اِبْنُ غازي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي ابن غازي العثماني المكناسي (858-9جمادی الأولی 919هـ/1454-13 تموز 1513م)، فقیه مالكي ومؤرخ وأدیب وعالم في الحساب، ینتسب إلی بني عثمان وهي قبیلة من كتامة بمكناسة الزیتون في المغرب الأقصی (الزركلي، 5/336). ویری بعضهم ومنهم بابا التنبكتي (ص 334) أنه ولد عام 841هـ/1437م بالاعتماد علی أحمد المنجور في فهرسته؛ غیر أن ابن القاضي ذكر أنه ولد في 858هـ مشیراً إلی ما ورد في الروض الهتون في أخبار مكناسة الزیتون لابن غازي نفسه ویضیف: وهو خلاف ما ذكره أحمد المنجور في فهرسته، كأنه لم یقف علی ما له في الروض الهتون (1/320). ولد ابن غازي في مكناسة الزیتون وفیها نشأ وبها أخذ العلم (بابا التنبكتي، 333). وسافر في 891هـ إلی فاس (ابن القاضي، ن.ص)، وتعرف فیها إلی عدد من أساتذته وأخذ العلم عن بعض العلماء والفقهاء أمثال النیجي ومحمد بن قاسم القوري وأبي عبد الله الصغیر (بابا التنبكتي، ابن القاضي، ن.ص؛ الوزیر السراج، 1(3)/586)، كما أخذ عن إدریس ابن یخلف البوفرحي الصنهاجي وكان معاصراً له (ابن القاضي، 1/164)، ثم عاد إلی مسقط رأسه وأقام مدة بین أهله وعشیرته (كنون، 1/218-219).

كان ابن غازي بارعاً في تفسیر الحدیث وعلم الرجال وتراجمهم ووصف الحروب، وواسع المعرفة في علم القراءات والتفسیر والأدب والعروض والحساب والفرائض. أنفق عمره في طلب العلم وإقرائه والعكوف علی تقییده ونشره حتی غدا أكبر علماء عصره، وحذق فن التعلیم وكان یعقد مجالس قراءة القرآن والتفسیر و«یُسمع في كل شهر رمضان صحیح البخاري» (بابا التنبكتي، ن.ص). وكان یرحل إلیه طلبة العلم من الأقاصي للأخذ عنه، منهم علي بن محمد شریف التلمساني وابن العباس الصغیر وأحمد الدقون وعلي بن هارون وعبد الواحد الونشریسة وعبد الرحمن بن أحمد القصري الفاسي والحسن بن عثمان التاملي الجزولي (ابن مریم، 259؛ بابا التنبكتي، ن.ص؛ مخلوف، 276؛ ابن القاضي، 1/182).

وكان ابن غازي عذب المنطق حسن الإیراد والتقریر فصیح اللسان ممتع المجالسة حسن الأخلاق معظماً عند الخاصة والعامة، وأنطق أهل عصره (بابا التنبكتي، ن.ص). ولي خطابة مكناسة، ثم فاس، ثم الخطابة والإمامة مع التدریس بجامع القرویین آخراً (ن.ص). حضر الجهاد والمرابطة والمحافظة علی ثغور الإسلام مرات كثیرة. ولهذا خرج في آخر عمره لقصر كتامة [مدینة في الجزیرة الخضراء بالأندلس]، فمرض ورجع لفاس واستمر فیها إلی أن توفي (ن.ص). ودفن في الكغادین بفاس بإزاء قبر أستاذه محمد القوري (ابن القاضي، 1/320). وقبره بها معروف بباب الحمراء (الكتاني، 2/257). لأحد تلامذته شقرون بن أبي جمعة الوهراني قصیدة بدیعة وطویلة في رثائه (بابا التنبكتي، 334).

آثاره

1. بغیة الطلاب في شرح منیة الحُسّاب، وهو شرح لمنظومة له في علم الحساب، طبع بفاس في 1317 و1319 هـ؛ 2. الروض الهتون في أخبار مكناسة الزیتون، طبع بفاس في 1326هـ/1908م. وهو أهم كتبه وأكثرها فائدة، ترجم هودا جزءاً منه إلی الفرنسیة ونشر في «المجلة الآسیویة» (EI2)؛ 3. الفهرسة المباركة، وتسمی التعلل برسم (رسوم) الأسناد بعد انتقال أهل المنزل والناد، حققها محمد الزاهي وطبعت بالدار البیضاء في 1399هـ/1979م؛ 4. كلیات فقهیة علی مذهب المالكیة أو كلیات في الفقه، طبعت طبعة حجریة بفاس (للاطلاع علی آثاره المخطوطة، ظ: GAL, S, I/522, 546, II/96, 97, 311, 338؛ كحالة، 9/16؛ منصور، 227؛ حجي، 22، 29، 40، 135، 184).

المصادر

ابن القاضي، أحمد، جذوة الاقتباس، الرباط، 1973م؛ ابن مریم، محمد، البستان، تقـ: محمد بن أبي شنب، الجزائر، 1326هـ/1908م؛ بابا التنبكتي، أحمد، «نیل الابتهاج» في حاشیة الدیباج المذهب لابن فرحون، القاهرة، 1351هـ؛ حجي، محمد، فهرس الخزانة العلمیة الصبیحیة بسلا، الكویت، 1406هـ؛ الزركلي، الأعلام؛ الكتابني، محمد، فهرس الفهارس والأثبات، فاس،1347هـ؛ كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفین، بیروت، 1957م؛ كنون، عبد الله، النبوغ المغربي في الأدب العربي، بیروت، 1395هـ/ 1975م؛ مخلوف، محمد، شجرة النور الزكیة، بیروت، 1349هـ؛ منصور، عبد الحفیظ، فهرس المخطوطات المكتبة الأحمدیة بتونس، بیروت، 1388هـ؛ الوزیر السراج، محمد، الحلل السندسیة، تونس، 1970م؛ وأیضاً:

EI2; GAL, S.

أبو الحسن دیانت/ ن.