء (الصفدي، 1/54)، و مواطر الخواطر، و یبدو أنه مختارات من شعره و رسائله (الزرکلي، 25/8).

 

المصادر

ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن ظافر، علي، بدائع البدائه، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة 1970م؛ ابن قلاقس، نصر الله، الدیوان، تقـ: سهام الفریح، الكویت، 1408هـ/1988م؛ أبو شامة، عبد الرحمن، كتاب الروضتین في أخبار الدولتین، القاهرة، 1287هـ؛ البستاني؛ الزركلي، الأعلام؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: هلموت ریتر، بیروت، 1381هـ/1961م؛ عباس، إحسان، العرب في صقلیة، بیروت، 1975م؛ عماد الدین الكاتب، محمد، خریدة القصر، قسم شعراء مصر، تقـ: إحسان عباس وآخرون، القاهرة، 1951م؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1957م؛ الفریح، سهام، مقدمة الدیوان (ظ: همـ، ابن قلاقس)؛ وأیضاً:

EI2.

عنایت ‌الله فاتحي نژاد/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: