الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن عمرو التهامي /

فهرس الموضوعات

ابن عمرو التهامي

ابن عمرو التهامي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/28 ۲۲:۳۳:۴۷ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ عَمرٍو التِّهاميّ، أبو عبد الله محمد (تـ 1244هـ/1828م)، فقیه مالكي وأدیب ولغوي وخطیب وشاعر مغربي. جده الأعلی عمرو بن قاسم الأوسي فقیه صالح ومن الأندلسیین الذین هاجروا إلی الرباط في عهد السعدیین (876-1056هـ/1471-1646م) بعد سقوط الأندلس (المراكشي، 5/215؛ الصدیق، 137). وقد عرفوا بـ «التهامي» و«الأوسي» وأحیاناً بـ «الأنصاري» أیضاً لانتسابهم إلی سعد بن معاذ الأنصاري (ط: المراكشي، ن.ص؛ قا: الكتاني، 1/279؛ EI2, S).

ولد ابن عمرو بالرباط كما یقول ونشأ فیها (المراكشي، 5/218؛ قا: الكتاني، ن.ص). أخذ العلوم المعقولة والمنقولة عن علماء الرباط وسلا وفاس، وكان صاحب فطنة وذكاء. وقد فاق أقرانه في العلم والأدب وهو مایزال شاباً (ظ: المراكشي، 5/221). رحل إلی مراكش في 1224هـ عندما تجاهلوه في الرباط (ظ: الكتاني، 1/281)، فاشتغل في التدریس والإفتاء وإقامة صلاة الجمعة، وتقاطر علی مجلسه طلاب العلم من سائر أرجاء المغرب (المراكشي، 5/216-217). وبعد أن أمضی فترة في مراكش (10 سنوات)، توجه إلی مصر والحجاز وأقام فیهما 4 سنوات (م.ن، 5/223؛ قا: الكتاني، 1/280). ورافقه في سفره محمد بن عیسی الشَلَوي الفقیه الذي ورد اسمه في جمیع إجازاته (م.ن، 1/281؛ أیضاً ظ: المراكشي، ن.ص). وبعد عودته من رحلته إلی المشرق توجه إلی الرباط ثانیة ماراً بمراكش (م.ن، 5/217). وبما أنه كان في 1238هـ بمدینة فاس (ظ: السلاوي، 9/4؛ قا: المراكشي، ن.ص)، یبدو أنه قد أمضی حوالي عقدین من أخصب سني عمره في رحلاته خارج مسقط رأسه.

كان ابن عمرو فقیهاً زاهداً وأدیباً نزیهاً وجاداً في الحیاة وكثیر الخیر للفقراء (المراكشي، 5/216). وكان أولاده وأقرباؤه من أهل العلم والأدب (ظ: الكتاني، 1/280). ینتسب إلی السادة الحسنیة عن طریق أمه (المراكشي، 5/215). مر بفاس أثناء عودته من المشرق حین وفاة سلیمان بن محمد (حكـ 1207-1238هـ)، وكتب في المراسم التي حضرها أعیان المغرب من العلماء والأشراف (ظ: السلاوي، ن.ص) بیعة السلطان عبد الرحمن بن هشام (حكـ 1238-1276هـ) (المراكشي، 5/217). ویبدو أنه كان لایمیل إلی المناصب الحكومیة. ورغم أنه ناب عن أستاذه أبي العباس الحكمي في قضاء الرباط، كما ناب عن قاض آخر، إلا أنه رفض أي منصب بعد وفاة أستاذه (المراكشي، ن.ص). وانصب اهتمامه علی البحث والتحقیق والتدریس (ظ: م.ن، 5/216)، ولهذا لم یخلّف سوی دیوان شعر ومجامیع من المذكرات (ظ: آثاره).

اهتم ابن عمرو بروایة الحدیث وسافر إلی المشرق طلباً للحدیث علی غرار ما اعتاد علیه محدثو المغرب. روی في المغرب عن الحافظ ابن عبد السلام الناصري وأبي عبد الله محمد بن الحافظ الرباطي وأبي محمد عبد الواحد بن محمد الفاسي وآخرین، وفي مصر عن شهاب ‌الدین الدمهوجي ومحمد بن عمر الشاذلي وفي مكة عن أبي الحسن علي البیتي الباعَلَوي، وفي تونس عن برهان ‌الدین الریاحي ومحمد بن الخوجة (الكتاني، 1/279-280؛ المراكشي، 5/215-218؛ مخلوف، 382). وكان في الفقه والقضاء معتمد أكثر فقهاء المالكیة في المغرب، وكانوا یرجعون إلیه في مشاكلهم الفقهیة والقضائیة ویستفتونه. وعندما كتب قاضي فاس علی حكم له بالفساد، وقف كافة علماء مراكش إلی جانبه قائلين بصحة حكمه، وأمر السلطان سلیمان بن محمد بتنفیذه (المراكشي، 5/216). وكان بارعاً في أصول الفقه (ظ: الكتاني، 1/279)، وعارفاً بالتصوف والعرفان، حتی إنه عندما لقي محمد بن عمر الشاذلي شیخ الطیقة الشاذلیة، أجاز كل منهما الآخر (المراكشي، 5/217). أما في اللغة فقد روی القاموس، كما روی عن شارحه الزبیدي (تـ 1205هـ/1791م) بوساطة واحدة (الكتاني، ن.ص).

وفضلاً عن علم اللغة، فقد كان ابن عمرو بارعاً في فن العروض والنظم والنثر والأدب العربي (ظ: المراكشي، 5/216، 221). وتعود جُل شهرته في الشعر إلی قصیدته القافیة في مدح الرسول الأكرم‌(ص) والتي تتضمن 176 بیتاً، وقد عارض فیها قصیدة ابن الونّان (ن.ع) المعروفة بـ الأرجوزة الشمقمقیة التي تتألف من 275 بیتاً (المراكشي، 5/220-221؛ كنون، 11). وتتجلی أهمیة هذه المعارضة في أن ابن الونّان تحدی في نهایة القصیدة أن یأتي أحد بمثلها (م.ن، 146). وقیل إن الذي دفعه لإنشاد القصیدة القافیة التي عُرفت فیما بعد بـ «العَمرویّة» (EI2, S)، هو شفاؤه من مرض النقرس ببركة الرسول‌(ص) قبل توجهه إلی مراكش (المراكشي، 5/222). ولمحمد بن عبد السلام السائح كتاب سوق المهر إلی قافیة ابن عمرو في شرح القصیدة (الزركلي، 7/72). وأورد المراكشي (5/218-220) قصیدة رائیة له من 37 بیتاً، قالها في تقریظ حواشي أستاذه أبي عبد الله محمد الرهوني علی كتاب الرحلة العیّاشیة الذي رواه بنفسه. ولایحظی شعره بذوق شاعري (قا: EI2, S).

كتب ابن عمرو في 10 ربیع الأول 1243 إجازة عامة بروایة كتاباته ومرویاته لولده الحسن وأخویه محمد وعبد الواحد وبنیهم وباقي أقاربه، ثم ودعهم وسافر للحج مع ولده الآخر محمد وابن أخیه، المعروف بالتهامي بن التهامي (الكتاني، 1/280). ودخل مدینة تونس في طریقه للحج فبالغ علماؤها وكبار مدرسیها في تعظیمه، وأكرموا وفادته، ومنهم قاضیها ومفتیها مصطفی بیرم. واضطر إلی البقاء فیها لبعض الوقت، فحضر مجلس درس أبي إسحاق إبراهیم الریاحي وشیخ الإسلام الثالث محمد بن محمد بیرم، وحصل علی إجازة منهما ومن كبار علماء تونس مثل محمد بن الخوجة و حمد الآبي ومحمد الشاذلي، كما أجازهم أیضاً (المراكشي، 5/217؛ مخلوف، ن.ص). وكتب خلال الأشهر التي أقامها في الحجاز الرحلة والفهرسة (المراكشي، 5/223)، وأودعهما لدی مرافقیه، ثم توفي بمكة بعد فترة من أدائه مناسك الحج ودفن عند مرقد السیدة خدیجة‌(ع) (ن.ص؛ قا: الكتاني، 1/279).

 

آثاره

1. دیوان (الكتاني، 1/281؛ ابن سودة، 436)، وأغلب شعره في مدح النبي الأكرم‌(ص) والنصیحة والحكمة (ظ: المراكشي، 5/216، 221)؛ 2. الرحلة الحجازیة (ابن سودة، 391). وترجم في هذا الأثر لمشایخه وأساتذته وهو في حدود عشرة كراریس (المراكشي، 5/223)؛ 3. الفهرسة، أو الفهرست، في عدة كراریس مبعثرة غیر تامة (الكتاني، ن.ص)؛ 4. كنّاشة، ویعني بها المغاربة سجل مذكرات أو مجموعة خواطر ذات صلة بالشؤون الشخصیة. ومن المؤكد أن هذا الأثر یحظی بأهمیة كبیرة نظراً لسمو مقامه العلمي والأدبي (ن.ص).

 

المصادر

ابن سودة، عبد السلام، دلیل مؤرخ المغرب الأقصی، تطوان، 1369هـ/1950م؛ الزركلي، الأعلام؛ السلاوي، أحمد، الاستقصاء، تقـ: جعفر ومحمد الناصري. الدار البیضاء، 1956م؛ الصدیق بن العربي، كتاب المغرب، الرباط، 1404هـ/1984م؛ الكتاني، عبد الحي، فهرس الفهارس والأثبات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1402هـ/1982م؛ كنون، عبد الله، شرح الشمقمقیة، بیروت/القاهرة، 1979م؛ مخلوف، محمد، شجرة النور الزكیة، بیروت، 1350م؛ المراكشي، عباس، الإعلام بمن حلّ مراكش وأغمات من الأعلام، فاس، 1357هـ/1938م؛ وأیضاً:

EI2, S.

محمد علي لساني فشاركي/ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: