الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن القاسم، أبوعبدالله /

فهرس الموضوعات

ابن القاسم، أبوعبدالله

ابن القاسم، أبوعبدالله

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/30 ۱۹:۵۴:۵۹ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ القاسِم، أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة العُتَقي (تـ صفر 191/كانون الأول 806)، من أبرز تلامذة مالك بن أنس وناشري مذهبه. وهو أحد الموالي المنتسبین إلی العتقاء، وكانوا جماعات من قبائل عدیدة یتعرضون للرسول الأكرم‌(ص)، أسرهم الرسول ثم أطلقهم (ابن عبد البر، 50). ولد في الرملة بفلسطین (القاضي عیاض، 2/433)، واختلف في سنة ولادته، وأصحها 132هـ (وفي أضعف احتمال 128هـ) (ابن عبد البر، ن.ص؛ أبو إسحاق، 155؛ للاطلاع علی السنوات الأخری، ظ: ابن خلكان، 3/129؛ الذهبي، تذكرة…، 1/356، العبر، 1/238؛ ابن حجر، 6/253).

كان أبوه في الدیوان وعنه ورث ابن القاسم المال الذي أنفقه في رحلته إلی مالك (القاضي عیاض، ن.ص؛ الذهبي، تذكرة، ن.ص، الكاشف، 181) وصحبه 20 عاماً (أبو إسحاق، ن.ص؛ ابن رشد، 27). كما أخذ الفقه والحدیث بالإضافة إلی مالك عن ابن أبي حازم وابن الماجشون وأبي مسعود ابن أشرس وبكر بن مضر (البخاري، 5/217؛ أبو العرب، 223؛ القاضي عیاض، 2/433؛ ابن حجر، (ن.ص). وأخذ عنه الفقه والحدیث عدد، منهم الحارث بن مسكین وابن عبد الحكم وسعید بن تلید ویحیی بن یحیی الأندلسي وسحنون وأسد بن الفرات وغیرهم (ابن عبد الحكم، 44؛ ابن أبي حاتم، 2(2)/279؛ ابن عبد البر، 51؛ ابن سعید، 163؛ الذهبي، تذكرة، ن.ص).

وكان أحد رواة الموطأ لمالك ویقول القاضي عیاض عن النسائي إنه لم یروه أحد أثبت منه (2/434-435). وبالإضافة إلی أن ابن عبد البر تحدث عن ضبطه في الروایة فقد ذكر أنها صحیحة قلیلة الخطأ (ص 50)، كما أفاد محمد فؤاد عبد الباقي في تصحیح متن الموطأ من أجزاء المدونة روایة ابن القاسم الباقیة أیضاً (ص «ي»)؛ واشتهر بین تلامذة مالك بالفقاهة، حتی إن مالكاً وصفه بالفقیه أثناء مقارنته بتلمیذه الآخر ابن وهب ویؤكد القاضي عیاض علی تبحره في علم البیوع ضمن تأییده أنه أفقه أصحاب مالك (2/434-435).

وكان ابن القاسم أول من نشر مذهب مالك من تلامذته في مصر، ولم یزل به وبأمثال عبد الرحیم بن خالد بن یزید وابن عبد الحكم وغیر هما منتشراً حتی غلبة الفقه الشافعي (المقریزي، 4/334). وكان أهم دور لابن القاسم في تاریخ مذهب مالك تدوین فتاویه، ولكنه یجب أن لاینسی دور تلمیذین له أیضاً في تدوین هذه التفاوی هما أسد بن الفرات وسحنون بن سعید، فقد لقي أسد في رحلته العلمیة إلی العراق أصحاب أبي حنیفة كمحمد بن الحسن الشیباني، وبعد وفاة مالك قصد أصحابه في مصر، ولزم ابن القاسم للأخذ عنه والحصول علی جواب لأسئلته الفقهیة، ودوّن آراءه في الأسدیة، وكان ابن القاسم یجیب أحیاناً عن اسئلة أسد بكلمات تنم عن الشك في النقل (مثل أخال وأظن وأحسب). ولما حمل أسد هذه المجموعة إلی القیروان رغب عنها القوم لوجود أمثال هذه الكلمات، ومع ذلك فقد كانت هذه هي الخطوة الأولی في تدوین فتاوی مالك عن طریق ابن القاسم بعد 179هـ. كما أن سحنون حصل علی نسخة من الأسدیة ووصل بها إلی ابن القاسم، فحذف ما فیها من سقطات، كما فكر ابن القاسم بما فیها من كلمات الشك والتردد مما نقل عن مالك وأسقطها باجتهاده. وبذلك بدا اختلاف جلي بین ما جمعه سحنون في المدونة والمختلفة وبین الأسدیة، وقد أید ابن القاسم المدونة وأمر أسداً في رسالة أن یرد مدونته علی مدونة سحنون، ولم یقنع أسد بقول ابن القاسم، إلا أن الناس أعرضوا عن الأسدیة وأخذوا بالمدونة (لمزید من التفاصیل حول ذلك ، ظ: المالكي، 1/172-181؛ ابن خلكان، 3/181). وقد ذكر المالكي أن تعویل الناس منذ البدایة علی المدونة أدی إلی إعراضهم عن الأسدیة (1/181)، حتی إن ابن رشد تحدث عن كتاب أسد أثناء وصفه لكتاب سحنون وكأنه منسوخ (1/27-28)، إلی أن ذكر ابن الحاجب أن الكتاب الأخیر كان في عصره منسوخاً (ابن خلكان، 3/171).

وقد طبع محمد ساسي المغربي في مصر هذا الكتاب الذي دوّن ولاشك بعد 188هـ (ظ: ن.ص) بین سنتي 1324-1325هـ ویلاحظ في طیات المدونة آراء لابن القاسم بالإضافة إلی آراء مالك وتدور حول المسائل التي لم یتطرق مالك إلیه وتحتاج إلی جواب وإیضاح. ویجتهد ابن القاسم في هذه الحالات غالباً مصرحاً بأن مالكاً لم یتحدث فیها (كنموذج، ظ: 1/36، 39). والحقیقة فإنه كان یتبع مالكاً في الكلیات وفیما سكت عنه مالك یستنبط علی أساس تلك الكلیات.

وكان ابن القاسم یمیل إلی الزهد أیضاً. ویفضل الابتعاد عن أصحاب المال والقدرة ویری أن الاقتراب منهم عیب. حتی إنه لم یقبل المال الجزیل الذي أمر به هارون الرشید له (الذهبي، تذكرة، 1/356، سیر…، 9/122؛ ابن كثیر، 10/206). ومن مشایخه في الزهد سلیمان بن القاسم، ویقول القاضي عیاض «كان مالك معلم ابن القاسم في العلم وكان معلمه في العبادة سلیمان» (2/440). وفي طبقات الأولیاء إشارة إلی زیارة الناس لقبر ابن القاسم واللجوء إلیه في حاجاتهم (ابن الملقن، 281-282). ونشاهد في بعض المصادر منافسة غیر ودیة بینه وبین أشهب تلمیذ مالك، فیذكر القاضي عیاض مثلاً أنه كان یخالفه في بعض المسائل في المجلس الذي یحضره أسد بن الفرات لسؤال ابن القاسم، وربما یمكن العثور عن السبب فیما روي عن ابن القاسم من اختلافه مع أشهب في روایتهما عن مالك (أبو إسحاق، 155؛ القاضي عیاض، 2/439، 441). وعلی كل حال فقد كانت الرئاسة الفقهیة في مصر آنذاك لابن القاسم ولم تنته إلی أشهب إلا بعد وفاته (أبو إسحاق، ن.ص). وكانت وفاته بمرض أصابه بعد أیام من عودته من الحج إلی مصر (ن.ص؛ القاضي عیاض، 2/444، 446). خلف ثلاثة أولاد هم عبد الله، ویقال إنه مات شاباً وأبو الأزهر عبد الصمد وموسی (ابن ماكولا، 7/84؛ القاضي عیاض، 2/437-439)، لم یبلغوا درجة أبیهم في العلم إلا أن ابن القاسم خرّج تلامذة نشروا المالكیة في مختلف مناطق العالم الإسلامي.

ومما یجدر ذكره أنه توجد مخطوطة بعنوان مجالس ابن القاسم، تضم مجموعة من أسئلته التي وجهها إلی مالك، في المكتبة الوطنیة بمدرید (غیلین روبلس، 28)، كما قام علي بن محمد القابسي (تـ 403هـ) بجمع الأحادیث التي رواها ابن القاسم عن الموطأ، وأسماها الملخص (ظ: شبیس، 109).

 

المصادر

ابن أبي حاتم، عبد الرحمن، الجرح والتعدیل، حیدرآباد الدكن، 1372هـ/1953م؛ ابن حجر العسقلاني أحمد، تهذیب التهذیب، حیدرآباد الدكن، 1326هـ؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن رشد، محمد، المقدمات الممهدات، القاهرة، 1325هـ؛ ابن سعید، علي، المغرب في حُلی المغرب، تقـ: شوقي ضیف، القاهرة، 1953م؛ ابن عبد البر، یوسف، الانتقاء، بیروت، دار الكتب العلمیة؛ ابن عبد الحكم، عبد الرحمن، فتوح مصر، لیدن، 1920م؛ ابن القاسم، عبد الرحمن، المدونة الكبری، القاهرة، 1324-1325هـ؛ ابن‌كثیر، البدایة؛ ابن ماكولا، علي، الإكمال، حیدرآباد الدكن، 1406هـ؛ ابن الملقن، عمر، طبقات الأولیاء، بیروت، 1406هـ؛ أبو إسحاق الشیرازي، إبراهیم، طبقات الفقهاء، بیروت، دار القلم؛ أبو العرب، محمد، طبقات علماء إفریقیة وتونس، الجزائر، 1985م؛ البخاري، محمد، صحیح، إستانبول، 1315هـ؛ الذهبي، محمد، تذكرة الحفاظ، حیدرآباد الدكن، 1333-1334هـ؛ م.ن، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط وآخرون، بیروت، 1406هـ؛ م.ن، العبر، بیروت، 1405هـ؛ م.ن، الكاشف، القاهرة، 1972م؛ عبد الباقي، محمد فؤاد، مقدمة الموطأ لمالك، بیروت، 1406هـ؛ القاضي عیاض، ترتیب المدارك، تقـ: أحمد بكیر محمود، بیروت، 1387هـ؛ المالكي، عبد الله، ریاض النفوس، القاهرة، 1951م؛ المقریزي، أحمد، الخطط، بولاق، 1270هـ؛ وأیضاً:

Guillen Robles, F., Catalogo de los manuscritos arabes, Madrid, 1889; Spies, O., «Die Bibliotheken des Hidschas», ZDMG, 1936, vol. XX.

فرامرز حاج منوچهري/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: