الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن الفخار /

فهرس الموضوعات

ابن الفخار

ابن الفخار

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/29 ۱۸:۵۶:۱۳ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الفَخّار، أبو عبد الله محمد بن علي (تـ 754هـ/1353م)، المعروف بابن الفخار البَیري، نحوي أندلسي. عاشت عائلته بنو النجار في بیرة وهي مدینة بشرق الأندلس فعرف بالبیري أیضاً (ظ: ابن الخطیب، الإحاطة…، 3/35؛ ابن الجزري، 2/200؛ قا: السیوطي، 1/174، الذي ذكره الإلبیري خطأً). لاتتوفر معلومات عن مكان ولادته وفترة طفولته، وما نعرفه أنه قضی مدة دراسته في مدینة سبتة، فأخذ عن علماء المغرب وفقهائها مثل أبي عبد الله ابن حُریث وأبي العباس الحسني وأبي القاسم أبي النشاط وأبي عبد الله ابن رُشید وأبي عبد الله القرطبي وأبي محمد عبد المهیمن الحضرمي، وكان أكثر ملازمته لأبي إسحاق الغافقي. واشتهر بالعلم والفضل في أنحاء المغرب كلها (ابن الخطیب، ن.م، 3/36؛ ابن حجر، 5/309؛ السیوطي، 1/175؛ البلوي، 156).

تصدّر للتدریس مدة في مدینة سبتة هذه بعد وفاة أستاذه الغافقي (710هـ/1310م)، ثم رحل إلی غرناطة وأقام فیها، ولاندري زمن دخلوله إلیها بدقة، غیر أن ابن الخطیب (أعمال…، 299-300)، یذكر أنه كان في جلسة بیعة السلطان محمد بن إسماعیل خامس حكام سلالة بني نصر في 725هـ مع جماعة من العلماء والأعیان بالأندلس.

لیس لدینا معلومات عن كیفیة وكمیة الأعمال العلمیة التي قام بها ابن الفخار منذ هذا التاریخ وحتی زمن تأسیس المدرسة النصریة في عهد أبي الحجاج یوسف (حكـ 733-755هـ) والتي قعد للتدریس فیها. سوی أنه سافر في هذه الفترة مع جماعة من فقهاء الأندلس وعلمائها ورجالها ومنهم ابن الخطیب إلی ملك المغرب، ویقول ابن الخطیب عن هذه السفرة «كانت له، حیث حل الشهرة وعلیه الازدحام والغاشیة» (الإحاطة، 3/36).

تتلمذ علی ابن الفخار الكثر من الطلاب في الصرف والنحو والعروض والقراءات والتفسیر والفقه، وأجاز جماعة من علماء ومحدثي المغرب والأندلس (ابن الخطیب، ابن حجر، ن.ص). وكان من تلامذته كل من ابن الخطیب وابن زَمرَك (ابن الخطیب، ن.م، 2/302، 3/36، 4/458؛ المقری، أزهار…، 2/9، 14 نفح…، 7/77)، وكذلك محمد بن سعد بن بقي خطیب غرناطة ومدرسها الشهیر (ابن الخطیب، ن.م، 3/39-40)، ومنصور بن علي الزواوي الذي أذن له ابن الفخار بالتدریس «بموصع قعوده من المدرسة بعده» (ن.م، 3و328) ویمكن أن نذكر أیضاً أبا عبد الله محمد بن علي البَلَنسي (تـ 782هـ/1380م) الذي خلفه ابن الفخار في مدرسة غرناطة الكبری (ابن الجزري، 2/201)، وأبا جعفر أحمد بن یوسف بن مالك الغرناطي، وأبا جعفر أحمد بن یوسف الرعیني أستاذا ابن الجزري (م.ن، 1/151، 2/200)، وأبا القاسم الفهري (ظ: البلوي، ن.ص). وكان طلابه في الأندلس من الكثرة ما دعا ابن الخطیب إلی القول (ن.م، 3/36) «وقلّ في الأندلس من لم یأخذ عنه من الطلبة»، كما كان إقبالهم علیه من أطراف الأندلس ما دعا ابن الخطیب (ن.ص) إلی تسمیته بـ «رحلة الوقت» أیضاً.

ورغم طول باع ابن الفخار بمختلف العلوم والفنون وتخرج تلامذة علیه في كل منها، إلا أن اهتمامه كان ینصب علی تدریس النحو جریاً علی مدرسة البصرة (ظ: ابن الخطیب، ن.م، 3/35). ولذلك فقد دعاه ابن الخطیب بـ «سیبویه الزمان» وشهره به إلی جانب الألقاب العلمیة العدیدة التي أطلقها علی أستاذه في ثنایا كتبه (ن.م، 1/459، 3/35؛ المقري، نفح، 7/377). وكان اعتماده في تدریسه القواعد وحل مسائل اللغة العربیة علی أستاذه أبي إسحاق الغافقي الذي له تصانیف مفیدة في علم النحو (النباهي، 133-134). وكان الغافقي أنجب طلاب ابن أبي الربیع وخلیفته في النحو، وهو أنجب طلاب الشلوبین النحوي الكبیر بالأندلس وخلیفته أیضاً (السیوطي، 2/125-126). وهكذا فقد استطاع ابن الفخار الذي یقر جمیع معاصریه بفضل في النحو والعربیة (ابن الخطیب، ن.م، 4/458) أن یجدد بغرناطة بعد نصف قرن حلقات درس الشلوبین بإشبیلیة (ن.م، 3/35؛ ابن حجر، ن.ص؛ السیوطي، 1/174).

وقد تولی ابن الفخار الخطابة بالجامع الأعظم بغرناطة سنوات طویلة إلی جانب التدریس في المدرسة النصریة (التي أقیم مكانها جامعة غرناطة الیوم) (ابن الخطیب، ن.م، 3/36؛ قا: ابن الجزري، 2/200)، وأفاد منه بالإضافة إلی الكثیر من الطلبة عامة الناس.

ویقول ابن الخطیب (ن.ص) إن ابن الفخار «كان نحیفاً مفرط الطول متوسط الزي مقتصداً في أحواله جامعاً بین الحرص والقناعة، لایأخذ علی درسه أجرة إلا الجرایة المعروفة وخصوصاً فیما دون البدایة». وقف عمره كله علی الدرس والبحث وكأنه لایملك منزلاً سوی المسجد والمدرسة، ولیس عجیباً ألایشیر ابن الخطیب إلی بیت أو أسرة أو تصنیف وتألیف له.

حضر ابن الخطیب تشییع ابن الفخار وأشار إلی مشیعیه الكثیرین قائلاً: خمدت قرائح الآخذین عنه علی كثرتهم تقصیراً عن الوفاء بقصیدة رثاء في مأتمه ما عدا أحد تلامذته الشباب باسم محمد بن عبد الله اللوشي الذي رثاه بقصیدة في 21 بیتاً (ن.م،3/37-38).

و«ابن الفخار» اسم اشتهر به خمسة أشخاص آخرین علی الأقل من العلماء والفقهاء والأدباء بین القرنین 4 و8 هـ/10 و14م، ولذلك حدث خلط كثیر في قصة حیاتهم، كما فعل ابن الخطیب مراراً (علی سبیل المثال، ظ: ن.م، 3/32، 4/196)، فاستبدل كنیة ابن الفخار البیري (أبو عبد الله) بابن الفخار الأَركشي (أبو بكر). كما نسب المقري (ظ: نفح، 7/350-377) فوائد صرفیة ونحویة مرویة عن أبي إسحاق الشاطبي یبدو من الشواهد أنها لابن الفخار الأركشي (أبوبكر) (ظ: ن.م، 7/373)، نسبها لابن الفخار البیري (أبو عبد الله)، وعلی هذا فقد جعل أبا إسحاق الشاطبي من تلامذته (علی سبیل المثال، ظ: مخلوف، 228، 231).

 

المصادر

ابن الجزري محمد، غایة النهایة، تقـ: ج برجستراسر، بیروت، 1352هـ/1933م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الدرر الكامنة، تقـ: شرف ‌الدین أحمد، حیدرآباد الدكن، 1396هـ/1976م؛ ابن الخطیب، محمد، الإحاطة في أخبار غرناطة، تقـ: محمد عبد الله عنان، القاهرة، 1395هـ/1975م؛ م.ن، أعمال الأعلام، تقـ: لیفي بروفنسال، بیروت، 1956م؛ البلوي، أحمد، ثَبّت، تقـ: عبد الله العمراني، المغرب، 1403هـ/1983م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ؛ مخلوف، محمد، شجرة النور الزكیة، بیروت، 1350هـ؛ المقري، أحمد، أزهار الریاض، تقـ: مصطفی السقا وآخرون، القاهرة، 1358هـ/1939م؛ م.ن، نفح الطیب، تقـ: محمد البقاعي، بیروت، 1406هـ/1986م؛ النباهي المالقي، علي،تاریخ قضاة الأندلس، تقـ: لیفي بروفنسال، القاهرة، 1948م.

قسم الأدب العربي/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: