الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن الفوطي /

فهرس الموضوعات

ابن الفوطي

ابن الفوطي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/30 ۱۹:۴۱:۲۰ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الفُوَطيّ، أبو الفضل كمال ‌الدين عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الشیباني الحنبلي البغدادي (محرم 642- محرم 723/ حزیران 1244- كانون الثاني 1323)، المعروف بابن الفوطي وابن الصابوني، مؤرخ وأدیب وكاتب. مروزي الأصل (الذهبي، تذكرة…، 4/1493)، یصل في نسبه إلی معن بن زائدة الشیباني (ابن رجب، 2/374؛ ابن حجر، الدرر…، 3/159). و«الفوطي» لقب جد أبیه لأمه (الذهبي، ن.ص)، أو كان جد أمه نسبة إلی بیع الفُوَط (ابن العماد، 6/60؛ قا: ابن الفوطي، تلخیص…، 5/265؛ معروف، 2/342؛ العزاوي، تاریخ…، 1/30)، ووردت شهرته أیضاً بأشكال أخری مثل ابن الغوطي (الذهبي، دول …، 415) وابن القوطي (ابن حجر، لسان…، 4/10) وابن القرطي (الشوكاني، 1/356)، ولیست إلا سهواً.

قضی ابن الفوطي فترة طفولته في دار أبیه بحي الخاتونیة الأرستقراطي في شرق بغداد (البستاني، 3/436)، تعلم مبادئ العلم والأدب بإشراف أبیه وكبار أفراد أسرته، وكان یحضر مع أبیه تاج ‌الدين مجلس یروي فیه معجم الأدباء عن مؤلفه یاقوت الحموي (ابن الفوطي، ن.م، 5/227)، وحفّظه خال أبیه موفق الدین عبد القاهر ابن الفوطي مقامات الحریري (معروف، ن.ص)، ومن المحتمل أنه مال إلی الصوفیة منذ هذه الفترة (ن.ص).

ولم یكن ابن الفوطي قد بلغ الـ 14 من عمره حینما وقعت حادثة استیلاء المغول الكبری علی بغداد (في 656هـ). وكان لها تأثیر كبیر علی مستقبل حیاته (ابن الفوطي، ن.م، 4(3)/76، 4(4)/880). فقد وقع مع أخیه بدر الدین عبد الوهاب أثناء ذلك في الأسر، وحملا إلی آذربیجان. ویبدو مما ذكره أنه جری علیه الاسترقاق والسخرة ولم یسجن كما ظن روزنثال (EI2). أُنفذ ابن الفوطي في 657هـ وكان أسیراً إلی الحكیم الصوفي قطب ‌الدين عبد القادر الأهري، وشمس ‌الدين حبش الفخّار وأقام في كنفهما بأهر (ابن الفوطي، ن.م، 4(4)/664)، وكان یتتردد علی ربط أخری للصوفیة (ن.م، 4(2)/806). وبعد سنة حضر مجلس الطیبیب الصوفي كمال ‌الدين محمد النخجواني (ن.م، 5/268). وفي 657هـ بدأ العمل في بناء مرصد مراغة وجعل منه الخواجه نصیر الدین الطوسي محفلاً للعلماء والفضلاء، والتحق ابن الفوطي بالخواجه، ولكن لانعلم التاریخ الدقیق لهذا التطور في حیاته، ویبدو مما ذكره (ن.م، 5/152) أنه كان عند الخواجه بمراغة في 657هـ (قا: الذهبي، ن.ص، حیث یذكر اتصاله به سنة 660هـ)، ویشیر في موضع آخر إلی فراره من ید الكفار في 659هـ. ثم نجده في مراغة ثانیة عام 670 هـ (ن.ص). وعلی كل حال فقد كان للخواجه فضل في نجاته من الأسر (ابن رجب، ن.ص).

قضی ابن الفوطي ما یقرب من 20 سنة في آذربیجان وتولی خزانة الرصد بمراغة سنوات عدیدة، وتزوج في هذه الفترة من إیرانیة، وتعلم اللغة الفارسیة وبلغ فیها حداً أهله لقراءة دواوین أمثال المعزي والعنصري واللامعي (ابن الفوطي، تلخیص، 6/86). وأخذ الفلسفة والمنطق عن الخواجه (الذهبي، ن.ص). واتصل بعلماء المرصد ومن كان یختلف علیه من الفضلاء من أماكن أخری وأخذ عنهم سائر فنون العلم والأدب، وزار في هذه الفترة مدن آذربیجان الأخری واتصل بأهل العلم فیها (ظ: ابن الفوطي، ن.م، 4(1)/153، 139، 317، 337، 344، 565، 569، 623). وذكر أنه كان في شیراز في 668هـ (ن.م، 4(1)/451)، وفي خلال إقامته بآذربیجان أمره فخر الدین محمد الجعفري التبریزي في 675هـ بأن یلبس الخرقة (ن.م، 4(3)/303).

استمر ابن الفوطي بعد وفاة شیخه الخواجه نصیر الدین (تـ 672هـ/1274م) في تولي خزانة كتب دار الرصد برئاسة فخر الدین أحمد وأصیل الدین الحسن ابني الخواجه. والتحق بخدمة عدد آخر من الكبار كأبناء الجویني، وفي 678 أو 679هـ ذهب إلی بغداد بطلب من والیها علاء الدین عطاء ملك (ن.م، 4(2)/1035، 4(3)/93، 4(4)/761، 5/310). وبقي في بغداد حتی 704هـ، یدرس الفقه والحدیث ویعمل في التألیف واستنساخ الكتب له وللآخرین وكان یحصل علی رزقه من مرتباته في عمله مشرفاً في خزانة المستنصریة ثم خازناً لذلك المركز العلمي الكبیر، ومن إجارة بعض الموقوفات (معروف، 2/346). ویبدو من إشارات ابن الفوطي أنه لم یكن في یسر وكان یضطر أحیاناً لرهن بیته (تلخیص، 4(1)/126). وكان خلال هذه الفترة یصاحب كعادته أهل التصوف والربط (ن.م، 4(1)/395، 5/271، 285). كما قصد الحلة في هذه الفترة، وعقد صلات الصداقة مع العلویین فیها، وسعی لطلب العلم (ن.م، 4(1)/143، 568، 4(3)/412). ولابد أنه لدي إشارته إلی وجوده في الحلة عام 661هـ (ن.م، 4(4)/814) حدث سهو في ضبط هذا التاریخ، ویبدو أن الصحیح هو 681هـ، كما سافر إلی الكوفة (البستاني، 3/438)، وزار أصفهان في حدود 700 هـ (ابن الفوطي، ن.م، 4(3)/465).

وذكر ابن العماد أنه بقي في بغداد حتی آخر عمره (6/60)، والصحیح أنه قصد آذربیجان ومقر سلطنة أولجایتو في 704هـ، واستمرت إقامته الثانیة فیها إلی 707هـ، وزار مصاحباً معسكر سلطان المغول أماكن مختلفة في شمال غربي إیران من همدان والسلطانیة إلی أوجان وتبریز وأران ومغان ظ: ابن الفوطي، ن.م، مخـ). ثم نجد ابن الفوطي في مسقط رأسه بغداد سنة 708هـ (ن.م، 4(1)/582)، ویبقی فیها إلی 714هـ (ن.م، 4(4)/819). وفي أواخر سلطنة أولجایتو (تـ 716هـ/1316م) ذهب ابن الفوطي ثانیة إلی عاصمة الإیلخانبین، وانصرف إلی خدمة رشید الدین الوزیر بعد وفاة أصیل الدین الطوسي (تـ 715هـ) (البستاني، ن.ص)، وكان علی صلة بالأمیر غیاث ‌الدين محمد نجل رشید الدین، وذكر أنه شاركه في إحدی سهراته بالمدرسة الرشیدیة في المنتصف من شعبان 716. وقد أدی الصراع السیاسي بعد وفاة أولجایتو إلی توجیه اتهامات إلی رشید الدين ناجمة عن إفراط بعض أصحابه العلماء في السماح الدیني، ولم یسلم ابن الفوطي من هذه التهم، ودفعته هذه الاتهامات إلی الحنین لوطنه ثانیة. فعاد إلی بغداد قبل أشهر عدة من قتل رشید الدین في 718هـ (جواد، مقدمة تلخیص، 4(1)/39)، أو بعده (معروف، 2/357؛ للاطلاع علی رحلاته الأخری من 704 إلی 717هـ، ظ: م.ن، 2/357-358). ولم یتول ابن الفوطي خلافاً لما ذكر الذهبي (تذكرة، 4/1493) خزانة كتب المستنصریة إلی آخر حیاته، ویبدو أنه انقطع عنها في 704هـ (معروف، 2/ 357). وذهبت أكثر كتب ابن الفوطي طعمة للنار التي أضرمت في مكتبة رشید الدين بعد قتله (الأمین، 8/9).

أمضی ابن الفوطي السنوات الخمس من أواخر حیاته ببغداد، وأصابه فالج في آخر عمره (القنوجي، 268) استمر أكثر من 7 أشهر مات بعدها في مسقط رأسه بغداد، ودفن في مقبرة الصوفیة بالشونیزیة (ابن رجب، 2/376). أنجب ابن الفوطي ولداً من زوجته الإیرانیة باسم أبي المعالي محمد (ظ: ابن الفوطي، تلخیص، 4(1)/151)، وكان یتردد مع أبیه علی رباط ابن المحلباني البسطامي (ن.م، 5/108)، ویبدو أنه الزاهد الذي یروي عنه ابن رجب (ظ: العلیمي، 2/360). وكان لابن الفوطي أولاد آخرون ذكور وإناث (ظ: جواد، مقدمة تلخیص، 4(1)/ 18-19؛ معروف، 2/343).

سمع ابن الفوطي، فیما واجه من تقلبات في حیاته، من أساتذة كثیرین في فترات عدیدة وبلاد مختلفة، فدرس مبادئ العلوم في مسقط رأسه بعد وقعة بغداد إلی الرابعة عشرة من عمره، إلا أن الفترة المهمة من دراسته كانت في آذربیجان إلی الـ 36من عمره، ثم بعد عودته إلی بغداد حتی الستین. والحقیقة أنه لم یتوقف عن طلب العلم إلی آخر حیاته، فقیل إنه ذكر من سمع منهم وأجازوه یبلغون نحو 500 شیخ (الذهبي، ن.ص)، وخرّج معجماً لمشایخه (ابن رجب، 2/375). یمكن أن نذكر من كبارهم (ظ: تلخیص، مخـ): محیي ‌الدين یوسف بن أبي الفرج ابن الجوزي والجواجه نصیر الدین الطوسي وابن الطقطقی ورشید الدين فضل الله الهمداني وعلاء الدین عطاء ملك الجویني وأبو الحسن علي الحلي، المعروف بابن الباقلاني وكمال ‌الدين ابن میثم البحراني وشمس ‌الدين أحمد بن محمد السمرقندي وبرهان ‌الدين عبد العزیز بن أحمد الختني وغیرهم (ظ: معروف، 2/347-350). واستجاز لنفسه من الشاعر الإیراني الكبیر المعاصر له سعدي الشیرازي (جواد، مقدمة تلخیص، 4(1)/21-22). وكان ابن الفوطي یستجیز بعض العلماء الكبار النائین عنه بسعي من الرفاق بلاحضور وسماع (ابن الفوطي، تلخیص، 4(3)/59)، كما كان یستجیز بعض العلماء لأولاده فضلاً عن نفسه (ن.م، 4(1)/389، 5/271).

ولانعلم أسماء الكثیر من تلامذته خلافاً لما یشاهد من كثرة في مسودة مشایخه وتتوعهم. فقد سمع منه عدد من طلاب عصره وعلمائه واستجازوه (ابن العماد، 6/60)، منهم: شمس ‌الدين أبو عبد الله الذهبي (الذهبي، تذكرة، 4/1494)، وأبو المعالي ولد ابن الفوطي، ومحمود بن خلیفة من أهل الشام (ابن رجب، 2/376)، وسعد الدین بن حامد بن عقبة الحنفي (ابن الفوطي، تلخیص، 4(2)/731)، وفخر الدین محمد بن تاج ‌الدين محمد (ن.م، 4(3)/371)، وقطب ‌الدين محمد بن إبراهیم الحمویني الجویني (ن.م، 4(4)/683).

وقد أثنی العلماء المعاصرون لابن الفوطي والكتّاب من الأجیال التالیة علی علمه وإحاطته بمختلف العلوم (الذهبي، ذیول، 4/66، تذكرة، 4/1493-1494؛ ابن شاكر، ذیل حوادث 723هـ؛ ابن حجر، الدرر، 3/160)، وكان «ظریفاً متواضعاً حسن الأخلاق» (الذهبي، تذكرة، ن.ص). كما كان وفیاً لمن أنعم علیه وأحسن، فنراه یذكرهم في مصنفه ذكراً حسناً.

واختلف في مذهبه ومدی التزامه بأحكام الشریعة، وعرف غالباً بأنه حنبلي (جواد، مقدمة تلخیص، 4(1)/24). ولاتثبت كل الشواهد عن مذهبه أنه كان حنبلیاً، فإن كانت ترجمته في الذیل علی طبقات الحنابلة لابن رجب (2/374-376)، دلیلاً علی حنبلیته، فإن اهتمامه بتراجم علماء الشافعیة یمكن أن یكون دلیلاً علی شافعیته أیضاً (جواد، مقدمة الحوادث، «ر-ش»). والظاهر من قول ابن رجب عن اعتقاده بالعدل حُمل علی أنه كان معتزلیاً (ن.م، «ر»)، ویری بعضهم أن تتلمذه علی الخواجه نصیر الدین، وأخذه الحدیث عن كثیر من علماء الشیعة والعلویین دلیل علی تشیعه، وقد أورده الأمین ترجمته في أعیان الشیعة (8/5-9). ثم إن میله إلی الصوفیة والتصوف ولبسه الخرقة وتردده علی ربط الصوفیة وزوایاهم اعتبر دلیلاً علی احتمال كونه شافعیاً (ظ: جواد، مقدمة تلخیص، 4(1)/24-25). وأشار الذهبي إلی أن بعض الفضلاء تكلموا في عدالته وأنه ربما كان یشرب المسكر (تذكرة، 4/1494). وأضاف ابن حجر بعد أن روی كلام الذهبي هذا، أنه تاب بعدها وصلح (الدرر، 3/160). ولعل سماعه الحدیث وما جمع وأفاد كان لصلاحه هذا وتكفیراً عن ذنوبه (ظ: الذهبي، ن.م، 4/1493). وبالنظر إلی هذه الشواهد كلها فإن أفضل ما یقال في هذا الخصوص هو التأكید علی اتساع أفقه الفكري والاعتقادي وتسامحه وتساهله وبحثه عن الحقیقة في وجوده (ظ: الأمین، 8/8؛ جواد، مقدمة تلخیص، 4(1)/46). ولذلك كان یصحب علماء كل فرقة، ویحافظ علی الحرمة في الحدیث عنهم.

ویمتاز ابن الفوطي أیضاً بالسرعة في الكتابة وحسن الخط. وقد أشار الذهبي (ن.ص) وغیره إلی حسن خطه (ظ ابن شاكر، حوادث 723هـ؛ ابن حجر، ن.ص). وكان یحسن خط الثلث والنسخ والتعلیق. وقد قربه هذا الفن من كبار عصره بالإضافة إلی ما وفر له من أسباب حیاته، وتعاون في العقد الأخیر من القرن 7هـ سنوات عدیدة مع الخطاط یاقوت المستعصمي في خزانة المستنصریة (ظ: ابن الفوطي، تلخیص، 4(4)/832؛ معروف، 2/356). ولایزال بخطه قسم من الكامل لابن الأثیر والأحكام لأبي سعید والجزءان الرابع والخامس من تلخیص (الشبیبي، 2/9-11).

عاصر ابن الفوطي جماعة من كبار الأساتذة وأخذ عنهم في الفلسفة والمنطق والریاضیات والحدیث والفقه والقراءة، ولكن ما لبث أن ظهر میله إلی التاریخ حتی عده الذهبي (تذكرة، 4/1494) في مصاف أبي الفرج الأصفهاني بسعة المعلومات التاریخیة، وكانت له طریقته الخاصة في التاریخ (الأمین، 8/9). وإن لم یخل من تأثره ببعض كبار الأساتذة كابن الساعي وعطاء ملك الجویني ورشید الدين فضل الله. ومهما یكن من أمر فقد بلغ ابن الفوطي شهرة كبیرة في حیاته بإحاطته بالأخبار والأنساب، وعرف بهذه الصفة بین الأكابر والسادات (ظ: ابن الفوطي، تلخیص، 4(3)/445). وكان یكتب للمراجعین نسبهم أحیاناً (ظ: ن.م، 4(4)/634). وذكره كل من ابن شاكر (حوادث 723هـ)، وابن عنبة (الفصول…، 63)، بصفة المؤرخ والنسابة، وقد أخذ علم الأنساب عن السادات (ابن الفوطي، ن.م، 4(3)/255). وكان یهتم بالأدب والشعر والنثر وله شعر كثیر بالعربیة والفارسیة، وقیل إنه دون الوسط (جواد، مقدمة تلخیص، 4(1)/51). كما كان مغرماً بتراجم أهل الأدب والشعر وضبط آثارهم (ابن شاكر، ن.ص).

والجدیر بالذكر أن أكثر مصنفاته أشبه بمجامیع من معلومات جمعت من مدونات أو مشاهدات، وهي خالیة من أیة مواضیع مبتدعة وأفكار مبتكرة. وكان ما كتبه في التاریخ وفروعه متعدداً وضخماً دعا تلمیذه الذهبي إلی وصفه بوقر بعیر (تذكرة، 4/1493).

 

آثاره

وهي قسمان، المعروف المطبوع، ومالم یبق منه سوی الاسم.

 

ألف- المطبوعة

1. تلخیص مجمع الآداب في معجم الألقاب، ذكر الذهبي أصله باسم مجمع الآداب في معجم الأسماء علی معجم الألقاب، وإنه تاریخ یقع في 50 مجلداً (تذكرة، ن.ص)، ویبدو مما أورده الذهبي أن تاریخ ابن الفوطي الكبیر الذي لم یتم، ومجمع الآداب، كتابان منفصلان، بینما یری ابن حجر أن مجمع الآداب الذي یتكون من 50 مجلداً هو اختصار ذلك التاریخ الكبیر (الدرر، 3/159-160). ولم یذكر أي مصدر قدیم من الذهبي إلی البغدادي هذا الكتاب باسم تلخیص. والجزءان اللذان وصلا إلینا الیوم من تلخیص هما بخط ابن الفوطي نفسه، ویوجد قسم منه وهو الجزء الرابع في المكتبة الظاهریة بدمشق. وقد حرر في 712هـ/1312م (الشبیبي، 2/8-11). اما الجزء الذي یلیه ویشتمل علی الألقاب التي تبدأ بحروف «ك» و«ل» و«م» ویعتبر الجزء الخامس من تلخیص فیوجد في لاهور، ویری روزنثال، أن هذین الجزأین نحو ثلثي تلخیص (EI2). ویقدر الشبیبي (2/8) الكتاب كاملاً بین 6 إلی 8 أجزاء وعدد التراجم بـ 20 ألف ترجمة. وقد نشر جواد الجزء الرابع منه بدمشق في 4 مجلدات. كما نُشر الجزء الخامس في باكستان بتحقیق عبد القدوس (ظ: المصادر). ویبدو من مخطوطة الجزء الرابع أن ابن الفوطي عمل علی تصحیح هذه النسخة وإكمالها بعد تحریرها في 712هـ، إلی 721هـ وكان خطه وهو في الثمانین جمیلاً نفیساً (الشبیبي، 2/10).

ویضم تلخیص تراجم كبار أهل العلم والسیاسة في العصور الإسلامیة حتی زمن المؤلف. والتراجم مختلفة جداً وتشتمل عادة علی معلومات عن ولادة صاحب الترجمة ووفاته ونماذج من كلامه أو نظمه ونثره. وقد أفاد ابن الفوطي في حدیثه عن السلف من كتب الآخرین، وكان یذكر مصدره في كل حالة، فجمعه من تواریخ السلف وأساتذته ودواوین ومجامیع كثیرة. ویقول العزاوي «لو كان موجوداً كاملاً لأغنی عن كتب عدیدة» (تاریخ، 1/267). ویمكن القول إن أهم جزء من تلخیص وأكثره فائدة تراجم معاصریه الذین رأی ابن الفوطي أكثرهم بنفسه وتحدث إلیهم، أو روی عنهم بواسطة واحدة. وكان یشك في أقوال مخاطبیه أحیاناً (ظ: تلخیص، 4(3)/101). ولما كان ابن الفوطي قد قضی حیاته بین أهل العلم والكتّاب وفي بلاطات الحكام آنذاك، فقد أورد معلومات قیمة وغزیرة عن العلماء المعاصرین له وعن الفنانین وآثارهم. كما أن علاقة ابن الفوطي الوثیقة بإیران ولاسیما آذربیجان، یجعل من تلخیص مصدراً مفیداً للاطلاع علی الحیاة الفكریة والثقافیه في هذه البلاد آنذاك. وقد ورد ضمن بعض التراجم عد من أبیات الشعر الفارسي في تلخیص (4(2)/683، 684، 4(3)/555؛ للاطلاع علی الأشعار المصححة، ظ: إقبال، 71-76). ویبدو أن تلخیص لیس مختصراً منقحاً لأصل أكثر تفصیلاً، ذلك أن ابن الفوطي كان یرید كما یظهر أن یكمل فیما بعد شرح الألقاب والأسماء التي تشاهد فیه والتي وردت بدون أي شرح. وأسلوبه في تلخیص بسیط لاتكلف فیه.

2. الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة، نسب هذا الكتاب إلی ابن الفوطي كل من ابن رجب (2/375)، وحاجي خلیفة (1/693). ویضع جواد هذا الاسم علی مخطوطة مجهولة المؤلف حول حوادث القرن 7هـ، ثم یصحح وینشره في 1351هـ مع نسبته إلی ابن الفوطي (ظ: المصادر). ویری الشبیبي في مقدمة كتاب الحوادث الجامعة المطبوع أنه نفس الحوادث والتاریخ لابن الفوطي (ص «ألف»)، كما أن مصحح الكتاب یؤكد في مقدمته انطباق الكتابین مستشهداً بآراء سركیس وصفا وغیرهما (ص«ح-ل»)، ثم یعدل عن رأیه هذا وینفي انطباق تلك النسخة علی الحوادث الجامعة، ویری أنها ربما لمحب الدین أبي العباس أحمد العلوي الكرخي (تـ 721هـ) الذي نسب له ابن الفوطي في الجزء 5 من تلخیص كتاباً باسم تاریخ علی السنین (جواد، مقدمة تلخیص، 4(1)/64). ویتناول كتاب الحوادث الجامعة، الأحداث من 626هـ سنة فسنة إلی 700هـ، مع اضطراب بسیط في وسطه. وتدور مواضیع الكتاب علی الأغلب حول الوفیات والمسائل الاقتصادیة والمالیة والعسكریة والحوادث الطبیعیة التي وقعت في العراق والبلاد الإسلام المجاورة له. وبدراسة هذا الكتاب ومقارنته مع تلخیص، نصل إلی شواهد كثیرة تثبت صحة نسبته إلی ابن الفوطي.

 

ب- المفقودة

1. بدائع التحف في ذكر من نُسب من العلماء إلی الصنائع والحرف (البستاني، 3/440)؛ 2. التاریخ، ذكره ابن الفوطي في مواضع عدیدة من تلخیص (4(2)/924، 4(3)/514، 5/292). وأشار ضمن ترجمته لعلاء الدین عطاء ملك الجویني إلی أن هذا الوزیر هو الذي أعاده إلی بغداد، وأسند إلیه تألیف التاریخ والحوادث وهو كتاب تاریخ علی السنین (تلخیص، 4(1)/139، 4(2)/1036). وبالنظر إلی المعلومات الموجودة لایمكن أن نعرف إن كان هذا الأثر الأخیر نفس التاریخ أم غیره. ذكر الذهبي في بیان آثار ابن الفوطي (تذكرة، 4/1493)، أنه كتب من التواریخ ما لایوصف، وعمل تاریخاً كبیراً لم یبیضه. كما ذكر حاجي خلیفه تاریخ ابن الفوطي مع عبارة «متعدد» (1/279). ویقول ابن شاكر (حوادث 723هـ)، إن التاريخ علی الحوادث، یتناول الحوادث من آدم إلی خراب بغداد؛ 3. التاریخ علی الحوادث (ابن العماد، 6/60)، أو التاریخ والحوادث (ظ: رقم 2)؛ 4. تذكرة من قصد الرصد (ظ: رقم 12)؛ 5. تلقیح الأفهام وتنقیح الأوهام في المؤتلف والمختلف من الأنساب والأسماء والألقاب (البستاني، 3/440)، ذكره الذهبي (ن.م، 4/1493) باسم المؤتلف والمختلف مجدولاً، وابن شاكر (ن.ص) باسم تلقیح الأفهام في المختلف والمؤتلف مجدولاً أیضاً؛ 6. درر الأصداف في غرر الأوصاف، ذكره ابن العماد أنه كبیر جداً (6/60)، وابن شاكر (ن.ص) أنه مرتب علی «موضع الوجود من المبتدأ إلی المعاد»، كما ذكره ابن الفوطي نفسه في تلخیص (4(1)/280). ویقول ابن العماد (ن.ص) نقلاً عن ابن الفوطي «إنه جمعه من ألف مصنف من التواریخ والدواوین والأنساب والمجامیع»، وهو في 20 مجلداً بیّض منه 5 مجلدات فقط؛ 7. الدر النظیم في ذكر من تسمی بعبد الكریم، ویبدو أن ابن الفوطي ألفه لأستاذه غیاث ‌الدين عبد الكریم بن أحمد بن طاووس العلوي (تـ 693هـ) (تلخیص، 4(2)/1195). وقد نسب ابن الفوطي تألیف هذا الكتاب إلی فخر الدین أبي الفضل محاسن ابن الحسن التغلبي البادرائي الذي أجاز ابن الفوطي في 685هـ وتوفي بالحلة (ن.م، 4(3)/293)؛ 8. الذیل علی جامع المختصر، یقول ابن رجب (2/375)، إنه ذیل علی تاریخ أستاذه ابن الساعي (جامع المختصر في عنوان التاریخ والسیر)، ویقع في نحو 80 مجلداً، وألفه ابن الفوطي للصاحب (عطاء ملك الجوییي)؛ 9. مجمع الآداب في معجم الأسماء علی معجم الألقاب (ظ: المطبوعة، رقم 1)؛ 10. المجموع الفارسي (تلخیص، 4(3)/193)، ومن المحتمل أنه كان مجموعة من النظم والنثر الفارسي. ویشیر ابن الفوطي إلی عدة مدائح بالفارسیة لأستاذه كمال ‌الدين أحمد المراغي ویقول «ذكرناها» (ن.م، 4(1)/388)، وربما یرید أنه ذكرها في هذا المجموع؛ 11. المشیخة، وهي رسالة في التعریف بأساتذته، ذكرها ابن رجب نقلاً عن الذهبي بعبارة معجم لشیوخه (2/375)، وحاجي خلیفة باسم معجم الشیوخ، (1/1736)، وأشار ابن الفوطي نفسه إلیه باسم المشیخة (تلخیص، 4(3)/95، 5/310)؛ 12. من قصد الرصد، أو تذكرة الرصد، أو ذكر من قصد الرصد، وهو أول ما ألف ابن الفوطي أثناء إقامته في مراغة وعملِه في دار الرصد هناك، وقد ظن روزنثال أنه ألف لإرشاد العاملین في الرصد (EI2). ویری جواد (ظ: البستاني، 3/440) أنه ذكر فیه الذین زاروا الرصد واستكتبهم واستنشدهم واسترواهم، ولم یشر إلیه القدماء من مترجمي ابن الفوطي. وذكره ابن الفوطي نفسه في مواضع كثیرة من تلخیص بالأسماء المذكورة (4(1)/565، 569، 4(4)/681، 770، 5/288). وإشارات ابن الفوطي تثبت رأي جواد، ویبدو من كلامه أن جزءاً من هذا الكتاب یشبه الیوم سجل آراء زائري الآثار التاریخیة والعلمیة؛ 13. النسب المشجّر (جواد، مقدمة تلخیص، 4(1)/59)، وهو في الأنساب وقد رسمها بشكل شجرة؛ 14. نظم الدرر الناصعة في شعراء المائة السابعة، ذكره ابن الفوطي بهذا الاسم في تلخیص (4(1)/253، 5/263). كما ذكره في مواضع أخری من تلخیص باسم شعراء العصر (4(2)/1023)، وشعراء أهل العصر (4(3)/57)؛ 15. وصف الشمعة، كتبه مثل تذكرة الرصد أثناء إقامته في مراغة (ظ: تلخیص، 4(1)/45).

ویبدو أن لابن الفوطي تصانیف أخری لانعلم حتی اسمها، فقد ذكر ابن جرب نقلاً عن آخر أن له عدا الكتب التاریخیة «وفیات أخر وأشیاء كثیرة في الأنساب» (2/375) واستنبط الشبیبي من قول ابن الفوطي أن له كتاباً باسم تاریخ خراسان (2/12)، وهو مایشك فیه، كما نری أن نسبة كتاب مناقب بغداد له لایبدو صحیحاً (ظ: العزاوي، التعریف، 1/163).

وقد أُخذ علی ابن الفوطي في عصره ترخصه في إثبات ما یرصعه، ومبالغته في تقریض المغول وأعوانهم (الذهبي، تذكرة، 4/1494). ومع ذلك فقد كان بمثابة لوحة حساسة ترسم علی صفحاتها شتی صور الحوادث والأشخاص في ذلك العصر (الشبیبي، 2/15). وقد أخذ عنه المؤرخون بعده مثل البناكتي (ص 212)، والصفدي (1/185)، وابن رافع السلامي (ص 37)، وابن عنبة (عمدة…، 246، الفصول، 153)، وابن الجزري (1/248). وفي عصرنا من یسعی لمقارنته بابن خلدون (الشبیبي، 2/14-15).

 

المصادر

ابن الجزري، محمد، غایة النهایة، تقـ: ج. برجستراسر، القاهرة، 1351هـ؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الدرر الكامنة، حیدرآباد الدكن، 1394هـ؛ م.ن، لسان المیزان، حیدرآباد الدكن، 1329-1331هـ؛ ابن رافع السلامي، محمد، تاریخ علماء بغداد المسمی منتخب المختار (ذیل تاریخ ابن النجار)، تقـ: عباس العزاوي، بغداد، 1357هـ؛ ابن رجب، عبد الرحمن، الذیل علی طبقات الحنابلة، تقـ: محمد حامد الفقي، القاهرة، 1372هـ؛ ابن شاكر الكتبي، محمد، عیون التواریخ، مخطوطة في مكتبة سلیمان أفندي، رقم 11/1694؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351هـ؛ ابن عنبة، أحمد، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، تقـ: محمدحسن آل الطالقاني، النجف، 1380هـ؛ م.ن، الفصول الفخریة، تقـ: جلال ‌الدين الحسیني الأرموي، طهران، 1346ش؛ ابن الفوطي، عبد الرزاق، تلخیص مجمع الآداب، تقـ: مصطفی جواد، دمشق، 1382-1387هـ؛ م.ن، ن.م، «كتاب الكاف»، ج 5، تقـ: محمد عبد القدوس القاسمي، باكستان، 1358هـ؛ م.ن، الحوادث الجامعة، تقـ: محمدرضا الشبیبي ومصطفی جواد، بغداد، 1351هـ؛ إقبال، عباس، «المجلد الرابع من كتاب تلخیص مجمع الآداب»، یادگار، فروردین 1326، س 3، عد 8؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، تقـ: حسن الأمین، بیروت، 1403هـ؛ البستاني؛ البناكتي، داود، تاریخ، تقـ: جعفر شعار، طهران، 1348ش؛ جواد، مصطفی، مقدمة تلخیص (ظ: همـ، ابن الفوطي)؛ م.ن، مقدمة الحوادث الجامعة (ظ: همـ، ابن الفوطي)؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الذهبي، محمد، تذكرة الحفاظ، حیدآباد الدكن، 1333-1334هـ؛ م.ن، دول الإسلام، بیروت، 1405هـ؛ م.ن، ذیول العبر، تقـ: محمد السعید ابن بسیوني زغلول، بیروت، 1985م؛ الشبیبي، محمد رضا، مؤرخ العراق ابن الفوطي، بغداد، 1378هـ؛ الشوكاني، محمد، البدر الطالع، القاهرة 1348هـ؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: هلموت ریتر، بیروت، 1381هـ؛ العزاوي، عباس، تاریخ الأدب العربي في العراق، بغداد، 1380هـ؛ م.ن، التعریف بالمؤرخین، بغداد، 1376هـ؛ العلیمي، عبد الرحمن، المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد، تقـ: محمد محیي ‌الدين عبد الحمید، بیروت، 1404هـ؛ القنوجي، صدیق، التاج المكلل، تقـ: عبد الحكیم شرف الدین، بومباي، 1383هـ؛ معروف، ناجي، تاریخ علماء المستنصریة، القاهرة، 1396هـ؛ وأیضاً:

EI2.

یوسف رحیم ‌لو/ ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: