الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / ابن علیوة /

فهرس الموضوعات

ابن علیوة

ابن علیوة

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/28 ۱۵:۰۵:۱۶ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ عَلیوَة، أبو العباس أحمد بن مصطفی بن محمد بن أحمد المستغانمي، المعروف بالشیخ العلوي (1286-1353هـ/1869-1934م)، صوفي وفقیه وشاعر جزائري. ولد بمستغانم بالجزائر (كحالة، 2/179؛ لینغز، 49-48). لم یدخل المدرسة في صغره، وقرأ القرآن علی أبیه وحفظ قسماً منه، اضطر فيشبابه إلی ممارسة أعمال مختلفة لسوء معیشته إلی أن مهر في صنع الأحذیة فانبسطت حاله. وبعد سنوات ترك هذه المهنة، ومال إلی التجارة. وكان في شبابه یبدي رغبة خاصة في حضور حلقات الذكر ومجالس الدرس، وتفتحت مواهبه بتعرفه إلی مشایخ الصوفیة، فغداد في البدء مریداً لأحد مشایخ الطریقة العیسویة، ومهر بالتدریج في ممارسة الأعمال الخارقة كالتقام النار واصطیاد الثعابین التي شاعت بین أتباع هذه الفرقة، ولكنه رأی بعد فترة أن هذه الطریقة لن تقرّبه من الحق، فنفض یده من هذه الأعمال واقتصر علی قراءة الأوراد والأدعیة وتلاوة القرآن، غیر أنه كان یبادر أحیاناً لاصطیاد الثعابین إلی أن تعرف إلی الشیخ محمد البوزیدي قطب الطریقة الدرقاویة الشاذلیة، فأوصاه الشیخ في أحد لقاءاته بالكف عن اصطیاد الثعابین الصغیرة، واصطیاد وترویض الثعبان الكبیر للنفس الذي هو أكثر رسماً وأشد قتلاً. وقد غدا ابن علیوة بعد فترة قصیرة من مریدي الشیخ محمد البوزیدي، وقد منعه الشیخ مؤقتاً من حضور مجلس درس الكلام وقال له: من الأفضل أن تعمل علی تصفیة الباطن بدل هذا العمل وأن تجد معنی التوحید في باطنك. وبعد فترة من المجاهدة النفسانیة، سمح له الشیخ بكسب العلم ورغّبه فیه.

ظل في خدمة الشیخ محمد البوزیدي مدة 15 عاماً. ولما توفي الشیخ دون أن یعین خلفاً له، اتفق أكثر مریدیه علی استخلاف ابن علیوة إثر أحلام رأوها. وحالوا دون سفره إلی طرابلس وكان عازماً علیه، وأخلفوه الشیخ، وبعد فترة توجه ابن علیوة إلی الجزائر ومنها إلی تونس. وعمل هناك علی طبع ونشر كتابه المنح القدوسیة، ثم قصد طرابلس وذهب منها إلی إستانبول. وقد صادف وصول إلیها في شتاء 1909م وقوع الحوادث السیاسیة والاضطرابات الاجتماعیة التي تعرضت لها البلاد العثمانیة، مما اضطر الشیخ للعودة سریعاً إلی الجزائر (لینغز، 78-48).

اشتغل ابن علیوة في مستغانم بإرشاد المریدین وتألیف الكتب والرسائل في التصوف، وإبداء آرائه الخاصة ونشرها . وفي هذه الأثناء تصدت له عدة زوایا في المنطقة ولاسیما الزوایا الدرقاویة. وبعد خمس سنوات قرر الشیخ الانفصال عن الزاویة الدرقاویة الأصلیة بمراكش ثم أسس فرعاً مستقلاً للطریقة الشاذلیة، وسماه الطریقة «العلویة الدرقاویة الشاذلیة»، وربما لهذا عرف بالشیخ العلوی. ومن دوافع الشیخ لذلك جعل الخلوة في أصول طریقته (م.ن، 84). وكان وضع الشیخ المالي آنذاك متدهوراً إلی حدّ كان یضطره أحیاناً لبیع أثاثه متعمداً ألا یقف مریدوه علی فقره (م.ن، 86). وقد أثار انتشار قصائد الشیخ معارضة العامة علیه، وكانت أول رسالة له في الدفاع عن التصوف، ورده علی رسالة مرآة الأخطاء، لأحد أساتذة معهد العلوم الدینیة بتونس (م.ن، 88-87).

وفي 1340هـ/1922م بدأ ابن علیوة بنشر مجلة أسبوعیة باسم لسان الدین، استبدلها في 1345هـ/1926م بأخری باسم البلاغ الجزائري، وقد استمر انتشارها لمدة بعد وفاة الشیخ، وكان الشیخ ینشر في هذه المجلة مقالات في الرد علی عقائد السلفیة الذین كانوا یعارضون الصوفیة بشدة (م.ن، 108-107). وتوفي أخیراً في مسقط رأسه بین مریدیه بعد سنوات من السعي في نشر آرائه وإشاعة طریقته (الزركلي، 1/258؛ لینغز، 32-31).

كانت طریقة ابن علیوة المعنویة هي الطریقة الدرقاویة الشاذلیة التي وصلته عن طریق محمد بن حبیب البوزیدي ومحمد بن قدور الوكیلي ومحمد بن عبد القادر (أبو یعزی المهاجي) وتتصل بعربي بن أحمد الدرقاوي وبواسطة 22 من المشایخ بالشیخ أبي الحسن الشاذلي (لینغز، 233-232). وكان ابن علیوة یمیل تبعاً لابن عربي وكثیر من صوفیة المغرب إلی العرفان النظري والتصوف، وكان مطلعاً علی النواحي العملیة أیضاً باعتباره مؤسساً وقطباً لطریقة عرفانیة. وكان كمشایخ الدرقاویة الشاذلیة السابقین یؤكد بشدة علی رعایة الشریعة، كما كان علی أتباعه أن یحفظوا كتاب المرشد المعین في علم‌ الدین لابن عاشر قبل قراءة كتاب المنح القدوسیة، لیطلعوا بذلك علی الواجبات الأولیة الشرعیة (م.ن، 176).

 

آثاره

 

ألف- المطبوعة

1. المنح القدوسیة في شرح المرشد المعین بطریق الصوفیة، ألف هذا الكتاب لبیان معاني الفرائض الباطنیة، ویشتمل علی إلهامات المؤلف القلبیة عن الكتاب الإلهي، طبع في حدود 1327هـ (لینغز، 177-176، 75, 58؛ كحالة، 2/179)؛ 2. مفتاح الشهود في مظاهر الوجود، وهو في علم الهیئة، وقد روعي فیه العلاقة بین علم الهیئة الجدید وماوراء الطبیعة. ویقول المؤلف إن موضوعات هذا الكتاب معارف انكشفت له عن طریق المكاشفة (لینغز، 230, 59-58؛ مجاهد، 3/93)؛ 3. القول المقبول فیما تتوصل إلیه العقول، وهو في العلاقة بین الإسلام والإیمان والإحسان، دوّن هذا الكتاب في 1913م (لینغز، 230)؛ 4. الأنموذج الفرید، وهو في بیان أسرار الحروف، وموضوعه بیان التوحید الخالص واندراج الكتب السماویة كلها في باء بسم الله، تم تألیف الكتاب في 1910م وطبع بالجزائر في 1926م (لینغز، 230, 148؛ فولتون، 122)؛ 5. لباب العلم في سورة والنجم، وهو تفسیر سورة النجم، دوّن في 1915م وطبع بمستغانم في 1948م (لینغز، 230؛ فولتون، ن.ص؛ الزركلي، 1/258)؛ 6. دوحة الأسرار في معنی الصلاة علی النبي المختار، رسالة قصیرة دونت في 1917م وطبعت في الجزائر (لینغز، فولتون، ن.ص)؛ 7. نور الإثمد في سنة وضع الید علی الید في الصلاة، رسالة فقهیة علی أساس المذهب المالكي، طبعت هذه الرسالة بالجزائر في 1926م (لینغز، 231؛ فولتون، ن.ص؛ كحالة، 2/179)؛ 8. الرسالة العلویة، ألفیة في الكلام والفرائض الإسلامیة والتصوف علی نهج كتاب المرشد المعین لابن عاشر، نظم بلغة سهلة (لینغز، ن.ص)؛ 9. القول المعروف في الرد علی من أنكر التصوف، في الدفاع عن التصوف والرد علی كتاب المرأة لإظهار الدلالات لعثمان ابن المكي، طبع في مستغانم عام 1948م (لینغز، كحالة، ن.ص؛ فولتون، 123-122)؛ 10. مبادئ التأیید في بعض ما یحتاج إلیه المرید. رسالة بلغة سهلة للمبتدئین في الطریقة العلویة. تم القسم الأول منه وهو عن أصول‌ الدین والطهارة في 1926 ولكن المؤلف لم یتمه، طبعت هذه الرسالة بمستغانم في 1948م (لینغز، الزركلي، ن.ص؛ فولتون، 122)؛ 11. تفسیر سورة والعصر، طبع بمستغانم في 1933م (لینغز، ن.ص؛ فولتون، 123)؛ 12. الله: القول المعتمد في مشروعیة الذكر بالاسم المفرد. دوّن هذا الكتاب في 1927م وطبع في 1931م (لینغز، ن.ص)؛ 13. رسالة الناصر معروف في الإب عن مجد التصوف. وهي مجموعة من ردود ابن علیوة في الدفاع عن التصوف تجاه السلفیة والتي نشرت في مجلة البلاغ الجزائري، وطبعت بدمشق بشكل رسالة مستقلة في 1931م (لینغز، 231؛ مجاهد، 3/94)؛ 14. الدیوان، طبع لأول مرة في 1921م (لینغز 230؛ الزركلي، كحالة، ن.ص)؛ 15. الأبحاث العلویة في الفلسفة الإسلامیة (الزركلي، ن.ص)؛ 16. الشهائد والفتاوي فیما صح لدی العلماء من أمر الشیخ العلاوي. ویضم رسائل ابن علیوة. جمعها ابن عبدالبارئ وطبعت بتونس في 1925م (فولتون، 121).

 

ب- المخطوطة

1. تفسیر القرآن، فسر ابن علیوة فیه سورة الحمد و40 آیة من سورة البقرة ثم لم یتمه خوفاً من الآراء العجیبة والغریبة التي أبداها كما یظهر، منه مخطوطة في زاویة مستغانم (لینغز، 230-58)؛ 2. المواد الغیثیة الناشئة عن الحكم الغوثیة، وهو تعلیق علی كلام أبي مدین، ویبدو أنه دون في 1910م. طبع قسم منه في 1942م (لینغز، 230).

 

المصادر

الزركلي، الأعلام؛ كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفین، بیروت، 1376هـ/1957م؛ مجاهد، زكي محمد، الأعلام الشرقیة، القاهرة، مطبعة حجازي؛ وأیضاً:

Fulton, A. S.and M. Lings, Second Supplementary Catalogue of Arabic Printed Books in the British Museum, London, 1959; Lings, M., A Sufi Saint of the Twentieth Century, London, 1971.

حسین لاشيء/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: