اِبْنُ قاضي بَعلَبَك، بدر الدين المظفر بن عبد الرحمن بن إبراهیم، طبیب وفقیه وحافظ للقرآن في القرن 7هـ/13م. كان والده قاضیاً ببعلبك فعرف بابن قاضي بعلبك، لم یذكر ابن أبي أصیبعة وابن العبري سنة ولادته رغم أنهما كانا معاصرین له، واقتصر ابن العبري (ص 275) علی إیراد خلاصة عن حیاته وذكر كتابه مفرّح النفس. وأكثر الذین تحدثوا عن ابن قاضي بعلبك اعتمدوا علی ما أورده ابن أبي أصیبعة. ولد بدمشق ونشأ فیها. قرأ الطب علی مهذب الدين عبد الرحیم بن علي الدَخوار (تـ 628هـ/1230م)، وأتقنه. ولما سافر مهذب‌ الدين إلی الملك الأشرف موسی لمعالجته في 622هـ، توجه ابن قاضي بعلبك معه إلیه. وبعد فترة عاد إلی الشام، واشتغل بالطبابة في مستشفی الرقة، وصنف مقالة في مزاج الرقة ومیزاتها الطبیعیة. واشتغل في الرقة أیضاً في الحكمة علی زین‌ الدين الأعمی، ولما عاد إلی دمشق، دعاه مظفر الدين یونس بن مودود بن الملك العادل إلیه في 635هـ/1237م، وولاه الرئاسة علی جمیع الأطباء والكحالین والجراحین في 637هـ. ولم یتوقف مع كل هذه المشاغل عن دراسته في علم الطب، وفي 645هـ ثبته الملك الصالح الأیوبي أمیر دمشق في مناصبه السابقة، وكان حظیاً لدی الأمراء الأیوبیین الآخرین بدمشق وله منهم الجاري المستمر والراتب المستقر. وخلال هذه الفترة كان يزاول مهنة الطب في البیمارستان النوري. ثم تجرد ابن قاضي بعلبك لدراسة العلوم الدينیة، فسكن بیتاً في المدرسة القلیجیة وقرأ الفقه والأدب والتفسیر والقرآن علی شهاب‌ الدين أبي شامة (ابن أبي أصیبعة، 2/359-260). ویبدو أنه استمر في ذلك حتی آخر حیاته. لیس لدینا علم عن سنة وفاته أیضاً، ولكن یری حاجي خلیفة (2/1772)، أنها كانت بعد 650هـ/1252م.

وصفه ابن أبي أصیبعة بالورع والدين، ومن الأعمال المهمة التي قام بها ابن قاضي بعلبك توسیع البیمارستان النوري وإیصال الماء إلیه، فقد اشتری الدور الملاصقة للبیمارستان، وجعلها من جملته وكبر بها قاعاته (ابن أبي أصیبعة، 2/260-262).

آثاره

الكتاب الوحید الذي وصلنا لابن قاضي بعلبك هو شرح تذكرة المعرفة لأبقراط، منه مخطوطة في مكتبة قاسم الرجب ببغداد (ظ: الزركلي، 7/256). كما یوجد في مكتبة الریاض كتاب باسم شرح مقدمة المعرفة لأبقراط، ویری الزركلي أنهما قد یكونا كتاباً واحداً. وتنسب إلیه كتب أخری أیضاً هي: 1. مفرّح النفس (ابن أبي أصیبعة، 2/263)، یوجد في مكتبة سامي إبراهیم حداد بسوریة كتاب بهذا الاسم، ولكن ذكر أن مؤلفه هو شرف‌ الدين محمد بن عمر البغدادي. ویقول حداد (ص 89) أن بورغل یعتبره من تألیف ابن قاضي بعلبك وأنه یسعی لنشره؛ 2. شرح كتاب الأخلاط، ترجمة حنین بن إسحاق (GAL, S, I/368)؛ 3. مقالة في مزاج الرقة (ابن أبي أصیبعة، ن.ص)؛ 4. الملح في الطب (ن.ص).

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/1882م؛ ابن العبري، غریغوریوس، تاریخ مختصر الدول، تقـ: أنطون صالحاني، بیروت، 1890م؛ حاجي خلیفة، كشف؛ حداد، فرید سامي، فهرس المخطوطات الطبیة العربیة، حلب، 1404هـ/1984م؛ الزركلي، الأعلام؛ وأیضاً:

GAL, S.

مهدي سلماسي/ن.