الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن العفیف التلمساني /

فهرس الموضوعات

ابن العفیف التلمساني

ابن العفیف التلمساني

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/28 ۰۹:۵۷:۳۵ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ العَفیفِ التِّلِمسانيّ، محمد بن سلیمان (661-688هـ/1263-1289م)، المعروف بالشاب الظریف، شاعر وأدیب من عصر الممالیك. كان والده عفیف‌ الدين التلمساني من مشایخ الصوفیة، وله عدد من التصانیف المهمة منها شرح فصوص الحكم لابن عربي، توفي بعد ابنه في 690هـ. ترك مسقط رأسه تلمسان أثناء شبابه وأقام في خانقاه سعید السعدادء بالقاهرة. وولد ابن العفیف في هذه الفترة (الصفدي، الوافي…، 3/130؛ ابن فضل الله، 16/179؛ قا: فروخ، 3/658)، وتوجه في صباه مع والده إلی دمشق وقرأ فیها كتاب المنهاج علی مؤلفه محیي‌ الدين النووي، وفي 670هـ أجازه روایته عنه مع أبیه (الصفدي، ن.ص). وذهب بعضهم (ن.ص؛ ابن الفرات، 8/85) إلی أنه ولي عمالة الخزانة في دمشق، ونسب بعضهم هذا المنصب لأبیه (فروخ، 3/656؛ البستاني، 3/384).

توفي ابن العفیف بدمشق وهو في الـ 27 من عمره ودفن في مقبرة الصوفیة وقد نظم والده قصیدة تفیض بالحزن والألم في رثائه (الصفدي، ن.م، 3/135-136؛ ابن الفرات، 8/88-89). وكان ابن العفیف كما یبدو یتصف بالفضل والعلم بالإضافة إلی الظرف والخطابة، وقد أشارت بعض المصادر إلی ذلك (مثلاً ابن تغري بردي، 7/381)، كما أن أحد أبیات والده یدل علی ذلك. حیث یقول: «قد حملت نفسه العلوم إلی الفردوس والنعش فوقه الجسد» (الصفدي، ن.ص، البیت 9). كما یبدو من هذه القصیدة أن للشاعر الشاب خطّاً في غایة الحسن، فوالده یقول: «أین البنان التي إذا كتبت وعاین الناس خطها سجدوا» (ن.ص، البیت 4).

نظم ابن العفیف الشعر في أول شبابه، والمجموعة الشعریة التي بین أیدینا من شعره ناقصة للغایة. ویبدو أن الشیخ أثیر‌ الدين (تـ 745هـ) وكان لدیه دیوانه الأصلي، نقل مختارات منه، ولذلك یشاهد في دیوانه الكثیر من الغزل، ولاسیما الغزل بالمذكر، أما أغراضه الأخری كالمدح والهجاء والوصف فقلیلة جداً، كما یبدو أن كثیراً من القصائد حذفت أقسام منها لاندري مقدارها الیوم. ومخطوطات الدیوان تدل أیضاً علی نوع من الاضطراب، فیتراوح عدد أبیاتها بین 62، 14 و1,964 بیتاً وتصل في طبعة شاكر هادي (شكر، 12). وقد أثنی الكتّاب علی شعر ابن العفیف (الصفدي، ن.م، 3/129) ووصفه ابن تغري بردي (ن.ص) وابن العماد (5/405) ولاسیما ابن فضل الله (16/179) بأنه ظریف وجزل ولطیف. ولم تؤثر أنواع المحسنات البدیعیة التي في الدیوان، والتي أوردها بمهارة، علی سلاسة الشعر ورقته، فأعجب الدمشقیون بشعره ثم انتشر في كل مكان لما كان فیه من المحسنات البدیعیة التي كانت تشیع آنذاك شیوعاً كبیراً بین أهل الأدب من جهة، ولما كان فیه من معان غزلیة بدیعة في ألفاظ وجمل بسیطة سلسة وأوزان قصیرة من جهة أخری. ورغم أن ابن فضل الله العمري یعلم ما داخل شعره من ألفاظ عامیة، غیر أنه أثنی علیه ثناءً وافراً، وأشار إلی تهافت الناس علیه. ویری أن استعمال الألفاظ العامیة أحیاناً أحد الأسباب لاهتمام الجمیع بشعره (ن.ص). كما استشهد بعض العلماء أیضاً بما في أشعاره من صناعات بدیعیة كابن حجة الحموي (ص 6، 23، 26، مخـ) وابن معصوم (1/160، 194، مخـ). ویدور أكثر ما في دیوانه حول الغزل بالمذكر الذي كان سائداً بین الشعراء آنذاك، مما دعا البعض إلی اعتباره من أهل الانخلاع والمجون (الصفدي، الوافي، 3/130؛ الذهبي، 3/367؛ قا: أبیات له في الغیث، الصفدي، 1/36). ویری عدد من المعاصرین بأنه یمكن استخراج بعض العبارات العرفانیة من غزله (زغلول، 227؛ شكر، 12-14)، أو على أغلب الظن أنه نظم غزله للتفكه وإظهار المقدرة الشعریة والهزل. ذلك أن أكثر من وصفهم في مقطوعاته شخصیات غریبة كالعطار (ص 126) والطباخ (ص 123) والمؤذن (ص 110) والزجاج (ص 109) والقلندري (ص 61) والكفتي (ص 217) والمقرئ (ص 226) وأحیاناً یصف نساءً كالعجانة (ص 126) والدایة (ص 139) وغیرهم. وقد اختار لمثل هذه المواضیع علی الأغلب الوزن الإیراني المعروف بـ «الدوبیت» الذي كان قد انتشر حدیثاً في الأدب العربي آنذاك.

ولایقتصر شعره علی هذا الغرض فحسب، فله بالإضافة إلی الغزل الذي یزخر بالظرف أحیاناً نحو 20 قصیدة في المدح نظمها في القاضي محمد بن یعقوب (ص 55-59، 187-188، 195) والأمیر ناصر الدين الحراني والي دمشق (ص 44-45) وقاضي القضاة حسام‌ الدين (ص 33-34، 41) والملك المنصور الأیوبي أیضاً (ص 98-100) وعدد من الأعیان. ویمكن القول إن أجمل شعره قصیدة في 31 بیتاً (ربما حذف قسم منها) نظمها في مدح أبیه (ص 67-69)، لم یشد به فیها فحسب، بل عبّر في غایة الرقة عن علاقته به واستكانته له.

كما نظم ابن العفیف الموشح الذي شاع في الشام آنذاك أیضاً. ولكن لم یبق لدینا منه سوی موشحتین وردتا في آخر دیوانه. وله نثر كما یبدو من فهرست كتبه، لاتزال قطع كثیرة مخطوطة منه في مكتبات العالم.

عدّه بعضهم شیعیاً لتشیع والده وبالاعتماد علی بعض أبیاته (ظ: شكر، 14-16)، وإن لم تؤید ذلك جمیع المصادر الشیعیة.

 

آثاره

 

ألف- المطبوعة

1. الدیوان، له طبعات كثیرة: القاهرة، 1281، 1287، 1308هـ؛ بیروت، 1856، 1885، 1891، 1907م؛ النجف، تقـ: شاكر هادي شكر، 1967م، وأعیدت طبعته ببیروت في 1405هـ/1985م؛ 2. مقامة، طبعت في دیوان التلعفري، بیروت، 1310هـ، وكذلك في دمشق بدون تاریخ.

 

ب- المخطوطة

1. مقامات العشاق، منه نسخة بباریس (دوسلان، رقم 3947)، الموصل (أحمد، 1/216-217)، طوب قابو وأیاصوفیا (ظ: GAL, I/300)، ومقامتان باسم فصاحة المسبوق في ملاحة المعشوق، والمقامة الهیتیة والشیرازیة ببرلین (آلوارت، VII/539)؛ 2. خطبة تقلید، منها نسخة ببرلین (ظ: GAL، ن.ص).

 

المصادر

ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن حجة الحموي، علي، خزانة الأدب وغایة الأرب، القاهرة، 1304هـ؛ ابن العفیف، محمد، دیوان، تقـ: شاكر هادي شكر، بیروت، 1405هـ/1985م؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351هـ؛ ابن الفرات، محمد، تاریخ، تقـ: قسطنطین زریق ونجلا عز الدين، بیروت، 1939م؛ ابن فضل الله العمري، أحمد، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، فرانكفورت، 1408هـ/1988م؛ ابن معصوم المدني، علي، أنوار الربیع في أنواع البدیع، تقـ: شاكر هادي شكر، النجف، 1388هـ/1968م؛ أحمد، سالم عبد الرزاق، فهرس مكتبة الأوقاف العامة في الموصل، الموصل، 1395هـ/1975م؛ البستاني؛ الذهبي، محمد، العبر، تقـ: محمد السعید بن بسیوني زغلول، بیروت، 1405هـ/1985م؛ زغلول سلام، محمد، الأدب في العصر المملوكي، القاهرة، 1980م؛ شكر، شاكر هادي، مقدمة وحواش علی دیوان (ظ: همـ، ابن العفیف): الصفدي، خلیل، الغیث المسجم في شرح لامیة المعجم، بیروت، 1395هـ/1975م؛ م.ن، الوافي بالوفیات، تقـ: هلموت ریتر، بیروت، 1381هـ/1961م؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1981م؛ وأیضاً:

Ahlwardt; De Slane; GAL

عنایت ‌الله فاتحي ‌نژاد/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: