الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / ابن عبدالمنعم الحمیري /

فهرس الموضوعات

ابن عبدالمنعم الحمیري

ابن عبدالمنعم الحمیري

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/22 ۱۷:۵۲:۳۵ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ عبد المُنعِمِ الجِمیَريّ، یبدو أنه اسم اثنین ربما ینتسبان لسلالة واحدة من القرنین 7 و8 هـ/ 13 و14م:

 

1. أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم الصنهاجي الحمیري (تـ 727هـ/ 1327م)

نحوي من أهل سبتة. وردت أقدم المعلومات عن هذا العالم المغربي في كتاب ابن الخطیب الأندلسي (3/134-135)، وغیره كابن حجر (5/282) والسیوطي (1/164). وقد أشاد ابن الخطیب به بوصفه رجل صدق، طیب اللهجة سلیم الصدر تام الرجولة صالحاً عابداً. وكان من صدور الحفاظ لم یستظهر أحد في زمانه من اللغة ما استظهره، وكان یحفظ كتابي الجوهري وسیبویه، كما كان مشاركاً في أصول الفقه آخذاً في العلوم العقلیة مع ملازمة لأحكام الشریعة. طلب العلم كبیراً (بعد الـ27 من عمره) وأخذ في سبتة عن أبي إسحاق الغافقي (تـ 716هـ) وأبي القاسم ابن الشاط (تـ 723هـ) وغیرهما (ابن الخطیب، ن.ص).

ذكر ابن حجر أنه توفي عام 727هـ (ن.ص)، وقال ابن الخطیب إنه مات بالطاعون (ن.ص). وكان قد رافق الوفد الذي ذهب إلی غرناطة لیقرر تبعیة سبتة لبني نصر (ن.ص). ویبدو أنه هو نفس ابن عبد المنعم الذي ورد باسم أبي عبد الله بن عبد المنعم الصنهاجي بین أصحاب القبور المعروفة بسبتة في كتاب اختصار الأخبار عما كان بثغر سبتة من سنيّ الآثار لمحمد بن قاسم الأنصاري (لیفي بروفنسال، المقدمة، 18)، لم یشر ابن الخطیب وغیره من قدماء المؤلفین إلی تصنیف له.

 

2. أبو عبد الله محمد بن أبي محمد عبد الله بن عبد المنعم بن عبد النور الحمیري

ملمّ بتاریخ المغرب والأندلس. لم ترد في المصادر القدیمة أیة معلومات عن حیاته سوی أن له معجماً جغرافیاً، والخبر التاریخي الوحید عنه أورده حاجي خلیفة وهو أن وفاته كانت في 900 هـ/ 1494م (ط فلوغل، 3/490)، ولكن هذا لایتفق مع الشواهد الأخری مما یزید الأمر غموضاً حول هویته ویدعو أحیاناً للظن بوجود ثالث باسم ابن عبد المنعم. وبالإضافة إلی هذا فقد أورد حاجي خلیفة اسمه في كتابه بشكلین مع یسیر من الاختلاف (ن.م، 3/490-491، قا: ط إستانبول، 1/920). أما المؤلف نفسه فیذكر في مقدمة كتابه الروض أن اسمه أبو عبد الله محمد بن أبي محمد عبد الله بن عبد المنعم الحمیري (كراتشكوفسكي، 1/447)، ویری لیفي بروفنسال بالاعتماد علی ما یورد من أدلة أنه لابد من القبول بوجود مؤلفین باسم ابن عبد المنعم (أحدهما عاش في القرنین 7-8هـ والثاني في القرن 9هـ)، وكتابین باسم الروض المعطار، ویعتقد بوجوب قبول سنة 700هـ بدلاً من 900 لوفاة ابن عبد المنعم، وذلك رغم كون كتابه الروض مصدراً لبعض المؤرخین المصریین (القلقشندي والمقریزي) في النصف الأول من القرن 9هـ/ 15م، وأن حاجي خلیفه یذكر تاریخ وفاته (900هـ)، ورغم ما ذهب إلیه غودفروا دیمومبین من أن الاسمین اللذین ذكرهما حاجي خلیفة (ط فلوغل، 3/490-491؛ ط إستانبول، 2/920) هما اسم لكتاب واحد وكذلك إمكانیة الخطأ في وضع العدد 7 و9 (سبع وتسع) أو العكس في العربیة. وأخیراً وبالنظر لقبول تاریخ 17 صفر 866 الذي ورد في آخر نسخة تمبكتو من الروض المعطار بأنه سنة تألیف الكتاب، فقد افترض لیفي بروفنسال وجود ابن عبد المنعم ثان انتحل عمل الأول بعد أن أضاف إلیه شیئاً (المقدمة، 16-14). وبحسب رأي لیفي بروفنسال فإن ابن عبد المنعم الأول هو هذا الذي ذُكر في كتاب ابن الخطیب (ظ: الفقرة الأولی من المقالة هذه) (المقدمة، 17).

ویری إحسان عباس محقق كتاب الروض، أن حاجي خلیفة إنما هو عالم بالكتب وغیر مسؤول عن التحقیق في الفرق بین الاسمین، ولذلك فإن في كتابه أخطاء تاریخیة أخری، ولهذا فإن سنة وفاة ابن عبد المنعم في كشف الظنون خطأ، وإن التاریخ 866هـ الذي ورد في نسخة تمبكتو إنما هو سنة الاستنساخ ولیس تاریخ التألیف. ویعتقد إحسان عباس أیضاً (ص «و-ز») أن استنباط لیفي بروفنسال بوجود اثنین باسم عبد المنعم غیر صحیح، وأن مؤلف الروض هو الذي ذُكر في كتاب ابن الخطیب.

ورغم أننا لانجد دلیلاً یؤید رأي لیفي بروفنسال في اعتقاده بوجود ابن عبد المنعم ثانٍ وتحریر ثانٍ من الروض في القرن 9هـ، ولكن هنالك أسئلة لم یجب عنها كلا المحققین المذكورین وموانع لم یسعیا لإزالتها، لكي یعتبر ابن عبد المنعم مؤلف الروض أي الذي ذكره كل من المقري وحاجي خلیفة ونقل عن كتابه القلقشندي، نفس الذي ذكر في الإحاطة لابن الخطیب. فبالرغم من الفروق بین المقري وحاجي خلیفة، وما ورد في مخطوطات الروض من صفات لابن عبد المنعم، فإن ما وصف به صاحب الترجمة لانجد نظیره فیما ذكره ابن الخطیب، فقد وصفه حاجي خلیفة بـ «الشیخ العمدة» (ط إستانبول، 1/920؛ ط فلوغل،3/491) والمقري بـ «الفقیه» (4/357) والآخرون بـ «الشیخ الفقیه العدل» (لیفي بروفنسال، المقدمة، 11؛ الجیزي، 623).

والأهم من هذا ورغم شهرة الروض في القرن 9هـ وما بعده ولاسیما تأكید المقري علی كون ابن عبد المنعم حجة بتاریخ الأندلس (4/362)، إذ هو واحد من الأندلسیین (رفض عباس ادعاء المقري عن ابن عبد المنعم، ظ: ص «ك») فلایعلم السبب الذي دعا ابن الخطیب والمصادر المتأثرة به إلی عدم ذكر كتاب ابن عبد المنعم هذا. وما الذي یثبت أن المؤلف المذكور في كتاب المقري هو نفسه الذي ذكره ابن الخطیب؟ وما لم یتم الحصول علی دلیل أوضح، لایمكن اعتبار مؤلف الروض هو ابن عبد المنعم الذي ذكر في الإحاطة، فنحن لانعلم شیئاً عن أساتذة مؤلف الروض ولا عن تلامذته إن وجدوا، ولانعرفه إلا بكتابه المعروف هذا.

ولابد هنا من الإشارة إلی بعض النقاط عن هذا الكتاب: ورد الروض المعطار في خبر الأقطار بأسماء مختلفة في كتب الآخرین، فقد ذكره القلقشندي مختصراً باسم الروض المعطار (3/231، 4/125، 5/9) والمقري باسمه الكامل الروض المعطار في ذكر المدن والأقطار (4/357) وحاجي خلیفة بشكلین مختلفین: الروض المعطار في أخبار الأقطار (الأمصار) (ط إستانبول، 1/920) وروض المعطار في خبر الأقطار (ط فلوغل، 3/491). كما ورد اختلاف في جزء من الاسم في المخطوطات «الأخبار» و«الأقطار» (ظ: عباس، «م»). وقد عثر حتی الآن علی 6 مخطوطات من هذا الكتاب تم الاعتماد علیها (ظ: لیفي بروفنسال، المقدمة، 11-9؛ لیفیتسكي، 323؛ عباس، «ق») ولاتتیسر معلومات عن تاریخ تألیف هذا الكتاب كحیاة المؤلف، فبالإضافة إلی الخطأ الذي ارتكبه لیفي بروفنسال وكرّره لیفیتسكي (ص 322) والذي ذهب فیه إلی أنه أُلف في النصف الثاني من القرن 9هـ وقول كوبیاك (ص 198) إنه ألف في 800هـ/ 1397م، دون إبداء أي دلیل علی ذلك فإن الحوادث التاریخیة الواردة في الروض المعطار لاتتجاوز مطلع القرن 8هـ/14م. والحقیقة فإن أحدث تاریخ صرح به في الروض یتعلق بوفاة محیي ‌الدین أبي زكریا یحیی بن شرف النووي في 676هـ (ص 586)، ویتحدث المؤلف في مادة لوجارة عن إجلاء مسلمي صقلیة عنها (ص 514)، وقد تم ذلك في 700هـ/ 1301م (عباس، 514). ولكن ما ورد في مادة «إیلة» عن إصلاح قانصوه الغوري آخر ملوك الشراكسة لطریقها قبل 920هـ/1514م (ص 71) فهو من إضافة النساخ (عباس، «ك – ل»). ومن التغییرات والإضافات التي أدخلها النساخ علی النسخة الأصلیة، دعاء «رحمة الله علیه» للمؤلف في أخر مادة «الزلاقة».

وبالمقارنة بین مانقله القلقشندي من الروض مع النص الأصلي یتضح وجود توافق بینهما (مثلاً ظ: 3/214، 242، 4/91، 125، 140، 142، 244، 5/102، 106، 369؛ وفي الروض بالترتیب 466، 258، 186، 409، 500، 199، 389، 552، 143، 145، 51)، ما عدا أن المسافة بین الفسطاط والقاهرة في كتاب القلقشندي نقلاً عن الروض 3 أمیال (3/344)، بینما وردت هذه المسافة في نص الروض 3 أیام خطأً (ص 450). ویبدو أن هذه المسافة التي ذكرت في الروض بین القاهرة ومصر یراد منها المسافة بین القاهرة والفسطاط. كما أورد القلقشندي (5/9، 344) معلومات نقلت عن الروض لاتشاهد فیه، وهذا شاهد علی أنه لم یصلنا كتاب الروض كاملاً (ظ: عباس، «ص»). وهنا قد یبدو من المفید والمهم أن نشیر إلی طریقة نقل القلقشندي عن الروض مما یدعو القارئ إلی البحث عن الأهمیة النسبیة لكتاب ابن عبد المنعم من الناحیتین الزمانیة والمكانیة، فالقلقشندي لایرجع إلی الروض في حدیثه عن الفترة الواقعة بعد سیطرة التتار وذكر مناطق نفوذهم (4/429 ومابعدها)، بینما كان أكثر اعتماده علیه في التعریف ببلاد الشرق الإسلامیة (الشام ومصر والجزیرة العربیة) ولم یعتمد علیه كثیراً في الحدیث عن المغرب والأندلس وأوروبا. والنقطة الأخیرة هذه تدعو إلی طرح هذا السؤال: هل كان القلقشندي یعتبر ابن عبد المنعم شرقیاً؟ فلعل نسبة «الحمیري» دعته إلی هذا التصور (عباس، «ف»)، بینما یمكن للمعلومات الجغرافیة الكثیرة نسبیاً عن المغرب في الروض أن تدل علی نشأته المغربیة (لیفي بروفنسال، المقدمة، 21-20).

وإذا ما تساءلنا أین هو موقع الروض بین كتب المسلمین ومن أي مجموعة یعد؟ لابد من القول إن هذا الكتاب لیس مصنفاً جغرافیاً صرفاً كالمسالك والممالك والبلدان. فقد ذكر المؤلف في مقدمة كتابه المختصرة (ص 1-2) هدفه ونهجه وهما ذكر المواضع المشهورة التي تتعلق بها قصة أو معنی یستملح أو یستغرب، وترتیبه علی حروف المعجم لیصل الطالب إلی الموضع الخاص من غیر تكلف وعناء، ویقول ابن عبد المنعم إن هذا الكتاب یحتوي علی فنین مختلفین هما الأقطار (الجغرافیا) الأخبار (التاریخ)، وقد قاس في هذه المقدمة كتابه بالكتاب المعروف نزهة المشتاق للشریف الإدریسي (تـ 560هـ/ 1166م) فوجد كتابه هو أعظم فائدة وأكثر أخباراً وأوسع في فنون التواریخ. ویری ابن عبد المنعم أن عظم حجم كتاب الإدریسي یعود إلی اهتمام المؤلف بذكر المسافات بین الأماكن، بینما جعل ابن عبد المنعم الإیجاز قصده في كتابه وحرص علی الاختصار لیكون مبهجاً للنفوس ومؤنساً لمن استولی علیه الانفراد. ثم یلوم نفسه في نهایة المقدمة علی التشاغل بهذا الوضع عن الاشتغال بما لایغني عن أمر الآخرة، ویعزّي نفسه بما في الكتاب من فائدة، وباعتناء طائفة من العلماء قبله بمثله، ویطلب لنفسه العفو من الرب الغفور (ن.ص).

وبدراسة ما ورد في الكتاب یتراءی وفاؤه لبعض ماذكره في المقدمة والشك في وفاه في البعض الآخر، فهو حقاً قد صنف معجماً جغرافیاً تاریخیاً وأدبیاً من بعض النواحي، وتجاووز أحیاناً حدود الإیجاز في حدیثه المسهب عن بعض الأماكم عن الأخبار والحوادث التاریخیة المتعلقة بها (مثلاً عن «دمشق»: ص 237-243 و«الزلاقة»: ص 287-292). لكننا نلاحظ مقابل هذا الإفراط تفریطاً في بعض الحالات. فكان في حدیثه عن بعض الأماكم لایتجاوز حدود ذكر اسم المنطقة، أو المسافة التي تفصلها عن الأماكن الأخری دون ذكر أیة قصة تاریخیة أو مستظرفة (مثلاً «اصطبة»: ص 45، «الإسكندریة»: ص 56، «دبیل»: ص 233، «سامان»: ص 300، «سلماس»: ص 321: «ماذران»: ص 520، «یابه» و«یاب»: ص 615). كما التزم الترتیب الهجائي في الحرف الأول فقط، ولكنه لم یكن دقیقاً في الحروف الأخری (مثلاً وردت «إیلة»، ص 70-71 بعد «إیران» وقبل «الأیكة»). ورغم أن ابن عبد المنعم صرّح في مواضع قلیلة عن اقتباسه من نزهة المشتاق (مثلاً ص 49)، غیر أنه كثیراً ما أخذ عنه ولاسیما فیما یتعلق بإسبانیا وإفریقیة الشمالیة وصقلیة (لیفي بروفنسال، المقدمة، 20)، كما اقتبس بصورة عامة من الإدریسي في المعلومات المتعلقة بافریقیا الوسطی، إما نقلاً كاملاً أو تلخیصاً (مالیتسكا، 333). وكان من مصادره – بالإضافة إلی مذكر – المسالك والممالك لأبي عبید البكري (تـ 487هـ/1094م) والاستبصار في عجائب الأمصار لمؤلف مجهول (ألف في 587هـ/ 1191م) (لیفي بروفنسال، المقدمة، 21). وأشار ابن عبد المنعم في كتابه إلی مصادر أخری أیضاً مثل ابن إسحاق (ص 6) ابن عساكر (ص 19) والرازي (ص 32) وصاعد الأندلسي (ص 32) والبلاذري (ص 36) والمبرد (ص 37) والطبري (ص 44) وابن الأبار (ص 98 والسلفي (ص 162) والسهیلي (ص 468).

وقد غلبت علیه النزعة الأسطوریة، فروی بعض إشاعات زمانه، فأورد مثلاً في مادة «موریقس» خبراً عن وجود جبل كالجزیرة لایمر به شيء من المراكب المسمرة بالحدید، إلا اجتذبها وأمسكها فلا تكاد تتخلص منه (ص 564-565). ویمكن اعتبار بعض أخطاء المؤلف الجغرافیة من عجائبه أیضاً، فقد ذكر أن تبریز في خراسان من أعمال أذربیجان (ص 130) وإن أورد في مادة توریز معلومات أكثر وأوضح عنها (ص 143). وكرر نفس الخطأً في حدیثه عن «زنجان» (ص 294). وحینما یتحدث عن المدن الكبری في المشرق ولاسیما مدن إیران وماوراء النهر مثل «أصفهان» (ص 43). «بخاری» (ص 82-83)، «بغداد» (ص 109-112)، «تبریز = توریز» (ص 143)، «غزنة» (ص 428)، «هرات» (ص 594-595)، «همدان» (ص 596) و«یهودیة» أصفهان (ص 622) یشیر إلی تاریخ دخول التتار إلی هذه المدن وأخبارهم دون أن یتطرق إلی مصادره.

وبالنظر إلی مامر، لیس من الضروري المغالاة في تقییم هذا الكتاب وأهمیته (ظ: عباس، «ص»). فلا هو معجم جغرافي ككتاب یاقوت، ولامضمونه یتفق مع منهج المؤلف وقصیده، فقد اقتصر ابن عبد المنعم علی النقل والاقتباس من المصادر الأخری بلاتعمق وتحقیق. ومع ذلك فللكتاب مزایا لاتنكر، فهو بما اقتبس – ما أشار إلیه ولم یشر – یشب أن یكون نسخة ثانیة من كل مصدر أخذ منه (ن.ص)؛ فالقسم القلیل الذي لدینا الآن من كتاب البكري عن الأندلس مثلاً ذو أهمیة كبیرة (لیفي بروفنسال، المقدمة، 22). وبمقارنة المعلومات التي أوردها البكري عن بلاد الصقالبة مع ما ورد في الروض تبدو روایة الأخیر أكمل منها، ولذلك یبدو أن الاهتمام بطبع نسخة أتم من الروض أكثر ضرورة من كتاب البكري (لیفیتسكي، EI2, III/ 675; 324).

وفي الكتاب مادة غزیرة عن أحداث القرن 7هـ غیر معروفة لحد الیوم (عباس، «ص»). ولولا روایة ابن عبد المنعم عن غیره لضاع الكثیر مما دوّنه السلف ممن فقدت كتبهم (كراتشكوفسكي، 1/449).

كان الروض معروفاً یقتبس منه المؤلفون العرب لاشتماله علی نخبة من الآداب الجغرافیة والتاریخیة التي كانت قبله، وقد استقی منه بالإضافة إلی القلقشندي والمقري، كما ذكر، عدد من الكتاب كالسمهودي (القرنین 9-10هـ/15-16م) في وفاء الوفاء، ومقدیش (القرن 12هـ/18م) ومحمد بن عبد السلام النصاري السلاوي (القرن 13هـ/19م) في كتاب رحلاته، وذلك رغم ادراكهم اقتباس ابن عبد المنعم عن غیره (عباس، «ف»؛ كراتشكوفسكي، 1/450).

وقد ظن بعض المحققین وأصحاب التراجم أن المقریزي (تـ 845هـ/ 1442م) لخص كتاب عبد المنعم باسم جني الأزهار من الروض المعطار (GAL, II/50؛ جنثالث پالنثیا، 311؛ كراتشكوفسكي، 2/447؛ لیفي بروفنسال، المقدمة، 14) غیر أن فولرس وفیت وبلوشه أثبتوا رغم القسم الثاني من الاسم أن جني الأزهار تلخیص لكتاب الإدریسي نزهة المشتاق (كوبیاك، GAL, S, II/38; 199). وتعود شهرة الروض الیوم إلی لیفی بروفنسال الذي عرف به منذ 1931م بالمقالات والمحاضرات (المقدمة، 9)، وفي 1937م، نشر الجزء المتعلق بإسبانیا باسم صفة جزیرة الأندلس، منتخبة من كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار بالقاهرة. ونشر في السنة التالیة ترجمته الفرنسیة بلیدن، ثم نشر بعض المستشرقین بعده أجزاء أخری من الروض تتعلق بالبصرة وكرت ومدن إیطالیا وجزرها وبعض مناطق الصقالبة مثل براغ ومشقة، وسواحل إفریقیة الشرقیة ودرسوا ما فیه من معلومات عن أوروبا الشرقیة، والوسطی والجنوبیة (EI2, II/676)، وأخیراً حقق هذا الكتاب إحسان عباس بالاعتماد علی نسختي نور عثمانیة والمدینة ونشره في 1975م ثم في 1980م.

وفي المكتبة الأزهریة مخطوطة تضم جملة من فتاوی الفقهاء الأعلام باسم الحاوي جملاً من الفتاوي تألیف العلامة أبي عبد الله محمد ابن محمد بن عبد المنعم بن عبد النور الحمیري، رتبها علی أبواب الفقه (الأزهریة، 2/521).

 

المصادر

ابن حجر العسقلاني، أحمد، الدرر الكامنة، تقـ: شرف ‌الدین أحمد، حیدرآباد الدكن، 1396هـ؛ ابن الخطیب، محمد، الإحاطة، تقـ: محمد عبد الله عنان، القاهرة، 1395هـ؛ ابن عبد المنعم الحمیري، محمد، الروض المعطار، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1980م؛ الأزهریة، الفهرست؛ جنثالث پالنثیا، آنخل، تاریخ الفكر الأندلسي، تجـ: حسین مؤنس، القاهرة، 1955م؛ الجیزي الشافعي، خاتمة كتاب الروض المعطار (ظ: همـ، ابن عبد المنعم)؛ حاجي خلیفة، كشف؛ م.ن، ن.م، تقـ: غوستاف فلوغل، لایبزك، 1842م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ؛ عباس، إحسان، مقدمة وحواش علی الروض المعطار (ظ: همـ، ابن عبد المنعم)؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشی، القاهرة، 1393هـ؛ كراتشكوفسكي، إغناطیوس یولیانوفتش، تاریخ الأدب الجغرافي العربي، تجـ: صلاح‌ الدین عثمان هاشم، القاهرة، 1965م؛ المقري التلمساني، أحمد، نفح الطیب، تقJ: إحسان عباس، بیروت، 1388هـ؛ وأیضاً:

EI2; GAL; GAL, S; Kubiak, W., «Some West- and Middle- European Geographical Names...», Folia orientalia, Krakow, 1960, vol. I; Lévi- Provençal, E., La Péninsule ibérique au Moyen-âge, Leiden 1938; Lewicki, T., «Braġa et MišԽa d’après une source arabe inédite», Folia orientalia, Krakow, 1960, vol; Malecka, A., «La côte orientale de l’Afrique au Moyen-âge d’ après Le Kitāb ar-rawd» «al-miʿtār...», Folia orientalia, Krakow, 1963, vol. IV.

یوسف رحیم‌ لو/ ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: