الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن القارح /

فهرس الموضوعات

ابن القارح

ابن القارح

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/30 ۱۹:۴۹:۱۷ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ القارِح، أبو الحسن علي بن منصور بن طالب الحلبي (351- ح 424هـ/962-1033م)، أدیب وشاعر وراوٍ ونحوي، یلقب بدَوخَلة. ولد في حلب، ودرس فیها النحو علی أبي عبد الله ابن خالویه. وابن خالویه (ن.ع) ما نعلم، رحل من بغداد إلی الشام، ثم إلی حلب وعاش مدة فیها وقد قصد ابن القارح بعد وفاة ابن خالویه بغداد في 370هـ/980م. ولزم أبا علي الفارسي، وقرأ علیه كما یقول جمیع كتبه وسماعاته (ابن القارح، 56؛ یاقوت، 15/83). ویشیر یاقوت إلی أنه خدم أبا علي الفارسي صبیاً (ن.ص)، وهو غیر صحیح، ذلك أن أبا علي ذهب إلی سیف الدولة بحلب في 341هـ، وفي 347هـ، أي قبل ولادة ابن القارح بأربع سنین ترك حلب قاصداً شیراز، وأقام فیها ما یزید عن 20 سنة (دانشنامه، 1079). وبذل فإنه كان یقیم في شیراز أثناء طفولة ابن القارح وحتی شبابه. وعلی هذا یمكن القول إن ابن القارح لازم أبا علي لأول مرة بعد عودته إلی بغداد، ولابد أن یكون هذا بالنظر لما مرّ في حدود 370هـ. ویصرح ابن القارح (ن.ص) أنه كان یختلف إلی علماء بغداد. منهم أبو سعید السیرافي وعلي بن عیسی الرماني وأبو عبید الله المرزباني وأبو حفص الكتاني.

وبعد أن نال حظاً من العلم والشهرة امتهن تعلیم أبناء الخواص وتربیتهم وكانت معیشته عن طریقهم (ظ: الصفدي، 22/234). وبعد فترة سافر إلی مصر ولزم فیها أبا الحسن المغربي وكان یخشی الأخیر ما علیه ابنه أبو القاسم من حب للجاه. فألزمه تأدیبه ومراقبة أعماله وإطلاعه علیها. وحدث أن أسرَ أبو القاسم لابن القارح میله إلی الإطلاحة بحكم الخلیفة الفاطمي، فأطلع أباه علی قصده. فعلم أبو القاسم بذلك وما نُقل لأبیه فاضطرب حاله وأضمر له الحقد (ابن القارح، 56-57؛ یاقوت، 15/83-84). وبعد فترة أنفذ قائد الجیش بمصر أبو عبد الله الحسین بن جوهر إلی ابن القارح، طالباً إیاه وعهد إلیه بتأدیب ولدیه (ابن القارح، 58؛ یاقوت، 15/86). ولما شاهد سلوك الخلیفة الحاكم بأمر الله العنیف وقائد جیشه الحسین بن جوهر تجاه معارضیهما، خاف واستأذن في الحج للهرب من البلاط. وفي 397هـ قصد الحج وبقي هناك 5 أعوام. ولما عاد إلی القاهرة، وعلم یقتل الحاكم للحسین بن جوهر في 401هـ، ازداد إحساسه بالخطر فترك بلاط الخلیفة هارباً إلی طرابلس، ومنها دخل أنطاكیة، وخرج منها إلی ملطیة، وبها خولة بنت سعد الدولة، حفیدة سیف الدولة، فذهب إلیها وأقام مدة عندها، ثم ورد علیه كتاب الوزیر أبي القاسم فسار إلی مَیّافارقین (ابن القارح، ن.ص). وأقام عنده فترة، ولیس لدینا علم بما جری بینهما. ولكن یبدو أن نار الحقد الذي كان یكنه أبو القاسم نحوه منذ وزارة والده لم تخمد بعدُ، كما أن ابن القارح الذي یطفح قلبه ألماً منه أطلق للسانه عنان الهجاء وذمه مرات في مجالس الإخوان (ظ: م.ن، 61-62؛ الصفدي، 22/234- 235).

وبعد أن غادر ابن الفارح أبا القاسم المغربي قصد تكریت في 421هـ، ثم توجه منها إلی الموصل (یاقوت، 15/84). ویبدو أنه لقي فیها أبا الفرج الزهرجي كاتب نصر الدولة أحمد بن مروان (ابن القارح، 27). عاد ابن القارح في أواخر حیاته إلی مسقط رأسه حلب، بعد رسالة تلقاها من الزهرجي (م.ن، 68)، ولكن طول البعد غیّر كل شيء، ولم یجد معرفة ولاجاراً فأحسّ الضیق والغربة (م.ن، 24-25؛ الحبابي، 22). لم یذكر أحد من المؤرخین سنة ومكان وفاته، ولكن من المحتمل أنها كانت في حدود 424هـ بحلب (قا: البستاني 3/442، الذي یری أنه توفي بعد 424هـ؛ الحبابي، ن.ص).

لم یتخذ ابن القارح زوجة (یاقوت، 15/84؛ الصفدي، 22/234)، ولایعلم مذهبه، ولكن یبدو من مقدمة رسالة الغفران وتمجید أبي العلاء له (أبو العلاء، 139-141) وكذلك من نص الرسالة الطافحة بمدح الرسول‌(ص) والثناء علیه والاستشهاد بآیات القرآن وإظهار كرهه للزنادقة الملحدین (ابن القارح، 46-50) تقیده بأسس الشریعة، غیر أن طه حسین یجزم بأنه كان شدید الزندقة ومتهالكاً علی معاقرة الخمر (3/569).

وكان ابن القارح راویاً للشعر وأخبار العرب وقد ورد من شعره 51 بیتاً في رسالته (ص 60، 61، 67)، ومعجم الأدباء (یاقوت، 15/84-85) والوافي بالوفیات (الصفدي، ن.ص) وبغیة الوعاة (السیوطي، 2/207). ویری یاقوت أن شعره یجري مجری شعر المعلمین، قلیل الحلاوة، خالیاً من الطلاوة، وكان لایتورع في هجائه وأكثره في أبي القاسم المغربي، عن إیراد الألفاظ البذیئة والعبارات الردیئة (ظ: یاقوت، 15/84-86؛ السیوطي، ن.ص).

وتعود شهرته كلها إلی الرسالة التي بعث بها في أواخر حیاته إلی أبي العلاء المعري. ویقول عن سبب إرسالها (ص 26-27): إن أبا الفرج الزهرجي أودعه رسالة كتبها إلی أبي العلاء وسأله إیصالها إلیه. وفي الطریق نهب السِّرّاق رحلاً له، الرسالة فیه، فكتب له ابن القارح رسالة یعتذر إلیه ویبدي أسفه، ویطرح خلال ذلك أسئلة علیه یطلب الجواب عنها. فیجیبه أبو العلاء بكتابة رسالة الغفران.

یستفتح ابن القارح رسالته بالحمد والثناء علی الله وإظهار الشوق للقاء أبي العلاء. ثم ینتقد الأدباء والشعراء من أمثال بشار بن برد والمتنبي وابن الراوندي وابن الرومي وأبي تمام والحلاج وغیرهم ویذمهم لعدم رعایتهم أمور الدین واستعذابهم اللهو ومعاقرة الخمر ویری أنهم خالدون في نار جهنم، ثم یسأل أبا العلاء مسائل عن الزندقة والتصوف والفقه والنحو وشؤون الدین، وینهي رسالته بشرح مختصر عن حیاته وما یشكوه من دهره. ویستهل أبو العلاء المعري رسالة الغفران، یحمل ابن القارح في رحلة خیالیة إلی عالم الآخرة، وینتقل به بین الجنة والنار لیری الشعراء والأدباء الذین دعاهم ابن القارح بأهل الجحیم، فیجدهم خلافاً لما كان ینتظر في الجنة، وبذلك یستهزئ أبو العلاء به ویذكره بأن مثل هذه الأمور أعمق مما یتصور. ثم یجیبه في قسم آخر من الرسالة علی الأسئلة التي أوردها في رسالته وهي بحوث كلامیة وفلسفیة ولغویة محضة.

وتمتاز رسالة ابن القارح بخصائص نثر ذلك العصر، من عبارات مسجوعة وأحیاناً فنیة. طبعت هذه الرسالة في مجموعة رسائل البلغاء تحقیق محمد كرد علي بالقاهرة في 1331هـ/1913م. كما نشرها كامل الكیلاني في الجزء الثالث من رسالة الغفران سنة 1925م وعائشة عبد الرحمن في 1963 و1969م ضمن هذه الرسالة بالقاهرة.

 

المصادر

ابن القارح، علي، «رسالة»، مع رسالة الغفران (ظ: همـ، أبو العلاء المعري)؛ أبو العلاء المعري؛ أحمد، رسالة الغفران، تقـ: عائشة عبد الرحمن، القاهرة، 1388هـ/1969م؛ البستاني؛ الحبابي، فاطمة، لغة أبي العلاء المعري في رسالة الغفران، القاهرة، دار المعارف؛ حسین، طه، من تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1980م؛ الزركلي، الأعلام؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ/1965م؛ دانشنامه؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: رمزي بعلبكي، بیروت، 1404هـ/1983م؛ یاقوت، الأدباء.

عنایت ‌الله فاتحي ‌نژاد – عباس حجت جلالي/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: