اِبْنُ عَلّان، شهاب‌ الدین أحمد بن إبراهیم بن محمد علان الشافعي (975- رمضان 1032هـ/1567- حزیران 1624م)، من صوفیة النقشبندیة. یصل نسبه بـ 20 واسطة إلی أبي بكر كما ورد في منظومة له، ولذا لقب بالصدیقي (المحبي، 1/157). ویبدو من شجرة نسبه أن بعض أجداده عاشوا في إیران، فجده الرابع علي بن مبارك شاه كان یعتبر من العلماء الشهیرین بشیراز في القرن 8هـ. كما أن إجادته للغة الفارسیة (ظ: الخاني، 3) تنبئ عن اتصاله بإیران أو بعبارة أخری عن أصله الإیراني، وإذا صح أنه ولد في مكة (الزركلي، 1/88)، فلیس من شك في أن هجرة أسرته من إیران وإقامتهم في مكة تعود إلی زمن أبیه إبراهیم، أوجده محمد علان، ذلك أنه كان متضلعاً من اللغة الفارسیة بشكل دعاه إلی ترجمة الآثار المدونة بها (ظ: قسم آثاره). وهذا یدل علی أنه نشأ في أسرة تلم بالفارسیة وتتكلم بها.

لیست لدینا معلومات عن المراحل الأولی من دراسته إلا أنه استناداً إلی قول المحبي (1/157-158) الذي عده في المرتبة السامیة من العلم ومن العلماء الفحول، وإلی قراءة ابن أخیه محمد علي القرآن والحدیث والفقه والتصوف علیه (نامۀ دانشوران، 4/432)، یمكن القول إنه كان یهتم بدراسة العلوم الدینیة قبل نزوعه إلی التصوف ثم اتصل بتاج‌ الدین زكریا العثماني النقشبندي (تـ 105هـ)، وأخذ عنه العلوم الصوفیة علی الطریقة النقشبندیة، وبلغ مرتبة الشیخیة والإرشاد (المحبي، 1/157؛ الخاني، ن.ص؛ البغدادي، 1/244). توفي في مكة ودفن في الجانب الغربي من قبر السیدة خدیجة‌(ع) (المحبي، 1/158).

آثاره

یبدو مما دوّنه ابن علان من شروح علی بعض قصائد الصوفیة القدماء وأقوالهم، أنه وإن صادر «إمام التصوف في زمانه» كما یقول المحبي، إلا أن هذا الرأي یتعلق بالناحیة العملیة من تصوفه، ولیس بالناحیة العلمیة والإبداعات الناتجة عن الوجد والأذواق الصوفیة. وله من المصنفات:

ألف- المطبوعة

1. شرح قصیدة ابن بنت المَیلق، وهو شرح القصید الصوفیة لمحمد بن عبد الدائم بن محمد بن سلامة الشاذلي، وقد طبعت في مصر (1305هـ)؛ 2. شرح قصیدة لأبي مَدین شعیب بن الحسین الأنصاري، وقد نشر مع الشرح السابق.

ب- المخطوطة

1. رسالة في الطریقة النقشبندیة، جمع فیها آداب الزوایا، وذكر جماعات من مشایخ النقشبندیة بدأهم بشیخه تاج الدین، ورغم أن المحبي (ن.ص) والبغدادي (1/156) لم یشیرا إلی أن هذا الكتاب ترجمة مقامات الخواجه بهاء‌ الدین النقشبندي بالعربیة، تألیف صلاح بن مبارك البخارائي والشهیر بـ أنیس الطالبین وعدة السالكین (ظ: منزوي، 11/808)، إلا أنه یمكن القول استناداً إلی ما ذكره الخاني (ن.ص) إن هذا المصنف هو ترجمة أنیس الطالبین مع إضافات لابن علان في ترجمة مشایخ النقشبندیة الذین اشتهروا بعد زمن صلاح البخارائي في هذه الطریقة. توجد من هذا الكتاب نسخة في معهد التراث بحلب (كمال، 62)؛ 2. شرح حكم أبي مَدین، وهو شرح یدور حول تقالید الزوایا وآدابها. وذكر له الزركلي (1/88) كتاباً باسم «شرح الحكم العطائیة»، وهو سهو منه، ولیس من شك في أنه نفس شرح حكم أبي مدین والذي وصفه المحبي (ن.ص) بأنه «شرح مفید». توجه منه مخطوطتان: إحداهما في الظاهریة (الظاهریة، 2/131) والأخری في برلین (آلوارت، رقم 8681)؛ 3. شرح قصیدة ابن الجلیل في التصوف، منه نسخة في الظاهریة (كحالة، 35)؛ 4. شفاء الأسقام، وهي رسالة في الطب. منها نسخة بخط المؤلف، مؤرخة 1004هـ، تحفظ في مكتبة أحمد الثالث بإستانبول (ششن، 81).

ج- المفقودة

1. شرح رسالة الشیخ أرسلان الدمشقي، وهو شرح في التوحید علی الطریقة الصوفیة (المحبي، البغدادي، ن.ص)؛ 2. شرح قصیدة السودي (المحبي، 1/157)؛ 2. شرح قصیدة الشهروزوري (المحبي، 1/158). ویورد باسلامة (ص 100) بالإضافة إلی ذلك في حدیث عن تاریخ الكعبة روایة عن أحمد بن علان، هي ولاشك لابن أخیه أي محمدعلي، الذي یعرف أیضاً بابن علان، وله كتاب عن تاریخ عمارة بیت‌الله (قا: نامۀ دانشوران، 4/431).

المصادر

باسلامة، حسین عبدالله، تاریخ الكعبة المعظمة، تقـ: عمر عبد الجبار، القاهرة، 1384هـ/1964م؛ البغدادي، هدیة؛ الخاني، محمد، الحدائق الوردیة في حقائق أجلاء النقشبندیة، القاهرة، 1306هـ؛ الزركلي، الأعلام؛ ششن، رمضان، فهرس مخطوطات الطب الإسلامي في مكتبات تركیا، إستانبول، 1404هـ/1984م؛ الظاهریة، المخطوطات (التصوف)؛ كحالة، عمر رضا، المستدرك علی معجم المؤلفین، بیروت، 1406هـ؛ كمال، محمد، فهرس المخطوطات المودعة في خزانة معهد الترك العلمي العربي، حلب، 1400هـ/1980م؛ المحبي، محمد، خلاصة الأثر، القاهرة، 1284هـ؛ منزوي، المخطوطات المشتركة؛ نامۀ دانشوران، قم، دار الفكر؛ وأیضاً:

Ahlwardt.

نجیب مایل هروي/ن.