الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن القصاب /

فهرس الموضوعات

ابن القصاب

ابن القصاب

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/30 ۲۳:۱۰:۲۲ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الْقَصّاب، أبو الفضل مؤید الدين محمد بن علي بن أحمد بن القصاب البغدادي (ح 522-592هـ/1128-1196م)، أدیب وكاتب في الدیوان ووزیر الخلیفة العباسي الناصر لدین الله. أورد ابن الطقطقی كنیته أبا المظفر (ص 324)، وتابعه علی ذلك هندوشاه (ص 330). قیل إنه كان إیرانیاً من شیراز، ونشأ فیها ثم رحل إلی بغداد (أبو شامة، 9). ویقول هندوشاه (ن.ص): أصله من العجم وولد ونشأ ببغداد. وكان أبوه قصاباً فیها بجانب باب البصرة أو كما یقول الذهبي (سیر…، 21/324) بسوق الثلاثاء المسماة الیوم سوق الحیدرخانة (الزركلي، 6/279). ولذلك عرف مؤید‌ الدين بابن القصاب. ورغم أنه كان من طبقة فقیرة مغمورة، فقد استطاع بما نال من علم وخبرة أن یصل إلی أعلی المراكز السیاسیة آنذاك. لاندري سنة ولادته بدقة، وإذا كان قد توفي وهو یتجاوز السبعین من عمره كما یقول ابن الدبیثي (ظ: الذهبي، المختصر…، 55، سیر، ن.ص)، فلابد أنه ولد في نحو 522هـ/1128م.

أخذ ابن القصاب العلم والأدب في شبابه، فقرأ فترة علی أبي السعادات ابن الشجري (أبو شامة، ن.ص؛ الصفدي، 4/169)، ومهر في الحساب والمقاسمة (تحدید مقدار الضرائب الدیوانیة بنسبة المحاصیل الزراعیة) وأمور الزراعة التي لابد منها لعمال الدیوان (ابن الطقطقی، ن.ص؛ هندوشاه، 330-331). ویقول أبو شامة (ن.ص): قدم بغداد سنة 584هـ/1188م واستخدم في دیوان الإنشاء وسرعان ماترقی فتسنم رئاسة الدیوان. ولخبرته بأمور الحرب وفتح البلاد (ن.ص)، حظي عند الخلیفة الناصر بمكانة سامیة، فاعتلی أمره ونال نیابة الوزارة. وفي 590هـ/1194م ولاه الخلیفة الوزارة لما وصل إلیه من مكانة بارزة، كما خلع علیه (هندوشاه، 331). وانتدب في هذه الفترة لإصلاح الخلل الذي طرأ علی بلاد خوزستان وبعض المدن التي فصلت من منطقة الخلافة، فأدی مهمته بكل نجاح وأعاد تلك المدن إلی دیوان الخلافة (ن.ص). وقد دعت مهارته العسكریة هذه ونجاحه في مهمته الخلیفة لیبعث به علی رأس جیش إلی داخل إیران لتوسیع مناطق نفوذه. فمن جانب آخر قام علاء الدين تكش خوارزمشاه الذي كانت قدرته تتعاظم بسرعة بمهاجمة السلاجقة في أواسط إیران وغربها للقضاء علیهم وضمها إلی مناطق نفوذه. فدخل تكش همدان في 4 رجب 590، ثم عهد بأصفهان لقتلغ إینانج، والري لابنه یونس خان، وعین أحد الأمراء الكبار باسم میانجق أتابكاً له (الراوندي، 375؛ الجویني، 2/33). وعندما اضطرب الخلیفة لتقدم قوات تكش، وجه ابن القصاب بجیش إلی همدان. وكان تكش آنذاك قد ابتعد عن تلك المنطقة وهرب ابنه یونس خان الري خائفاً فاحتل جیش الخلیفة همدان ثم الري (الراوندي، 377-378؛ ابن الأثیر، 12/111). توجه تكش ثانیة إلی همدان لمواجهة قوات الوزیر ابن القصاب، فتوجه الأخیر من بغداد حاملاً رسالة الخلیفة، فلما وصل إلی أسدآباد بهمدان ضم إلیه من الأكراد والعرب وغیرهما من الأقوام جیشاً قوامه 10,000 رجل (الجویني، ن.ص)، وفي الیوم 12 من جمادی الثانیة 592 نزل في باب همدان بمقر تكش، وولی عماد الدين طغلوا علی تلك المدینة مغتراً بقدرته، ووجه فلك‌ الدين سنقر الطویل علی رأس 2,000 جندي لفتح أصفهان وحكمها، فتم له ذلك (الراوندي، 381؛ الذهبي، سیر، 21/323). ثم أرسل ابن القصاب خطاباً شدیداً لتكش ودعاء مع عدد من أفراده للحضور بین یدیه. فأجابه تكش بإرسال جیش بقیادة میانجق، فلم یجد ابن القصاب القدرة علی مواجهته وفضل الفرار، فطارده جیش تكش إلی دینور (الجویني، ن.ص؛ ابن إسفندیار، 159-160؛ خواندمیر، 96).

أصیب ابن القصاب خلال الحرب الأخیرة بمرض شدید، وتوفي قرب همدان، ودفن فیها، وأخفي خبر موته خوفاً من تفرق جیش وفرار أفراده (الراوندي، 381-382). وبعد أیام وصل تكش إلی هذه المنطقة وهزم بقایا جیش الخلیفة في 15 شعبان من هذه السنة. ولما علم بموت ابن القصاب تظاهر أنه هو الذي قتله، ونبش قبره وقطع رأسه ووضعه علی رمح وطیف به في مدن خراسان (الذهبي، ن.م 21/324؛ هندوشاه، 332؛ قا: الراوندي، 383). ویقول أبو شامة (ص 9) إنه دفن بالري بعد أن طافوا به البلاد. وحینما وصل خبر هزیمة ابن القصاب وموته إلی بغداد، اجتمع علی باب ولده شمس‌ الدين أحمد أرباب الدولة لیتوجهوا بخدمته إلی تربة الخلاطیة للعزاء، فردهم الخلیفة الناصر ونقل شمس‌ الدين أحمد من دار الوزارة (ن.ص).

ویبدو من بعض المصادر أنه كان لابن القصاب أسلوب سیاسي خاص في فترة نفوذه. فقد صادر بعد فتح خوزستان أملاكاً كثیرة وملكها موظفي الدولة (الراوندي، 381-382). وقد انتقده الراوندي (ن.ص) ووصف موته بأنه رحمة وراحة للمسلمین. كما أن ابن الجوزي – الذي نكب ابن القصاب جده وصادر أمواله وأخذ مدرسته، وأساء إلیه أیضاً – ذمه ووصفه بسوء العقیدة (8(2)/438، 450-541)، غیر أن بعضهم وصفه بالعلم والشهامة والحزم والدهاء والهمة العالیة (الذهبي، المختصر، 55، سیر، 21/323؛ ابن الطقطقی، 324).

حاز ابن القصاب رئاسة السیف والقلم (ابن الطقطقی، ن.ص)، ویقول ابن كثیر إن له شعراً جیداً (13/12)، وذكر له أبو شامة (ن.ص) عدداً من الأبیات، والصفدي (4/169) بیتاً واحداً. وقیل إنه كان شیعیاً (ابن الجوزي، 8(2)/438). ومن أعماله المهمة تأسیس مكتبة كبیرة في محلة الخیاطین ببغداد، وبعد انتهاء بنائها وقف لها كتباً كثیرة، وكتَب الوقف بخطه. كان متواضعاً مع العلماء یحیطهم بعطفه وإحسانه (هندوشاه، 331).

 

المصادر

ابن الأثیر، الكامل؛ ابن إسفندیار، محمد، تاریخ طبرستان، تقـ: عباس إقبال، طهران، 1320ش؛ ابن الجوزي، یوسف، مرآة الزمان، حیدرآباد الدكن، 1371هـ/1951م؛ ابن الطقطقی، محمد، الفخري، بیروت، 1400هـ؛ ابن كثیر، البدایة؛ أبو شامة، عبدالرحمن، الذیل علی الروضتین، تقـ: محمد زاهد الكوثري وعزت العطار الحسیني، القاهرة، 1366هـ؛ الجویني، عطا ملك، تاریخ جهانگشا، تقـ: محمد قزویني، لیدن، 1334هـ/1916م؛ خواندمیر، غیاث‌ الدين، دستور الوزراء، تقـ: سعید نفیسي، طهران، 1317ش؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: بشار عواد معروف ومحیي هلال السرحان، بیروت، 1404هـ/1984م؛ م.ن، المختصر المحتاج إلیه من تاریخ ابن الدبیثي، بیروت، دار الكتب العلمیة؛ الراوندي، محمد، راحة الصدور، تقـ: محمد إقبال، لیدن، 1921م؛ الزركلي، الأعلام؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، بیروت، 1394هـ؛ هندوشاه بن سنجر، تجارب السلف، تقـ: عباس إقبال، طهران، 1357ش.

علي آل‌ داود/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: